شهيد الإسلام
19-04-2005, 03:39 PM
السلام عليكم والرحمه
صفــــات المدير المسلم
1. أن يكون حسن الخلق: فبالخلق الحسن يستطيع الإداري أن يكسب احترام
مرؤوسيه, فلا يشعر أحدهم أنه محتقر أو مهمش أو مستصغر . ولا أن تصدر منه
الكلمات النابية والألقاب المحقرة وإنما يعاملهم معاملة إنسانية حسنة فترتفع
حالتهم المعنوية فيقبلون على إنجاز العمل و هم في أحسن حال. وقد ضرب لنا الرسول
صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في حسن الخلق , فوصفه ربه سبحانه و تعالى
بقوله ( وانك لعلى خلق عظيم ) وقد قال صلى الله عليه و سلم ( بعثت لأتمم حسن
الأخلاق ) ومن هنا تتضح لنا الأهمية الكبرى لمكارم الأخلاق و حسنها .
2. أن يكون قدوة حسنة: فلابد وأن يكون الإداري المسلم أول من يطبق تعليمات
العمل , فلا يأمر بشي إلا ويكون هو أول من ينفذه , ولا ينهى عن شئ إلا و يكون
أول من يبتعد عنه. فلا يعقل أن ينادي بالالتزام بمواعيد العمل مثلا و هو غير
ملتزم بها, و لا يعقل أن ينادي بالعدل و هو ظالم, ولا بالإخلاص وهو غارق في
تفضيل وتقديم أعماله ومصالحه الشخصية. قال تعالى( يا أيها الذين آمنوا لم
تقولون مالا تفعلون ) .
3. أن يكون عادلاً يجب أن يكون عادلاً بين مرؤوسيه و ألا يفرق بينهم في
تعامله معهم , و لا يحابي مرؤوسا على حساب مرؤوس آخر فشعور المرؤوسين بعدالة
رئيسهم يرفع من حالتهم المعنوية و في نفس الوقت يمنحونه ثقتهم. قال صلى الله
عليه و سلم ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم , و تصلون عليهم و يصلون
عليكم , وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم , و تلعنونهم و يلعنوكم ). و
عكس العدل الظلم في معاملته لمرؤوسيه ولمن تحت إمرته من العمال و الموظفين.
ومن صوره حرمان الحقوق المادية كالأجور والرواتب , و الحقوق المعنوية
كالمراتب و الترقيات. و الظلم ظلمات يوم القيامة . وكان معوية رضي الله عنه
يقول : إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصرا إلا الله. وبكى علي بن الفضل
يوما فقيل ما يبكيك . قال أبكي على من ظلمني إذا وقف غدا بين يدي الله تعالى
ولم تكن له حجة. وروي أن سلطانا كتب على بساطه:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك و عين الله لم تنم
4. أن يكون رحيماً: فالمدير المسلم الذي يكون رحيماً مع مرؤوسيه يحبونه و
يخلصون له و كذلك ترتفع حالتهم المعنوية.ومن الرحمة أن يصبر عليهم ويسعد
بترقيتهم وفتح سبل الخير عليهم. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ( اللهم من ولي من إمرتي شيئا, فشق عليهم فاشقق عليه , ومن
ولي من إمرتي شيئا فرفق بهم فارفق به ) وهذا لا يتنافى مع أن يكون المدير حازما
جادا لا يترك مجالا للتسيب و الكسل, ويحرص على مراقبة الموظفين و متابعتهم
وحثهم على الإنجاز و الفعالية. وقال الحسن بن أبي الحسن : إذا كان يوم القيامة
نادى مناد : من كان له على الله أجر فليقم , فلا يقوم ألا العافون عن الناس, و
تلا قوله تعالى ( فمن عفا و أصلح فأجره على الله ). و قيل من عادة الكريم إذا
قدر غفر , وإذا رأى زلة ستر. والذي يجب على العاقل مديرا كان أو أجيرا إذا
أمكنه الله أن لا يجعل العقوبة شيمته , و إن كان لا بد من الانتقام فليرفق في
انتقامه إلا أن يكون حد من حدود الله.,
5. أن يكون عفيف النفس: فإذا كان المدير عفيف النفس يعفها عن الشهوات و
المحرمات فما من شك أن مرؤوسيه سيقتدون به. وعن ابن عمر رضي الله عنه أن الرسول
صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر ( اليد العليا خير من اليد السفلى و
اليد العليا هي المنفقة و السفلى هي السائلة). و قيل للأسكندر ما سر الدنيا,
قال الرضا بما رزقت منها قيل : فما غنها؟ قال الحرص عليها. وقال الحسن : لو
رأيت الأجل و مروره لنسيت الأمل وغروره. قال بعضهم:
هي القناعة فالزمها تعش ملكا لو لم يكن منها ألا راحة
البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن و
الكفن
6. أن لا يستبد بالرأي: و خاصة عند اتخاذ القرارات الهامة بصفة الشورى مستبدا
برأيه و إنما عليه أن يشاور ويشيع جو المشورة . قال الله تعالى ( فاعف عنهم و
استغفر لهم وشاورهم). وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ما رأيت أحد أكثر مشورة
لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه و سلم.قال الحسن الناس ثلاثة: فرجل رجل
, ورجل نصف رجل , ورجل لا رجل . وأما الرجل الرجل فذو الرأي والمشورة. و أما
الرجل الذي هو نصف رجل فالذي له رأي ولا يشاور . و أما الرجل الذي ليس برجل
فالذي ليس له رأي و لا يشاور ). و لمحمد ألوراق:
إن اللبيب إذا تفرق أمره فتق الأمور مناظرا و مشاورا
و أخو الجهالة يستبد برأيه فتراه يعتسف الأمور مخاطرا
7. أن يكون نصوحا: يجب على المدير المسلم أن يكثر من إسداء النصح لمرؤوسيه إذا
رغب في الإقلال من الأخطاء الممكن الوقوع بها. فإذا ما قلت أخطاؤهم زادت
إنتاجيتهم و ثقتهم بأنفسهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد
استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة )
8. أن يتحلى بصفة الإيثار: فيجب أن يتصف المدير بصفة الإيثار وبعدم الأنانية
وألا يسعى إلى تحقيق المكاسب الشخصية من وراء اقتراحات مرؤوسيه, و إنما عليه
إسناد الحق لأصحابه و الفضل لأهله وذكر ذلك على من هو أعلى منه دون أن ينسب
العمل لأهله ولم يكن هو فاعله. قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا
يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه )
9. أن يكون ذا كفاءة و علم : لا بد و أن يكون المدير على درجة عالية من الكفاءة
الإدارية و العلم بأحوال العمل , بل يعمل على تنمية ذلك في نفسه , ذلك أن شعور
المرؤوسين أن رئيسهم على قدر عالي من الكفاءة والعلم سيشعرهم بالاطمئنان و
ستزداد ثقتهم به. قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون )
10. أن يكون حكيما فطناً: لا بد أن يتصف المدير المسلم بأن يكون ذكيا فطنا و
حكيما ,, فإذا ما أدرك المرؤوسين أن رئيسهم يتمتع بهذه الصفة زادت ثقتهم به, و
زاد اهتماهم بالعمل و حرصهم على الإتقان والتميز و الإبداع. ويجب عليه أيضا أن
يعيش بينهم متواضعا, قال صلى الله عليه و سلم : ( ما تواضع أحد لله ألا رفعه
الله ). وقال الأحنف بن قيس: ما تكبر أحد إلا من ذلة يجدها في نفسه. قال تعالى
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا و العاقبة
للمتقين ).
أخلاقيات الموظف المسلم
1. أداء العمل بدقة و إخلاص : إن طبيعة العلاقات بين الموظف و المنشأة هي
علاقة تعاقدية . قال سبحانه و تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )
وفاءا بهذا العقد و أن يكون الإنجاز بأقصى درجات الاستطاعة وقد بين الرسول صلى
الله عليه و سلم ذلك في الحديث ( إن الله يحب من العبد إذا عمل عملا أن يتقنه
).
2. الأمانة: يجب على الموظف أن يكون أمينا في أدائه لوظيفته, فوظيفته التي
يشغلها ليست ملكا له , بل هي تكليف لا تشريف , لذلك يقول الرسول صلى الله عليه
وسلم لأبي ذر ناصحا له : ( يا أبا ذر إنها أمانة , و إنها حسرة و ندامة إلا من
أخذها بحق الله فيها )
3. إطاعة الرؤساء و تنفيذ أمرهم : يتوجب على الموظف أن يطيع رؤساءه في الأوامر
التي يصدرونها إليه . وأن تكون الطاعة بالمعروف , وحتى إن كره الموظف من رئيسه
شيئا فيجب أن لا يخلط بين ذلك و بين الطاعة بالمعروف للأوامر. فعن أنس رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اسمعوا و أطيعوا , و إن استعمل
عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) .
4. عدم تضييع وقت الدوام الرسمي : و قد يكون ذلك بالتأخر عن الحضور الرسمي أو
التبكير في الانصراف منه. بل قد يكون الموظف مواظبا و لكن يضيع أوقات الدوام
الرسمي في الزيارات و المجاملات و الاتصالات الشخصية , وفي هذا تضييع لحقوق
الناس و أوقاتهم و مصالحهم . وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من ولاه
الله شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم, احتجب الله دون
حاجته وخلته وفقره يوم القيامة )
5. عدم المحاباة و المحسوبية : إن المحاباة و المحسوبية هي أولى خطوات الفساد
الإداري و تضييع المصلحة العامة. ومن المحاباة أن يقرب من يرغب ومن يزين له
الأعمال ويكيل له المديح, و يبعد من يقول الحق , ويحرص على الخير و يدله عليه.
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلـــــم ( إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له
وزير صدق , إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه. وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء
, إن نسي لم يذكره وان ذكر لم يعنه ).
6. الاستقامة : و هي إتباع الطريق القويم في معاملة الآخرين, و أداء الأعمال
, و التجرد في الحكم , و الأمانة في البيع والشراء والتعاملات المالية
والوظيفية في شتى أشكالها.
7. محاسبة النفس وتهذيبها : تعتبر محاسبة النفس الخطوة الأولى في طريق
الالتزام الأخلاقي للأفراد. وقد حث الإسلام على محاسبة النفس ومراجعة السلوك
ليعدل المسلم من تصرفاته , ويرجع عن أخطائه بالتوبة و الاستغفار. وكما جاء في
الأثر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.
منقول بتصرف من كتاب أخلاقيات الموظف المسلم
صفــــات المدير المسلم
1. أن يكون حسن الخلق: فبالخلق الحسن يستطيع الإداري أن يكسب احترام
مرؤوسيه, فلا يشعر أحدهم أنه محتقر أو مهمش أو مستصغر . ولا أن تصدر منه
الكلمات النابية والألقاب المحقرة وإنما يعاملهم معاملة إنسانية حسنة فترتفع
حالتهم المعنوية فيقبلون على إنجاز العمل و هم في أحسن حال. وقد ضرب لنا الرسول
صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في حسن الخلق , فوصفه ربه سبحانه و تعالى
بقوله ( وانك لعلى خلق عظيم ) وقد قال صلى الله عليه و سلم ( بعثت لأتمم حسن
الأخلاق ) ومن هنا تتضح لنا الأهمية الكبرى لمكارم الأخلاق و حسنها .
2. أن يكون قدوة حسنة: فلابد وأن يكون الإداري المسلم أول من يطبق تعليمات
العمل , فلا يأمر بشي إلا ويكون هو أول من ينفذه , ولا ينهى عن شئ إلا و يكون
أول من يبتعد عنه. فلا يعقل أن ينادي بالالتزام بمواعيد العمل مثلا و هو غير
ملتزم بها, و لا يعقل أن ينادي بالعدل و هو ظالم, ولا بالإخلاص وهو غارق في
تفضيل وتقديم أعماله ومصالحه الشخصية. قال تعالى( يا أيها الذين آمنوا لم
تقولون مالا تفعلون ) .
3. أن يكون عادلاً يجب أن يكون عادلاً بين مرؤوسيه و ألا يفرق بينهم في
تعامله معهم , و لا يحابي مرؤوسا على حساب مرؤوس آخر فشعور المرؤوسين بعدالة
رئيسهم يرفع من حالتهم المعنوية و في نفس الوقت يمنحونه ثقتهم. قال صلى الله
عليه و سلم ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم , و تصلون عليهم و يصلون
عليكم , وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم , و تلعنونهم و يلعنوكم ). و
عكس العدل الظلم في معاملته لمرؤوسيه ولمن تحت إمرته من العمال و الموظفين.
ومن صوره حرمان الحقوق المادية كالأجور والرواتب , و الحقوق المعنوية
كالمراتب و الترقيات. و الظلم ظلمات يوم القيامة . وكان معوية رضي الله عنه
يقول : إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصرا إلا الله. وبكى علي بن الفضل
يوما فقيل ما يبكيك . قال أبكي على من ظلمني إذا وقف غدا بين يدي الله تعالى
ولم تكن له حجة. وروي أن سلطانا كتب على بساطه:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك و عين الله لم تنم
4. أن يكون رحيماً: فالمدير المسلم الذي يكون رحيماً مع مرؤوسيه يحبونه و
يخلصون له و كذلك ترتفع حالتهم المعنوية.ومن الرحمة أن يصبر عليهم ويسعد
بترقيتهم وفتح سبل الخير عليهم. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ( اللهم من ولي من إمرتي شيئا, فشق عليهم فاشقق عليه , ومن
ولي من إمرتي شيئا فرفق بهم فارفق به ) وهذا لا يتنافى مع أن يكون المدير حازما
جادا لا يترك مجالا للتسيب و الكسل, ويحرص على مراقبة الموظفين و متابعتهم
وحثهم على الإنجاز و الفعالية. وقال الحسن بن أبي الحسن : إذا كان يوم القيامة
نادى مناد : من كان له على الله أجر فليقم , فلا يقوم ألا العافون عن الناس, و
تلا قوله تعالى ( فمن عفا و أصلح فأجره على الله ). و قيل من عادة الكريم إذا
قدر غفر , وإذا رأى زلة ستر. والذي يجب على العاقل مديرا كان أو أجيرا إذا
أمكنه الله أن لا يجعل العقوبة شيمته , و إن كان لا بد من الانتقام فليرفق في
انتقامه إلا أن يكون حد من حدود الله.,
5. أن يكون عفيف النفس: فإذا كان المدير عفيف النفس يعفها عن الشهوات و
المحرمات فما من شك أن مرؤوسيه سيقتدون به. وعن ابن عمر رضي الله عنه أن الرسول
صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر ( اليد العليا خير من اليد السفلى و
اليد العليا هي المنفقة و السفلى هي السائلة). و قيل للأسكندر ما سر الدنيا,
قال الرضا بما رزقت منها قيل : فما غنها؟ قال الحرص عليها. وقال الحسن : لو
رأيت الأجل و مروره لنسيت الأمل وغروره. قال بعضهم:
هي القناعة فالزمها تعش ملكا لو لم يكن منها ألا راحة
البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن و
الكفن
6. أن لا يستبد بالرأي: و خاصة عند اتخاذ القرارات الهامة بصفة الشورى مستبدا
برأيه و إنما عليه أن يشاور ويشيع جو المشورة . قال الله تعالى ( فاعف عنهم و
استغفر لهم وشاورهم). وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ما رأيت أحد أكثر مشورة
لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه و سلم.قال الحسن الناس ثلاثة: فرجل رجل
, ورجل نصف رجل , ورجل لا رجل . وأما الرجل الرجل فذو الرأي والمشورة. و أما
الرجل الذي هو نصف رجل فالذي له رأي ولا يشاور . و أما الرجل الذي ليس برجل
فالذي ليس له رأي و لا يشاور ). و لمحمد ألوراق:
إن اللبيب إذا تفرق أمره فتق الأمور مناظرا و مشاورا
و أخو الجهالة يستبد برأيه فتراه يعتسف الأمور مخاطرا
7. أن يكون نصوحا: يجب على المدير المسلم أن يكثر من إسداء النصح لمرؤوسيه إذا
رغب في الإقلال من الأخطاء الممكن الوقوع بها. فإذا ما قلت أخطاؤهم زادت
إنتاجيتهم و ثقتهم بأنفسهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد
استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة )
8. أن يتحلى بصفة الإيثار: فيجب أن يتصف المدير بصفة الإيثار وبعدم الأنانية
وألا يسعى إلى تحقيق المكاسب الشخصية من وراء اقتراحات مرؤوسيه, و إنما عليه
إسناد الحق لأصحابه و الفضل لأهله وذكر ذلك على من هو أعلى منه دون أن ينسب
العمل لأهله ولم يكن هو فاعله. قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا
يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه )
9. أن يكون ذا كفاءة و علم : لا بد و أن يكون المدير على درجة عالية من الكفاءة
الإدارية و العلم بأحوال العمل , بل يعمل على تنمية ذلك في نفسه , ذلك أن شعور
المرؤوسين أن رئيسهم على قدر عالي من الكفاءة والعلم سيشعرهم بالاطمئنان و
ستزداد ثقتهم به. قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون )
10. أن يكون حكيما فطناً: لا بد أن يتصف المدير المسلم بأن يكون ذكيا فطنا و
حكيما ,, فإذا ما أدرك المرؤوسين أن رئيسهم يتمتع بهذه الصفة زادت ثقتهم به, و
زاد اهتماهم بالعمل و حرصهم على الإتقان والتميز و الإبداع. ويجب عليه أيضا أن
يعيش بينهم متواضعا, قال صلى الله عليه و سلم : ( ما تواضع أحد لله ألا رفعه
الله ). وقال الأحنف بن قيس: ما تكبر أحد إلا من ذلة يجدها في نفسه. قال تعالى
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا و العاقبة
للمتقين ).
أخلاقيات الموظف المسلم
1. أداء العمل بدقة و إخلاص : إن طبيعة العلاقات بين الموظف و المنشأة هي
علاقة تعاقدية . قال سبحانه و تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )
وفاءا بهذا العقد و أن يكون الإنجاز بأقصى درجات الاستطاعة وقد بين الرسول صلى
الله عليه و سلم ذلك في الحديث ( إن الله يحب من العبد إذا عمل عملا أن يتقنه
).
2. الأمانة: يجب على الموظف أن يكون أمينا في أدائه لوظيفته, فوظيفته التي
يشغلها ليست ملكا له , بل هي تكليف لا تشريف , لذلك يقول الرسول صلى الله عليه
وسلم لأبي ذر ناصحا له : ( يا أبا ذر إنها أمانة , و إنها حسرة و ندامة إلا من
أخذها بحق الله فيها )
3. إطاعة الرؤساء و تنفيذ أمرهم : يتوجب على الموظف أن يطيع رؤساءه في الأوامر
التي يصدرونها إليه . وأن تكون الطاعة بالمعروف , وحتى إن كره الموظف من رئيسه
شيئا فيجب أن لا يخلط بين ذلك و بين الطاعة بالمعروف للأوامر. فعن أنس رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اسمعوا و أطيعوا , و إن استعمل
عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) .
4. عدم تضييع وقت الدوام الرسمي : و قد يكون ذلك بالتأخر عن الحضور الرسمي أو
التبكير في الانصراف منه. بل قد يكون الموظف مواظبا و لكن يضيع أوقات الدوام
الرسمي في الزيارات و المجاملات و الاتصالات الشخصية , وفي هذا تضييع لحقوق
الناس و أوقاتهم و مصالحهم . وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من ولاه
الله شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم, احتجب الله دون
حاجته وخلته وفقره يوم القيامة )
5. عدم المحاباة و المحسوبية : إن المحاباة و المحسوبية هي أولى خطوات الفساد
الإداري و تضييع المصلحة العامة. ومن المحاباة أن يقرب من يرغب ومن يزين له
الأعمال ويكيل له المديح, و يبعد من يقول الحق , ويحرص على الخير و يدله عليه.
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلـــــم ( إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له
وزير صدق , إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه. وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء
, إن نسي لم يذكره وان ذكر لم يعنه ).
6. الاستقامة : و هي إتباع الطريق القويم في معاملة الآخرين, و أداء الأعمال
, و التجرد في الحكم , و الأمانة في البيع والشراء والتعاملات المالية
والوظيفية في شتى أشكالها.
7. محاسبة النفس وتهذيبها : تعتبر محاسبة النفس الخطوة الأولى في طريق
الالتزام الأخلاقي للأفراد. وقد حث الإسلام على محاسبة النفس ومراجعة السلوك
ليعدل المسلم من تصرفاته , ويرجع عن أخطائه بالتوبة و الاستغفار. وكما جاء في
الأثر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.
منقول بتصرف من كتاب أخلاقيات الموظف المسلم