sapphier
04-01-2002, 03:54 AM
هذه سطور منتزعه من رسالة وجهها رجل إلى زوجته , قبل ساعات من إدخاله غرفه العمليات لازاله ورم في الدماغ . صاحب الرسالة يدعى نائل ,أما زوجته فتدعى بيداء , وقد سكبت, حسب تعبيرها, ألف متر مكعب من الدموع حين قرأت الرسالة .
كتب نائل :
" عزيزتي بيداء
هاأنا اكتب عزيزتي ثم ألوم نفسي , لماذا لا أخاطبك بعبارة حبيبتي ؟ و لماذا هذا الحياء الكاذب , الذي يلازمنا في أحرج اللحظات في حياتنا , فنروح نفكر : ماذا لو وقع الخطاب في
يد أحد ؟ ماذا لو قراه أحد من أولادنا ؟ و كان من العيب على الرجل أن يبدي الحب لزوجته أمام أطفالهما .
و إذن : حبيبتي بيداء . ما ألطفها من كلمه . وأنا أخطها في غرفتي في المستشفى . و الهدوء مخيم حولي , وقد غادر الزوار و خلت الممرات , و حان الوقت لكي اكتب لكي مالم اقله من قبل , و أن أصارحك بحقيقة مشاعري نحوك , يا حبيبتي , و أم أولادي .
لا تقولي انه إعياء المرض , يدفعني إلى تصرفات سأندم عليها حين استعيد عافيتي . أنا الآن بكامل قواي العاطفية . و كنت أتمنى لو قلت هذا الكلام قبل أسبوع , أو قبل شهر , أو قبل سنتين , أو في كل يوم من الأيام التي عشناها أنا و أنت , أي منذ اكثر من عشرين سنه .
هل كان من الضروري أن ينمو الورم الملعون في جمجمتي , لكي أتتشجع و أقول لكي : يا حبيبتي ؟ فاعلمي إذن انك كنت دائما في قلبي , و إنني مقبل على عمليه جراحية قد لا أقوم منها سالما . و إنني نادم على كل يوم مر بي من دون ان ابدي حبي و امتناني , و ان اقبل يدك , التي ساندتني في اصعب الأوقات .
اسمعي يا بيداء : : هذه قائمه بالأفعال التي مارستها خلال عشرين عاما من حياتنا معا , و كلها كانت أفعال طائشة أثارت أعصابك و جعلتك تتذمرين وتتعبين . وها أنا اعتذر لك عنها . فهل تقبلين اعتذارات بالجملة , تأخرت كثيرا ؟؟
اعتذر عن كل سيجاره أطفأتها في انيه النباتات الداخلية , بينما المنفضة لا تبعد عني سوى متر . اعتذر عن استلقائي كل يوم على الكنبة , أمام التلفزيون وحدي دون أن أفسح لك المجال لتجلسي إلى جواري آخر النهار , أنت المتعبة بألف عمل و عمل منزلي .
اعتذر عن خلعي جوربي في أي مكان في البيت , و دسها تحت أي منضده منخفضة أو وساده من وسائد الصالون أو رميها تحت سريرنا بعيدا عن متناول يدك , ما كان يضطرك إلى الحبو كل يوم بحثا عنها , في حين أن سله الغسيل أمام ناظري في الحمام .
اعتذر من إهمالي و قله لياقتي , حين كنت اقف أمام مرآة الحمام لاشذب لحيتي ( التي تحبينها ) , ثم اترك لك المغسلة و كأنها مز بله بشعة المنظر . اعتذر عن فرشاه أسناني التي كنت أنسى أن اغسلها بعد الاستعمال . ز عن انبوبه معجون الأسنان , التي يسقط غطاؤها أرضا فلا أكلف نفسي عبء الانحناء و البحث عنه , تاركا " الأشغال الشاقة المؤبدة " لك وحدك .
هل تكفي رسالة على باب غرفه العمليات , للاعتذار عن كل تلك الليالي , التي غفونا فبها جنبا إلى جنب من دون قبله او كلمه حانية ؟ أو الاعتذار عن كل تلك الصباحات التي غادرتك فيها , معطرا أنيقا لامع الشعر , دون عبارة وداع , تاركا مائدة الفطور و كأنها ساحة حرب ؟؟
اعتذر , بشكل خاص عن تلك الليالي , بعد كل ولادة كل واحد من أبنائنا , حين كنت انقل مضجعي إلى غرفه أخرى لانام هانئ البال , تاركا عذاب السهر و إرضاع الوليد , و القلق من حمى مفاجئه أو إسهال طارئ و كأنني أب مستقيل من الأبوة .
لا تقولي يا حبيبتي العزيزة أنها كلمات رجل يخاف الموت . فإذا كتب الله سبحانه و تعالى الحياة لي غدا , أعدك بأنني سأبدا صفحه جديده تليق بك , بنا معا "
انتهت الرسالة و عاد نائل إلى حياته الطبيعية و أراهن أن انبوبه المعجون مازالت من دون غطاء , و أن الجوربين تحت السرير , و أن قبله ما فقبل النوم تتأجل كثيرا . مع هذا أراهن على أن بيداء في احسن حالاتها . بعد أن قرأت تلك الرسالة التي تحلم بها كل زوجه .
كتب نائل :
" عزيزتي بيداء
هاأنا اكتب عزيزتي ثم ألوم نفسي , لماذا لا أخاطبك بعبارة حبيبتي ؟ و لماذا هذا الحياء الكاذب , الذي يلازمنا في أحرج اللحظات في حياتنا , فنروح نفكر : ماذا لو وقع الخطاب في
يد أحد ؟ ماذا لو قراه أحد من أولادنا ؟ و كان من العيب على الرجل أن يبدي الحب لزوجته أمام أطفالهما .
و إذن : حبيبتي بيداء . ما ألطفها من كلمه . وأنا أخطها في غرفتي في المستشفى . و الهدوء مخيم حولي , وقد غادر الزوار و خلت الممرات , و حان الوقت لكي اكتب لكي مالم اقله من قبل , و أن أصارحك بحقيقة مشاعري نحوك , يا حبيبتي , و أم أولادي .
لا تقولي انه إعياء المرض , يدفعني إلى تصرفات سأندم عليها حين استعيد عافيتي . أنا الآن بكامل قواي العاطفية . و كنت أتمنى لو قلت هذا الكلام قبل أسبوع , أو قبل شهر , أو قبل سنتين , أو في كل يوم من الأيام التي عشناها أنا و أنت , أي منذ اكثر من عشرين سنه .
هل كان من الضروري أن ينمو الورم الملعون في جمجمتي , لكي أتتشجع و أقول لكي : يا حبيبتي ؟ فاعلمي إذن انك كنت دائما في قلبي , و إنني مقبل على عمليه جراحية قد لا أقوم منها سالما . و إنني نادم على كل يوم مر بي من دون ان ابدي حبي و امتناني , و ان اقبل يدك , التي ساندتني في اصعب الأوقات .
اسمعي يا بيداء : : هذه قائمه بالأفعال التي مارستها خلال عشرين عاما من حياتنا معا , و كلها كانت أفعال طائشة أثارت أعصابك و جعلتك تتذمرين وتتعبين . وها أنا اعتذر لك عنها . فهل تقبلين اعتذارات بالجملة , تأخرت كثيرا ؟؟
اعتذر عن كل سيجاره أطفأتها في انيه النباتات الداخلية , بينما المنفضة لا تبعد عني سوى متر . اعتذر عن استلقائي كل يوم على الكنبة , أمام التلفزيون وحدي دون أن أفسح لك المجال لتجلسي إلى جواري آخر النهار , أنت المتعبة بألف عمل و عمل منزلي .
اعتذر عن خلعي جوربي في أي مكان في البيت , و دسها تحت أي منضده منخفضة أو وساده من وسائد الصالون أو رميها تحت سريرنا بعيدا عن متناول يدك , ما كان يضطرك إلى الحبو كل يوم بحثا عنها , في حين أن سله الغسيل أمام ناظري في الحمام .
اعتذر من إهمالي و قله لياقتي , حين كنت اقف أمام مرآة الحمام لاشذب لحيتي ( التي تحبينها ) , ثم اترك لك المغسلة و كأنها مز بله بشعة المنظر . اعتذر عن فرشاه أسناني التي كنت أنسى أن اغسلها بعد الاستعمال . ز عن انبوبه معجون الأسنان , التي يسقط غطاؤها أرضا فلا أكلف نفسي عبء الانحناء و البحث عنه , تاركا " الأشغال الشاقة المؤبدة " لك وحدك .
هل تكفي رسالة على باب غرفه العمليات , للاعتذار عن كل تلك الليالي , التي غفونا فبها جنبا إلى جنب من دون قبله او كلمه حانية ؟ أو الاعتذار عن كل تلك الصباحات التي غادرتك فيها , معطرا أنيقا لامع الشعر , دون عبارة وداع , تاركا مائدة الفطور و كأنها ساحة حرب ؟؟
اعتذر , بشكل خاص عن تلك الليالي , بعد كل ولادة كل واحد من أبنائنا , حين كنت انقل مضجعي إلى غرفه أخرى لانام هانئ البال , تاركا عذاب السهر و إرضاع الوليد , و القلق من حمى مفاجئه أو إسهال طارئ و كأنني أب مستقيل من الأبوة .
لا تقولي يا حبيبتي العزيزة أنها كلمات رجل يخاف الموت . فإذا كتب الله سبحانه و تعالى الحياة لي غدا , أعدك بأنني سأبدا صفحه جديده تليق بك , بنا معا "
انتهت الرسالة و عاد نائل إلى حياته الطبيعية و أراهن أن انبوبه المعجون مازالت من دون غطاء , و أن الجوربين تحت السرير , و أن قبله ما فقبل النوم تتأجل كثيرا . مع هذا أراهن على أن بيداء في احسن حالاتها . بعد أن قرأت تلك الرسالة التي تحلم بها كل زوجه .