البحاري
10-01-2002, 12:40 PM
صبــاح الورد .. للجميـع
تمر على الواحد منا لحظات .. يشعر بالطفش والزهق والملل من كل شئ .. حتى في المكان الذي تشعر فيه بالسعادة دائما
وقد تعودت من أيام الجامعة ان كسر حاجز الملل بالقراءة .. فأنجح احياناً :) وأحياناً أكره حتى الكتاب :) .. وبالصدفة وجدت مقال للكاتب أنيس منصور .. يتحدث فيها عن الملل .. أعجبتني لأنها فعلا عبرت عن واقع الملل ..
وعنوان المقالة .. (ما معنى أن يولد العفن في تفاحة ؟ )
معناه أن يولد الموت في أحلى كفن ، وفي أجمل نعش :)
معناه أننا نحمل الموت معنا في كل خلايانا .. فكل خليه هي نقط وثوب لعزرائيل .. فما أكثر ملايين النقط التي يختفي فيها الموت في أجسامنا ، وفي حياتنا كلها :)
ولكن في حياتنا شئ آخر ، ليس هو الموت ، ولكنه نوع من عدم الشعور بالموت .. ولا بالحياة أيضاً :)
شئ ناعم الملمس .. يسري في أجسامنا كأنه خدر .. كأنه ملايين النمل
إنه يحول أيدينا وأرجلنا إلى أكياس من النايلون محشوة بملايين من ذرات الرمل .. أو النمل
وهذا الشعور" بالتنميل " أو بالترمل .. أي الذي يجعلنا كالنمل أو كالرمل ، و الذي نسميه بالملل ..
والذي يشعر بالملل ليس هو الذي لا يرغب في الحياة .. وليس هو الذي يرغب في الموت
لأن الذي يرغب في الحياة ، يرغب في الموت .. والذي لا يرغب في الموت يرغب في الحياة .. فكلاهما يرغب في الشئ .
ولكن الذي يمل ، أو الذي يتململ هو إنسان لا يرغب حتى في الرغبة .
فالذي عنده ملل يشعر أنه ليس على صلة بالواقع .. أنه منعزل .. إنه معزول .. أنه منقطع ..أنه مقطوع .. وأنه لا توجد لديه وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي .
كأن هذا الإنسان المملول _ إذا صح التعبير _ بلا يدين و لا رجلين ..لا توجد عنده أطراف للاتصال بالدنيا حوله .
وبعبارة أخرى : إنه يشعر بأن الواقع نفسه بعيد عنه .. كأنه ينظر إليه من العدسة في النظارة المعظمة .. فكل شئ على مسافة منه .. والمسافة بعيدة ووسيلة الموصلات صعبة .. أو لا توجد وسيلة للمواصلات .
فالإنسان المملول إنسان في حالة عجز عن الاتصال بالغير أو أنه إنسان عنده إحساس بأن الآخرين عاجزون عن الاتصال به ، ومعنى ذلك أن هناك نقصاً فيه هو ، أو نقصاً في الواقع .. وأن هذا النقص جعله " قعيدا " ، جعله جامداً في مكانه ، ربطه بمقعده وسمر مقعد في الأرض ، كلما اقتربنا من الواقع ابتعد عنا .. وكلما اقترب الواقع منا ابتعدنا عنه .. أو شعرنا بأننا بعيدون عنه .
تحياتي لكم :):)
تمر على الواحد منا لحظات .. يشعر بالطفش والزهق والملل من كل شئ .. حتى في المكان الذي تشعر فيه بالسعادة دائما
وقد تعودت من أيام الجامعة ان كسر حاجز الملل بالقراءة .. فأنجح احياناً :) وأحياناً أكره حتى الكتاب :) .. وبالصدفة وجدت مقال للكاتب أنيس منصور .. يتحدث فيها عن الملل .. أعجبتني لأنها فعلا عبرت عن واقع الملل ..
وعنوان المقالة .. (ما معنى أن يولد العفن في تفاحة ؟ )
معناه أن يولد الموت في أحلى كفن ، وفي أجمل نعش :)
معناه أننا نحمل الموت معنا في كل خلايانا .. فكل خليه هي نقط وثوب لعزرائيل .. فما أكثر ملايين النقط التي يختفي فيها الموت في أجسامنا ، وفي حياتنا كلها :)
ولكن في حياتنا شئ آخر ، ليس هو الموت ، ولكنه نوع من عدم الشعور بالموت .. ولا بالحياة أيضاً :)
شئ ناعم الملمس .. يسري في أجسامنا كأنه خدر .. كأنه ملايين النمل
إنه يحول أيدينا وأرجلنا إلى أكياس من النايلون محشوة بملايين من ذرات الرمل .. أو النمل
وهذا الشعور" بالتنميل " أو بالترمل .. أي الذي يجعلنا كالنمل أو كالرمل ، و الذي نسميه بالملل ..
والذي يشعر بالملل ليس هو الذي لا يرغب في الحياة .. وليس هو الذي يرغب في الموت
لأن الذي يرغب في الحياة ، يرغب في الموت .. والذي لا يرغب في الموت يرغب في الحياة .. فكلاهما يرغب في الشئ .
ولكن الذي يمل ، أو الذي يتململ هو إنسان لا يرغب حتى في الرغبة .
فالذي عنده ملل يشعر أنه ليس على صلة بالواقع .. أنه منعزل .. إنه معزول .. أنه منقطع ..أنه مقطوع .. وأنه لا توجد لديه وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي .
كأن هذا الإنسان المملول _ إذا صح التعبير _ بلا يدين و لا رجلين ..لا توجد عنده أطراف للاتصال بالدنيا حوله .
وبعبارة أخرى : إنه يشعر بأن الواقع نفسه بعيد عنه .. كأنه ينظر إليه من العدسة في النظارة المعظمة .. فكل شئ على مسافة منه .. والمسافة بعيدة ووسيلة الموصلات صعبة .. أو لا توجد وسيلة للمواصلات .
فالإنسان المملول إنسان في حالة عجز عن الاتصال بالغير أو أنه إنسان عنده إحساس بأن الآخرين عاجزون عن الاتصال به ، ومعنى ذلك أن هناك نقصاً فيه هو ، أو نقصاً في الواقع .. وأن هذا النقص جعله " قعيدا " ، جعله جامداً في مكانه ، ربطه بمقعده وسمر مقعد في الأرض ، كلما اقتربنا من الواقع ابتعد عنا .. وكلما اقترب الواقع منا ابتعدنا عنه .. أو شعرنا بأننا بعيدون عنه .
تحياتي لكم :):)