البحاري
19-07-2004, 03:11 AM
صباح الخيرات أحباب سوالف
هذا مقال للكاتب جعفر عباس أعجبني فأحبتت أن تتطلعوا عليه ..
كانت شركة اتصالات قطر، التي عملت فيها سنوات طويلة، أول من أدخل الخدمات التلفزيونية اللاسلكية، حيث طرحت قنوات فضائية معينة روعي في اختيارها ألا تقدم مواد تجرح الحياء العام، وقد ظللت مشتركا في تلك الخدمات منذ طرحها في أوائل التسعينات، ولن أنسى طوفان المقالات التي كتبت محذرة من أن تلك الخدمة التلفزيونية تكرس الغزو الثقافي الأجنبي وتفسد الناشئة، لأنه ومهما حرص القائمون على أمر تلك الخدمة على انتقاء قنوات "نظيفة" فإنه لا يمكن أن تخلو قناة غربية من بضع بوسات أو مشاهد لبنات بملابس شحيحة! وكما هو الحال في معظم البيوت فإن كونترول التلفزيون في بيتنا بقي رهينة في أيدي الصغار، واضطررت مؤخرا إلى تركيب طبق هوائي (دِش) يسمح بالتقاط القنوات البلوشية، أي المجانية، حتى يتسنى لي وأم الجعافر ممارسة حرية المشاهدة، دون الدخول في حروب أهلية مع عيالنا، خاصة وأن أم الجعافر "متخلفة"، وغير مواكبة للمستجدات في دنيا الطرب والتمثيل، ولو قلت لها إن جواد العلي عضو في تنظيم أبو مصعب الزرقاوي لصاحت متسائلة: بالله؟ وجلست على مدى عدة أيام أستعرض القنوات واحدة تلو الأخرى، وقررت على الفور تطبيع العلاقات مع رزان مغربي وليليان اللتين كنت أتهمهما بالتسبب في ثقب الأوزون الثقافي والأخلاقي،.. بعبارة أخرى اكتشفت أن رزان وليليان في منتهى الوقار والاتزان مقارنة ببنات آوى اللواتي يقدمن البرامج في نحو 50 قناة عربية، لم أسمع بها من قبل، وتذكرت العويل الذي صاحب طرح خدمات التلفزيون اللاسلكي المبرمج في قطر، وقلت: رب يوم بكيت فيه ولما مضى بكيت عليه!! وبالمناسبة فإنني منفتح على كل الثقافات، ولا أخاف من ثم من "الغزو الثقافي الأجنبي"، لأن عودي الثقافي ليس هشا بحيث يهتز أو يسقط أمام التيارات الثقافية الأجنبية مهما كانت هادرة، ولكن "الدِّش" وبكل صراحة جعلني أخاف من الغزو الثقافي العربي!! ما رأيت على شاشات التلفزة انحطاطا كالذي شاهدته على الفضائيات العربية التجارية.. درست فنون التلفزيون في بريطانيا في السبعينات وأتابع البرامج التلفزيونية باللغة الإنجليزية منذ أن صارت متاحة، ولم تصادفني قناة مجانية ناطقة بالإنجليزية تمارس القوادة، وتجعل من مقدمات البرامج فيها أنصاف عواهر، كما تفعل القنوات العربية التجارية.. طبعا هناك قنوات أجنبية مكرسة على عينك يا تاجر لما نعتبره نحن ويعتبره الكثير من الغربيين رذيلة، ولكنها قنوات مشفرة لا تدخل البيوت بدون استئذان،.. ومع دخول خدمات الدش في بيتي صرت لأول مرة أستحي من مشاهدة التلفزيون أمام عيالي خشية أن تقع أعينهم على محتوى قنوات الوسخ الناطقة بالعربية، بسطورها المتحركة في أسفل شاشاتها التي يتواعد عبرها العشاق ويتبادلون الغزل الركيك،.. واشتريت برنامجا يسمح لي بقمع "بلوك" القنوات، ومن بين 300 قناة صار الدش لا يوصل إلى غرفة نومي سوى قناتين إنجليزيتين واثنتين عربيتين.. وكنت من قبل من عشاق العامية اللبنانية ولكنني صرت شديد الحساسية تجاهها، فما إن أسمع اللهجة اللبنانية في قناة ما، حتى أستخدم القمع الإلكتروني لحجبها نهائيا.. لا بارك الله فيمن أساؤوا إلى لبنان الثقافة والحضارة.
أنتهى المقال :):)
هذا مقال للكاتب جعفر عباس أعجبني فأحبتت أن تتطلعوا عليه ..
كانت شركة اتصالات قطر، التي عملت فيها سنوات طويلة، أول من أدخل الخدمات التلفزيونية اللاسلكية، حيث طرحت قنوات فضائية معينة روعي في اختيارها ألا تقدم مواد تجرح الحياء العام، وقد ظللت مشتركا في تلك الخدمات منذ طرحها في أوائل التسعينات، ولن أنسى طوفان المقالات التي كتبت محذرة من أن تلك الخدمة التلفزيونية تكرس الغزو الثقافي الأجنبي وتفسد الناشئة، لأنه ومهما حرص القائمون على أمر تلك الخدمة على انتقاء قنوات "نظيفة" فإنه لا يمكن أن تخلو قناة غربية من بضع بوسات أو مشاهد لبنات بملابس شحيحة! وكما هو الحال في معظم البيوت فإن كونترول التلفزيون في بيتنا بقي رهينة في أيدي الصغار، واضطررت مؤخرا إلى تركيب طبق هوائي (دِش) يسمح بالتقاط القنوات البلوشية، أي المجانية، حتى يتسنى لي وأم الجعافر ممارسة حرية المشاهدة، دون الدخول في حروب أهلية مع عيالنا، خاصة وأن أم الجعافر "متخلفة"، وغير مواكبة للمستجدات في دنيا الطرب والتمثيل، ولو قلت لها إن جواد العلي عضو في تنظيم أبو مصعب الزرقاوي لصاحت متسائلة: بالله؟ وجلست على مدى عدة أيام أستعرض القنوات واحدة تلو الأخرى، وقررت على الفور تطبيع العلاقات مع رزان مغربي وليليان اللتين كنت أتهمهما بالتسبب في ثقب الأوزون الثقافي والأخلاقي،.. بعبارة أخرى اكتشفت أن رزان وليليان في منتهى الوقار والاتزان مقارنة ببنات آوى اللواتي يقدمن البرامج في نحو 50 قناة عربية، لم أسمع بها من قبل، وتذكرت العويل الذي صاحب طرح خدمات التلفزيون اللاسلكي المبرمج في قطر، وقلت: رب يوم بكيت فيه ولما مضى بكيت عليه!! وبالمناسبة فإنني منفتح على كل الثقافات، ولا أخاف من ثم من "الغزو الثقافي الأجنبي"، لأن عودي الثقافي ليس هشا بحيث يهتز أو يسقط أمام التيارات الثقافية الأجنبية مهما كانت هادرة، ولكن "الدِّش" وبكل صراحة جعلني أخاف من الغزو الثقافي العربي!! ما رأيت على شاشات التلفزة انحطاطا كالذي شاهدته على الفضائيات العربية التجارية.. درست فنون التلفزيون في بريطانيا في السبعينات وأتابع البرامج التلفزيونية باللغة الإنجليزية منذ أن صارت متاحة، ولم تصادفني قناة مجانية ناطقة بالإنجليزية تمارس القوادة، وتجعل من مقدمات البرامج فيها أنصاف عواهر، كما تفعل القنوات العربية التجارية.. طبعا هناك قنوات أجنبية مكرسة على عينك يا تاجر لما نعتبره نحن ويعتبره الكثير من الغربيين رذيلة، ولكنها قنوات مشفرة لا تدخل البيوت بدون استئذان،.. ومع دخول خدمات الدش في بيتي صرت لأول مرة أستحي من مشاهدة التلفزيون أمام عيالي خشية أن تقع أعينهم على محتوى قنوات الوسخ الناطقة بالعربية، بسطورها المتحركة في أسفل شاشاتها التي يتواعد عبرها العشاق ويتبادلون الغزل الركيك،.. واشتريت برنامجا يسمح لي بقمع "بلوك" القنوات، ومن بين 300 قناة صار الدش لا يوصل إلى غرفة نومي سوى قناتين إنجليزيتين واثنتين عربيتين.. وكنت من قبل من عشاق العامية اللبنانية ولكنني صرت شديد الحساسية تجاهها، فما إن أسمع اللهجة اللبنانية في قناة ما، حتى أستخدم القمع الإلكتروني لحجبها نهائيا.. لا بارك الله فيمن أساؤوا إلى لبنان الثقافة والحضارة.
أنتهى المقال :):)