بو عبدالرحمن
08-01-2005, 08:03 AM
الحلقة الأولى تجدها على هذا الرابط :
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=201746
= = =
... وابتسم صاحبي وهو يحاورني ، ثم قال :
الذي أعرفهُ عنكَ أنك لم تتجاوز الثلاثين من عمرك بعد ،
ثم إنك أمضيتَ أكثر هذا العمر بعيداً عن طريق السماء ،
تتناوشك تيارات شتى مختلفة ، تجرفكَ بعيداً عن الله سبحانه ،
والعجبُ أنك كنتَ يومها مقتنعاً أنك على صواب ، وأن ما أنتَ فيه
هو الذي يضمن لك حياةً سعيدة هانئة ،
ثم لما انكشفَ غطاءُ الغفلة عن قلبك ، وتجلّى لروحك نورُ الحقيقة ،
هالكَ أن تكتشفَ مدى الوهم الذي كنتَ منغمسا فيه ..!!!
قال الراوي : هززت رأسي وأنا أقول :
هذا حق ولا أنكره ، والحمد لله الذي مَنّ علي بالهداية ، وأحياني بعد موت ،
وأنارَ قلبي ، وشرح صدري ، وأقبل بي عليه ، فله الحمد ..
اتسعت ابتسامة صاحبي وقال _ كأنما يواسيني _ :
كلنا ذلك الرجل ، وأكثرنا أصابه ما أصابك ، وتعثر طويلا في حياته ،
ثم أدركته رحمة الله ، فسما إلى السماء بجناح الشوق إلى ما عند الله .
لكن الذي دعاني إلى أن أذكّركَ بهذا ، هو ما كنا فيه من حديث عن حال الأمة ..
وسكت قليلا ثم قال وملامح وجهه تفيض بمسحة نور :
ومثلما عرفتَ النور ، وذقت حلاوته ، وأدركتَ روعته ، هالك أن ترى مما ترى حولك ،
واشتدت رغبتك أن يصبح الناس _ كل الناس _ على طريق الهداية الذي أضاء حياتك ،
وربما تقززت من انجرافهم في تيار الباطل وأهله ، واستبطأت عودتهم إلى رحاب ربهم
الذي أوجدهم من عدم ، وأمدهم بالنعم التي يعصونه بها !!
لقد فاتك يا عزيزي أن تغيّر الأمم لن يكون كتغير الأفراد ..
تغير الأمم يحتاج إلى زمن قد يطول ، يحتاج إلى جيل يخلف جيل ، وربما الجيل الثالث
أو الرابع هو الذي سيصنع فجر هذه الأمة ،
ثم لا ينبغي أن تنسى أن التغيير الذي أصاب الأمة نحو الأسوأ حتى وصلت إلى هذه المهانة ،
لم يأت في يوم وليلة ، بل مكر الليل والنهار ..!!
فكما انتشر ظلام الباطل شيئا فشيئا لسنوات طويلة ، حتى غشّى الأمة ما غشاها ،
فكذا ستأتي زحوف النهار ، شيئا فشيئاً حتى يقضي الله أمراً كان مقدورا ..
ثق أن هذه الأمة ماضية نحو التغيير ، رغم الأنوف المتورمة لأعداء هذا الدين ،
والذين يمكرون بها ليل نهار ، وإن مكرهم لتزول منه الجبال ..!!
أرأيتَ إلى بركة ماء كبيرة واسعة ، وجاء جمهرةٌ من الناس ليصبوا فيها ماءً ،
غير أنهم لم يجدوا إلا أكوابا صغيرة ، ينقلون بها الماء إلى هذه البركة ،
إنهم يجهدون جهدهم في عملية نقل الماء ، ولكن هل تستطيع أن ترى أثراً لهذا الماء
الذي يصبونه بهذه الأكواب الصغيرة ، وهذه الكمية القليلة من الماء ..؟؟
قال الراوي : في تلقائية وجدتني أقول :
يستحيل هذا .. !!
لن يستطيع حتى حاد البصر أن يرى اثر ذلك .. لاتساع مساحة البركة ، وقلة الماء المنقول ..!
ابتسم صاحبي وقال : أحسنت ..
ولكنك تكون على كامل الثقة أن الماء يزداد شيئا فشيئا مع كل نقلة ،
مهما قلت كمية الماء ، وستأتي ساعة لترى الماء وقد طفح من هذه البركة على ضخامة اتساعها !!
لا سيما اذا تصورنا أن اعداد الناس تزايد ليتعاونوا في عملية نقل الماء _ ولو بتلك الأكواب نفسها _ !!
قلت : هذا صحيح .. فماذا تريد بهذا المثال ..؟
قال : كنت أحسبك قد فهمت ما أرمي إليه .. الذي أريد أن أقوله :
أن ما رأيناه في البركة هو هو بذاته ما نراه في هذه الأمة .. !!
التغيير ماضٍ فيها شيئا فشيئا ..
ومواكب الإيمان تشق طريقها رغم الأعاصير من حولها ..
يزرعون الخير والنور والهدى حيثما حل وارتحلوا ..
أكمل بقية الأحداث المثيرة على هذا الرابط ..
http://www.alwahah.net/book2/t3al/2/99.htm
= = =
نقطة ضوء ..
موضوع طويل .. غير أنه جدير بأن تفرّغ له دقائق من أجل الله سبحانه ..
فإني أكاد أجزم أنك ستخرج منه _ إن شاء الله _ بفائدة تجد صداها في قلبك
فإن كان الأمر كذلك .. فلا تنسني من دعائك الطيب ..
وإن لم يكن الأمر على ما توقعت ..
فاني أستميحك عذراً .. ومع هذا فلا تبخل على أخيك بدعائك أيضا ً ..!
استعن بالله وتوكل عليه ..وقل باسم الله ..
= = =
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=201746
= = =
... وابتسم صاحبي وهو يحاورني ، ثم قال :
الذي أعرفهُ عنكَ أنك لم تتجاوز الثلاثين من عمرك بعد ،
ثم إنك أمضيتَ أكثر هذا العمر بعيداً عن طريق السماء ،
تتناوشك تيارات شتى مختلفة ، تجرفكَ بعيداً عن الله سبحانه ،
والعجبُ أنك كنتَ يومها مقتنعاً أنك على صواب ، وأن ما أنتَ فيه
هو الذي يضمن لك حياةً سعيدة هانئة ،
ثم لما انكشفَ غطاءُ الغفلة عن قلبك ، وتجلّى لروحك نورُ الحقيقة ،
هالكَ أن تكتشفَ مدى الوهم الذي كنتَ منغمسا فيه ..!!!
قال الراوي : هززت رأسي وأنا أقول :
هذا حق ولا أنكره ، والحمد لله الذي مَنّ علي بالهداية ، وأحياني بعد موت ،
وأنارَ قلبي ، وشرح صدري ، وأقبل بي عليه ، فله الحمد ..
اتسعت ابتسامة صاحبي وقال _ كأنما يواسيني _ :
كلنا ذلك الرجل ، وأكثرنا أصابه ما أصابك ، وتعثر طويلا في حياته ،
ثم أدركته رحمة الله ، فسما إلى السماء بجناح الشوق إلى ما عند الله .
لكن الذي دعاني إلى أن أذكّركَ بهذا ، هو ما كنا فيه من حديث عن حال الأمة ..
وسكت قليلا ثم قال وملامح وجهه تفيض بمسحة نور :
ومثلما عرفتَ النور ، وذقت حلاوته ، وأدركتَ روعته ، هالك أن ترى مما ترى حولك ،
واشتدت رغبتك أن يصبح الناس _ كل الناس _ على طريق الهداية الذي أضاء حياتك ،
وربما تقززت من انجرافهم في تيار الباطل وأهله ، واستبطأت عودتهم إلى رحاب ربهم
الذي أوجدهم من عدم ، وأمدهم بالنعم التي يعصونه بها !!
لقد فاتك يا عزيزي أن تغيّر الأمم لن يكون كتغير الأفراد ..
تغير الأمم يحتاج إلى زمن قد يطول ، يحتاج إلى جيل يخلف جيل ، وربما الجيل الثالث
أو الرابع هو الذي سيصنع فجر هذه الأمة ،
ثم لا ينبغي أن تنسى أن التغيير الذي أصاب الأمة نحو الأسوأ حتى وصلت إلى هذه المهانة ،
لم يأت في يوم وليلة ، بل مكر الليل والنهار ..!!
فكما انتشر ظلام الباطل شيئا فشيئا لسنوات طويلة ، حتى غشّى الأمة ما غشاها ،
فكذا ستأتي زحوف النهار ، شيئا فشيئاً حتى يقضي الله أمراً كان مقدورا ..
ثق أن هذه الأمة ماضية نحو التغيير ، رغم الأنوف المتورمة لأعداء هذا الدين ،
والذين يمكرون بها ليل نهار ، وإن مكرهم لتزول منه الجبال ..!!
أرأيتَ إلى بركة ماء كبيرة واسعة ، وجاء جمهرةٌ من الناس ليصبوا فيها ماءً ،
غير أنهم لم يجدوا إلا أكوابا صغيرة ، ينقلون بها الماء إلى هذه البركة ،
إنهم يجهدون جهدهم في عملية نقل الماء ، ولكن هل تستطيع أن ترى أثراً لهذا الماء
الذي يصبونه بهذه الأكواب الصغيرة ، وهذه الكمية القليلة من الماء ..؟؟
قال الراوي : في تلقائية وجدتني أقول :
يستحيل هذا .. !!
لن يستطيع حتى حاد البصر أن يرى اثر ذلك .. لاتساع مساحة البركة ، وقلة الماء المنقول ..!
ابتسم صاحبي وقال : أحسنت ..
ولكنك تكون على كامل الثقة أن الماء يزداد شيئا فشيئا مع كل نقلة ،
مهما قلت كمية الماء ، وستأتي ساعة لترى الماء وقد طفح من هذه البركة على ضخامة اتساعها !!
لا سيما اذا تصورنا أن اعداد الناس تزايد ليتعاونوا في عملية نقل الماء _ ولو بتلك الأكواب نفسها _ !!
قلت : هذا صحيح .. فماذا تريد بهذا المثال ..؟
قال : كنت أحسبك قد فهمت ما أرمي إليه .. الذي أريد أن أقوله :
أن ما رأيناه في البركة هو هو بذاته ما نراه في هذه الأمة .. !!
التغيير ماضٍ فيها شيئا فشيئا ..
ومواكب الإيمان تشق طريقها رغم الأعاصير من حولها ..
يزرعون الخير والنور والهدى حيثما حل وارتحلوا ..
أكمل بقية الأحداث المثيرة على هذا الرابط ..
http://www.alwahah.net/book2/t3al/2/99.htm
= = =
نقطة ضوء ..
موضوع طويل .. غير أنه جدير بأن تفرّغ له دقائق من أجل الله سبحانه ..
فإني أكاد أجزم أنك ستخرج منه _ إن شاء الله _ بفائدة تجد صداها في قلبك
فإن كان الأمر كذلك .. فلا تنسني من دعائك الطيب ..
وإن لم يكن الأمر على ما توقعت ..
فاني أستميحك عذراً .. ومع هذا فلا تبخل على أخيك بدعائك أيضا ً ..!
استعن بالله وتوكل عليه ..وقل باسم الله ..
= = =