وردة الحزن الدفين
28-01-2000, 06:39 PM
من بين الأمور الهامة التي غيّر وضعها الإسلام وأعطاها حقّها وبيّن دورها الحقيقي هي مكانة المرأة، التي كان وضعها في عصر الجاهلية غاية في الإجحاف والمهانة والسوء، حيث أنها كانت تعتبر عاراً لأسرتها، وإن الأب ليَسوَدّ وجهه فهو كظيم حين يبشّر بالبنت، حتى بلغت ببعضهم الوحشية إلى أن يدسّ تلك الطفلة حديثة الولادة في التراب حيّة ظلماً ليتخلّص من عار وسوء ما بُشّر به[1]خوفاً من أن يعير بها أو تكون عرضة للسبي أو البيع وغير ذلك من أمور الجاهلية وأخلاقياتهم الفاسدة. لذا فلم يكن لها أي كرامة أو احترام أو قيمة تذكر.
وحين جاء الإسلام حرّم كل هذه الأمور، ورفض كل هذه الوحشية التي فرضت على البنت وكرّم آدميّتها ورفع من شأنها ووضّح دورها الفعّال وأعادها غلى مكانها اللائق بها.
كرمها أماً وبنتاً وأختاً وزوجةً، وفرض احترامها وعرّف مكانتها وحافظ على شرفها ووقارها، حيث أعاد إليها لباس التقوى الذي منّ به الله عليها وكساها به، وقبل ذلك كان قد وصّى أبوينا »آدم وحواء« بالتحصّن به.
لباس التقوى الذي كان دثار رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يأمر أهله ونساء أمته بارتدائه حفظاً لهن وستراً لشرفهن حتى لا يؤذين من قبل ضعاف النفوس.
ومن شدّة حرص الإسلام على المرأة وصونه كرامتها فقد أنزل الله على رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) العديد من الآيات والسور التي سنّت لها قانوناً سماوياً رفيعاً يوضح لها السبيل إلى تقوى الله وعبادته، وبياناً لأمور طاعته، والتي من أهمها كيفية الحفاظ على لباس التقوى والحشمة والوقار[2]، ذلك القانون القرآني الذي فسّر بنوده وتعاليمه وفلسفته أهل بيت النبي (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وكان أول من ألزم به وطبّقه تطبيقاً عملياً زوجاته اللاتي شرحن وبيّنّ لنساء المؤمنين عظم مبادئ هذه الرسالة وسمو فلسفتها، ألا وهي رسالة وفلسفة الحجاب.
ومن البديهي أن تكون أول وخير من التزم به ابنته وبضعته البتول الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، التي كانت أعظم مدرسة في تطبيق الرسالة، فقد كانت خير من التزم بأوامر الشرع وانتهى عن نواهيه، بل فوق ذلك كانت تحث نساء المسلمين الالتزام بالنهج القويم ومحذّرة إياهن من التهاون، الإهمال في التطبيق وما يجرّه عليهن من الويلات .. الزهراء ما أعظمها من مدرسة! علّمت أجيالاً وأجيالاً، ولا زالت مدرستها قائمة تنير الطريق أمام نساء العالمين لمن يروم منهنّ الهداية الصحيحة .. هذه المدرسة عطاء متواصل ومستمر ما دامت البشرية على الأرض.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- إشارة إلى الآية الشريفة )وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودّاً وهو كظيم(، سـورة النحل: الآية 58. [2]- من هذه الآيات جاء في سورة الأحزاب آية 33 )وقرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى ...( وفي آية 59 )يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبابيهن ذلك أدنى إن يعرفن فلا يؤذين ...( وفي سورة النور آية 31 )وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ... ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
وحين جاء الإسلام حرّم كل هذه الأمور، ورفض كل هذه الوحشية التي فرضت على البنت وكرّم آدميّتها ورفع من شأنها ووضّح دورها الفعّال وأعادها غلى مكانها اللائق بها.
كرمها أماً وبنتاً وأختاً وزوجةً، وفرض احترامها وعرّف مكانتها وحافظ على شرفها ووقارها، حيث أعاد إليها لباس التقوى الذي منّ به الله عليها وكساها به، وقبل ذلك كان قد وصّى أبوينا »آدم وحواء« بالتحصّن به.
لباس التقوى الذي كان دثار رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يأمر أهله ونساء أمته بارتدائه حفظاً لهن وستراً لشرفهن حتى لا يؤذين من قبل ضعاف النفوس.
ومن شدّة حرص الإسلام على المرأة وصونه كرامتها فقد أنزل الله على رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) العديد من الآيات والسور التي سنّت لها قانوناً سماوياً رفيعاً يوضح لها السبيل إلى تقوى الله وعبادته، وبياناً لأمور طاعته، والتي من أهمها كيفية الحفاظ على لباس التقوى والحشمة والوقار[2]، ذلك القانون القرآني الذي فسّر بنوده وتعاليمه وفلسفته أهل بيت النبي (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وكان أول من ألزم به وطبّقه تطبيقاً عملياً زوجاته اللاتي شرحن وبيّنّ لنساء المؤمنين عظم مبادئ هذه الرسالة وسمو فلسفتها، ألا وهي رسالة وفلسفة الحجاب.
ومن البديهي أن تكون أول وخير من التزم به ابنته وبضعته البتول الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، التي كانت أعظم مدرسة في تطبيق الرسالة، فقد كانت خير من التزم بأوامر الشرع وانتهى عن نواهيه، بل فوق ذلك كانت تحث نساء المسلمين الالتزام بالنهج القويم ومحذّرة إياهن من التهاون، الإهمال في التطبيق وما يجرّه عليهن من الويلات .. الزهراء ما أعظمها من مدرسة! علّمت أجيالاً وأجيالاً، ولا زالت مدرستها قائمة تنير الطريق أمام نساء العالمين لمن يروم منهنّ الهداية الصحيحة .. هذه المدرسة عطاء متواصل ومستمر ما دامت البشرية على الأرض.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- إشارة إلى الآية الشريفة )وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودّاً وهو كظيم(، سـورة النحل: الآية 58. [2]- من هذه الآيات جاء في سورة الأحزاب آية 33 )وقرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى ...( وفي آية 59 )يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبابيهن ذلك أدنى إن يعرفن فلا يؤذين ...( وفي سورة النور آية 31 )وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ... ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون