PDA

View Full Version : * أتـصـحـو أم فـؤادك غـيـر صـاح *


صدى الحق
12-04-2001, 06:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى متى هذا الغطيط صفة من صفات المنافقين البارزة ...أتريد أن توصم بها؟

آمل أن تقلع عنها من الغد وإلا فموعدك القبر حيث النومة الكبرى , ومنكر ونكير.

صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز وجل

كانت سعادة ذلك الشاب عظيمة حينما وافقت الشركة ذائعة الصيت على تعيينه بها .. وانطلق يطير فرحا .. فهو الوحيد من بين أقرانه الذي نال تلك الوظيفة .. وقد مضى ذلك العقد الذي يقضي بموافقته على الالتزام بمواعيد العمل وتقديم التقارير أسبوعيا عن نشاطه وأدائه .. وموافقته على محاسبته عند التقصير ..

مضت أيام .. وذهب الشاب لمديره .. قائلا له : إنني لن أواظب بداية من الغد على الحضور في الميعاد .. ولن ألتزم بتقديم التقارير في الوقت المحدد بل سأقوم بتأخيرها بعض الشيء .. ولكنني لن أسمح لكم بمحاسبتي .. بل ليس لكم الحق في طردي من العمل ...... المزيد http://www.islamway.com/ara/article.php?sid=36&mode=thread&order=0

إننا إن تخيلنا هذا الموقف سوف نضحك ساخرين من ذلك الشاب وسيصفه البعض بالجنون والحماقة .. فكيف يريد أخذ حقوقه دون تأدية الواجبات التي عليه ؟

فما بال الكثير منا يرتكب نفس الفعل العجيب .. بل وأقسى منه .. فهو يرتكبه في حق الله سبحانه وتعالى .. فكيف يسمح شخص عاقل لنفسه .. أن يتنعم بكل ما حوله من نعم الله سبحانه وتعالى .. من طعام وشراب وكساء ومتع الدنيا .. ثم لا يقدّم لله أبسط الواجبات التي أمره بها .. ألا وهي الصلاة ؟ وإذا قدمها له قدمها في غير وقتها ... ينقرها كنقر الديكة .. لا يخشع فيها ولا يدرك ما يردد ..

في استطلاع للرأي شارك فيه أكثر من 4000 زائر لموقعنا .. كان هناك 14% بالمئة لا يصلون الفجر في وقته أبدا .. و16% يصلّونه نادرا .. و33% أحيانا و 35% دائما .. فسبحان الله .. نحن لا نتكلم في أمور اجتهادية اختلف فيها علماء .. أو في سنن يمكن للمسلم أن يفرّط فيها .. بل نتكلم في ألف باء الإسلام ... في الصلاة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلم تحت كل الظروف والأحوال ..

إن الله سبحانه وتعالى حينما أمر المسلمين بأداء الصلوات .. توعّد لأولئك الذين يؤخرونها عن أوقاتها فقال : " ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " وقد قال المفسرون : المقصدون بهذه الآية تأخير الصلاة عن وقتها .. وقالوا أيضا : الويل هو واد في جهنم .. بعيد قعره .. شديدة ظلمته .. فهل تصدق أمة الإسلام كتاب ربها ؟

إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر .. وكأنها قد سقطت من قاموسهم .. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون.. فلماذا هذا التقصير في حق الله سبحانه وتعالى ؟

- ألسنا نزعم جميعا أننا نحب الله سبحانه وتعالى أكثر من أي مخلوق على ظهر هذه الأرض ؟ .. إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا .. أحب لقاءه .. بل أخذ يفكـّـر فيه جل وقته .. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم .. حتى يلاقي حبيبه .. فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر .. يحبون الله ؟ هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟

- دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق ).. ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا .. وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري ..
ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر ..
إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا الموظف .. هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟
ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟
ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟
كيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين من الدولارات يوميا فقد
قال: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " .. أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟

حكم التفريط في صلاة الفجر :
قال الله تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا "

- إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه .. يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات .. ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد .. ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء ..

ويقول الله سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة " .. قال المفسرون : أي اقبلوا الإسلام بجميع أحكامه وتشريعاته. وقد غضب الله على بني إسرائيل حينما أخذوا ما يريدون من دينه ولم يعملوا بالباقي فقال لهم : " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟"

- ‏لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق فكيف بمن لا يصليها أصلا .. لا في جماعة ولا غيرها ... فقد قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: " ‏ليس صلاة ‏‏ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتوهما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) " رواه الإمام البخاري في باب الآذان.

- إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ‏لا ‏تترك ‏الصلاة‏ متعمدا، فإنه من ترك الصلاة ‏متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله " رواه الإمام أحمد في مسنده.
فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟
فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟

وبعد هذه المقالة .. ما هو العلاج ؟
أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا.
أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس.
أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس.
أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر.
أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة.
أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيم.
جعلنا الله وإياكم من المحبين لله عز وجل .. ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.

هذا وما كان من صواب فمن الله .. وما كان من زلل أو خطأ فمن نفسي أو الشيطان.

نقلا عن اذاعة طريق الاسلام

غريب نجد
12-04-2001, 06:35 AM
صدى الحق ..

اثابك الله وجزاك الله خيرا واحسن الله اليك ووفقك الله الى محبته ومرضاته ورضاه ..

قليلة هي تلك المواضيع التى تحرك الانسان ولكن موضوعك هذا ابكى فؤادي .. اللهم اصلح شان الاسلام والمسلمين واهدهم بهداك

رفعك الله بها درجه وكتب لك فيها الخير كل الخير

تحياتي وتقدير لك

أحبها
12-04-2001, 07:17 AM
{ صدى الحق } .. دام سعدك ..
دلفت مقالك .. لإستثارة العنوان لي .. فكان مقالك نصيحة
وموعظة .. وحرقة قلب أخ مسلم على إخوانه المسلمين ..

لكنني أصدقك القول .. أنني لم استطع أن أركز على ما كتبته ..
لأن شطر بيت الشعر .. شدني له شداً وكتف عقلي تكتيفاً .. وأخذ
بزمام خيالي لأسبح معه .. في سراديب تاريخ خلفاء عظام ..

ألستم خير من ركب المطايا .. وأندى العالمين بطون راح

فلك العذر .. والصفح الجميل منك ..

وتقبل من { أحبها} تحياته .
........ { أحبها } ... بجنون .
........ { أحبها } ... قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل ...

aziz2000
12-04-2001, 07:57 AM
أهلا بعودة الأخ العزيز صدى الحق :)

جزاك الله خيرا أخي على موضوعك الذي أثار الشجون

وجزاك الله خيرا على نصائحك الغالية في موضوعك هذا

تقبل تحياتي أخي :)

الطارق
12-04-2001, 08:32 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم ..


وجعلنا الله من الذين يعملون بهذه النصيحة الطيبة دوما ..

وبارك الله فيك ..



وتحياتي وتقديري لك أخي الكريم ..

صدى الحق
10-06-2001, 10:04 AM
اللهم آمين ،

وجزاك الله خيراً أخي الحبيب وجعلك من السعداء في هذه الأُمة والله اسأل أن أن تكون هذه الدموع من دموع السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه .

وأعتذر لك بسبب تأخري في الرد ، والله اسأل أن يعينني على هذه العادة التي اصبحت هماً بالنسبة لي .

أخوك
صدى الحق

صدى الحق
10-06-2001, 10:12 AM
رفع الله قدرك وجعل الله السعادة نصيبك في الدنيا والآخرة ورزقك الله التقوى والحكمة والقول الفصيح وغفر الله لنا جميعاً وأعلننا على أنفسنا والشيطان بكثرة طاعته وتجنب معصيته .

وأعتذر لك بسبب تأخري في الرد ، والله اسأل أن يعينني على هذه العادة التي اصبحت هماً بالنسبة لي .

أخوك
صدى الحق

صدى الحق
10-06-2001, 10:14 AM
وجزاك الله خيراً أخي الحبيب وغفر الله لنا جميعاً ووفقنا إلى ما يحبه ويرضاه ورزقك الله لساناً ذاكرا وقلباً خاشعا وعملاً صالحاً متقبلا .

وأعتذر لك بسبب تأخري في الرد ، والله اسأل أن يعينني على هذه العادة التي اصبحت هماً بالنسبة لي .

أخوك
صدى الحق

الغرضون
10-06-2001, 10:59 AM
بإيجاز:
لقد ضربت الوتر الحساس؛؛؛

صدى الحق
31-10-2005, 03:24 AM
كثيرة هي الأوتار وقليلٌ منها يفقه ...

:)