الالم المهاجر
14-07-2001, 11:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تركي الحمد (( اليوم )).
مفكر علماني ابتدأ حياته ناصرياً فبعثياً ملتزماً فشيوعياً ثم انتهى الى الليبرالية المادية التي أصبح من مفردات خطابه من خلالها تنحية الأخلاق عن الفكر والسياسة فهو يتحدث في رواياته عن سيرته الذاتية ويذكر بالتفصيل المشاهد الجنسية مع غير الزوجة مرات متعددة وشرب الخمور والسخرية بالدين والمتدينين .
تجد تركي الحمد اليوم (( حزين )) فهو يتشبث بين هؤلاء وهؤلاء فمرة تجده يدنس كرامته حتى يبرز ذو افكار مفيده ليرضي بها السلطان والاستغفار للعلماء كما يقول وبين ضعف نفسه فيرجع لماضيه المؤلم الحزين الذي لم يبقى من اثاره الا بيعة فلسطين وقذارة الافكار .
تركي الحمد من ما يصدق عليه وعلى أمثاله ممن عاشوا حياتهم متسولين على موائد الأفكار العلمانية لهم في كل يوم قـــبــــلـة جـديـدة وهــويـة جديدة؛ بل وكل هوية منها متماهية متناقضة. لم نرى من تركي الحمد إلا حضاً وحثاً ومحاولة مستميتة للاقناع بالإنخراط في العولمة بحلوها ومرها وغثها وسمينها والإنسلاخ والتخلي عن الخصوصية دون ان يكلف نفسه عناء الحديث عن هذه الخصوصية ما هي؟ ولا عن هذه العولمة ما هي ؟وهكذا يلح بقوة على انه يجب البحث عن المشترك مع الاخر والتجاهل للمختلف معه والتغاضي عنه وتجاوزه ونسيانه؛ والمشترك هنا هو العولمة والمختلف هو الخصوصية. ثم يبلغ الاستخفاف مداه حين يعترض على من يعرّف ويحدد الهوية أو العروبة أو الإسلام ولا أعلم أي شيء سيبقى في حياتنا له قيمة حين نتغاضى و نتجاهل تحديد وبيان هويتنا وعروبتنا وإسلامنا وكيف يمكننا حينئذ التمسك بها..
تركي الحمد من أسرة قصيمية انتقلت وسكنت بالمنطقة الشرقية ، وعلى وجه التحديد بالدمام .
وكان أبوه يعمل في شركة الزيت العربية الأمريكية ( أرامكو ).
وقد عاش تركي الحمد مرحلة شبابه ومراهقته في الستينات والسبعينات الميلادية بالدمام ، وهي المرحلة التي عاش فيها العالم العربي تحولات فكرية وسياسية متضاربة ، وأحزاب قومية متناقضة من القومية والناصرية والبعثية ... إلى الاشتراكية والشيوعية وغيرها من الأحزاب .
وقد كان للحمد اهتمامات وقراءات في هذه الأفكار أدت به في النهاية إلى الانضمام لحزب البعث العربي الاشتراكي وهو في الثانوية العامة .
ثم ألقي القبض عليه وهو في السنة الأولى الجامعية في جامعة الملك سعود ( الرياض سابقاً ) وذلك بعد كشف التنظيم ، وبقي في السجن مايقرب من سنتين وبعد الإفراج عنه سافر إلى امريكا للدراسة .
وهناك مكث مايقارب العشر سنوات ثم عاد إلى جامعة الملك سعود أستاذا في العلوم السياسية .. ثم تفرغ حاليا ً للكتابة بعد طلبه للتقاعد المبكر .
وجل كتاباته مرتبطة بأفكاره القومية السابقة .. ومن ذلك :
الحركة الثورية المقارنة .
دراسات أيدلوجية في الجامعة العربية .
الثقافة العربية أمام تحديات التغيير.
عن الأنسان أتحدث.
رواياته الثلاث ( أطياف الأزقة المهجورة ) والتي تتكون من ثلاثة أجزاء :
العدامة ( حي مشهور في الدمام ) : طبع عام 1997 من 300 صفحة .
الشميسي ( حي مشهور في الرياض ) : طبع عام 1997 من 250 صفحة .
الكراديب ( أي السجون ) : طبع عام 1998 من 288 صفحة .
وآخر ماكتب ..رواية موسومة بشرق الوادي ، ولم أطلع عليها حتى الآن من مجاهل الأزقة المهجورة (العدامة) ثم (الشميسي) إلى أعشاش (شقة الحرية) .. توثيق وتأريخ لأنشطة رجالات الأحزاب القومية والبعثية والثورية، فيها جرأة فكرية واضحة ـ ممزوجة بجرأة غير أخلاقية مقززة ومفتعلة ـ وكأنها تقول: كانت تلك هي البذور الأولى للرفاق المناضلين، وها هي ذي ثمراتها.
تمثل هذه الروايات حالة التمرد والغليان الفكري من الخمسينات إلى السبعينات الميلادية التي كانت تضطرب بها الأمة العربية، ولكنها خرجت في شكل تمرد على القيم والأخلاق والثوابت الفكرية والجذور التاريخية، ثم انتهت إلى حالة التشتت وضياع الهوية الفكرية التي كانت تسيطر على الشباب العربي في تلك الفترة. وكان من إفرازات ذلك: الالتفاف حول الشعارات الثورية، والجري اللاهث وراءها ظناً منهم أن فيها الخلاص والمخرج من المأزق الذي تعيشه البلاد العربية. كانت الشعوب العربية تردد بكل غفلة:
(من الخليج الثائر .. إلى المحيط الهادر .. لبيك عبد الناصر)! وكانت الأكف لا تفتر عن التصفيق، والتسبيح بحمد القيادات الثورية. ظلَّت تلك الشعوب تسْبح في خيالات من الوهم الزائف، وكأنها قد ملكت زمام الأمور، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من النصر! وإذا بها تستفيق من غفلتها بعد أن دُكَّ الطيران المصري وهو على أرضه.. وظهــرت الفضيحة المــدوية، التي لم تغطِّ عليها إلا بيانات (صــوت العرب) التي تبشر بالنصر المؤزر، وإخفاق الخطط الإمبريالية؛ فالقائد (البـــطل) ما زال حيّاً..!
تربى شباب (الحرية) و(العدامة) على مبادئ الرفاق: ماركس، ولينين، وجيفارا، ورددوا شعارات ميشيل عفلق، وياسين الحافظ، وتقلبوا في أحضان القومية والماركسية والبعث الاشتراكي. وبغضِّ النظر عن الرمزية في تلك القصص ومدى الصدق في أحداثها وأسمائها، إلا أن فيها دلالة واضحة على الخلفية الفكرية لتلك الرموز الفكرية.
ودعونا نسأل هنا سؤالاً عابراً(1)!: ها نحن نصل إلى نهاية التسعينات الميلادية، وبعد أن خبا صوت تلك الشعارات الثورية الزائفة؛ فما الذي جناه العرب مــن تلك الشعارات والأحـزاب "النضالية"؟! وما الذي استطاع أن ينجزه هؤلاء الرفاق بعد مسيرة طويلة من التمرد والسخرية من "مخلفات" الماضي وتقاليده "البالية"؟!
إنها حالة من التيه والتطلع إلى السراب في صحراء لاهبة محرقة لا خضرة فيها ولا ماء .. حالة من التخبط والتردي جرَّت الأمة من مأزق إلى مأزقٍ، وكانت النهاية في (سلام الشجعان!)، ثم نرى الرؤوس ـ ثانية ـ تستدير من الشرق الأحمر حيث يسقط المنجل والمطرقة، إلى الغرب الأبيض حيث يرتفع تمثال الحرية .. !!
إن تزييف الحقائق، وتغيير اللبوس، وإجادة فنون التقلب والتشكل، لن يغير من الحقائق شيئاً على الإطلاق، فهل يعي هؤلاء مقدار الدمار والخزي الذي جَنْوه على هذه الأمة؟.. أم أن مقتضيات المرحلة تستدعي اكتشاف شعار جديد لينال أصحابه براءة اختراع نضالية .. ؟!!
http://alhmad.8m.com/alhmad.htm
وصلى الله على محمد
تركي الحمد (( اليوم )).
مفكر علماني ابتدأ حياته ناصرياً فبعثياً ملتزماً فشيوعياً ثم انتهى الى الليبرالية المادية التي أصبح من مفردات خطابه من خلالها تنحية الأخلاق عن الفكر والسياسة فهو يتحدث في رواياته عن سيرته الذاتية ويذكر بالتفصيل المشاهد الجنسية مع غير الزوجة مرات متعددة وشرب الخمور والسخرية بالدين والمتدينين .
تجد تركي الحمد اليوم (( حزين )) فهو يتشبث بين هؤلاء وهؤلاء فمرة تجده يدنس كرامته حتى يبرز ذو افكار مفيده ليرضي بها السلطان والاستغفار للعلماء كما يقول وبين ضعف نفسه فيرجع لماضيه المؤلم الحزين الذي لم يبقى من اثاره الا بيعة فلسطين وقذارة الافكار .
تركي الحمد من ما يصدق عليه وعلى أمثاله ممن عاشوا حياتهم متسولين على موائد الأفكار العلمانية لهم في كل يوم قـــبــــلـة جـديـدة وهــويـة جديدة؛ بل وكل هوية منها متماهية متناقضة. لم نرى من تركي الحمد إلا حضاً وحثاً ومحاولة مستميتة للاقناع بالإنخراط في العولمة بحلوها ومرها وغثها وسمينها والإنسلاخ والتخلي عن الخصوصية دون ان يكلف نفسه عناء الحديث عن هذه الخصوصية ما هي؟ ولا عن هذه العولمة ما هي ؟وهكذا يلح بقوة على انه يجب البحث عن المشترك مع الاخر والتجاهل للمختلف معه والتغاضي عنه وتجاوزه ونسيانه؛ والمشترك هنا هو العولمة والمختلف هو الخصوصية. ثم يبلغ الاستخفاف مداه حين يعترض على من يعرّف ويحدد الهوية أو العروبة أو الإسلام ولا أعلم أي شيء سيبقى في حياتنا له قيمة حين نتغاضى و نتجاهل تحديد وبيان هويتنا وعروبتنا وإسلامنا وكيف يمكننا حينئذ التمسك بها..
تركي الحمد من أسرة قصيمية انتقلت وسكنت بالمنطقة الشرقية ، وعلى وجه التحديد بالدمام .
وكان أبوه يعمل في شركة الزيت العربية الأمريكية ( أرامكو ).
وقد عاش تركي الحمد مرحلة شبابه ومراهقته في الستينات والسبعينات الميلادية بالدمام ، وهي المرحلة التي عاش فيها العالم العربي تحولات فكرية وسياسية متضاربة ، وأحزاب قومية متناقضة من القومية والناصرية والبعثية ... إلى الاشتراكية والشيوعية وغيرها من الأحزاب .
وقد كان للحمد اهتمامات وقراءات في هذه الأفكار أدت به في النهاية إلى الانضمام لحزب البعث العربي الاشتراكي وهو في الثانوية العامة .
ثم ألقي القبض عليه وهو في السنة الأولى الجامعية في جامعة الملك سعود ( الرياض سابقاً ) وذلك بعد كشف التنظيم ، وبقي في السجن مايقرب من سنتين وبعد الإفراج عنه سافر إلى امريكا للدراسة .
وهناك مكث مايقارب العشر سنوات ثم عاد إلى جامعة الملك سعود أستاذا في العلوم السياسية .. ثم تفرغ حاليا ً للكتابة بعد طلبه للتقاعد المبكر .
وجل كتاباته مرتبطة بأفكاره القومية السابقة .. ومن ذلك :
الحركة الثورية المقارنة .
دراسات أيدلوجية في الجامعة العربية .
الثقافة العربية أمام تحديات التغيير.
عن الأنسان أتحدث.
رواياته الثلاث ( أطياف الأزقة المهجورة ) والتي تتكون من ثلاثة أجزاء :
العدامة ( حي مشهور في الدمام ) : طبع عام 1997 من 300 صفحة .
الشميسي ( حي مشهور في الرياض ) : طبع عام 1997 من 250 صفحة .
الكراديب ( أي السجون ) : طبع عام 1998 من 288 صفحة .
وآخر ماكتب ..رواية موسومة بشرق الوادي ، ولم أطلع عليها حتى الآن من مجاهل الأزقة المهجورة (العدامة) ثم (الشميسي) إلى أعشاش (شقة الحرية) .. توثيق وتأريخ لأنشطة رجالات الأحزاب القومية والبعثية والثورية، فيها جرأة فكرية واضحة ـ ممزوجة بجرأة غير أخلاقية مقززة ومفتعلة ـ وكأنها تقول: كانت تلك هي البذور الأولى للرفاق المناضلين، وها هي ذي ثمراتها.
تمثل هذه الروايات حالة التمرد والغليان الفكري من الخمسينات إلى السبعينات الميلادية التي كانت تضطرب بها الأمة العربية، ولكنها خرجت في شكل تمرد على القيم والأخلاق والثوابت الفكرية والجذور التاريخية، ثم انتهت إلى حالة التشتت وضياع الهوية الفكرية التي كانت تسيطر على الشباب العربي في تلك الفترة. وكان من إفرازات ذلك: الالتفاف حول الشعارات الثورية، والجري اللاهث وراءها ظناً منهم أن فيها الخلاص والمخرج من المأزق الذي تعيشه البلاد العربية. كانت الشعوب العربية تردد بكل غفلة:
(من الخليج الثائر .. إلى المحيط الهادر .. لبيك عبد الناصر)! وكانت الأكف لا تفتر عن التصفيق، والتسبيح بحمد القيادات الثورية. ظلَّت تلك الشعوب تسْبح في خيالات من الوهم الزائف، وكأنها قد ملكت زمام الأمور، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من النصر! وإذا بها تستفيق من غفلتها بعد أن دُكَّ الطيران المصري وهو على أرضه.. وظهــرت الفضيحة المــدوية، التي لم تغطِّ عليها إلا بيانات (صــوت العرب) التي تبشر بالنصر المؤزر، وإخفاق الخطط الإمبريالية؛ فالقائد (البـــطل) ما زال حيّاً..!
تربى شباب (الحرية) و(العدامة) على مبادئ الرفاق: ماركس، ولينين، وجيفارا، ورددوا شعارات ميشيل عفلق، وياسين الحافظ، وتقلبوا في أحضان القومية والماركسية والبعث الاشتراكي. وبغضِّ النظر عن الرمزية في تلك القصص ومدى الصدق في أحداثها وأسمائها، إلا أن فيها دلالة واضحة على الخلفية الفكرية لتلك الرموز الفكرية.
ودعونا نسأل هنا سؤالاً عابراً(1)!: ها نحن نصل إلى نهاية التسعينات الميلادية، وبعد أن خبا صوت تلك الشعارات الثورية الزائفة؛ فما الذي جناه العرب مــن تلك الشعارات والأحـزاب "النضالية"؟! وما الذي استطاع أن ينجزه هؤلاء الرفاق بعد مسيرة طويلة من التمرد والسخرية من "مخلفات" الماضي وتقاليده "البالية"؟!
إنها حالة من التيه والتطلع إلى السراب في صحراء لاهبة محرقة لا خضرة فيها ولا ماء .. حالة من التخبط والتردي جرَّت الأمة من مأزق إلى مأزقٍ، وكانت النهاية في (سلام الشجعان!)، ثم نرى الرؤوس ـ ثانية ـ تستدير من الشرق الأحمر حيث يسقط المنجل والمطرقة، إلى الغرب الأبيض حيث يرتفع تمثال الحرية .. !!
إن تزييف الحقائق، وتغيير اللبوس، وإجادة فنون التقلب والتشكل، لن يغير من الحقائق شيئاً على الإطلاق، فهل يعي هؤلاء مقدار الدمار والخزي الذي جَنْوه على هذه الأمة؟.. أم أن مقتضيات المرحلة تستدعي اكتشاف شعار جديد لينال أصحابه براءة اختراع نضالية .. ؟!!
http://alhmad.8m.com/alhmad.htm
وصلى الله على محمد