وهج
01-08-2001, 03:54 PM
جلستُ في قاعة الانتظار أتململ..المكان يغص بمن هم مثلي..ولا أعرف متى سيأتي دوري ..
كانت القاعة مربعة ذات شباك كبير يضيء المكان بأشعة شمس ساطعة، وعلى الجوانب اصطفت كراسٍ جلدية جديدة ،وفي المنتصف طاولة منخفضة ألقيت عليها بعض المجلات بإهمال...
تناولت إحداها..صورة فنانة صارخة على غلافها..تصفحتها على عجل..لا شيء سوى أخبار كالغثاء..الفن ..,دنيا الفن..أففففف كم هذا تافه..
ألقيت بها مكانها..وعدت إلى انتظاري الممل..
تفرست في الوجوه حتى وقع نظري على سيدة تجلس مقابلة لي...عندما نظرت إليها..لمحتها تحدق في وجهي..ثم ما لبثت أن أدارت وجهها بسرعة..
بقيت أنظر إليها ..سيدة في منتصف العمر..داكنة البشرة..صغيرة العينين..هندامها عادي..ثمة نظرة كالغثيان تطل من عينيها..انكسار مشوب بلا شيء يختبئ خلف وجهها..
نظرت إلي ثانية..ابتسمتْ في قرف وقالت:الإنتظار ممل..ابتسمتُ لها وهززتُ رأسي موافقة..عادت إلى الحديث ثانية عن مساوئ الانتظار وعن حرارة الجو..وعن "جدة الغير" وعن الإجازة..والأولاد وطلباتهم..وارتفاع الأسعار..
وعن أشياء كثيرة لا أذكرها..وما لبثت بضع نساء أن أشتركن في الحديث معها..حتى سمعتها تعرف نفسها لأحداهن وتقول:اسمي أمل..
ومض الاسم في ذهني فجأة....أمل!!!!!
أي أمل بائس يرتسم على وجهك أيتها المرأة..؟؟!!
فزعت من نفسي..قلت لها..:لا شأن لك أنت بالناس..فليكن اسمها أمل..هذا لا يهمك..
أرجعت رأسي للوراء وأطلقت زفرة عميقة..لكني لم أستطع أن أقاوم إلحاح الفكرة التي بدأت تغزو ذهني..
أمل..!! ترى ألها نصيب من اسمها؟؟وأي أمل يطل من وجه منطفئ..وصوت مبتئس..وروح لا تكف عن الشكوى..
قالت لها الأخرى : وأنا اسمي جميلة..
رفعت حاجباي دهشة!!!
أكان والداها يدركان معنى اسمها حين اختاروه لها..
أم أنهم سموها جميلة تيمنا بالاسم عل الزمان يفعل لها شيئا فتصبح جميلة...
تخيلت نفسي زوجها..هل سأناديها جميلة وأكذب عليها وعلى نفسي كل يوم؟؟؟
جعلني ذلك أتذكر إحدى طالباتي..كان اسمها "هدى"..لكني كنت أراها دوما في الإدارة في مجالس التأديب ..وفصلت مرة لسوء سلوكها...
وتلك الفتاة..."أشجان" رأيتها مرة عند أختي..لم تكن تكف عن الضحك والقهقهة بصوت عال والرقص وإلقاء النكات وإثارة الشغب..عيناها تبرقان حيوية وتتدفقان سعادة..واسمها أشجان!!!!
أكان شجنها مخفيا في قلبها؟؟هل يعني لها شيئاً البحر عندما يثور..والخريف عندما يحزن..والرحيل عندما يقبل..والقلب عندما يفترسه الشوق والحنين..
هل تعرف أن كل تلك الأشياء هي ملامح "أشجان" الحقيقية...؟؟؟
أين ذهبتْ ؟؟ لا أكف عن ممارسة هواية التحديق الذهني..ابتسمت..تخيلت أن اسمي " محدقة" ..قلت..لو اخترته ليكون اسمي في الانترنت..!! لا..ليكن مثلا.."مبحرة إلى الشاطئ الأخر" ماهذا؟؟ يبدو اسما لمسلسل سوري أكثر من كونه اسماً لفتاة..!!
أسمائنا..تسكننا...أم أننا نعيشها ونحققها في هذه الحياة..
أسمائنا ..جزء منا.. سمينا بها منذ الأزل..وسننادى بها في كل حياة نحياها..
أفقت من هذا الغرق على صوت امرأة تنادي من عند الباب..:"هادية عبد الغني"
تلفتُ فوجدت هادية تستعد للقيام..
قلت " هذه واحدة" ..اسمها هادية وهي حقا لم تنبس بكلمة منذ أن جلست..هادئة للغاية..
عندما وقفتْ سقطتْ حقيبتها..أخذتْ تلملم محتوياتها وهي تتمتم..ثم رفعت صوتها وقالت "كدنا ننام من الانتظار..منذ ساعة وأنا هنا..والآن فقط يأتي دوري..ما فائدة المواعيد إذن؟؟"
ثم داست على طرف ثوبها فارتطمت بالطاولة التي أمامها وسقطت بضع مجلات على الأرض..
ياااااه ..يا للجلبة..قلت في نفسي..ثم تذكرت أن اسمها كان...................هادية..
..
..
كدت أضحك بصوت عالٍ..قلت..لو عرفوا فقط فيما أفكر لقالوا عني مجنونة !!!!
أغمضت عيني بقوة ..وعدت لانتظار دوري من جديد....
كانت القاعة مربعة ذات شباك كبير يضيء المكان بأشعة شمس ساطعة، وعلى الجوانب اصطفت كراسٍ جلدية جديدة ،وفي المنتصف طاولة منخفضة ألقيت عليها بعض المجلات بإهمال...
تناولت إحداها..صورة فنانة صارخة على غلافها..تصفحتها على عجل..لا شيء سوى أخبار كالغثاء..الفن ..,دنيا الفن..أففففف كم هذا تافه..
ألقيت بها مكانها..وعدت إلى انتظاري الممل..
تفرست في الوجوه حتى وقع نظري على سيدة تجلس مقابلة لي...عندما نظرت إليها..لمحتها تحدق في وجهي..ثم ما لبثت أن أدارت وجهها بسرعة..
بقيت أنظر إليها ..سيدة في منتصف العمر..داكنة البشرة..صغيرة العينين..هندامها عادي..ثمة نظرة كالغثيان تطل من عينيها..انكسار مشوب بلا شيء يختبئ خلف وجهها..
نظرت إلي ثانية..ابتسمتْ في قرف وقالت:الإنتظار ممل..ابتسمتُ لها وهززتُ رأسي موافقة..عادت إلى الحديث ثانية عن مساوئ الانتظار وعن حرارة الجو..وعن "جدة الغير" وعن الإجازة..والأولاد وطلباتهم..وارتفاع الأسعار..
وعن أشياء كثيرة لا أذكرها..وما لبثت بضع نساء أن أشتركن في الحديث معها..حتى سمعتها تعرف نفسها لأحداهن وتقول:اسمي أمل..
ومض الاسم في ذهني فجأة....أمل!!!!!
أي أمل بائس يرتسم على وجهك أيتها المرأة..؟؟!!
فزعت من نفسي..قلت لها..:لا شأن لك أنت بالناس..فليكن اسمها أمل..هذا لا يهمك..
أرجعت رأسي للوراء وأطلقت زفرة عميقة..لكني لم أستطع أن أقاوم إلحاح الفكرة التي بدأت تغزو ذهني..
أمل..!! ترى ألها نصيب من اسمها؟؟وأي أمل يطل من وجه منطفئ..وصوت مبتئس..وروح لا تكف عن الشكوى..
قالت لها الأخرى : وأنا اسمي جميلة..
رفعت حاجباي دهشة!!!
أكان والداها يدركان معنى اسمها حين اختاروه لها..
أم أنهم سموها جميلة تيمنا بالاسم عل الزمان يفعل لها شيئا فتصبح جميلة...
تخيلت نفسي زوجها..هل سأناديها جميلة وأكذب عليها وعلى نفسي كل يوم؟؟؟
جعلني ذلك أتذكر إحدى طالباتي..كان اسمها "هدى"..لكني كنت أراها دوما في الإدارة في مجالس التأديب ..وفصلت مرة لسوء سلوكها...
وتلك الفتاة..."أشجان" رأيتها مرة عند أختي..لم تكن تكف عن الضحك والقهقهة بصوت عال والرقص وإلقاء النكات وإثارة الشغب..عيناها تبرقان حيوية وتتدفقان سعادة..واسمها أشجان!!!!
أكان شجنها مخفيا في قلبها؟؟هل يعني لها شيئاً البحر عندما يثور..والخريف عندما يحزن..والرحيل عندما يقبل..والقلب عندما يفترسه الشوق والحنين..
هل تعرف أن كل تلك الأشياء هي ملامح "أشجان" الحقيقية...؟؟؟
أين ذهبتْ ؟؟ لا أكف عن ممارسة هواية التحديق الذهني..ابتسمت..تخيلت أن اسمي " محدقة" ..قلت..لو اخترته ليكون اسمي في الانترنت..!! لا..ليكن مثلا.."مبحرة إلى الشاطئ الأخر" ماهذا؟؟ يبدو اسما لمسلسل سوري أكثر من كونه اسماً لفتاة..!!
أسمائنا..تسكننا...أم أننا نعيشها ونحققها في هذه الحياة..
أسمائنا ..جزء منا.. سمينا بها منذ الأزل..وسننادى بها في كل حياة نحياها..
أفقت من هذا الغرق على صوت امرأة تنادي من عند الباب..:"هادية عبد الغني"
تلفتُ فوجدت هادية تستعد للقيام..
قلت " هذه واحدة" ..اسمها هادية وهي حقا لم تنبس بكلمة منذ أن جلست..هادئة للغاية..
عندما وقفتْ سقطتْ حقيبتها..أخذتْ تلملم محتوياتها وهي تتمتم..ثم رفعت صوتها وقالت "كدنا ننام من الانتظار..منذ ساعة وأنا هنا..والآن فقط يأتي دوري..ما فائدة المواعيد إذن؟؟"
ثم داست على طرف ثوبها فارتطمت بالطاولة التي أمامها وسقطت بضع مجلات على الأرض..
ياااااه ..يا للجلبة..قلت في نفسي..ثم تذكرت أن اسمها كان...................هادية..
..
..
كدت أضحك بصوت عالٍ..قلت..لو عرفوا فقط فيما أفكر لقالوا عني مجنونة !!!!
أغمضت عيني بقوة ..وعدت لانتظار دوري من جديد....