PDA

View Full Version : اطفال و لكن.....


للحق صدى
08-08-2001, 08:06 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته....
هذه رسالة قرأتها في منتدى الواحة و كاتبها Kmal و احببت ان انقلها لكم كبداية..و هي رسالة من طفل فلسطيني الى طفل عراقي....
"




القدس
رسالة من طفل فلسطيني
إلى طفل عراقي


أنا من هناك.. من الأرض التي يعرفها أبوك وأجدادك، قبل أن يخضر عود الحياة في عروقنا ..

أنا من هناك ، من أرض البرتقال الحزين، من بلاد يخرج منها كثيرون في الصباح ويعودون في أردية بيضاء ثم لا نراهم.


أتعرف فلسطين؟

إنها مدينة كبيرة أوسع من حقلٍ وأجمل من نهر ينهمر من كتاب القراءة مدينة كمدينتكم التي رأيتها على شاشة التلفزيون الناس فيها لهم ملامحكم والحزن فيها واسع أيضاً كالذي عندكم، أكبر كم التلال القريبة وأعلى من مئذنة القرية وأقرب من طائر نورس لا يريد أن يقترب من الشاطئ.

أردت أن أكتب إليك كي تعرفني.. تعرفني فقط، وحين تزول الحدود يصبح بإمكاننا أن نركض نحو بعضنا فلنتقي في الطريق خارج البوابات التي تفصلنا، أنا أكتب إليك لأنني حزين.. لا تصدق ما يقال بأن الأطفال لا يحزنون إلا على ألعابهم المكسورة ولا تصدق أيضاً ما تقوله عن الإذاعات وما تبشر به من فرحي.. حزين أنا مثلك من الصباح إلى المساء.. منذ أن أخرج ذاهباً إلى المدينة إلى أن أعود، فأشعر أن كل شيء قد تغير ، كل صباح أراهم على التلال القريبة، أرى الجنود الذين أطلقوا الرصاص على جارنا فنام إلى الأبد وأرى البواريد التي أحرقت حقل الزيتون القريب وأرى الجرافات التي ما زالت تهدم منازل الجيران كما هدمت ذات يوم.. وأرى الحجارة أمامي قربي، وأريد أن ألتقطها، أن ألقي بها في وجوههم فيمنعني الآخرون.. فأنزوي وحيداً وأبكي وحين ذاك أتذكرك، أتذكر صور الأطفال الذين نشاهدهم في التلفزيون.. الأطفال المرضى الذين التصقت جلودهم بعظامهم من الجوع في مدينتكم الكبيرة.

مدينتي كمدينتكم كأنني هنا أحن إلى الشوارع التي كانت تمتلئ بالأطفال في المظاهرة وهم يصوبون المقاليع والحجارة والمولوتوف على «الجيش». أتسأل عن الجيش إنه الجنود الأعداء الذين يرابطون قرب مدينتكم لهم نفس الوجوه وذات العيون وذات الملامح ويحملون البنادق ذاتها ويطلقون الرصاص ذاته… ولكننا عندنا يا أخي ورغم الذين يصيبون، صرنا لا نستطيع الدخول في مظاهرة ولانستطيع أن نبكي كفايتنا ولا نستطيع أن نقاتل كفايتنا.. نحن يمنعنا الآخرون.. أردت بالأمس يا أخي أن أفعل شيئاً لأجلك عندما رأيتك حزيناً… أردت أن أخرج إلى الشارع وأصرخ باسمك وأهتف، وأعلق قمراً صغيراً على شباك يومك وأنثر الحجارة باسمك لكنهم منعوني.. منعني «الآخرون»! من هم الآخرون هل ستسألني من هم الآخرون، أنظر حولك ألا تراهم يصفقون للجنود الغرباء القادمين بالسفن العالية المحملة بالمدافع والطائرات.. أنظر إليهم ألا ترى في وجوههم الشبع فيما أنت تشعر بالجوع.. ألا ترى على شفاههم الابتسامات وأنت تشعر بالألم.. ألا تراهم يسترخون ويرقصون وينفقون الأموال وأنت خائف متكور على نفسك في ملجئ تحلم بزجاجة حليب. هؤلاء لايشبهوننا رغم أنهم يشبهوننا.. هم لا يحسون بما نحس ولا يعيشون ما نعيش ولا يريدون ما نريد… وغدا اسمع أقول لك غداً ربما يتوجب علينا أن نرفع حجراً آخر في وجوههم.

الآن سأختم الرسالة.. أنا ذاهب إلى النوم، ولكن اسمع سأهمس لك بسر.. غداً سوف أخرج من جديد لأهتف لك.. لنا.
من نشرة /.
(الاسلام وفلسطين)


الله ما أحلى الموت في غزة

ارجوا قراءتها جيدا و ان تترجموا الكلام بين السطور لانه يحمل بين طياته الكثير و الكثير....
مع تحياتى:
للحق صدى