تسجيل الدخول

View Full Version : تركي الحمد والبقرة والنظارة الخضراء والراعي(قصة روائية قصيرة


حائلية
15-08-2001, 04:22 AM
لا بد أن يهتم الراعي برعيته سواء كانت الرعية بشرا أو بهائم بهماء إلا أن قصتنا هنا هي في رعاية البهيمية لا الآدمية....
وأهل القصص والشعر والرواية أحرار فيما ينقلون ويحكون وينظمون مالم يخرج ذلك عن طور الحقيقة....
واستجاز البعض نسج الخيال عن مجهول في غير الحقيقة طبعا ..إلا أن أهل النفوس الزكية تعزف نفوسهم عن الكذب حتى في الرواية والقصة والشعر ولا يعدلون عن الحقيقة حتى وإن أسرفوا على أنفسهم بالذنوب الا الكذب فإنه يدل على خبث في النفس،،ولذا نجد ابن أبي حكيمة الشاعر لم يجد من الحقيقة أمامه لكي يخرج قريحته الشعرية الا أن يصف ويمدح (فرجه) وأكثر من ذلك حتى كات ديوانه كاملا على هذا النسج ..وهو لا يزال مخطوطا مع توفره وبراعت كاتبه إلا أن الايدي تستحي من حمله .....
ومثله ايضا القاص الشاعر ابن سكرة واالشاعر ابن حجاج.......
وبعيدا عن الاطالة...
فقصتنا هذه هي عين الحقيقة إلا انها وقع فيها نوع تشبيه بليغ...لا يعد فارقا في الحقيقة ...
الا انني اكاد اجزم انه في بعض الاحيان يكون المشبه به هو مطابق للمشبه تماما ..كما في قصتنا هذه....
وأبطال قصتنا هذه:
(البقرة=تركي الحمد)
(الرعاة=العلمانيون)
(النظارة=الشبه والتلبيس)
(الحشائش الخضراء=الحقيقة)
(التبن=الأفكار الضالة)
فإلى القصة:
عصرنا عصر مليء بالعجائب!!! والقصص التي كلما وقفت على شيء منها تذكرت ما يسطره أرطميدوس الأفسي وقاسيا مكسيمي وغيرهم من سكان مدينة أفاسيس اليونانية في القرن الثاني الميلادي وما يكتبه حنين بن اسحق وارباب التصوف في خوارقهم.
ويذكرني أيضا بكتاب"الإنذارات النومية"لأبي سليمان المنطقي وكتاب"النوم واليقظة"لفورفوريوس..ولولا ما أحمله من حسن عقيدة لآمنت بها لما أرى من عجائب دهرناالتى هي حقيقة!!!!،
فقد كان في عصرنا بقرة حلوبالا كالأبقار حملت من بسطت الجسم وحسن القامة ما يسر الناظرين وتجعل رعاة الأبقار يتهافتون لأقتنائها فهي تعد مكسبا لرعاتهاولكرامتها عند جميع الرعاة كانوا يسمونها باسم بشري ينادونهابه كلما جاء ذكرها وحان وقت حليبها!!!
لا عجب أن تكرم بقرة في عصرنا كهذه فتصل الى أن تسمى باسما آدميا فلله في خلقه شؤون!!...
والعجب من هذه البقرة أنها تتصرف تصرف الآدمية في بعض الأحايين فهي تخالط بني آدم كثيرا وتأكل معهم وتشرب!!.....
بل وفي بعض الأحايين تتكلم ككلامهم!!..إلا أنها يغلب عليها بكلا مها الثغاء ..وبأكلها الحشائش والأعلاف....إلا أنها تميزت هنابأنها ترقت فلا تأكل من الحشائش إلا الخضراء الرطبة الطرية !!!!.
ولسوء الحظ فقد كانت هذه البقرة من نصيب رعاة الأبقار من الغرب فشروها بثمن بخس ، ولم يحض بها أهل الأبقار من بني قومنا في الشرق..
وقد وجدوا في تربيتها صعوبة فهي مدللة لا تأكل إلا الحشائش الخضراء مكرمة معززة.!
والحشائش الخضراء لا تدوم للرعاة في كل حين.....
إلا أن الصعوبة لم تطل فهي بين رعاة حذاق في التلبيس والخداع لأمثال هذه الأبقار!!....
فكانوا كلما فقدوا الحشائش الخضراء ألبسوها نظارة خضراء لتأكل تبنا عفى عليه الزمن ورثوه من بقايا الجاهلية!!....
فنجحوا في هذا الخداع والتلبيس لهذه البقرة ..فلما رأوا أن ثغائها وحليبها يزداد حسنا ولذة في أعينهم عزموا أن تبقى هذه النظارة على تلك البقرة دائمافهي تيسر المؤنة وتبقي النتاج...

إلا أنهم لحسن صنيعهم وبرهم وإحسانهم بهذه البقرة جعلوا نتاجها من حليبها يصدر لأهلها من الشرق بلا حساب ولا ثمن .....
فلديهم من الأبقار في الغرب الكثير.....
إلا أنه لا بقرة في الشرق تماثل هذه البقرة.......
فمال الشرق للشرق!!!.....
ولسوء الحظ مع هذه البقرة أنها لا تزال باقية حتى هذه الساعةفي حضيرتها تستعد لأدوارها القادمة..
مما يجعل قصتنا هذه لا تكتمل حتى تنتهي هذه البقرة من حلقاتها اليومية ....
.ونحن متابعون لها ونفيدكم بتمام القصة ...
والسلام

النجم الثاقب
19-08-2001, 02:41 AM
الأخت الحايلية الموقرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


جزاك الله خير يا حايلية على هذه القصةالهادفة

وإلى الأمام في المواضيع الهادفة



مع تحياتي للجميع//النجم الثاقب