عادي
15-09-2001, 02:17 PM
اليوم كنت في المدرسة .. وإذا راعينا الدقة في باحة المدرسة على إحدى المقاعد الحجرية المخصصة لنا .. كنت أذاكر إحدى المواد استعداداً لقرب موعد الامتحانات النهائية .. حين اقتربت مني صديقة أختي المقربة لتهمس في أذني :
- أريدكِ في موضوع .
- تفضلي .. قلتها ونظري متعلق بالكتاب .
همست كأنها تخشى أن يسمع صوتها أحد : ليس هنا، تعالي معي .
ودون أنتظار ردي .. سحبتني إلى داخل المدرسة .. ووقفنا - أنا وهي - في بقعة تقل فيها الطالبات .
قالت لي : أريد أن أخبركِ بسرٍ خطير جداً .. وأرجوا أن لا تنفعلي وتتصرفي بتهور .. وأن تسمعيني جيداً .. أعلم أن ما سأقوله صعب عليكِ كما هو صعب عليّ .. لكن هذا لمصلحة أختك .. ( لم افهم أي جملة مما تحدثت .. لا أعلم ماذا تريد مني .. ومادخل أختي في الموضوع ؟؟) .. لا أريد الخوض في التفاصيل ولكن باختصار .. أختك تعشق رجلاً لدرجة الجنون .
دون تفكير صرخت فيها : أنتِ المجنونة بادعائكِ على أختي .. كيف تجرئين على قول مثل هذه الكلمات عليها؟!! " سلوى " أكبر مما تقولين .. أ.. قاطعتني :
- هدئي من روعكِ .. لو أردت نشر الأفترائات عليها لما قلتها لكِ منفردة وقلتها للآخرين .. وما أسهل نشر الإشاعات .. على العموم .. هذا هو الدليل .
قدمت لي دفتر " سلوى " الأزرق .. أنه دفترها الخاص .. لا أعلم كيف وصل إلى يد صديقتها .. إذ أنها ترفض أن تطلع أحد عليه .. تناولته منها .. فتحته .. وأغلقته بسرعه .. سرت مبتعدةً عنها .. كأني أخاف أن تشاهد ما فيه .. توجهت إلى فصلي ووضعت الدفتر في حقيبتي .. وانتظرت أنتهاء الدوام.
* * *
مرت لحظات القلق العصيبة ببطء .. ولم أصدق نفسي وأنا أفتح باب غرفتي أني وصلت إلى المنزل .. صليت الظهر والعصر بسرعه ودون تركيز لخوفي واضطرابي - فليسامحني الله - وما أن انتهيت حتى أغلقت باب غرفتي عليّ .. وفتحت الدفتر .. وبدأت أقرأ ..
[ إليك يا حبيبي أخط كلمات الحب والهيام .. وهل تساوي الكلمات شيئاً أمام جمالك ؟! أود لو اهمس لك لهذه الكلمات لكن مجرد ذكر اسمك أمامي يصيبني بالرعشة والاضطراب، فكيف إذا رأيتك؟! جننت منذ عرفتك .. لم أعد أقوى على فعل شيء .. كلما فتحت كتابي لأذاكر ظهرت صورتك على الصفحة .. إذا اغمضت عيني لأنام رأيت صورتك .. في كل مكان أراك .. أفكر فيك دائماً .. حتى وآنا في قمة التركيز في عملٍ ما .. ألم أقل لك أني جننت بك؟؟
أحبك .. كلمة سخيفة امام مقدار ما أحمله لك من عشق .. لا تساوي شيئاً امام مشاعري نحوك .. بل الدنيا بأسرها هي التي لا تساوي شيئاً إذا لم تكن عليها .. ما قيمة الأرض .. الهواء .. الحياة إذا لم تكن معي فيها؟!
أتعلم أني أراقب حركاتك وسكناتك خوفاً من أن تفكر في غيري .. أن تذهب مرة اخرى بعيداً عني ؟؟ يا ترى هل تحبني كما أحبك؟ هل تحمل في قلبك الوديع ذرة من حبٍ لي؟؟
سؤالٌ يحيرني ..
ليتك تقرأ كلماتي .. وتسمع صوتي وأنا أناجيك بهمس - خوف من أن تسمعني اختي ولأني لا أقدر على رفع صوتي أمامك - في منتصف الليل عندما أرى على صفحة القمر الوضاء جمال ابتسامتك .. ليت .. وهل تفيد ليت ؟؟
آخر كلماتي .. اعشقك بكل ما فيك .. اعشق صفاتك السيئة قبل الحسنة .. فلا تبتعد عني لأنك لو فعلتها فستسمع خلفك صوت البكاء عليّ يعلن وفاتي ]
أ تكفي كلمة صاعقة عندما أصف مشاعري وأنا أقرأ هذه الكلمات بخط يدها ؟! أريد أن أنكر ما تراه عيني فلا أستطيع .. فعلاً أختي تغيرت في الفترة الأخيرة .. منذ أن اقبلت خالتي وزوجها من ألمانيا بعد أن أمضيا الست سنوات فيها .. يا إلهي هل؟! أيمكن أن؟؟ لا غير معقول .. مستحيل .. ولِم مستحيل .. لا بد انها تعني " حسان " ابن خالتي .. فمنذ أن كانا صغيرين وهما يقولان أنهما سيتزوجان .. ونحن نناديهما بالخطيبين .. لكن هذا كان عندما كانا صغارا .. ماذا أفعل ؟؟ وكيف أتصرف؟! أأخبر أبي؟! لا بد أنه سينهال عليها ضرباً .. أأخبر أخي ؟؟ وكيف له أن يفهم ؟؟
طرقات على الباب تقطع حبل تفكيري .. كان ابن خالتي " حسان " يناديني .. اسرعت بدس الدفتر تحت فراشي .. ورسمت ابتسامة صفراء على وجهي وأنا افتح له باب الغرفة ..
هو : لماذا تغلقين الباب على نفسك .. أتخفين شيئا؟؟
تعلمثمت عندما سمعت جملته كأنه قد أطلع على ما أخفيه .. ارتبكت ولم أعرف ما أجيب .. ولكن أنقذتني " سلوى " بدخولها وهي تهتف :
- السلا .. قطعت جملتها عندما وقع بصرها على "حسان" .. وسقطت حقيبة المدرسة من يدها .. وتحول لون وجهها إلى احمر وهي تردف :
- م.
لم أكن بحاجة إلى دليل أكبر من هذا .. ليت الأرض انشقت وابتلعتني قبل أن أشاهد ردة فعلها هذه .
حسان : عليكم .
هي : عليكم؟!
- بمثلها .
ضحكا معاً بينما أنا في عالم الخوف غارقة .. القضية بالنسبة لي :أنها تهيم بابن خالتي .. لم أكن لأمانع لو كنت أعلم بأنه يحبها هو الآخر. لكن ماذا لو كان لا يحمل عاطفةً نحوها؟؟ ماذا لو تزوج !! مالذي سيحل بـِ "سلوى" لابد أنها ستجن .. رباه .. ألهمني الصواب لأفعله .. أأريها ما كتبت واسألها عنه؟! لكن "حسان" موجود الآن وقد اسبب لها إحراجاً .. أف .. " مررت يدي على شعري بضيق " لم أنعدمت قدرتي على التركيز .. وإيجاد الحل .
انتبهت من شرودي على صوت "حسان" يهتف بي:
- من هو الشخص العظيم الذي تفكرين فيه؟!
- هاه ؟؟
- من هو الشخص العظيم الذي تفكرين فيه؟!
- نعم!!
نظر إلي بدهشة وهو يعيد جملته للمرة الثالثة على التوالي : قلنا من هو الشخص العظيم الذي تفكرين فيه؟!
- ولماذا تصفه بالعظمه؟
- ألا يكفي أنكِ أنتِ تفكرين فيه؟!
شهفت "سلوى" .. وخرجت من الغرفة .. استدار ليشاهد "سلوى" وهي تخرج باكية .. ازداد تعجبه :
- لِم خرجت باكية؟!
- انتظرني لحظة.
قلتها وأنا أجري إلى "سلوى" التي دخلت الحمام.. طرقت الباب بكل قوتي وأنا أهتف "سلوى" .. "سلوى" .. افتحي الباب .. أفتحيه أرجوكِ .. أتوسل إليك .. أفتحي الباب ..
انتظرت عشر دقائق كاملة قبل أن تفتح الباب لي .. خرجت ووجهها يقطر ماءً .. يبدو أنها قد غسلته كي لا ألاحظ أنها بكت .. قلت لها :
- "سلوى" .. أتبكين؟؟
- كلا .
- ودموعك ؟؟ قلتها وأنا اشير إلى دموع احتبست في عينيها.
مسحتها بيدها وهي تقول : دخل غبار في عيني.
- كنتِ تبكين لأجل "حسان" .. أليس كذلك ؟! ( شهقة قوية أخرى تصدر منها ) لا تنكري ذلك .. لقد أطلعت على دفتركِ الأزرق .. حبيبتي "سلوى" .. كان عليكِ أن لا تسمحي لمشاعر الطفولة بالتمادي أكثر من ذلك .. "حسان" الآن .. شاب مختلف عن الطفل الذي أحببته وتعلقتِ به .. ولا يفكر فيكِ إلا كأختٍ له .. عليكِ أن تعي هذه الحقيقة .. أ .. قاطعتني ( ويبدو أن الجميع هذا اليوم يهوى مقاطعتي )
- توقفي .
- دعيني أكمل ... لا بد أن تسمعيني .. كلا بل تفهميني .. "حسان" ابن خالتي فقط .. لا بد أن تفكري به من هذا المنطلق .
انفجرت ضاحكة .. يا إلهي جنت أختي كما توقعت، هززتها بعنف :
- " سلوى " كلا .. كلا .. أهدئي .. كوني عاقلة يا "سلوى" .
رفعت رأسها لأشاهد عينين تدمعان من كثرة الضحك .. وقالت :
- يا مجنونة .. كبف خطرت ببالكِ هذه الفكرة الغبية؟! ما قرأتهِ في دفتري كان مشروع قصة جديدة .. عن اثنين احبا بعضهما البعض ولم يجرأ أحد منهما على مصارحة الاخر .. وغادر الشاب البلدة ليكمل دراسته عله يقتل مشاعره إذ ظن أنها تود الزواج من أحد أصدقائه.. فظن أن مشاعره ماتت حين ابتعد عنها .. لكن حين عاد وألتقى بها .. عادت مشاعره للحياة .. ولكنه لم يعترفا لها .. وبقيا ينتظران حتى يوم قررت عائلة الفتاة الهجرة من البلاد إلى الأبد بطلبِ منها لتبتعد هي الاخرى عنه.
بتعجبٍ قلت لها : إذن لم بكيتي عندما سمعتِ كلمات "حسان" ؟!
- يا مجنونة .. لأنه يحبكِ أنتِ لا أنا لقد صارحني بذلك .. وخشيت أن يصارحكِ فترحلين عني وأنا لا أقدر على فراقك .
- لكني أكبره بسنيتن !!
- هذه مشكلته لا مشكلتي .
- أريدكِ في موضوع .
- تفضلي .. قلتها ونظري متعلق بالكتاب .
همست كأنها تخشى أن يسمع صوتها أحد : ليس هنا، تعالي معي .
ودون أنتظار ردي .. سحبتني إلى داخل المدرسة .. ووقفنا - أنا وهي - في بقعة تقل فيها الطالبات .
قالت لي : أريد أن أخبركِ بسرٍ خطير جداً .. وأرجوا أن لا تنفعلي وتتصرفي بتهور .. وأن تسمعيني جيداً .. أعلم أن ما سأقوله صعب عليكِ كما هو صعب عليّ .. لكن هذا لمصلحة أختك .. ( لم افهم أي جملة مما تحدثت .. لا أعلم ماذا تريد مني .. ومادخل أختي في الموضوع ؟؟) .. لا أريد الخوض في التفاصيل ولكن باختصار .. أختك تعشق رجلاً لدرجة الجنون .
دون تفكير صرخت فيها : أنتِ المجنونة بادعائكِ على أختي .. كيف تجرئين على قول مثل هذه الكلمات عليها؟!! " سلوى " أكبر مما تقولين .. أ.. قاطعتني :
- هدئي من روعكِ .. لو أردت نشر الأفترائات عليها لما قلتها لكِ منفردة وقلتها للآخرين .. وما أسهل نشر الإشاعات .. على العموم .. هذا هو الدليل .
قدمت لي دفتر " سلوى " الأزرق .. أنه دفترها الخاص .. لا أعلم كيف وصل إلى يد صديقتها .. إذ أنها ترفض أن تطلع أحد عليه .. تناولته منها .. فتحته .. وأغلقته بسرعه .. سرت مبتعدةً عنها .. كأني أخاف أن تشاهد ما فيه .. توجهت إلى فصلي ووضعت الدفتر في حقيبتي .. وانتظرت أنتهاء الدوام.
* * *
مرت لحظات القلق العصيبة ببطء .. ولم أصدق نفسي وأنا أفتح باب غرفتي أني وصلت إلى المنزل .. صليت الظهر والعصر بسرعه ودون تركيز لخوفي واضطرابي - فليسامحني الله - وما أن انتهيت حتى أغلقت باب غرفتي عليّ .. وفتحت الدفتر .. وبدأت أقرأ ..
[ إليك يا حبيبي أخط كلمات الحب والهيام .. وهل تساوي الكلمات شيئاً أمام جمالك ؟! أود لو اهمس لك لهذه الكلمات لكن مجرد ذكر اسمك أمامي يصيبني بالرعشة والاضطراب، فكيف إذا رأيتك؟! جننت منذ عرفتك .. لم أعد أقوى على فعل شيء .. كلما فتحت كتابي لأذاكر ظهرت صورتك على الصفحة .. إذا اغمضت عيني لأنام رأيت صورتك .. في كل مكان أراك .. أفكر فيك دائماً .. حتى وآنا في قمة التركيز في عملٍ ما .. ألم أقل لك أني جننت بك؟؟
أحبك .. كلمة سخيفة امام مقدار ما أحمله لك من عشق .. لا تساوي شيئاً امام مشاعري نحوك .. بل الدنيا بأسرها هي التي لا تساوي شيئاً إذا لم تكن عليها .. ما قيمة الأرض .. الهواء .. الحياة إذا لم تكن معي فيها؟!
أتعلم أني أراقب حركاتك وسكناتك خوفاً من أن تفكر في غيري .. أن تذهب مرة اخرى بعيداً عني ؟؟ يا ترى هل تحبني كما أحبك؟ هل تحمل في قلبك الوديع ذرة من حبٍ لي؟؟
سؤالٌ يحيرني ..
ليتك تقرأ كلماتي .. وتسمع صوتي وأنا أناجيك بهمس - خوف من أن تسمعني اختي ولأني لا أقدر على رفع صوتي أمامك - في منتصف الليل عندما أرى على صفحة القمر الوضاء جمال ابتسامتك .. ليت .. وهل تفيد ليت ؟؟
آخر كلماتي .. اعشقك بكل ما فيك .. اعشق صفاتك السيئة قبل الحسنة .. فلا تبتعد عني لأنك لو فعلتها فستسمع خلفك صوت البكاء عليّ يعلن وفاتي ]
أ تكفي كلمة صاعقة عندما أصف مشاعري وأنا أقرأ هذه الكلمات بخط يدها ؟! أريد أن أنكر ما تراه عيني فلا أستطيع .. فعلاً أختي تغيرت في الفترة الأخيرة .. منذ أن اقبلت خالتي وزوجها من ألمانيا بعد أن أمضيا الست سنوات فيها .. يا إلهي هل؟! أيمكن أن؟؟ لا غير معقول .. مستحيل .. ولِم مستحيل .. لا بد انها تعني " حسان " ابن خالتي .. فمنذ أن كانا صغيرين وهما يقولان أنهما سيتزوجان .. ونحن نناديهما بالخطيبين .. لكن هذا كان عندما كانا صغارا .. ماذا أفعل ؟؟ وكيف أتصرف؟! أأخبر أبي؟! لا بد أنه سينهال عليها ضرباً .. أأخبر أخي ؟؟ وكيف له أن يفهم ؟؟
طرقات على الباب تقطع حبل تفكيري .. كان ابن خالتي " حسان " يناديني .. اسرعت بدس الدفتر تحت فراشي .. ورسمت ابتسامة صفراء على وجهي وأنا افتح له باب الغرفة ..
هو : لماذا تغلقين الباب على نفسك .. أتخفين شيئا؟؟
تعلمثمت عندما سمعت جملته كأنه قد أطلع على ما أخفيه .. ارتبكت ولم أعرف ما أجيب .. ولكن أنقذتني " سلوى " بدخولها وهي تهتف :
- السلا .. قطعت جملتها عندما وقع بصرها على "حسان" .. وسقطت حقيبة المدرسة من يدها .. وتحول لون وجهها إلى احمر وهي تردف :
- م.
لم أكن بحاجة إلى دليل أكبر من هذا .. ليت الأرض انشقت وابتلعتني قبل أن أشاهد ردة فعلها هذه .
حسان : عليكم .
هي : عليكم؟!
- بمثلها .
ضحكا معاً بينما أنا في عالم الخوف غارقة .. القضية بالنسبة لي :أنها تهيم بابن خالتي .. لم أكن لأمانع لو كنت أعلم بأنه يحبها هو الآخر. لكن ماذا لو كان لا يحمل عاطفةً نحوها؟؟ ماذا لو تزوج !! مالذي سيحل بـِ "سلوى" لابد أنها ستجن .. رباه .. ألهمني الصواب لأفعله .. أأريها ما كتبت واسألها عنه؟! لكن "حسان" موجود الآن وقد اسبب لها إحراجاً .. أف .. " مررت يدي على شعري بضيق " لم أنعدمت قدرتي على التركيز .. وإيجاد الحل .
انتبهت من شرودي على صوت "حسان" يهتف بي:
- من هو الشخص العظيم الذي تفكرين فيه؟!
- هاه ؟؟
- من هو الشخص العظيم الذي تفكرين فيه؟!
- نعم!!
نظر إلي بدهشة وهو يعيد جملته للمرة الثالثة على التوالي : قلنا من هو الشخص العظيم الذي تفكرين فيه؟!
- ولماذا تصفه بالعظمه؟
- ألا يكفي أنكِ أنتِ تفكرين فيه؟!
شهفت "سلوى" .. وخرجت من الغرفة .. استدار ليشاهد "سلوى" وهي تخرج باكية .. ازداد تعجبه :
- لِم خرجت باكية؟!
- انتظرني لحظة.
قلتها وأنا أجري إلى "سلوى" التي دخلت الحمام.. طرقت الباب بكل قوتي وأنا أهتف "سلوى" .. "سلوى" .. افتحي الباب .. أفتحيه أرجوكِ .. أتوسل إليك .. أفتحي الباب ..
انتظرت عشر دقائق كاملة قبل أن تفتح الباب لي .. خرجت ووجهها يقطر ماءً .. يبدو أنها قد غسلته كي لا ألاحظ أنها بكت .. قلت لها :
- "سلوى" .. أتبكين؟؟
- كلا .
- ودموعك ؟؟ قلتها وأنا اشير إلى دموع احتبست في عينيها.
مسحتها بيدها وهي تقول : دخل غبار في عيني.
- كنتِ تبكين لأجل "حسان" .. أليس كذلك ؟! ( شهقة قوية أخرى تصدر منها ) لا تنكري ذلك .. لقد أطلعت على دفتركِ الأزرق .. حبيبتي "سلوى" .. كان عليكِ أن لا تسمحي لمشاعر الطفولة بالتمادي أكثر من ذلك .. "حسان" الآن .. شاب مختلف عن الطفل الذي أحببته وتعلقتِ به .. ولا يفكر فيكِ إلا كأختٍ له .. عليكِ أن تعي هذه الحقيقة .. أ .. قاطعتني ( ويبدو أن الجميع هذا اليوم يهوى مقاطعتي )
- توقفي .
- دعيني أكمل ... لا بد أن تسمعيني .. كلا بل تفهميني .. "حسان" ابن خالتي فقط .. لا بد أن تفكري به من هذا المنطلق .
انفجرت ضاحكة .. يا إلهي جنت أختي كما توقعت، هززتها بعنف :
- " سلوى " كلا .. كلا .. أهدئي .. كوني عاقلة يا "سلوى" .
رفعت رأسها لأشاهد عينين تدمعان من كثرة الضحك .. وقالت :
- يا مجنونة .. كبف خطرت ببالكِ هذه الفكرة الغبية؟! ما قرأتهِ في دفتري كان مشروع قصة جديدة .. عن اثنين احبا بعضهما البعض ولم يجرأ أحد منهما على مصارحة الاخر .. وغادر الشاب البلدة ليكمل دراسته عله يقتل مشاعره إذ ظن أنها تود الزواج من أحد أصدقائه.. فظن أن مشاعره ماتت حين ابتعد عنها .. لكن حين عاد وألتقى بها .. عادت مشاعره للحياة .. ولكنه لم يعترفا لها .. وبقيا ينتظران حتى يوم قررت عائلة الفتاة الهجرة من البلاد إلى الأبد بطلبِ منها لتبتعد هي الاخرى عنه.
بتعجبٍ قلت لها : إذن لم بكيتي عندما سمعتِ كلمات "حسان" ؟!
- يا مجنونة .. لأنه يحبكِ أنتِ لا أنا لقد صارحني بذلك .. وخشيت أن يصارحكِ فترحلين عني وأنا لا أقدر على فراقك .
- لكني أكبره بسنيتن !!
- هذه مشكلته لا مشكلتي .