PDA

View Full Version : ،، الرقاق والأخلاق والآداب ،،


كلاسيك
27-09-2001, 11:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


عباد الله:

الوقت والعمر والأيام والليل والنهار والدقائق واللحظات رأس مال العبد، وهو نعمة من أعظم نعم الله عز وجل على العباد.

تمنن الله عز وجل على العباد بنعمه فقال عز وجل: الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار [إبراهيم:32-34].

وأقسم الله عز وجل بالزمان فقد أقسم بالعصر، وبالليل والنهار، وبالفجر وبالضحى لبيان أهمية الزمان فقال عز وجل: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر [العصر].

وقال تعالى: والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى [الليل:1-2].

وقال تعالى: والضحى والليل إذا سجى [الضحى:1-2].

وقال تعالى: والفجر وليال عشر [الفجر:1-2].

وقيمة الزمن تكمن في أن الله عز وجل جعله فرصة للإيمان، والعمل الصالح، وهما سبب السعادة في الدنيا والآخرة.

قال الله تعالى: وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا [الفرقان:62].

قال بعض السلف: من فاته طاعة الله بالليل كان له من أول النهار مستعتب، ومن فاته طاعة الله بالنهار كان له من أول الليل مستعتب.

ودلت السنة كذلك على أهمية الزمن وخطره قال النبي : ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه))([1]).

فيسأل العبد يوم القيامة سؤالين عن الزمن، عن عمره فيما أفناه عامة، وعن شبابه فيما أبلاه خاصة.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ))([2]).

والمغبون هو الذي باع شيئا بأقل من ثمنه، أو اشترى شيئا بأكثر من ثمنه، فالصحة والوقت نعمتان عظيمتان، أكثر الناس لا يستفيد منهما ويضيعهما ثم يندم عليهما في وقت لا ينفع فيه الندم، والموفق إلى بذلهما في طاعة الله عز وجل قليل، فكل نفس من أنفاس العمر جوهرة ثمينة، تستطيع أن تشتري بها كنزا لا يفنى أبد الآباد، فتضييعه وخسارته، أو اشتراء صاحب به يجلب هلاكه لا يسمح به إلا أقل الناس عقلا، وأكثرهم حمقا.

قال النبي : ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له بها نخلة في الجنة ))([3]).

قال بعض السلف: بلغنا أن نخل الجنة ساقها من ذهب، وسعفها من حلل، وثمارها أبيض من اللبن، وألين من الزبد، وأحلى من العسل والشهد.

وقال : ((اقرأوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ))([4]).

وقال : ((من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى له قصر في الجنة))([5]).

فخطر الأوقات والأنفاس أن العبد إذا تاجر فيها مع الله عز وجل ربح على الله عز وجل أعظم الأرباح.

قال الحسن البصري: نعمت الدار الدنيا كانت للمؤمن وذلك لأنه عمل فيها قليلا وأخذ منها زاده إلى الجنة، وبئست الدار الدنيا كانت للكافر والمنافق، وذلك لأنه أضاع فيها لياليه، وأخذ منها زاده إلى النار.

وخطر الأوقات والأنفاس كذلك مع كونها رأس مال العبد وفرصة الأعمال الصالحة، أن عدد الأنفاس التي قدرها الله عز وجل لنا غيب فلا يدري متى تذهب أنفاسه حياته.

يا من بدنياه انشغل وغره طول الأمل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل

قال الحسن: المبادرة المبادرة إنما هي الأنفاس، لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله عز وجل، لو حبست انقطعت عنكم ثم بكى على عدد ذنوبه، ثم قرأ: إنما نعدّ لهم عدا آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخولك في قبرك.

فالله عز وجل قدر لنا عددا محددا من الأنفاس فكلما تنفس العبد نفسا سجل عليه، حتى يصل العبد إلى آخر العدد المقدر له، عند ذلك يكون خروج النفس، وفراق الأهل، ودخول القبر، وينتقل العبد من دار العمل ولا حساب إلى دار الحساب ولا عمل، فمن كان يمشي على ظاهر الأرض بالطاعة والمعصية، يصير محبوسا في باطنها مرتهنا بعمله.

وإنما يدرك العبد خطر الوقت والعمر إذا فقد هذه النعمة فعند ذلك يتمنى أن يرجع إلى الدنيا لا من أجل أن يجمع حطامها وشهواتها، بل من أجل أن يجتهد في طاعة الله عز وجل، وتتجدد له هذه الأمنية وهذا الطلب كلما عاين أمرا من أمور الآخرة.

قال تعالى: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون [المؤمنون:99].

وقال تعالى: وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون [المنافقون:10-11].

وقال تعالى: ولو ترى إذا المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون [السجدة:12].

وقال تعالى: ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين [الأنعام:27].

الفقيرة لله
27-09-2001, 05:24 PM
أخي الكريم كلاسيك والله ما عهدتك في الكتابة إلا بمواضيع أروع من الروعة بصراحة أنا سعيدة أن أحدا من شباب العرب والإسلام مثلك واله يكثر من أمثالك بصراحة فعلا مواضيعك مميزة ومهمة كثيرا ولم أر لك مرة موضوعا لا قيمة منه بل على العكس وهذا يعكس لنا صورة أخلاقك وبالفعل إنت إنسان 000
الله يوفقك ويثبتك على ذلك
بالنسبة لموضوع الموقع islam way لم يتم الرد علي لكني سأظل بمراسلتهم حتى أعرف ما ردة فعلهمبالنسبة للموقع وإن شاء الله أول ما يردوا أوعدك بعدم التأخر مباشرة سأخبرك
والله ولي التوفيق.

كلاسيك
30-09-2001, 06:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


اختي الكريمة الفقيرة لله ،،

جزاك الله خير على هذا الاطراء وان شاء الله اكون عند حسن ظنك بي ،،

كلماتك الرقيقة اعتز بها واعتبرها بمثابة شهادة قيمة ،،

استمري بارك الله فيك على مراسلتهم وانا في انتظار ردهم عليك ،،

وفقك الله في دراستك ،،