PDA

View Full Version : عائلات شرهة!


سردال
28-09-2001, 02:39 PM
أسرة تتفرق ويقع الطلاق بين الزوجين بسبب المال، شاب يدخل السجن بسبب الديون المتراكمة التي لم يستطع أداءها، عائلة تهبط من قمة الرخاء المعيشي إلى الفقر والعوز بسبب الديون أو مغامرة مالية خاسرة، والسؤال هنا، لماذا نرى الكثير من المشاكل التي يتسبب بها المال؟ الأسباب كثيرة وسأفصل ثلاث نقاط أساسية، يعاني منها مجتمعنا بشكل واضح.

المال أساس الحياة، وبغيره لا نستطيع أن نعيش، والمال وسيلة لا غنى عنها، ويصبح طامة وكارثة إن جعلناه هدفاً وغاية في الحياة، ولذلك نجد أن الناس يسعون سعياً محموماً لجمعه واستغلاله، وتجد أن البعض يريد أن يصل إلى مستوى مالي معين، وبعد أن يحقق هدفه هذا، لا يشعر بالسعادة أبداً، لأنه يرى أن هناك من هو أعلى منه في المستوى المالي، وينسى أنه في حال خير من حال الكثير من البشر، فتجده إذا ما اشترى سيارة فخمة جديدة، لا يسعد بها إذ يريد سيارة أفخم وأغلى، لماذا لا يفرح بها ويسر؟ لأنه جعل المال هدفاً لا وسيلة ولن يجد السعادة أبداً من جعل المال غايته.

والبعض قد يضيع أسرته وأطفاله بسبب المال، فيسافر من الشرق إلى الغرب ويعود للمنزل لبضعة أيام فقط، لا لكي يجلس مع زوجته وأطفاله إنما لكي يراجع حساباته ويبحث عن صفقات أخرى، أو فرصة للحصول على المال في تلك الدولة أو تلك، ثم لا يجد هؤلاء الأطفال أباً يربيهم، إنما الفضائيات والأصدقاء من حولهم، والأم بين هذا الأب وتلك الفضائيات والبيئة المحيطة بهم قد لا تستطيع أن تسيطر عليهم وعلى ما يتلقونه من مفاهيم، فيضيع الأطفال وينحرفون، والسبب هو المال الذي أتعب الأب نفسه من أجل جمعه لأطفاله.

السبب الثاني هو ما نراه من حب المظاهر لدى الكثير من شبابنا، يشتري الشاب سيارة غالية تخطف معظم راتبه ثم لا يبقى شيء لوقود سيارته أو حتى للضروريات التي لا غنى عنها، وبعضهم لا يستطيع أن يدفع الديون المتراكمة عليه والفوائد الربوية التي قد تصبح أكبر من المال نفسه، فيزج به إلى السجن، فلا هو يستطيع العمل ليسد ما عليه من الديون، ولا السجن يحل المشكلة، لماذا لا يشتري سيارة صغيرة توفر عليه مبالغ مالية يستفيد بها في ضروريات أخرى؟

والبعض يرى أنه من العيب أن يناقش البائع على السعر، فهو يضع يده مباشرة في جيبه ويخرج المبلغ المطلوب ويرى ذلك رجولة وشهامة، والبعض لا يتعب نفسه في البحث بين البدائل للسلعة التي يريد شرائها، فقد يشتري الغالي، وبينما يوجد ما هو أرخص وأفضل مما اشتراه، ومن الناس من يأبى إلا أن يشتري أغلى الساعات، وأغلى الأحذية، ويخيط ثيابه بأرقى أنواع الأقمشة، مع أنه يستطيع أن يستغني عن كل هذا بشراء ما هو دون هذا ويكون في نفس الوقت ذو مظهر مقبول.

وحب المظاهر هذا يؤدي بالإنسان إلى أن يبحث عن أفخم السلع وأغلاها من أجل الزينة والمظهر الخارجي فقط، وبالتالي فإن ماله يذهب بلا فائدة في أمور كثيرة ليست من الضروريات أو الحاجات، بل هي من الكماليات التي نستطيع أن نستغني عنها، وهنا تلعب نظرة الناس للآخرين دورها البارز، فالإنسان قيمته بسيارته ونعاله وثوبه، وبالتالي لا يرضى البعض إلا أن يظهر بأحلى مظهر أمام الناس حتى لا ينظرون له بعين نقص.

السبب الثالث هو نقص الوعي في كيفية استغلال المال بأفضل الطرق، فنجد أن العائلة تنفق أموالها في جوانب عدة، بدون أي تخطيط أو تحديد للأولويات، فيبرز النقص في جوانب أخرى مهمة أيضاً، فتستدين أو تحاول أن تقلل من المصاريف في بعض المجالات حتى تسد هذا النقص.

في هذه الحالة هناك حل بسيط، وهو التخطيط! نعم أعلم أن البعض ربما يرفض التخطيط جملة وتفصيلاً، بسبب النظر القاصرة وقلت الوعي بأهمية التخطيط، ولكن لا يمكن لأحد أن يجادل في فائدة التخطيط في كل مجال، لذلك يجب أن نخطط كيفية صرف أموالنا ونضع احتياجاتنا المستقبلية، حتى نوفر بعض المال لشراء هذه الاحتياجات.

قبل التخطيط، تحتاج العائلة أو يحتاج الفرد منا إلى تحليل الوضع المالي الحالي، فيرصدون الإيرادات ويضبطون المصروفات، فنضع جدولين، الأول لضبط الإيرادات، نكتب فيه الإيراد الذي سنحصل عليه خلال أربعة أشهر مثلاً، سواء كراتب أو مكافئات أو تجارة أو أي إيراد آخر، والجدول الثاني لضبط المصروفات، فنضع لكل شهر جدول، ندون فيه المصروفات اليومية التي نحتاجها، وبهذا نعرف كم من الأموال لدينا وكم صرفنا من هذه الأموال وفي ماذا صرفناها.

بعد عدة أشهر من رصد المصروفات والإيرادات سنكون نظرة واعية حول الموارد المالية للعائلة أو للفرد، وسنعرف في ماذا صرفنا هذه الأموال، وهل هذا الصرف كان صحيحاً أم أن هناك أولويات أخرى أهم؟ وسنعرف كيف نقلص من مصروفاتنا الغير ضرورية ونخصص جزء من المال من أجل التوفير، وبدون هذا التخطيط لن نستطيع أبداً أن نعرف كيف يطير الدرهم من أيدينا إلى جيوب التجار في غمضة عين!

ختاماً دعوني أذكر لكم هذه الإحصائيات، حيث تبين في إحصائية أن دولة من دول الخليج تنفق الأسرة فيها 43% في الوجبات السريعة والترفيه، ودول الخليج متشابهة من الناحية اجتماعية، لذلك أعتقد أن الوضع هنا يشابه هذه الدولة، أما العائلة اليابانية تنفق أغلب أموالها في التعليم والتدريب والتطوير، فهل نصبح كاليابانيين؟ أتمنى!

aziz2000
29-09-2001, 09:55 PM
عبارة واحد تلخص الجزء الأول من موضوعك ولاأعلم من قائلها
ولاكيفية صياغتها ولكني سأضعها كما فهمتها :)

( انظر في امور دنياك لمن هو أقل منك .. وانظر في أمور دينك لمن هو أعلى منك شأنا )

أما الجزء الثاني فهي فكرة جميلة ولكن تطبيقها صعب في دول الخليج بشكل خاص .. أذكر أنني طرحت هذه الفكرة على والدي قبل حوالي الخمس سنين عندما كنا نمر بأزمة مالية لبناء منزل جديد وقال سأفكر وظل في مرحلة التفكير حتى انجلت الأزمة المالية ولله الحمد :) ..

على كذا لازم نعين محاسب في البيت ويضع جدول الدائن والمدين ;)
بس إذا تم تعييني محاسبا على بيتنا فليترحموا على مالهم :)

البحاري
30-09-2001, 07:27 AM
صباح الخير .. سردال

موضوع جميل .. ومشاهد في واقعنا

لا أدري هل لأننا بسطاء في حياتنا نرى أن المال زائل ولا نهتم به كثير .. وإن كان مبدئ غير صحيح لكن .. اعيش بمالي اللحظة التي اعيشها .. ولم اعتبره يوما هما لي .. فأن وجد المال اعطيت اهلي .. في حياتي لاحظت اكثر الناس كرما الفقراء .. لأنهم يعرفون الفقر والجوع فيعطون .. وأكثر الناس حرصا وبخلا الأثرياء .. تجدهم يحسبون بالريال .. وقد يقيم الدنيا من أجل ذلك .. أما لماذا هم كذلك ؟؟!!!
فلم اعش حياتهم ربما لهم مبررات .. لذلك.. لكننا نحن مبررنا أن المال غير مهم ..إلا من أجل حياة بدون ذل وإهدار للكرامة ..

أعجبتني عبارة عزيز .. فهي رائعة ودواء لهذه المشكلة

( انظر في امور دنياك لمن هو أقل منك .. وانظر في أمور دينك لمن هو أعلى منك شأنا )

تحياتي لك ..

سردال
30-09-2001, 01:05 PM
عزيز: جملة معبرة ومفيدة، وصدقني، أرى أحد الإخوان في الحي الذي أعيش فيه، أتعب نفسه وأتعب غيره لأنه ينظر في دنياه إلى من هو أعلى منه، ودائماً على لسانه: ليش فلان أحسن مني؟ ليش فلان يشتري هذي السيارة الغالية وأنا ما أشتري؟ وهكذا ديدنه، فوالله أنه أتعب من حوله بهذا الفكر.

بالنسبة للجزء الثاني، نعم هو صعب التنفيذ لكنه ليس مستحيلاً، وهذا يرجع للعقليات التي لدينا، والتي ترى في هذه الأمور عيباً، تصور أن البعض يقول التخطيط عيب؟! :)

أنت كشاب أخي عزيز وعلى أبواب الزواج (بإذن الله) طبق هذا على حياتك الشخصية وصدقني ستجد الفرق جلياً :) (نصيحة من عازب لعازب ;))


البحاري: صدقني من جرب الفقر أشفق على الناس، عشنا في حالة صعبة منذ سنوات، وكان مصروفنا درهم فقط :) تصور كم كنا نفرح بهذا الدرهم ونقدره، واليوم ألأطفال مصروفهم 10 دراهم أو أكثر، والبعض يعيطيهم بغير حساب، ووالله لن يجدوا السعادة التي كنا نجدها في الدرهم الواحد :)

التنظيم مهم وضروري، والتخطيط أيضاً مهم، حتى نعرف ما هي احتياجاتنا المستقبلية فنوفر لها، كزواج أو دراسة أو ربما احتياجات سفر للعلاج أو الدراسة.

وأشكركم على المشاركة.