فتى الإسلام
18-10-2001, 10:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد . .
فأثناء تجوالي على ساحات الحوار المختلفة رأيت تبايناً واسعاً واختلافاً عريضاً في وجهات النظر والمواقف تجاه حملة التبرعات التي تقوم بها بعض الحكومات بزعم أغاثة إخواننا المسلمين في أفغانستان بعد أن أيدت الصليبيين في حملتهم المخذولة -بإذن الله- على الإسلام وأهله . .
ورأيت إزاء هذا الاختلاف أن أكتب رأياً أظنه -والعلم عند الله- يلقى القبول ويجمع الشتات والأهم من ذلك يوافق الحق بمشيئة الحق.
ومستند من أعرض عن التبرع مشاركةً في هذه الحملة هو الشكوك التي تحيط بدعوة التبرع هذه، إذ الجهة التي تنادي بها قد ثبت عنها النهي عن مجرد القنوت على أعداء الله نصرة للمسلمين الأفغان ! فسبحان الله ! كيف تصرفوننا عن الدعاء لهم ثم تزعمون الغيرة عليهم والشفقة والتنادي لغوثهم ؟
فأقول مستعيناً بالله عز وجل:
1 - لا يخفى أن مثل هذه المواقف هي سياسية بأصلها وفروعها، لا يبعث عليها دين ولا تنطلق من غيرة إسلامية، فالنهي عن القنوت نصرة للإخوان مبالغة في الخنوع والتمرغ عند أقدام أعداء الله وإلا فمتى كان الدعاء للمسلمين ينهى عنه بأمر من الحاكم ؟ كما أن التظاهر برحمة اللاجئين لا يعدو ذراً للرماد في العيون ومحاولة لإسكات الأصوات التي تعالت هنا وهناك، وإلا فهل نرحم اللاجئين ونحن المظاهرون على إخراجهم من ديارهم ؟ وهل نرحم اللاجئين ونؤيد قصف إخوانهم الذين بقوا في مساكنهم ؟ لا يقول بهذا مسلم . . بل ولا عاقل !
2 - الصدقة باب عظيم من أبواب الخير لا يضيق عن الكافر والحيوان فكيف عن الأخ المسلم المحتاج، ومع وجود فرق كبير بين المجاهدة في سبيل الله تعالى بالمال وبين الصدقة على عوام المسلمين والمحتاجين منهم إلا إن كلاهما مما حض عليهما قرآننا الكريم ومما يقوم به الدين العظيم . .
3 - أدعو إخواني جميعاً الراغبين في الجهاد بالمال في سبيل الله تعالى تحري من يمكنه إيصال هذا المال إلى المجاهدين عن طريق من سخرهم الله تعالى في هذه البلاد للقيام بمثل هذه المهمة المباركة، وهؤلاء على خفائهم وعدم شهرتهم موجودون وكثيرون ويمكن لمن اجتهد الوصول إلى من يعرفهم وتسليمهم ما يبتاع الجنة به من الله تعالى.
4 - كما أدعو من أراد إغاثة المسلمين في أفغانستان من غير تخصيص بالمجاهدين أن يتحرى كذلك من يطمئن قلبه إلى أنه يوصل صدقاته إلى محلها، فإن لم يجد ولم يشك في نزاهة هذه الحملة المعلنة كأن يعلم من ثقات قيام المشهود لهم في مؤسسة الحرمين على سبيل المثال أو غيرها بالتأكد من وصولها للمحتاجين في أفغانستان سواء منهم اللاجئين على الحدود أو المستضعفين في ديارهم فلا يتردد في ذلك فإن الصدقة يقبلها الله تعالى بيمينه ويربيها كما يربي أحدكم فلوه وشق التمرة يقي من النار بإذن الله تعالى.
5 - من لم يغلب على قلبه الظن بأن هذه الحملة نظيفة نزيهة فلا يسلمهم شيئاً من ماله، بل ليتصدق به على من يستطيع من المحتاجين في بلده أو في أي مكان آخر ما دام يترجح عنده بلوغها هذا المحتاج . . وفي ذلك عدة فوائد:
* يبرئ ذمته مما قد يثير الشك في نفسه من وصول هذه الأموال إلى الأمم المتحدة أو أية جهة كافرة أخرى قد تحرم المسلمين منها وتستعين بها على حربهم.
* يكون قد حصل الخير الذي يرجوه فيكتب الله تعالى له الأجر ورب لقمة تضعها في فم جائع في المغرب يعلم الله صدق صاحبها وإخلاصه وسلامة نيته فينصر بها المسلمين في المشرق.
* ينجو من مكايد الشيطان وحيله والذي قد يزين له الانصراف عن الصدقة وردها في ماله بحجة الشك في صدق القائمين على جمع الصدقات، وإبليس عليه لعائن الله لن يضيع فرصة تضييق باب الصدقات من هذه الجهة.
6 - الحرص على اجتماع الكلمة ونبذ الاختلاف ما كان ذلك ممكناً، فإنه لا ينبغى الجدال فيما يمكن اجتنابه.
هذا، وفي النفس أمور كثيرة تتعلق بما تقدم أعرضت عن كتابتها خشية الإطالة . . والله تعالى أعلم.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
مع تحيات
الإســـ فـتـى ـــلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد . .
فأثناء تجوالي على ساحات الحوار المختلفة رأيت تبايناً واسعاً واختلافاً عريضاً في وجهات النظر والمواقف تجاه حملة التبرعات التي تقوم بها بعض الحكومات بزعم أغاثة إخواننا المسلمين في أفغانستان بعد أن أيدت الصليبيين في حملتهم المخذولة -بإذن الله- على الإسلام وأهله . .
ورأيت إزاء هذا الاختلاف أن أكتب رأياً أظنه -والعلم عند الله- يلقى القبول ويجمع الشتات والأهم من ذلك يوافق الحق بمشيئة الحق.
ومستند من أعرض عن التبرع مشاركةً في هذه الحملة هو الشكوك التي تحيط بدعوة التبرع هذه، إذ الجهة التي تنادي بها قد ثبت عنها النهي عن مجرد القنوت على أعداء الله نصرة للمسلمين الأفغان ! فسبحان الله ! كيف تصرفوننا عن الدعاء لهم ثم تزعمون الغيرة عليهم والشفقة والتنادي لغوثهم ؟
فأقول مستعيناً بالله عز وجل:
1 - لا يخفى أن مثل هذه المواقف هي سياسية بأصلها وفروعها، لا يبعث عليها دين ولا تنطلق من غيرة إسلامية، فالنهي عن القنوت نصرة للإخوان مبالغة في الخنوع والتمرغ عند أقدام أعداء الله وإلا فمتى كان الدعاء للمسلمين ينهى عنه بأمر من الحاكم ؟ كما أن التظاهر برحمة اللاجئين لا يعدو ذراً للرماد في العيون ومحاولة لإسكات الأصوات التي تعالت هنا وهناك، وإلا فهل نرحم اللاجئين ونحن المظاهرون على إخراجهم من ديارهم ؟ وهل نرحم اللاجئين ونؤيد قصف إخوانهم الذين بقوا في مساكنهم ؟ لا يقول بهذا مسلم . . بل ولا عاقل !
2 - الصدقة باب عظيم من أبواب الخير لا يضيق عن الكافر والحيوان فكيف عن الأخ المسلم المحتاج، ومع وجود فرق كبير بين المجاهدة في سبيل الله تعالى بالمال وبين الصدقة على عوام المسلمين والمحتاجين منهم إلا إن كلاهما مما حض عليهما قرآننا الكريم ومما يقوم به الدين العظيم . .
3 - أدعو إخواني جميعاً الراغبين في الجهاد بالمال في سبيل الله تعالى تحري من يمكنه إيصال هذا المال إلى المجاهدين عن طريق من سخرهم الله تعالى في هذه البلاد للقيام بمثل هذه المهمة المباركة، وهؤلاء على خفائهم وعدم شهرتهم موجودون وكثيرون ويمكن لمن اجتهد الوصول إلى من يعرفهم وتسليمهم ما يبتاع الجنة به من الله تعالى.
4 - كما أدعو من أراد إغاثة المسلمين في أفغانستان من غير تخصيص بالمجاهدين أن يتحرى كذلك من يطمئن قلبه إلى أنه يوصل صدقاته إلى محلها، فإن لم يجد ولم يشك في نزاهة هذه الحملة المعلنة كأن يعلم من ثقات قيام المشهود لهم في مؤسسة الحرمين على سبيل المثال أو غيرها بالتأكد من وصولها للمحتاجين في أفغانستان سواء منهم اللاجئين على الحدود أو المستضعفين في ديارهم فلا يتردد في ذلك فإن الصدقة يقبلها الله تعالى بيمينه ويربيها كما يربي أحدكم فلوه وشق التمرة يقي من النار بإذن الله تعالى.
5 - من لم يغلب على قلبه الظن بأن هذه الحملة نظيفة نزيهة فلا يسلمهم شيئاً من ماله، بل ليتصدق به على من يستطيع من المحتاجين في بلده أو في أي مكان آخر ما دام يترجح عنده بلوغها هذا المحتاج . . وفي ذلك عدة فوائد:
* يبرئ ذمته مما قد يثير الشك في نفسه من وصول هذه الأموال إلى الأمم المتحدة أو أية جهة كافرة أخرى قد تحرم المسلمين منها وتستعين بها على حربهم.
* يكون قد حصل الخير الذي يرجوه فيكتب الله تعالى له الأجر ورب لقمة تضعها في فم جائع في المغرب يعلم الله صدق صاحبها وإخلاصه وسلامة نيته فينصر بها المسلمين في المشرق.
* ينجو من مكايد الشيطان وحيله والذي قد يزين له الانصراف عن الصدقة وردها في ماله بحجة الشك في صدق القائمين على جمع الصدقات، وإبليس عليه لعائن الله لن يضيع فرصة تضييق باب الصدقات من هذه الجهة.
6 - الحرص على اجتماع الكلمة ونبذ الاختلاف ما كان ذلك ممكناً، فإنه لا ينبغى الجدال فيما يمكن اجتنابه.
هذا، وفي النفس أمور كثيرة تتعلق بما تقدم أعرضت عن كتابتها خشية الإطالة . . والله تعالى أعلم.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
مع تحيات
الإســـ فـتـى ـــلام