متشيم
13-12-2001, 10:07 PM
أعرق حضارة عرفها التاريخ وأكثرها تميزا وأفضلها إشعاعا ، حضارة هي الأقل ظلما ، إذا ما قورنت بحضارة الرومان و الفراعنة ، إلى أن جاءت الحضارة الفارسية التي زاد كيلها في الظلم واتخذت "من جاورها من العرب" جنودا لحراسة حدودها الجنوبية في الصحراء.
حضارات بلاد الرافدين وليست حضارة كالآشورية والكلدانية والكنعانية والبابلية ، وهذه البابلية اشتهرت بإحدى عجائب الدنيا وهي "حدائق بابل المعلقة".
ولا عجب أن يأتي من لم يعرف له غور في التاريخ ولم يعرف له جذر ينتمي له ، كالأمريكان ليكون أحد أهداف قصفهم في العراق بعض المواضع الأثرية كالمتاف والآثار ، هم أعداء الحضارات الذين قضوا على الهنود الحمر و اسكنوهم في "المحميات" وكأنهم حيوانات.
حتى كان أعظم تاريخ عرفته هذه المنطقة تاريخ الخلافة العباسية ، وعاصمتها بغداد "المنصور" التي كان يقول فيها أهل مصر ، وعرف ما هي مصر "ذهب فلان ليتبغدد" ... أي يعيش في بغداد وهذه العبارة تحمل معان كثيرة ، فهي تحمل معنى طلب العلم ، وتحمل معنى طلب الأدب ، وتحمل معنى طلب الرزق.
بغداد الإمام أحمد ، والإمام ابن معين ، والخطيب البغدادي ، وأعظم ما أؤلف فيك يا بغداد "تاريخ بغداد" ذلك السفر العظيم الذي يعجب قارئة من مستوى الإمام الخطيب البغدادي في سرده للتاريخ.
وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي لا يقل شئنا إن لم يفق تاريخ دمشق لابن عساكر ، وهذه هي المدن العظيمة تبقى عظيمة ، يؤلف فيها المؤلفات وتقبع غيرها من المدن في حيرة ، شتان بين بغداد الأدب والفقه والحديث والعلم والفن والعارة وبين مدن النفط...
لك ألف تحية يا بغداد ، ويقول القرني:
أنا الحجاز أنا نجد أنا يمن ... أنا الجنوب بها دعي وأشجاني
بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا ... بالرقمتين وبالفسطاط جيراني
وفي ربى مكة تاريخ ملحمة ... على ثراها بنينا العالم الفاني
دفنت في طيبة روحي ووالهفي ... في روضة المصطفى عمري ورضواني
النيل مائي ومن عمان تذكرتي ... وفي الجزائر آمالي وتطواني
دمي تصبب في كابول منسكبا ... ودمعتي سفحت في سفح لبناني
فأينما ذكر اسم الله في بلد ... عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
وأبحث عن مدينتك إن كانت بين هذه فإن كانت فلتكن لك نبراسا لتعيد مجدها وإذا لم تكن فلتتمنى أن تكون مدينتك مثلها.
حضارات بلاد الرافدين وليست حضارة كالآشورية والكلدانية والكنعانية والبابلية ، وهذه البابلية اشتهرت بإحدى عجائب الدنيا وهي "حدائق بابل المعلقة".
ولا عجب أن يأتي من لم يعرف له غور في التاريخ ولم يعرف له جذر ينتمي له ، كالأمريكان ليكون أحد أهداف قصفهم في العراق بعض المواضع الأثرية كالمتاف والآثار ، هم أعداء الحضارات الذين قضوا على الهنود الحمر و اسكنوهم في "المحميات" وكأنهم حيوانات.
حتى كان أعظم تاريخ عرفته هذه المنطقة تاريخ الخلافة العباسية ، وعاصمتها بغداد "المنصور" التي كان يقول فيها أهل مصر ، وعرف ما هي مصر "ذهب فلان ليتبغدد" ... أي يعيش في بغداد وهذه العبارة تحمل معان كثيرة ، فهي تحمل معنى طلب العلم ، وتحمل معنى طلب الأدب ، وتحمل معنى طلب الرزق.
بغداد الإمام أحمد ، والإمام ابن معين ، والخطيب البغدادي ، وأعظم ما أؤلف فيك يا بغداد "تاريخ بغداد" ذلك السفر العظيم الذي يعجب قارئة من مستوى الإمام الخطيب البغدادي في سرده للتاريخ.
وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي لا يقل شئنا إن لم يفق تاريخ دمشق لابن عساكر ، وهذه هي المدن العظيمة تبقى عظيمة ، يؤلف فيها المؤلفات وتقبع غيرها من المدن في حيرة ، شتان بين بغداد الأدب والفقه والحديث والعلم والفن والعارة وبين مدن النفط...
لك ألف تحية يا بغداد ، ويقول القرني:
أنا الحجاز أنا نجد أنا يمن ... أنا الجنوب بها دعي وأشجاني
بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا ... بالرقمتين وبالفسطاط جيراني
وفي ربى مكة تاريخ ملحمة ... على ثراها بنينا العالم الفاني
دفنت في طيبة روحي ووالهفي ... في روضة المصطفى عمري ورضواني
النيل مائي ومن عمان تذكرتي ... وفي الجزائر آمالي وتطواني
دمي تصبب في كابول منسكبا ... ودمعتي سفحت في سفح لبناني
فأينما ذكر اسم الله في بلد ... عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
وأبحث عن مدينتك إن كانت بين هذه فإن كانت فلتكن لك نبراسا لتعيد مجدها وإذا لم تكن فلتتمنى أن تكون مدينتك مثلها.