PDA

View Full Version : سلسلة ( العودة إلى الأرض ) .!!


مغترب قديم
25-12-2001, 07:24 PM
قصة إهداء لمحبي القصص والروايات السينمائية ، كتبتها وأدخلت بها بعض أمور السياسة أرجو أن تعجبكم وان تلقى منكم القبول .
.
.

( نسناس ) قردٌ صغير من فصيلة نادرة تتمتع بقدرة هائلة على فهم الأمور المحيطة بها وسرعة التعلم من سيده الإنسان ، هذا النسناس ينتمي لمجموعة من القردة موجودة في مجمع طبي ( عربي ) تستخدمه من أجل البحوث العلمية والحيوية وتنافس به أكبر المجمعات العلمية في العالم أجمع ، وخلال فترة تواجد هذه المجموعة أثبتت قدرتها على فهم الكثير والكثير مما يتم تلقينها لها ، وتمكن نسناس ومجموعته من إكتساب خبرة كبيرة في مجالات مختلفة أذهل بها معلميه والعالم أجمع وبقي هو القرد الأذكى في العالم .

كانت هذه الدول العربية تعاني من حروب الصلبيين ضدها مما زاد في مخاوف علمائها من أن الأرض لم تعد صالحة للجنس البشري ( العربي ) وفكروا في الذهاب إلى كوكب آخر لا يوجد فيه صليبيون أو يهود وهنا فكرت وكالة الفضاء العربية في إرسال بعثة استطلاعية للمريخ من أجل البحث عن الماء هناك ودراسة سبل أن يعيش فيها الإنسان العربي بعيداً عن أطماع أعداءه وتوسعاتهم بسبب خذلان القادة وانصياعهم لأعدائهم .

في صبيحة هذا اليوم تم إرسال مركبة فضائية تحمل في بطنها نسناس ومجموعة القردة الأخرى وفي أثناء الرحلة خرج الصاروخ عن مداره وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية ودخل في مدار جديد لا يعلم إلا الله إلا أين يذهب وبدأ الصاروخ بالسير في هذا المدار والدوران حول الأرض ودخل في دوامه لا يعلم إلا الله عز وجل متى تنتهي ….

======== بعد ثلاث سنوات ========

تغيرت الأرض فقد قامت الدول الصليبية الحاقدة واليهودية و (( المنافقين )) ( تم تعديلها فقط لأجل المشرف ) باستخدام النووي ضد طالبان وأبو سياف والمجاهدين الشيشان ومجاهدي حماس مما جعل باكستان المسلمة وبعد الإطاحة برئيسها ( مخشف ) ترد على هذا العدوان الغاشم بصواريخ نووية عابرة القارات وتدمر نصف الأرض الأمريكية ويرد بعدها العراق ويدمر نصف الأراضي الأوروبية ويكتمل تدمير العالم بإطلاق الصواريخ الصليبية واليهودية على كل العواصم العربية والإسلامية في سيناريو مخطط له من سنين عدة …

وهكذا أصبحت الأرض مدمرة بالكامل ولم يكن يتوقع وجود أي إنسان حي وكل من ينظر إلى الأرض يراها موحشة ويشعر بالرهبة والخوف وكأنه في جحيم من الوحدة والإنعزال ، فلا حياة على الأرض إلا قليلاً من الأشجار المحطمة والمتناثرة هنا وهناك ، وأنتهت صورة الحضارة العربية وسائر الحضارات الأخرى وباتت لا يتنقل في الأرض إلا الرياح ….

======= ولكن ماذا حدث لنسناس ومجموعته؟ =======

لا زال نسناس ومجموعته بعد هذه الفترة الطويلة يدورون حول الأرض ولا زالت مشكلتهم مستمرة وليس بأيديهم أي حل للخروج من هذه الورطة خاصة وأن معلمهم ( العربي ) لم يحسب حسابه لهذا الأمر ، ولكن في هذا الأيام مرت بهم عواصف شمسية شديدة وبعدها أصبحت تحيط بهم مجموعة من النيازك المتوجهة نحو الأرض والتي بدأت تضرب في مركبتهم وبشدة مما جعل المركبة الفضائية تخرج من جديد عن هذا المسار وتتوجه نحو الأرض . . . . . . .

مغترب قديم
29-12-2001, 12:17 PM
.
.
.
يا لهول هذه المفاجأة ،، لقد كانت فرحة نسناس ومجموعته غامرة وكبيرة وبدأت القردة من شدة الفرح تقفز هنا وهناك متناسية مكانتها العلمية وعادت وكأنها في غابة من الغابات تلعب وتمرح وعادت لطبيعتها التي قتلها الروتين العلمي والمختبرات والأطباء ، وبدأ الجميع لا يفكر سوى أن المركبة قد عادت إلى مسارها الصحيح وأنها بدأت رحلة العودة إلى الأرض ،،،، ولكن لم يكن يعرف نسناس ومجموعته انهم أصبحوا هم الوحيدين على وجه الأرض ، وان أسيادهم البشر قد أفنتهم الحرب الصليبية الحاقدة والخبث اليهودي القذر بمساندة المنافقين من العلمانيين وسواهم ، ولم يكونوا يعرفوا أنهم أصبحوا هم الأسياد الآن …….

نعم لقد أصبح نسناس ومجموعته هم الأسياد على الأرض وفي هذا اختلال لطبيعة الحياة التي أوجدها الله من أجل أن تكون دار بلاء واختبار للإنسان ومن اجل أن يعمرها الإنسان ويصبح هو السيد فيها وخليفة الله في الأرض ، وعمارة الأرض لا تكون بالتواجد فيها فقط ولا بالتزاوج وإنشاء الذريات ولا بالسكن والعمران وإنشاء المدائن فقط ، وإنما بإحيائها كما أمر الله عز وجل (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) وهذا الشيء الذي لم يتعلمه نسناس فمعلمه العربي علمه ان العلم هو كل شيء ولكن لم يعلمه أن ( الدين ) هو الحياة وعليه تقوم أساس الخلافة في الأرض ..

بعد لحظات وصلت المركبة إلى الطبقة الهوائية في الأرض وبدأت تشتعل مثل نجم قوي يريد أن يتفجر لهباً وشهبا ، ولم يوقفها إلا ارتطامها ببحر (( عدن )) وبكل قوة ثم بدأت في الغوص حتى وصلت إلى أعماق هذا البحر الذي تقبلها بصدر رحب ، وكيف لا وهو لطالما تقبل البوارج الصليبية والمدمرات الحاقدة التي كانت تمر منه وتتزود فيه بالوقود متوجهة للبلدان الإسلامية من أجل أن تفرض الهيمنة الصليبية على دول الإسلام .

وهنا بدأت مرحلة جديدة من القلق والتوتر والانتظار بدأ يعاني منها نسناس ومجموعته ، فهم قابعين في قعر البحر ومنتظرين أن تتقدم لهم وكالات الفضاء العربية لكي تنتشلهم كما كانت تفعل دائماً وترحب بهم وتحتفي بهم خاصة بعد المحنة التي مروا بها ، ولكن طال انتظارهم وخاب أملهم فالأرض خاوية من البشر والحيوان وما عاد هناك من ينقذهم …

بعد ساعات وساعات من الانتظار قرر نسناس ومجموعته أن يبحثوا عن حل ويخرجوا أنفسهم من هذه الورطة الجديدة ولكن مشكلتهم انهم في أعماق البحر والقردة لا تحب الماء بل وتخشاه ، وهكذا عادوا من عزلة في الفضاء السحيق إلى عزلة في أعماق البحر …

مرت بهم أيام ولا بصيص أمل ومخزونهم من الغذاء قد نفذ ولم يبقى لهم سوى الماء فقط ، ولكن وبعد هذه الأيام شاءت لهم إرادة الله أن تتقدم إليهم (( بقايا )) مركب خشبي قدمت مع الرياح إلى حيث تواجدهم ورصدته كاميرات المركبة الفضائية وحينها لم يجد نسناس بداً من أن يخوض معركة العودة للحياة من جديد والعودة إلى الأرض لذلك قرر أن يخرج من المركبة ويتوجه ناحية هذا المركب الخشبي في محاولة خطيرة للخروج من هذا الجحيم المائي وفكر في أن يربط المركبة الفضائية بالمركبة الخشبية وذلك من أجل أن يسحبها للأعلى ويخرج باقي المجموعة ، وقرر أن يغامر بنفسه ذلك انه أكثرهم ذكاءً وأشدهم قوة وأكثرهم همة ً للعمل ولأنه قائدهم ..

ولكن أي حياة هذه التي ستواجهها يا نسناس ؟ وأي شيء سوف تلقاه في الأعلى ؟ وكيف ستتصرف لو أدركت حقيقة الأمر ؟ لو أدركت أن سيدك الإنسان أصبح ذكرى من الماضي …
.
.
.