PDA

View Full Version : غربة الإبداع وغرابة المكافأة !


تلويحة
08-01-2002, 04:23 AM
.. وبعد سنوات من تميّز صحيفة (القبس الكويتية) عن سواها بصوت الشاعر العربي الحر أحمد مطر، ها هي مقالة في صفحة عالم اللافتات تبين لنا بأن الجريدة قد ضاقت بصوت الشاعر وأنها تبعت السرب الجبان بعد أحداث 11 سبتمبر وإليكم نص المقالة كما وردت في موقع (عالم اللافتات):


أحمـد مطر..والقبـس
! زفرات مؤجّلة عن غربة الإبداع وغرابة المكافأة


--------------------------------------------------------------------------------
إخوتنا الأعزاء روّاد (عالم اللافتات)..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بناءً على الاستفسارات العديدة التي تصل إلينا باستمرار على بريد الموقع، ونتيجة للتساؤلات التي أثيرت مؤخراً في منتدى عالم اللافتات، حول ما تنشره جريدة القبس الكويتية من كتابات شاعرنا الكبير أحمد مطر، نجد أننا ملزمون بأن نضع أمام القرّاء الكرام مجموعة من النقاط الموضّحة لكثير من الأمور الملتبسة والمثيرة للتساؤل، ملتمسين المعذرة مقدّماً من شاعرنا، إذا بدا غير راغب في إثارة هذا الموضوع، وعذرنا هو أننا مضطرون إلى هذا بعد أن اقترب بعض الكلام من حافة المساس به شخصياً، وهو ما لا نقبله أبداً .
أولاً : بعد التفجيرات التي وقعت في أمريكا، كنا مثل غيرنا من القرّاء الذين عاشوا البلبلة واختلاط المشاعر وانعدام التوازن، ننتظر بلهفة الغريق، ان يلوح لنا، كما تعوّدنا، طوق النجاة المتمثل في لافتة شاعرنا الكبير، لكي نعرف حقيقة اتجاه البوصلة، ولكي نعرف أين موضع أقدامنا على ظهر السفينة التي زلزلتها العواصف .
وكانت عيوننا، على مدار الأيّام، شاخصةً إلى جريدة القبس، باعتبارها الساحل الأمين الذي اعتدنا أن نرى فوقه نور الفنار الهادي لنا بين أنياب البحر العاصف .
ولكن .. بعد مرور أكثر من أسبوع تبدّد أملنا في رؤية النور المُرّجى، مما ألجأنا للقنوط والاستغراب والتساؤل، فجرّبنا كلَّ الطرق الممكنة من أجل الإتّصال السريع بشاعرنا شخصياً، وسؤاله مباشرة عمّا أعدّه لنا في هذه الظروف العصيبة .
وكما كنّا نتوقع، جاءنا صوت شاعرنا مُرّحِباً ومُحتفياً وطافحاً بكلِّ حنان الأبوّة . وقال لنا ضمن حديثه إنّه لا ينبغي لنا أن نتوقّع منه قصيدةً في كلّ حَدث، لأنَّ الشعر ليس عبداً طائعاً يقف دائماً بانتظار الأمر على أبواب الأصابع . هذا من حيث المبدأ، أمّا بالنسبة لحدث 11 سبتمبر، فقد أخبرنا أنه كتب عنه قصيدة بالفعل، وأرسلها إلى القبس منذ عدّة أيام، ولا بدَّ لها أن تكون قد نُشرت . وعندما أخبرناه بأننا نتابع الجريدة، ولم نقرأ له مثل هذه القصيدة، أبدى أسفه وتعجّبه، ووعدنا بأن يتّصل بالإخوة هناك ليستفسر منهم عن الأسباب . ومن ناحيتنا فقد طلبنا منه وعداً بأن يُشرّفنا بحق نشرها على الإنترنت، إذا وجد أنَّها لن تنشر في الجريدة..فأوضح أنَّ اللياقة تفرض عليه أن يستأذن الجريدة أوّلاً، مؤكّداً أنّها ستكون، بعد ذلك، من نصيبنا، لحقِّ القراء بها من ناحية، ولحرصه، من ناحية ثانية، على عدم نشرها في جريدة أخرى، لكي لا يكون في الأمر إساءة للقبس .
ثانياً : بعد أسبوع من محادثتنا، عاودنا الإتصال بالشاعر، فأفادنا بأنّه كلّم الإخوة كما وعدنا، فلمس لديهم تردّداً، لكنهم طلبوا مهلة لتدارس الأمر، على أن يبلغوه بعد يومين بالقرار النهائي، ليكون في حِلٍّ من التصرف بنشرها كما يرى، إذا كان القرار سلبياً .
ولأنَّ القرار النهائي لم يصل ، رغم مرور أيّام على الموعد المحدد، فقد بدا أنَّ الجماعة لا يريدون نشر القصيدة، ولا يريدون أن ينشرها غيرهم( علمنا بعدما نشرناها أنّهم قد أخبروه بأن يتصرّف) فإنَّ الشاعر أباح لنا نشر قصيدة (أعِد عيني لكي أبكي على أرواح أطفالك) ولم نتأخر لحظةً واحدة .
ثالثاً : نشرنا القصيدة في هذا الموقع، ووزّعناها على جميع الأدلّة المتوفرة على شبكة الإنترنت، وقد سَـرّنا جداً أنها وصلت في الوقت المناسب إلى ملايين العيون والقلوب المتعلّقة بكلمات وصوت شاعرنا الكبير، لكننا لم نعلم إلاّ مؤخّراً بأنّ جريدة (الـرّايـة) القَطَرية كانت حريصةً على استعارتها من موقعنا المتواضع، ونشرها بعد يوم واحد فقط من نشرنا لها، وهذا موقف يستحق منّا ومن جميع القرّاء كلَّ التقدير والإكبار لجريدة لم تَدّعِ الليبرالية، ولم تَتشدّق بشعارات الديمقراطية وحريّة التعبير، بل مارست تلك المعاني بالفعل، وفي الوقت الذي يستحيل أن تنوب فيه الأقوال الجوفاء عن الأفعال الصلبة الحاسمة .
رابعاً : نظراً لتمسّكه بحريته في التعبير، وثباته على موقفه، وإيمانه بالرسالة التي يحملها، وشعوره بقدسية واجبه في إيصال كلماته إلى القارئ، علمنا، فيما بعد، أنَّ جريدة القبس (الغَـرّاء) قد كافأت الشاعر النبيل أحمد مطر بقطع علاقتها معه !
ونحن لا ننكر المكسب الكبير الذي ستحصل عليه القبس، لمساهمتها في الحرب على الإرهاب (غير الأمريكي) بمحاولتها تجويع واحد من أنبل وأشرف الشعراء الذين عرفهم زماننا العربي .. لكننا في الوقت نفسه سنضحك ملء أفواهنا ساخرين ممن ينكر علينا ضخامة مكسبنا المتمثل في بقاء أحمد مطر معنا، وفي بقاء ضمير أحمد مطر معـه .
وحسبنا أن نتذكّر قوله منذ أكثر من سبع سنوات، في لافتته الرائعة (مجاعة الشبعان) :
قَـبَّـلـتُ كـَفَّ الجـوعْ
وقُـلـتُ : مَـرعـاكَ دَمـي
مـا دُمـتَ تَـرعـى فـي فَمـي
حُـريَّـةَ الـيَنبـوعْ !
خامساً : كلّ ما نشر للشاعر في الفترة الأخيرة إنّما نُشرَ بعد قطع علاقته، وحسب التوقيت المحلّي لجريدة القبس، وتلك الكتابات المنشورة هي من نوع (كناسة الدكّان) على حد تعبير الكاتب الكبير يحيى حقّي، أي إنّها من بقايا كتابات الشاعر في أدراج الجريدة .
ونحن إذ نبارك شجاعة القبس الفائقة في نشرها لتلك المقالات، لا نعلم لماذا خانتها هذه الشجاعة عندما كان واجباً نشر قصيدة (أعِد عيني) أو قصيدة (الزّار) التي كُتِبت بعدها ؟؟ لكننا نؤكد لجميع الإخوة أننا، كما نشرنا القصيدة الأولى سننشر القصيدة الثانية ، بعد أن حصلنا على حق نشرها في هذا الموقع . وحتى موعد نشرها القريب جداً، نأمل ألاّ تسبقنا القبس إلى نشرها ،بتأثير نوبة حماس طارئة لا تَحمد أمريكا عُقباها !
سادساً : هناك آلاف وآلاف الصحف، لكن ليس هناك سوى أحمد مطر واحد . وما دام أحمد مطر معنا فنحن بألف خير، وليس علينا إلاّ أن نقف في كفّتنا مستقرّين مطمئنين، وأن ندَعَ لغيرنا من المتأرجحين قَلقَ التساؤل عن الكفّة الراجحة .



نـدى السـويـدي
(عالم اللافتات)
6 -1 -2002

عن موقع عالم اللافتات
http://www.angelfire.com/nf/lafitat/qabas.html

فهل نقول: على الحرية السـلام؟:confused:

خد القمر
10-01-2002, 02:01 PM
أَعِـدْ عيني لكي أبكـي
! علـى أرواح أطفـالِكْ




--------------------------------------------------------------------------------



أَعِـدْ قَـدَمـي ..
لِكَـيْ أمشـي إلَيـكَ مُعَـزّياً فينـا
فَحالـي صارَ مِن حالِكْ .
أعِـدْ كَفّـي ..
لكـي أُلقـي أزاهيـري
علـى أزهـارِ آمالِكْ .
أعِـدْ قَلبـي ..
لأقطِـفَ وَردَ جَـذوَتِهِ
وَأُوقِـدَ شَمعَـةً فـي صُبحِـكَ الحالِكْ !
أَعِـدْ شَـفَتي ..
لَعَـلَّ الهَـولَ يُسـعِفُني
بأن أُعطيكَ تصـويراً لأهـوالِكْ .
أَعِـدْ عَيْـني ..
لِكَـي ابكـي على أرواحِ أطفـالِكْ .
أتَعْجَـبُ أنّنـي أبكـي ؟!
نَعَـمْ .. أبكـي
لأنّـي لَم أكُـن يَـومـاً
غَليـظَ القلبِ فَـظّاً مِثـلَ أمثـالِكْ !
***
لَئِـن نَـزَلَتْ عَلَيْـكَ اليـومَ صاعِقَـةٌ
فَقـد عاشتْ جَميـعُ الأرضِ أعوامـاً
وَمـازالـتْ
وَقـد تَبقـى
على أشفارِ زِلزالِكْ !
وَكفُّـكَ أضْـرَمَتْ فـي قَلبِهـا نـاراً
وَلم تَشْـعُرْ بِهـا إلاّ
وَقَـد نَشِـبَتْ بأذيالِكْ !
وَلم تَفعَـلْ
سِـوى أن تَقلِبَ الدُّنيـا على عَقِـبٍ
وَتُعْقِـبَهـا بتعديـلٍ على رَدّاتِ افعـالِكْ !
وَقَـد آلَيْـتَ أن تَـرمـي
بِنَظـرةِ رَيْبِـكَ الدُّنيـا
ولم تَنظُـرْ، ولو عَرَضَـاً، إلى آلِـكْ !
أَتَعـرِفُ رَقْـمَ سِـروالٍ
على آلافِ أميـالٍ
وَتَجهَلُ أرْقَـماً في طـيِّ سِـروالِكْ ؟!
أرى عَيْنَيكَ في حَـوَلٍ ..
فَـذلِكَ لـو رمـى هـذا
تَرى هـذا وتَعْجَبُ لاسـتغاثَتـهِ
ولكنْ لا تـرى ما قـد جَنـى ذلِـكْ !
ارى كَفَّيْـكَ في جَـدَلٍ ..
فواحِـدَةٌ تَـزُفُّ الشَّمـسَ غائِبَـةً
إلـى الأعمـى !
وواحِـدَةٌ تُغَطِّـي الشَّمـسَ طالِعةً بِغِـربالِكْ !
وَمـا في الأمـرِ أُحجِيَـةٌ
وَلكِنَّ العَجائِبَ كُلَّهـا مِن صُنْـعِ مِكيـالِكْ !
***
بِفَضْـلِكَ أسـفَرَ الإرهـابُ
نَسّـاجاً بِمِنـوالِكْ
وَمُعتاشـاً بأمـوالِكْ
وَمَحْمِيّـاً بأبطالِكْ .
فَهل عَجَـبٌ
إذا وافاكَ هـذا اليـومَ مُمْتَنّـاً
لِيُـرجِعَ بَعضَ أفضـالِكْ ؟!
وَكَفُّكَ أبدَعَتْ تِمثـالَ (ميدوزا)
وتَـدري جَيِّـداً أنَّ الّذي يَرنـو لَـهُ هـالِكْ
فكيفَ طَمِعتَ أن تَنجو
وَقَـد حَـدَّقتَ في أحـداقِ تِمثالِكْ ؟‍‍!
خَـرابُ الوضـعِ مُختَصَـرٌ
بِمَيْـلِ ذِراعِ مِكيـالِكْ .
فَعَـدِّلْ وَضْـعَ مِكيالِكْ .
ولا تُسـرِفْ
وإلاّ سَـوفَ تأتـي كُـلُّ بَلبَلَـةٍ
بِمـا لَم يأتِ فـي بالِكْ !
***
إذا دانَتْ لَكَ الآفـاقُ
أو ذَلَّـتْ لَكَ الأعنـاقُ
فاذكُـرْ أيُّهـا العِمـلاقُ
أنَّ الأرضَ لَيْسـتْ دِرْهَمـاً في جَيْبِ بِنطـالِكْ .
وَلَو ذَلَّلتَ ظَهْـرَ الفِيلِ تَذليـلاً
فَـإنَّ بَعـوضَـةً تَكفـي .. لإذلالِـكْ !

أحمــد مطـــر

بنت الباطن
13-01-2002, 02:13 AM
الكريمة تلويحة

هل نحزن ..؟

أم نتعجب ..؟

لاأدري !!

لكن لي عودة وأحمد سيبقى مابقى في القلوب هدير صوته وإبادع قلمه فإسمه محفوراُ في ذواتنا مهما حاول البعض تغييبه !!

تحياتي لقلمك الحر

بنت الباطن
13-01-2002, 02:17 AM
الكريمة تلويحة

هل نحزن ..؟

أم نتعجب ..؟

لاأدري ولكن لي عودة وأحمد سيبقى مابقى في القلوب هدير صوته وإبداع قلمه فإسمه محفوراُ في ذواتنا مهما حاول البعض تغييبه !!

تحياتي لقلمك الحر

تلويحة
27-01-2002, 09:44 PM
شكـراً للعزيزة خـد القمـر على تفاعلها مع موضوع عـزّ الإلتفات إليـه في وقت يعمل الإعلام العربي على تخدير المواطن العربي وإلغاء الفرق بين الحرية والعبودية ومصافحة دولـة تستمد عظمتها من سحق عظام أطفالنا في فلسطين وغير فلسطين ..
شكراً لابنـة الباطن على تسجيل حضورها في هذا الموضوع وعلى إبداء رأيها الذي أقدره ..
وإذا كانت صفحة (القبس) الكويتية قد طويت، فها هي صحيفة أخرى تبدي استعدادها لتحمل عقبات الكلمة الحرة وتفوز بصوت الجارح النبيل أحمـد مطـر..
قال أحدهم هناك " لا يخسر من يراهـن على الحريـة" وكم أعجبتني هذه المقولـة..
وشكراً على تثبيت الموضوع فهذه الخطوة في حدّ ذاتها موقف نبيل من الأخوة المشرفين على المنتدى.

إضغط على الصورة أدناة للوصول إلى آخر قصيدة لأحمد مطر
<center>
<BR> <br><A HREF="http://www.angelfire.com/nf/lafitat/new.html">
<IMG SRC="http://www.angelfire.com/nf/lafitat/raya.jpg"><BR></A>
<BR>
الإعلان الذي نشرته صحيفة (الراية) القطرية يوم الثلاثاء22-1-2002