PDA

View Full Version : مشرف على خطى اتاتورك 100 %


براكين
10-01-2002, 08:55 PM
كتب علي عليوه:
عاد التوتر مرة أخرى إلى منطقة شبه القارة الهندية بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان اللتين تعيشان منذ عام 1948ـ وهو العام الذي أعلن فيه قيام دولة باكستان وبروز قضية كشمير المتنازع عليها بين الدولتين ـ في حالة من التوتر المستمر فيما بينهما أدى لنشوب ثلاثة حروب دامية بينهما علي مدى الخمسين سنة الماضية 0 وجاء اقتحام عدد من المسلحين لمبني البرلمان الهندي في ديسمبر الماضي ومقتل ثلاثة عشر شخصا واتهام الهند لباكستان بدعمها للجماعات الكشميرية المسلحة التي تتهمها الهند بتنفيذ الهجوم بمثابة عود الثقاب الذي يوشك أن يشعل فتيل الحرب بين الدولتين، وتركزت الاتهامات الهندية علي منظمتين هما (عسكر طيبة )و (جيش محمد) ومن ثم طالبت باكستان بتسليمها زعماء هاتين المنظمتين لمحاكمتهم 0

وشملت المطالب الهندية توجيه ضربات أمنية قوية للجماعات الكشميرية المسلحة التي تتخذ بعضها من إسلام آباد مقرا لها في محاولة للتخلص من هذه الجماعات بأيدي باكستانية، وفى محاولة من جانبها لتهدئة الأوضاع المتفجرة قامت باكستان باعتقال مسعود زاهر زعيم جماعة (جيش محمد) وحافظ سعيد زعيم (عسكر طيبة) وهما الجماعتان اللتان تتهمهما الهند بالضلوع في حادث اقتحام مقر البرلمان الهندي وقد بلغ التوتر بين البلدين مداه : فوفقا لما أوردته صحيفة (واشنطن بوست) في عددها بتاريخ 1/1 /2002نقلا عن مصادر في أجهزة الاستخبارات الأمريكية فان التعزيزات العسكرية الباكستانية علي طول الحدود مع الهند تضمنت تحضيرات لنقل أسلحة نووية من أماكن تخزينها وفي محاولة لخفض درجة التوتر قام الرئيس الباكستاني بمصافحة رئيس الوزراء الهندي بيهاري فاجبايى في مؤتمر القمة الاقتصادية لجنوب شرق آسيا في (كاتماندو) في بادرة للتعبير عن الرغبة في السلام ولكن رغم ذلك استمر القصف الهندى للقوات الباكستانية عبر الحدود مما أدي إلى تزايد أعداد المدنيين الفارين من مناطق الحدود ووقوع خسائر بين العسكريين من الطرفين0 ويشير المراقبون إلى أن الحكومة الهندية تسعي لاستغلال الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد أفغانستان للعب بورقة الإرهاب لدفع واشنطن لتوجيه حملتها العسكرية لضرب المنظمات الجهادية الكشميرية وبذلك تكفى نفسها مؤنة التعامل مع تلك المنظمات التي تكبد قواتها التي تحتل كشمير خسائر كبيرة يوميا وقد شجعها علي ذلك الضوء الأخضر الذي حصلت عليه حين قامت أميركا بوضع عدد من المنظمات الكشميرية علي قائمة المنظمات الإرهابية 0 ولم تكتف الولايات المتحدة بذلك بل طالبت باكستان بتفكيك البني التحتية للمنظمات الكشميرية التي يتخذ بعضها من باكستان مقرا له وتجميد أموالها ضاربة عرض الحائط بالحقائق المتعلقة بجذور القضية الكشميرية واهم تلك الحقائق رفض الهند تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بإعطاء الشعب الكشميري حق تقرير المصير الصادرة منذ اكثر من خمسين عاما إلى جانب التقارير الصادرة عن العديد من المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان والتي تتحدث عن انتهاكات واسعة للقوات الهندية في كشمير 0 الموقف الأمريكي أثار ردود فعل واسعة فتحت عنوان (آخر خدمة الغز علقة) ـ وهو مثل شعبي مصري ـ قالت جريدة( الوفد) المصرية فى مقالها الافتتاحي بتاريخ 2/1/2002 :"إن أميركا تقلب ظهر المجن لباكستان فهى تدفع الهند لشن حرب مدمرة ضدها وقد يكون الهدف هو المنشآت النووية الباكستانية وبعد ذلك القضاء علي الإسلام في المؤسسات الباكستانية حتى تلحق بعلمانية تركيا" وأضافت الصحيفة :"وهكذا يكون رد الجميل لباكستان التي تحالفت مع أمريكا وفتحت لها مطاراتها وأجواءها، وتخلت عن الشعب الأفغاني وعن طالبان وعن القاعدة وهم حلفاء الأمس وقبلت بقيام حكم أفغاني بلاهوية ولامعالم فهو حكم يجمع بين أعداء الأمس ويجمع بين حلفاء روسيا وحلفاء أميركا وليس من شانه تحقيق اى استقرار لا في أفغانستان ولا فى وسط آسيا"0 ويرى بعض المحللين ان للهند أهدافا أخرى من دق طبول الحرب مع باكستان فى مقدمتها تدمير او السطو علي القنبلة النووية الباكستانية التى تري انها تشكل خطرا عليها وتشاركها في هذا الهدف اسرائيل ويشير هولاء المحللون الي الانباء التى ترددت حول قيام كل من الدولتين بمناورة مشتركة قرب الحدود الباكستانية لتدريب بعض عناصر الكوماندوز علي سرقة السلاح النووي الباكستاني0في حالة حدوث اى قلاقل داخل باكستان او حرب شاملة بين الهند وباكستان0 ورغم التاييد الواضح من جانب جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامى لحق الشعب الكشميرى المسلم في تقرير المصير وفقا للقرارات الدولية ومحاولات الوساطة لدي الهند من جانب تلك المنظمات فإن الهند ترفض الاستجابة لتلك الوساطات وتصر علي عدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة تحت ذرائع وحجج مختلفة رغبة في ان ينسى العالم قضية كشمير مع مرور الوقت . رغم ان المتابعين للقضية من أساتذة القانون الدولي يؤكدون أن هذه القرارات المتعلقة بمصالح الشعوب ومنها حق تقرير المصير لا تسقط بالتقادم وان العدوان لا ينشئ حقا للمعتدي . وقد وقعت الحكومتان الهندية والباكستانية اتفاقية " شملا " في عام 1972 لحل القضية وفقا للقرارات الدولية وبالوسائل السلمية ثم أعقب تلك الاتفاقية توقيع إعلان " لاهور " عام 1999 ولكن رغم ذلك لم تف الهند بتعهداتها بإجراء استفتاء عام يعطى شعب كشمير حق تقرير المصير 0 فالهند تعلم مسبقا ان هذا الشعب لن يختار البقاء تحت السيطرة الهندية وسيطالب بالانضمام إلى باكستان . ومع إصرار الهند على عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بخصوص كشمير وتصميم الشعب الكشميري المسلم على استمرار النضال من اجل نيل حقه في تقرير المصير فان ملف الصراع الهندي الباكستاني مرشح لان يظل مفتوحا وساخنا ويجعل احتمالات الحرب والمواجهات المسلحة بين الدولتين الجارتين قائمة الى اجل غير مسمى .

وحتى لو تمكن الطرفان من منع الحرب الرابعة بينهما من خلال بعض التنازلات التى قدمتها الحكومة الباكستانية لمنع نشوب تلك الحرب فان هذا لن يغير كثير ا من المعادلة السياسية التى تحكم الموقف بالنسبة لقضية كشمير مع العلم بان نشوب أي حرب بين الهند وباكستان من المؤكد انه سيزيد من معاناة الشعبين وتدني الأوضاع الاقتصادية للدولتين ويعني مزيد من الدمار والفقر للشعب الكشميري الذي أنهكته حالة المقاومة المتواصلة ضد طرف يملك إمكانيات عسكرية وبشرية هائلة . وحل الأزمة في رأي الكثير من المراقبين يتطلب ضغوطا سياسية واقتصادية من جانب المجموعات العربية والإسلامية في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية على الحكومة الهندية لحثها على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي مضى عليها حتى الآن اكثر من نصف قرن إلى جانب ضرورة تقديم الدعم السياسي والإعلامي لجماعات المقاومة الكشميرية على اعتبار أنها تمارس حق المقاومة في ظل شرعية قانونية توفرها لها قرارات مجلس الأمن ومواثيق الأمم المتحدة التي من أهمها القانون الدولي والتي تعطى الشعوب حق مقاومة الاحتلال والتمتع بحق تقرير المصير .

براكين
10-01-2002, 08:56 PM
كشف مصدر سياسي باكستاني في القاهرة فضل عدم ذكر اسمه عن أن عملية الاقتحام التي تمت في الثالث عشر من شهر ديسمبر الماضي لمقر البرلمان الهندي وأسفرت عن مقتل ثلاثة عشر شخصا هي تمثيلية هزلية قامت بنسج خيوطها وتنفيذها المخابرات الهندية التي قامت باستقدام بعض المعتقلين الهنود الذين يقضون فترة العقوبة على جرائم ارتكبوها لتنفيذ عملية الاقتحام لاتخاذه ذريعة لتوجيه الاتهام للجماعات الجهادية الكشميرية وكذلك باكستان بحجة انها تقدم المأوى لتلك الجماعات . وأوضح ان أجهزة المخابرات الهندية قامت باغتيال المنفذين رغم وعودها لهم بأنها ستطلق سراحهم عقب تنفيذهم لمهمة الاقتحام وذلك حتى لا تترك أي دليل على المؤامرة المدبرة ضد باكستان ، مؤكدا صعوبة وصول أي مهاجمين غير هنود إلى داخل البرلمان بسبب الإجراءات الأمنية المشددة والصارمة التي تجعل من اقتحام البرلمان أمرا شبه مستحيل أمام أي أشخاص قادمين من خارج الهند . وهناك أسباب عديدة تقف وراء تمثيلية الاقتحام منها إن الهند تسعى لتشويه سمعة باكستان من خلال اتهامها بأنها تأوي جماعات تصفها الهند بأنها إرهابية رغم إن تلك الجماعات تقوم بنضال مشروع طبقا للقانون الدولي في ظل شرعية دولية ممثلة في العديد من القرارات الدولية التي تلزم الهند بضرورة إعطاء شعب كشمير حق تقرير المصير كما ان الهند تريد دق أسفين في العلاقات التي بدأت تتنامى بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكية بعد ان شهدت تلك العلاقات تطورا ملموسا بعد قيام باكستان بتقديم كل انواع الدعم للحملة الدولية بقيادة أمريكا لضرب طالبان وأسامة بن لادن . والهدف الأهم هو ان الهند تبحث عن ظروف ومبررات لشن هجوم على باكستان سعيا وراء تدمير او سرقة السلاح النووي الباكستاني ، الذي ترى الهند انه يشكل تهديدا مباشرا لأمنها القومي وتشاركها في ذلك إسرائيل التي استطاعت الدخول في حلف غير مقدس مع الهند شمل التعاون في المجال الاستخباراتي والتسليح والنشاط النووي . وأضاف السياسي الباكستاني ان هناك تقارير صحفية عديدة تؤكد بان السلاح الذي يستخدمه الجنود الهنود في ضرب الشعب الكشميري وارد من إسرائيل وان هناك تدريبات هندية إسرائيلية مشتركة في مناطق قريبة من الحدود الباكستانية للتدريب على كيفية سرقة السلاح النووي الباكستاني في حالة حدوث أزمة بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكية أو وقوع اضطرابات شعبية واسعة ضد الحكومة في باكستان ، كما ان هناك خبراء عسكريين إسرائيليين يشاركون في وضع الخطط بالتعاون مع الهنود لضرب المقاومة الكشميرية .

براكين
10-01-2002, 10:22 PM
يؤكد مراقبون انه لم تكن مصادفة أن تعلن الولايات المتحدة عن موافقتها على بيع إسرائيل رادارات فائقة التطور للهند في الوقت الذي كانت نيودلهي على شفا الانزلاق في حرب – قد تكون نووية – مع باكستان بسبب تحميل الهند إسلام آباد مسئولية الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي في الجزء المحتل من كشمير ، وهو الاتهام الذي نفته باكستان وطالبت الهند بتقديم أدلة تبرهن على تورط جماعتي جيش محمد و ليشكر طيبة في تنفيذ الهجوم . فالولايات المتحدة بعدما ورطت باكستان في الحرب ضد حركة طالبان الأفغانية ، أصبحت ترى في الهند حليفا اكثر تفاهما وثقة من باكستان ، وذلك بحكم المصالح المشتركة التي تربط الطرفين سواء استراتيجيا أو عسكريا أو ثقافيا . وقد كشفت مجلة " انديا توداي " الهندية عن مباحثات بين نيودلهي وواشنطن بشان تشكيل تحالف عسكري كبير طويل المدى. وأوضحت المجلة أن التحالف العسكري المقترح يشمل إقامة قواعد عسكرية وميادين للتدريب على إطلاق النار وشبكة اتصالات مشتركة ومنشات تدريب لقواتها في الهند إلى جانب تأمين البحرية الهندية للمصالح الأمريكية الواقعة في منطقة المحيط الهادي ، وبالتأكيد لن تكون إسرائيل بترسانتها العسكرية الهائلة بعيدة عن ذلك التحالف . ونشرت صحيفة " هاآرتس " الإسرائيلية تفاصيل الصفقة الهندية الإسرائيلية ، التي ت تعلق بثلاث طائرات رادار مزودة بأجهزة إنذار مبكر من نوع فالكون وطائرة نقل روسية " ايليوشين-76" مجهزة بنظام رادار للإنذار فائق التطور من طراز "او اكس" ، التي تحلق على ارتفاع 000ر15 قدم من سطح الأرض، وتقدم للمحطة الأرضية صورًا دقيقة للمنطقة المستهدفة من خلال كاميرات حساسة للغاية . وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة تقدر قيمتها بأكثر من 250 مليون دولار ، وتعتبر جزء من عقد توريد أسلحة إسرائيلية للجيش الهندي تتجاوز قيمته ملياري دولار . واعتبر المراقبون تلك الصفقة بمثابة مكافأة مجزية من جانب الولايات المتحدة لكل من الهند وإسرائيل لدورهما في الحرب ضد " الإرهاب " ، فالهند وإسرائيل رغم استبعادهم الرسمي من التحالف الدولي الذي شكلته واشنطن لمحاربة الإرهاب لاعتبارات تتعلق بباكستان والدول العربية والإسلامية ، إلا انهما قدما معلومات استخبارية قيمة للقوات الأمريكية بحكم تواجدهما المبكر في المنطقة خاصة في كشمير ومعرفتهما للكثير عن الحركات الإسلامية في أسيا . وترجع أهمية الصفقة الرادارات الإسرائيلية بالنسبة للهند ، إلى إنها سوف تمكن الجيش الهندي من فرض مراقبة دقيقة لخط الهدنة الفاصل بين شطري كشمير وأجزاء واسعة من باكستان وإيران ، كما أنها سوف تمتلك خاصية الإنذار المبكر تجاه أي تحركات للجيش الباكستاني بالقرب من خط الهدنة في كشمير . وأما إسرائيل فإنها سوف تربح - بداية - ماديا من عائد تلك الصفقة ، كما أنها سوف تتمتع بموقع متقدم لمراقبة الكتلة الإسلامية النشطة في أسيا الوسطى ، خاصة بعدما أصبحت باكستان القوة النووية الإسلامية الأولى وهو ما يقلق إسرائيل بشدة ، إضافة إلى تخوفها من البرنامج النووي الإيراني واحتمالات تلقيها لمساعدات وخبرات نووية من باكستان تدفع بها لقائمة الدول المسلحة نوويا . ولعل ما يوضح أهمية تلك الصفقة أن واشنطن أجبرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود باراك على التراجع عن عقد صفقة مماثلة من الصين عام 2000 ، واعتبرت امتلاك الصين لتلك الطائرات سوف يشكل تهديدا استراتيجيا لأمن سفنها الحربية في حال تدخلها لصد أي هجوم صيني محتمل ضد تايوان . الترسانة النووية الباكستانية على راس الأهداف المراد تصفيتها من جانب إسرائيل ، لذلك فإنها حاولت أن تروج لدى الولايات المتحدة والهند ما أسمته بـ " القنبلة النووية الإسلامية " ، وخطرها على التفوق التقليدي للهند على باكستان ، وما قد تمثله من تهديد للمصالح الاستراتيجية لواشنطن في ما اصبح يعرف بـ " الشرق الأوسط الكبير " ، خاصة إذا ما استولت الجماعات الأصولية ذات النفوذ القوى في الجيش والمخابرات على السلطة في باكستان . وقد حاولت إسرائيل بالتعاون مع الهند والولايات المتحدة استغلال الحرب المشتعلة في أفغانستان لشن هجمات خاطفة بمساعدة سلاح الجو الهندي لاحتلال المفاعلات النووية الباكستانية وتفكيك الصواريخ من القنابل النووية . وكشفت صحيفة " نيويوركر " الأمريكية عن وجود تدريبات أمريكية إسرائيلية مشتركة لسرقة الترسانة النووية الباكستانية للحيلولة دون وقوعها في يد حكومة مناوئة لواشنطن حال سقوط نظام برويز مشرف إثر تزايد الاحتجاجات الشعبية على تحالفه مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد طالبان. وقد بدأت المخابرات الأمريكية تنفيذ الخطة مع كل من إسرائيل والهند ، حيث وصلت قوات إسرائيلية خاصة إلى واشنطن وخضعت لتدريبات مشتركة مع أفراد الجيش الأمريكي.
وكشفت الصحيفة أن الاستخبارات الباكستانية نجحت في إحباط الخطة الإسرائيلية التي كان يجرى التحضير لها ، والتي تقضى بقصف المنشآت النووية في باكستان بواسطة طائرات وقاذفات إسرائيلية كانت قد وصلت بالفعل إلى إحدى القواعد العسكرية الهندية وجرى طلاؤها بألوان سلاح الجو الهندي للتمويه.
وأضافت المصادر أن الرئيس الباكستاني مشرف استدعى سفيري الولايات المتحدة الأميركية والهند في باكستان ، وعرض عليهما تفاصيل الخطة الإسرائيلية ، وطلب من السفير الهندي نقل رسالة تحذير وإنذارا لحكومته مفادها أن الحكومة الباكستانية لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يدبر ضدها من قبل إسرائيل والهند وأنها ستعمد إلى اللجوء إلى الهجوم فوراً حال تنفيذ هذا المخطط ضدها ، وعقب الإنذار الباكستاني تم إلغاء العملية .
ويرجع المراقبون التعاون العسكري بين إسرائيل والهند إلى بداية التسعينات ، حيث كانت الهند ترفض في ظل حكومة حزب المؤتمر إقامة أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ، ولكن مع انطلاق عملية السلام واعتراف العديد من الدول العربية والإسلامية بإسرائيل ، قامت الهند عام 1992 بتبادل السفراء مع تل أبيب ، وأقامت علاقات دبلوماسية كاملة معها . ومع صعود حزب " بهارتيا جاناتا " الهندوسي المتطرف للحكم في نيودلهي ، شهدت تلك العلاقات نشاطا ملحوظا ، إذ قفز ميزان التبادل التجاري بين البلدين من 202 مليون دولار سنة 1992م إلى ما يقرب من مليار دولار سنة 1999م . وقام وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينج في منتصف عام 2000 بزيارة هي الأولى لوزير خارجية هندي لإسرائيل ، وتم خلال الزيارة الإعلان عن إنشاء مجموعة عمل مشتركة تجمع كبار مسئولي الأمن والمخابرات في البلدين مهمتها دراسة سبل التنسيق المشترك في مكافحة الإرهاب ، وبالطبع فالإرهاب المقصود هو الإرهاب الإسلامي القادم من إيران وباكستان وأفغانستان . في المجال العسكري ، فان إسرائيل لعبت دورا كبيرا في تطوير الترسانة النووية الهندية ، كما لجأت الهند إلى الاستعانة بخبرة الجيش الإسرائيلي في قمع حركات المقاومة المسلحة في فلسطين لمساعدتها في مواجهة المقاومة المسلحة المتصاعدة بين صفوف الكشميريين ، وخلال أزمة " مرتفعات كارجيل " عام 1999 أقامت إسرائيل جسرا جويا لمد الهند بكل ما تحتاجه من أسلحة وذخيرة وقطع غيار . وأخذت العلاقات العسكرية بين البلدين تتطور بسرعة في أعقاب تلك الحادثة ، حيث عقدت وزارة الدفاع الهندية عقودًا متتالية مع إسرائيل لتزويدها بمختلف الخدمات والمنتجات الدفاعية مثل تحديث 180 مدفع "إم 46" الميدانية بتكلفة ربع مليون دولار للمدفع الواحد ، وتزويد الجيش الهندي بـ 40 ألف طلقة " هارتز " عيار " 155 مم " بتكلفة 1200 دولار للطلقة الواحدة ، وتتفاوض الهند مع إسرائيل لتطوير 900 مدفع هندي من عيار 130 ملليمتر والحصول ذخيرة لهذه المدافع . كما أبرمت البحرية الهندية عقدا مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للتزود بثلاث سفن من طراز "سوبر ديفورا إم كيه" للهجوم السريع بتكلفة 30ر4 مليون دولار للسفينة الواحدة . واشتركت عدة شركات إسرائيلية في تحديث نظام التحكم الإلكتروني بحاملة الطائرات الهندية "ويرات" ، وتقوم عدة شركات إسرائيلية حاليا بتحديث طائرات "ميج 21". كما تقوم شركة " سيكو " الإسرائيلية حاليًا بإقامة سياج إلكتروني حول القواعد العسكرية الهندية في كشمير بتكلفة 33800 دولار للكيلومتر الواحد ، والطول الإجمالي للسياج سيكون ألف كيلو متر في حالة نجاح المرحلة التجريبية .

براكين
10-01-2002, 10:23 PM
وكشفت صحيفة " بيونير " الهندية الشهر الماضي عن مفاوضات هندية إسرائيلية جرت مؤخرا لبحث طلب الهند التزود بطائرات استطلاع بدون طيار من طراز بيونير - 2 الذي يتميز بقدرات فائقة في الاستطلاع حيث يمكنه أن يحلق على ارتفاع 25 ألف قدم وان يقدم معلومات دقيقة من هذا الارتفاع ، كما طلبت الهند الحصول على المزيد من أجهزة الاستشعار الإسرائيلية ذات التكنولوجيا الأمريكية لنشرها على خط المراقبة في كشمير بعد ان ثبتت فعاليتها. ونشرت دورية " فورين ريبورت " البريطانية المتخصصة في الشئون العسكرية تقريرا عن التعاون الأمني بين الهند وإسرائيل ، ذكرت فيه ان إسرائيل تزود الهند بمعلومات استخباراتية عن باكستان ، مصدرها قمر التجسس الصناعي الإسرائيلي " أفق 3 " . وفي المقابل فان الهند تسمح لخبراء التجسس الإسرائيليين باستخدام أراضيها لتنفيذ مهمات خاصة بهم ، حيث حصلت وحدة تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ، تضم خبراء في الرصد، على إذن باستخدام الأراضي الهندية منطلقاً لمراقبة أهداف تهمها في المنطقة ، فإسرائيل لها اهتمامها الخاص بالنشاط النووي الباكستاني، ويقلقها احتمال تسرب الخبرة الباكستانية في هذا المجال للإيرانيين . وذكرت الدورية أن التعاون مع الهند يتم على ثلاثة مستويات في إسرائيل هي: جهاز الموساد والاستخبارات العسكرية، ووزارة الدفاع التي تسعى إلى بيع الأسلحة إلى نيودلهي. وتعد الحركات الجهادية في كشمير هدفا مشتركا لكل من الهند وإسرائيل ، فالهند تكبدت خسائر فادحة من جراء الهجمات التي تشنها تلك الجماعات بدرجة قد تفوق خسائرها في الحروب الباكستانية الهندية الثلاثة ، أما إسرائيل فإنها تعتبر الحركات الإسلامية عدوها الحقيقي ، فمعظم تلك الحركات – بغض النظر عن جنسيتها ، تضع تحرير القدس والقضاء على إسرائيل على راس أهدافها باعتبار ذلك هدفا دينيا مقدسا . ولذلك لم تتردد إسرائيل إرسال العشرات من ضباطها المتخصصين في قمع الانتفاضة وتفكيك خلايا المقاومة الفلسطينية إلى كشمير لتدريب نظرائهم من ضباط الجيش الهندي ، طبقا للأساليب التي طورها الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى والحالية . وقد كشف سيد صلاح الدين رئيس مجلس الجهاد الكشميري عن وجود زهاء 1500 من ضباط الجيش الإسرائيلي في كشمير لتدريب وتأهيل ضباط الجيش الهندي ، مشيرا إلى إن القوات الهندية تنتهج حاليا الأساليب التي تعلموها من الإسرائيليين ، مثل: تفجير بيوت الكشميريين، وهدمها، وتشريد سكانها، وتكسير العظام. واتهم وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار عزيز إسرائيل – صراحة - بمعاونة الهند في قمع الكشميريين ، ودعا إسرائيل إلى عدم تصدير القمع إلى غيرها من الدول . ويشير المراقبون إلى محاولة إسرائيل استغلال الأجواء العالمية بعد 11 سبتمبر للترويج لفكرة إقامة تحالف أمريكي – هندي – إسرائيلي لمواجهة المد الأصولي " الإرهاب الإسلامي " القادم من أسيا ، باعتباره عدوا مشتركا ، خاصة وان أهمية كل من باكستان وإيران بالنسبة للولايات المتحدة قد تضاءلت ، بعد أن نجح الإسلاميون في بسط سيطرتهم على إيران بعدما أطاحوا بنظام الشاه . أما باكستان فتلاشت أهميتها كحاجز صد أول لمنع انتشار الشيوعية مع تفكك الاتحاد السوفيتي وتحول وريثته روسيا لنظام السوق المفتوح ، بل إن طهران واسلام آباد أصبحتا مصدر خطر على الوجود الأمريكي في أسيا والشرق الأوسط ، الأولى بنظامها الإسلامي المعادي لواشنطن وسعيها لامتلاك السلاح النووي ، والثانية لنجاحها في امتلاك أسلحة نووية ، وظهور ما يسمي بـ " القنبلة النووية الإسلامية " ، ومخاطر سقوط تلك القنبلة في يد الحركات الإسلامية التي تتمتع بنفوذ وتواجد قوى سواء في الشارع الباكستاني او بين صفوف الجيش والمخابرات .

براكين
10-01-2002, 10:24 PM
القنبلة النووية الإسلامية

ترجع نشأة البرنامج النووي الباكستاني إلى منتصف الستينات ، حين اتخذ الرئيس الباكستاني أيوب خان بعض الخطوات الرئيسية بإنشاء لجنة الطاقة النووية ردا علي تصاعد التهديد النووي من جانب الهند التي بدأت برنامجها النووي قبل 15 عاما من ذلك التاريخ.
وفي أعقاب خسارة باكستان حربها مع الهند عام 1971، اجتمع الرئيس ذو الفقار علي بوتو الذي يعد مؤسس البرنامج النووي الباكستاني مع نخبة من كبار الفيزيائيين والمهندسين لبحث كيفية تطوير سلاح نووي باكستاني.. وعندما ترددت أنباء عن نجاح الهند في اختبار سلاح نووي عام 1974 أعلن بوتو أن باكستان سوف تطور سلاحا نوويا خاصا بها.
وركزت باكستان في البداية علي البلوتونيوم لإنتاج سلاحها النووي ، ووقعت عقدا مع فرنسا في أكتوبر عام 1974 لتصميم وحدة لإعادة معالجة وقود مفاعلها النووي في كراتشي للحصول علي البلوتونيوم، غير ان فرنسا ودولا أخرى غيرها كفت عن تقديم المعاونة في هذا المجال لباكستان استجابة لضغوط أمريكية.
وكانت اكبر قفزة للبرنامج النووي الباكستاني عندما اسند الإشراف عليه إلى الدكتور عبد القدير خان في عام 1975 الذي عدل خطط البرنامج ليهدف إلى إنتاج السلاح النووي من اليورانيوم المخصب الأقل تكلفة وأخطارا..و أسس معامل الأبحاث الهندسية في 'كاهوتا' عام 1976 التي سميت فيما بعد بمعامل الدكتور خان.
وفي الأعوام التالية تعرضت باكستان نتيجة لسعيها لإنتاج أسلحة نووية إلى قطع المساعدات الاقتصادية الأمريكية عنها تنفيذا لعدد من القوانين التي صدرت بشأن فرض عقوبات علي الدول التي تستورد تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم ، ولكن هذه القوانين كانت تعطي للرئيس الأمريكي سلطة استثناء دول منها حسبما تقتضي المصالح القومية الأمريكية ، وفعلا تم استثناء باكستان منها في أعقاب الغزو السوفييتي لأفغانستان.. حيث اعتبرت 'دولة مواجهة' ضد العدوان السوفييتي ومنحت مساعدات اقتصادية وعسكرية وعندما تولي الرئيس الأمريكي ريجان الحكم حصل علي موافقة الكونجرس علي منح باكستان 3.2 مليار دولار لمدة 6 سنوات وتزويدها بأربعين طائرة 'إف 16'. ونتيجة لتضييق دول الغرب علي باكستان في تصدير المواد والتكنولوجيا المرتبطة بالمجال النووي ، وقعت باكستان اتفاقا للتعاون النووي مع الصين تتويجا لمعاملات استمرت بينهما في السنوات الخمس الأولى من الثمانينيات وحصلت خلالها باكستان علي مواد ومعدات حيوية لإنتاج سلاحها النووي. وذكرت بعض التقارير ان الصين قدمت لها تصميم أحد رءوسها النووية ، وأثار حضور يعقوب خان وزير الخارجية الباكستاني إحدى التجارب الصينية لتفجير سلاح نووي صغير في عام 1983 التكهنات بان التفجير كان لسلاح نووي باكستاني وشملت المساعدات الصينية بناء مفاعل 'كوشاب' الذي يعمل بالماء الثقيل لإنتاج البلوتونيوم والتريتيوم من اجل تطوير رءوس نووية اكثر تقدما.
ومع حلول منتصف التسعينيات أشارت التقارير إلى إن باكستان قد أنتجت 10 أسلحة نووية بتصميم صيني.
وبعد أسبوعين من إجراء الهند تجاربها الخمس النووية.. قامت باكستان يوم 28 مايو 1998 بتفجير 5 أسلحة نووية بقدرة إجمالية 40 كيلو طن أي ما يعادل قنبلتين من قوة القنبلة التي ألقيت علي هيروشيما.. وكان منها قنبلة واحدة قوتها 25 كيلو طن وقنبلة قوتها 12 كيلو طن و3 قنابل صغيرة بقوة كيلو طن للواحدة وبعد يومين أجرت باكستان تفجيرها السادس لقنبلة بقوة 12 كيلو طن. وخلال زيارة لإسلام آباد تلت التفجيرات النووية ، أكد كمال خرازى وزير الخارجية الإيراني إن قدرات باكستان النووية ستساعد العالم الإسلامي على كبح جماح الغطرسة الإسرائيلية في المنطقة. وأضاف خرازى ان المسلمين يشعرون الآن بثقة اكبر في ان يقوم البرنامج النووي الباكستاني بدوره في ردع قدرات إسرائيل النووية . وكان رد فعل الحركات الإسلامية على التجربة النووية الباكستانية إشارة إلى الطموحات التي تضعها هذه الحركات نصب عينيها. وأصبحت تحتفل سنويا بما يسمى "يوم التكبير" وهو يوم إجراء التجارب، واعتبرت القنبلة النووية " قنبلة إسلامية " أُعطيت للمسلمين لتسخيرها في الجهاد.

براكين
10-01-2002, 10:26 PM
فبادئ ذي بدء ، أبدت إسلام آباد خضوعا غير " مشرف " أمام النزوات الأمريكية المتلاحقة وإصرارها علي تحصيل مزيد من التنازلات الباكستانية لتسهيل مأمورية الكاوبوي الأمريكي لدحر كهوف طالبان التي يتزعمها الملا محمد عمر ودك حصون تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن ، مقابل حفنة ملايين من الدولارات لا تغن ولا تثمن من جوع ، وبسقوطهما خسرت باكستان حليفين استراتيجيين كانا بمثابة عون مؤزر لاسلام آباد ورافدين للقوة لا يستهان بهما ، بعدها سهل الانقضاض عليها لتصفية حسابات لا تنساها نيودلهي بشأن إقليم كشمير المتنازع عليه والذي آل حكم جزء غير بسيط منه إلى باكستان عقب حصوله علي الاستقلال عن الهند إلا انه كان واصبح ومازال وسيظل نقطة الصراع الدامي بين الهند وباكستان ، وجاء الوقت مواتيا فبعد حادثة الهجوم علي البرلمان الهندي فتحت نيودلهي نيران غضبها علي إسلام آباد متهمة جماعتي جيش محمد والشكر لطيبة صاحبتا النفوذ والأكثرية المتفوقة في كشمير واتهمت الحكومة الباكستانية بإيوائهما والسكوت علي أعمال العنف التي يرتكبونها بحق نيودلهي ، في إشارة إلى حادث تفجير السيارة المفخخة الذي وقع منذ شهرين وخلف عشرات القتلي والمصابين في الجانب الهندي الذي سارع كعادته لاتهام الجماعتين الدينيتين المحظورتين وهدد رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجباي بشن حرب لا قبل لباكستان بها حال عدم اتخاذ إجراءات أمنية وضعتها نيودلهي تقضي باعتقال وتجميد أرصدة بعض المؤسسات والمنظمات الاقتصادية الدينية بتهمة تمويل عمليات جماعات العنف ، واضطرت إسلام آباد للإذعان مرة أخري للضغوط الأمريكية ونفذت عمليات مطاردة واسعة لعناصر التنظيمين واعتقلت المئات منهم ، إلا أن صوت المدافع الهندية لم يهدأ وكأن أفيال نيودلهي أبت إلا أن تشعل حربا حامية الوطيس في الوقت الذي خسرت فيه حكومة الجنرال الباكستاني برويز مشرف أي فرص تأييد أو الحصول علي دعم من الولايات المتحدة التي لم تنعم إسلام آباد طويلا بالعيش في أحضانها بعد أن قدمت خدمات جليلة لحليفتها المؤقتة أمريكا ولا من حلفائها الأقرباء الذين قضي فريق منهم جراء مساعداتها للحملة الأمريكية ، أما الجماعات المسلحة الكشميرية فباتت من الأعداء ، لتدخل بذلك إسلام آباد حلقة جديدة من السباق العسكري بين باكستان والهند وأيا ما كانت نتائج هذه الحرب‏,‏ وطبيعة الدور الذي لعبته إسلام أباد وفي مقدماتها وفصولها‏.‏
فمنذ البداية ، وجدت باكستان نفسها في مأزق رهيب بعد إظهار واشنطن توجهها الواضح للقيام بعمليات عسكرية ضد حركة طالبان التي كانت تسيطر علي‏95%‏ من الأراضي الأفغانية عقابا لها علي إيواء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي وضعته الولايات المتحدة في مرتبة العدو الأول‏.‏
ومند ظهور بوادر هذا التوجه الذي تحول إلي قرار‏,‏ بدت الخيارات أمام إسلام أباد محددة‏,‏ وكان عليها أن تفاضل بين ما تراه سيئا وما تعتبره الأسوأ‏,‏ خاصة أن واشنطن مارست عليها ضغوطا شديدة مصاحبة لوعود مالية وإغراءات اقتصادية‏,‏ ووصل الأمر إلي حد التلويح بتوجيه ضربات لأهداف داخل باكستان نفسها في إطار الحرب المفتوحة التي أعلنتها الولايات المتحدة علي ما تصفه بالإرهاب‏ . وإذا كان ما نقل عن الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف بشأن تلويح واشنطن بالاستعانة بإسرائيل والهند في ضرب أفغانستان إذا لم تقم باكستان بالدور نفسه صحيحا ,‏ فإن ذلك هو مصدر التهديد الأخطر‏ ,‏ خاصة و أن مشرف أعرب عن مخاوفه من أن تلجأ أي من القوتين المعاديتين إلي ضرب المنشآت النووية الباكستانية . ولا يخفي على أحد بالطبع العلاقات الآثمة بين نيودلهي وتل أبيب ، فمنذ وقت ليس بالبعيد بدأت العلاقة بين الهند وإسرائيل في النمو وخصوصا بعد تربع اليمين في كلا الدولتين على سدة الحكم بل ربما لعبت إسرائيل دورا ما في تمكين حزب بهراتيا جناتا من الوصول للسلطة في الهند خاصة و أنه قد تمت زيارة لقيادات على مستوي عال من حزب بهراتيا جناتا لإسرائيل بقيادة أدفاني رئيس الحزب في النصف الأول من التسعينات في القرن الماضي00 بل حتى وزير الدفاع في حكومة حزب المؤتمر 1994 شراد بوار حاكم ولاية مهراشترا الأسبق وأحد أبرز قادة حزب المؤتمر قام بزيارة إلي إسرائيل من أجل التنسيق العسكري لكن بلا شك فإن إسرائيل سعت إلى عمل شراكة إستراتيجية مع الهند حيث الأرضية متوفرة وخصبة جدا إذا ما كان على سدة الحكم في كلا البلدين اليمين المتطرف
عموما و تتلخص دوافع هذه الشراكة في الآتي:
1- العداء المشترك تجاه الإسلام والمسلمين من المتطرفين في كلا البلدين
2- كلا الدولتين تخوضان حربا لها أبعادها الإقليمية والدولية حرب أيدلوجية، كشمير بالنسبة للهند والاحتلال بالنسبة لإسرائيل والعدو واحد في الحالتين
3- التطور العسكري والنووي في باكستان وإيران وتفتيت الإتحاد السوفييتي واحتمال قيام دول مساندة للمسلمين في الجمهوريات المستقلة مثل أوزبكستان وطاجكستان وغيرها كله يحتم على الهند وإسرائيل التعاون وبلا حدود في جميع المجالات وبرعاية أميركية لصيقة لهذه الشراكة هذا إذا ما أخذ في الاعتبار الجوار الهندي للصين والصراع الخفي بين الصين وأميركا وضرورة خلق وضع يزعج الصين ويجعلها تضع ألف حساب في تعاملها مع أميركا.
كما أنه ظهر جليا أن ما يحدث الآن في أفغانستان هو جزء من هذا المخطط و من المتوقع أن تستنفر الهند المجهودات الدبلوماسية لخدمة أغراضها و بمساندة إسرائيلية تمهد لها الطريق في كل خطوة تخطوها و في المقابل لن تقف الباكستان مكتوفة الأيدي بل سوف تراجع حساباتها وخاصة في شكل علاقتها مع إيران ويمكن أن تقوم شراكة إستراتيجية بين إيران وباكستان والصين وسوريا بل على الصعيد الداخلي للهند يمكن لباكستان أن تلعب دورا كبيرا في إضعاف نفوز حزب بهراتيا جناتا وتقوية نفوز حزب المؤتمر وحزب جنتا دال ومساعدة الثوار التاميل في جنوب الهند وكل هذا عبر شبكة من العلاقات المتشابكة عربيا وأسيويا
بالتأكيد هذه هي بداية صراع محموم وطويل في المنطقة سوف تجد أميركا نفسها منقسمة فيه بكل أجهزتها السياسية والأمنية وربما يشغلها هذا عن دورها في مناطق أخري من العالم وهذا الصراع يفيد المجموعة الأوربية في تحركها نحو بلاد أفريقيا خصوصا أن أميركا صارت غير مقبولة شعبيا في دول العالم الثالث بصفة عامة ومن ثم كان منطقيا أن تتكهرب الأجواء بين إسلام أباد وطالبان الحليفة الوثيقة الصلة وتلجأ باكستان إلي إنذار الحركة بتسليم أسامة بن لادن خلال مهلة ثلاثة أيام بعد أن كانت طالبان قد هددت بضرب أية دولة تستخدم أراضيها وأجواءها في مهاجمة أفغانستان‏.‏
وفي كل الأحوال فقد أصبح هم باكستان تقليل الخسائر المحتملة للأحداث المأساوية القادمة‏,‏ خاصة أن ثمة تداخلا باكستانيا أفغانيا واضحا عكسته مواقف الأحزاب الإسلامية الرافضة بشدة لأي دور لبلادها في ضرب أفغانستان‏.‏
ومن الواضح أن الجنرال الباكستاني برويز مشرف لم يفلح في إقناع النخبة السياسية ولا الشارع الباكستاني بمبررات الإذعان للضغوط الأمريكية التي تبدو عمياء‏,‏ بمعني أن واشنطن لا تأخذ في الحسبان الحساسية الشديدة لوضع باكستان في هذه التراجيديا والعوامل التي تميز علاقات البلدين الجارين بالقياس لما هو بين أفغانستان وأية جارة أخري‏,‏ والتي من بينها‏:‏
أولا‏:‏ اشتراك ملايين الأفغان والباكستانيين في أصل عرقي واحد هو الباشتون وعلي حدود البلدين الجنوبية ، علي سبيل المثال تتداخل القبائل الباشتونية لدرجة أنه يصعب التمييز بين من هو باكستاني ومن هو أفغاني‏,‏ والأمر يتصل كذلك بلغة الباشتو التي يتكلمها الجميع هناك‏.‏
ثانيا‏:‏ العلاقات الوثيقة التي تقيمها طالبان مع الأحزاب الإسلامية الباكستانية‏,‏ وعلي رأسها حزب الجماعة الإسلامية بزعامة قاضي حسين وجناحا حزب جمعية علماء المسلمين بزعامة مولانا فضل الرحمن ومولانا سميع الحق‏.
ثالثا‏:‏ معظم تجارة طالبان الخارجية تتم مع باكستان التي كانت أول دولة تعترف بالحركة لدي استيلائها علي كابول عام ‏1996‏ بعد احتضانها منذ أيام النشأة الأولي في الأشهر الأخيرة من عام ‏1994.‏
وإذا كانت حكومة مشرف قد حزمت أمرها بتجنب عاصفة الغضب الأمريكية وتقديم تسهيلات لواشنطن لضرب أفغانستان‏,‏ فإن سجل الخسائر الباكستانية يشمل الآتي‏:‏
أولا‏:‏ تفجر حالة من الغضب الشعبي ضد الحكومة قد تتخذ طابعا عنيفا ربما يطال أهدافا أمريكية‏,‏ خاصة أن هناك مئات الآلاف وربما الملايين من الباكستانيين يرون في طالبان نموذجا لتطبيق الإسلام والشريعة الحقة بغض النظر عن مدي صحة هذا الفهم‏.‏
ثانيا‏:‏ ضرب طالبان يعني خسران باكستان لحليف يحافظ علي مبادئ إسلام أباد الأساسية تجاه أفغانستان‏,‏ وهي الإبقاء عليها عمقا استراتيجيا في مواجهة العداء مع الهند واستمرار سيطرة الباشتون التاريخية علي الحكم في هذه الجارة المقلقة‏.‏
ثالثا‏:‏ الضربات الأمريكية المدمرة لطالبان تعطي جماعات المعارضة التي تمثل الأعراق الأفغانية الأخري المناوئة لهيمنة الباشتون علي أفغانستان فرصة لبسط نفوذها علي الكثير من الأراضي‏,‏ مما يعني تحولها إلي عدو محتمل لباكستان خاصة أن هذه الجماعات لها ارتباطات مع قوي أجنبية مثل إيران وروسيا والهند‏.‏
رابعا‏:‏ احتمال اشتعال الحرب الأهلية مجددا لدرجة تصبح فيها أفغانستان بؤرة عنف يصدر إلي باكستان خاصة مع التداخل بين البلدين الذي سبق أن أشرنا إليه‏.‏
خامسا‏:‏ يقود تدمير طالبان إلي إعادة رسم الخريطة الإقليمية بالكامل في المنطقة بحيث تجد باكستان نفسها في محيط معاد‏,‏ خاصة أن هناك مؤشرات علي تعميق التقارب الهندي الأمريكي ليأخذ طريقه كتحالف استراتيجي معلن‏.‏
سادسا‏:‏ إثارة قضية الإرهاب والجدل الدائر بشأنها يضعف أية فرصة لتسوية قضية كشمير‏,‏ خاصة أن الهند تري في ثوار كشمير إرهابيين‏,‏ وفي كل الأحوال فإن محصلة الأحداث تشير إلي استعانة الهند بالمواقف الأمريكية‏,‏ الأمر الذي يعني وضع قضية كشمير في الثلاجة لفترة طويلة‏.‏ وبعد ان دخلت الأزمة بين الهند وباكستان منعطفا جديدا اثر تبادل الطرفين التهديدات باستخدام القوة في مواجهة الطرف الآخر‏.‏ وهي الأزمة التي تجددت بعد الهجوم الانتحاري علي مبني البرلمان الهندي أواسط سبتمبر والذي تتهم نيودلهي جماعات كشميرية تدعمها إسلام أباد بتنفيذها‏.‏
ففي نيودلهي‏ ,‏ أعلن اتال بيهاري فاجباي رئيس وزراء الهند إن بلاده وصلت إلي أقصي حدود التسامح مع باكستان‏,‏ مهددا بأن الهند التي أحجمت عن عبور خط التماس الذي يقسم كشمير خلال صراع كارجيل بين البلدين في عام‏1999‏ ، قد لا تتخذ نفس الموقف في المستقبل مؤكدا أن قوات بلاده كان يمكنها عبور الحدود خلال كارجيل ولكنها تحلت بضبط النفس وأضاف فاجباي أننا قد أبدينا قدرا كبيرا من الصبر ولكن هناك حدود‏ بحسب قوله .
وقد جاء هذا التصعيد من جانب الحكومة الهندية بعد إعلانها عن توافر أدلة لديها علي تورط جماعتي العسكر طيبة و جيش محمد اللتين تتخذان من كشمير الباكستانية مقرا لهما في الهجوم الانتحاري علي مبني البرلمان والذي أسفر عن مصرع‏12‏ شخصا بينهم المهاجمون الخمسة‏.‏ ومطالبتها إسلام أباد بغلق مكاتب الجماعتين اللتين تعمل الآن من أراضيها وتجميد أرصدتها واعتقال زعمائهما‏.‏

براكين
10-01-2002, 10:27 PM
وفي المقابل ، هدد الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالرد بقوة إذا أقدمت نيودلهي علي عمل متهور وقال إن أي مغامرة هندية ضد باكستان ستؤدي إلي تطورات خطيرة‏.‏ في نفس الوقت الذي أعلن فيه إدانة إسلام أباد لكافة أشكال الإرهاب معربا عن إدانة بلاده للهجوم علي البرلمان الهندي‏.‏
وقد شنت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية هجوما شديدا على باكستان ، فيما بدا كأنه تهيئة وتمهيد للهند لحشد قواتها على الحدود والتلويح بشن حرب على باكستان ، ردا على تمثيلية الهجوم على البرلمان الهندي قبل أيام . حيث أكدت مصادر ذات صلة بأن الهجوم فكرة واخراج وتنفيذ الحكومة الهندية التي قامت بتسريح عدد من الموقوفين في سجونها نظير تنفيذ سيناريو الهجوم علي البرلمان وبعدها يحصلون علي الحرية ، إلا ان نيودلهي نكصت بعهودها وقامت بقتل كافة منفذي الهجوم لمحو معالم وآثار الجريمة ، فيما يقول بعض المراقبين إن هذه الحملة على باكستان ربما يكون هدفها إعطاء الحاكم العسكري برويز مشرف المبررات الكافية لكي يجتث التوجه الإسلامي الكشميري و غير الكشميري في باكستان . وكانت الصحيفة الأميركية قد زعمت أن باكستان لها تاريخ طويل في دعم وتأييد الهجمات علي الهند وخاصة في كشمير ، واتهمت الصحيفة باكستان بإيواء من أسمتهم الإرهابيين مشيرة إلى ان الولايات المتحدة تخوض حربا ضد الإرهاب ، وتعزز في الوقت نفسه موقف مؤيدي الإرهاب في باكستان، وأضافت الصحيفة أن الآلاف من المدنيين قد قتلوا علي يد المنظمات العسكرية التي تمولها باكستان وأن المخابرات الباكستانية مسؤولة عن مقتل عدد اكبر بكثير من الأعداد المسؤول عن قتلها أسامة بن لادن .
وأشارت إلي انه خلال العشرين عاما الماضية تراجع نظام التعليم الحكومي كثيرا ؛ ليحل مكانه نظام المدارس الدينية التي تعلم التلاميذ ما أسمته "أصول الإرهاب" ، كما ان التسارع وراء امتلاك الأسلحة النووية أدى إلى عزلة الحكومة الباكستانية عن العالم واصابة الاقتصاد بالشلل .
وقالت أن نحو 55 % من سكان باكستان البالغين يعانون من الأمية ، واكثر من 10 في المائة من الأطفال يموتون عند سن الخامسة ، ويزيد عدد مدمني المخدرات عن عدد خريجي الجامعات .
وقالت الصحيفة إن إنشاء المخابرات الباكستانية لنظام طالبان في أفغانستان كان له نتائج عكسية ، مضيفة أن هناك خطراً الآن من وجود نظام مماثل لنظام حكم طالبان في باكستان مع عودة ( المتطرفين الدينيين ) من جهادهم في أفغانستان .
وبرغم ذلك أيدت الصحيفة الخطوات التي اتخذتها الحكومة الباكستانية مؤخرا لقمع أنشطة الإسلاميين ، وطالبت الإدارة الأمريكية بتقديم كل مساعدة ممكنة للرئيس برويز مشرف لمواصلة حملته ضد الإرهاب ، وجهوده لاصلاح الاقتصاد . وردا علي الاتهامات الهندية بخصوص تورط جماعتي العسكر طيبة و جيش محمد في الهجوم‏,‏ أعلن مشرف أن بلاده لم ولن تسمح باستخدام أراضيها للقيام بأعمال إرهابية في أي مكان في العالم بما فيها الهند‏ ، مشيرا إلى إنه في حالة توافر أدلة قاطعة علي تورط أي جماعة تعمل في أراضي بلاده في الهجوم‏,‏ فإن حكومته ستتخذ إجراءات واضحة ضدها مشيرا إلي عدم وجود دليل قاطع حتي الآن علي الاتهامات الهندية‏. إلا ان الصمود والتحدي الباكستاني لم يستمر طويلا أمام التهديدات الهندية العنيفة والتي صاحبها تراخ أمريكي مفضوح يمهد للسيناريوهات المتوقعة بفتح الطريق أمام الأفيال الهندية لدحر الجارة غير المرغوب فيها باكستان لما تشكله من خطورة استراتيجية تراها الولايات المتحدة وإسرائيل غير متناسبة مع دولة إسلامية مثل باكستان . وقد تراجعت تصريحات الجنرال برويز مشرف من اللهجة الثورية إلى المستجدية واضطر لتقديم فروض الولاء واثبات حسن النوايا بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصر جماعتي جيش محمد والشكر لطيبة لضمان عدم شن حملة عسكرية هندية غادرة تؤازرها مساعدات استخباراتية إسرائيلية أمريكية ، إلا أن حاكم نيودلهي لم يقنع بهذه التنازلات التي اعتبرها أقل القليل . وعلي غرار سيناريوهات العجرفة الإسرائيلية التي يمارسها رئيس حكومتها ارييل شارون مع المغلوب علي أمره الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، قدمت الهند لائحة تضم أسماء عشرات المطلوبين من كوادر الجماعتين متضمنة قائمة أخري بأسماء المؤسسات الاقتصادية والتجارية التي تعتبرها نيودلهي ممولة للعمليات التي تشنها الجماعتان ضد أهداف هندية لتجميد أرصدتها وأيا ما كان الأمر فإن باكستان تتلمس طريقها بين حقول ألغام مدمرة رغم أنها كانت لسنوات حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة وأحد المشاركين في صناعة الجهاد التي أفرزت ظاهرة زعامية علي غرار أسامة بن لادن في إطار لعبة أمريكية خطيرة تدفع الآن أطراف عديدة ثمنا باهظا لتورطها فيها

براكين
10-01-2002, 10:31 PM
الخلاصة نقاط عدة :_

@ واشنطن والهند واسرائيل خططت منذ زمان بعيد سرقة القنبلة النووية الباكستانية .

@ ضرب القوة التي تهدد الهند واسرائيل وامريكا نفسها والتي بالتالي هي تحمي باكستان وهي القوة الاسلاميه .

@ محاصرة الجزيرة او كمن الاسلام من جميع الزوايا وبالتالي القرب القوي من العدو وهي الصين .

وبالتالي ابتلع برويز مشرف وركب الخازوق الذي سيراه واقعا ملموسا عما قريب بسقوط درماتيكي سيسر ناظره .

وللعلم من امريكا هدفها الواضح من باكستان باسلوب تمثيلي واضح المعالم بحادثتين مضحكتين الاولى 11 / 9 والثانيه البرلمان الهندي وكل هدفهم نقطة رئيسيه واحدة ضرب باكستان ومحاصرة الاسلام لصالح ثلاث دول فقط الهند واسرائيل وامريكا .
ولهذا فأمريكا ورطت مشرف فى حرب طالبان والآن تدفعه لمحاربة الكشميريين .
وبالتالي يصبح سرقة قوته النوويه امر سهل لانه سيصبح عدو لشعبه وقوته العسكريه ستنفصل لقسمين ..