الاتحاد
21-01-2002, 05:15 AM
محاربو الإرهاب" يزودون إسرائيل بطائرات ف-16 والمروحيات القتالية التي تستخدم ضد شعب مدني أعزل. "المدافعون عن الحرية والمستضعفين" يدللون شارون رغم أنه يواجه الاتهام بجرائم حرب لمسئوليته عن مذابح اللاجئين الفلسطينيين في 1982 . دور أكبر قوة في العالم قد انحط إلى مجرد الوقوف متفرجة دون أن تقدم شيئا سوى تكرار "أوقفوا العنف" دون أن تفعل شيئا لعلاج الأسباب الأصلية لهذا العنف وهي حرمان الفلسطينيين من حريتهم.)
يمضي مقال البرغوتي الطويل شارحا الموقف الفلسطيني بأسلوب راق يستميل القارئ ويعرض القضية ببساطة وصدق إلى أن يختتم مقالة بعبارة ذكية:
(لست ساعيا لتدمير إسرائيل، وإنما أسعى فقط إلى إنهاء احتلالها لوطني.)
تحت عنوان "لن نتحمل إساءة معاملة الأسري" كتب هيوجو ينج Hugo Young في الجارديان بتاريخ 17/1/2002 متصدرا مقاله بجملة بالبنط العريض تقول " جوانتانامو Guantanamo قد تكون سببا للفرقة بين أمريكا وأوربا".
( الموقف من العدل هو إحدى القيم التي تربط الإنجليز والأمريكان، فالقانون العام واحد في إنجلترا وأمريكا ونحن نؤمن بأن مبادئه الأساسية مشتركة. والمفروض أن هذا جزء من دوافع الحرب العالمية على الإرهاب. ولكن يبدو أن بعضا من تلك القيم ليس مشتركا على الإطلاق. تلك ظاهرة خطيرة، فمعاملة أمريكا للمسجونين من الطالبان والقاعدة المحتجزين في قاعدة جوتنتانامو Guantanamo بكوبا هي الهوة التي بدأت تفصل بين حضارتين تتخيلان أنهما متفقتان في كل أمر هام.
من الواضح أن معسكر إكس راي Camp X-Ray يعد امتدادا للحرب بالنسبة لواشنطون، فليس مسموحا إطلاق تسمية "أسرى حرب" على المحتجزين، وإنما يتم احتجازهم في ظل قواعد للحرب يحددها الطرف المستمر في الحرب والذي ربما سيكسب الحرب في النهاية. هذا الاحتجاز خارج حدود الولايات المتحدة وخارج نطاق اتفاقيات جنيف يجعل معاملة الأسرى طبقا لمشيئة جنرالات أمريكا وسياسييها وليس كما يريد محاميو أمريكا، وهذا يعني أنهم بدون حقوقهم الأساسية أو الحماية الدولية.)
يمضي المقال إلى شرح كيف أن العالم لن يعلم شيئا عن هؤلاء الأسرى إلى أن يتمكن الصليب الأحمر الدولي من دخول المعسكر، وكيف أن السلطات الأمريكية لم تنكر الكثير من التفاصيل مثل حلق اللحى والحبس في أقفاص بالهواء الطلق والأدلة غير المقنعة بأن هؤلاء المحتجزين قد اقترفوا جرائم محددة.
(لقد قال دونالد رمزفيلد أن الأحوال بالمعسكر "لا تعنيه في شيء" وبذلك فإنه قد أشار في آن واحد إلى احتقاره للمسجونين وازدرائه وكراهيته لأي ناقد قد يجرؤ على الكلام. لقد ظهر بعض هؤلاء النقاد بالولايات المتحدة وأطلق بعضهم صوته الحاد. أصدرت جماعة مراقبة حقوق الإنسان Human Rights Watch - وهي أساسا جماعة أمريكية للبحث - تقريرها السنوي يوم أمس عن حقوق الإنسان في 66 دولة، ومعه تصريح لاذع ضد النفاق فقال مديرها التنفيذي كينيث روث Kenneth Roth "يعتقد الإرهابيون بأن أي شيء جائز في سبيل قضيتهم، ولا يجوز للحرب على الإرهاب تبني نفس هذا المنطق.")
ويستمر الكاتب قائلا بأن المحاكم العسكرية غير مقبولة، لكنه يشير أيضا إلى أن تلك المواقف والآراء لا تعتنقها الأكثرية وأن الكتاب بالصحف الرئيسية لم يبدوا أي انتقاد، فيقول الكاتب في ذلك:
( نحن هنا نواجه خطورة على عدد كبير من المبادئ يهددها رئيس واحد في تحد واضح للاتفاقيات الدولية. مثل ذلك كان كفيلا بأن يملأ صفحات الصحف الكبرى، وبدلا من ذلك نجد الجميع وقد استسلم لضباب الولاء الذي طرد الأكسيجين من قلاع الصحافة بالولايات المتحدة منذ الحادي عشر من سبتمبر.)
يشرح الكاتب كيف أن فشل أمريكا في الإمساك بأسامة بن لادن قد أثار حنق دونالد رمزفيلد وكيف أن القبض على أي أعداد من الطالبان والقاعدة وتحميلهم المسئولية الجماعية هو إجراء تعويضي يغطي على أصوات العدل والتريث.
ويشرح الكاتب كيف أن الأمر مختلف في إنجلترا حيث كتب عدد من الصحف ضد هذا الموقف الأمريكي، وكتب عن الموقف الإنجليزي الرسمي قائلا:
(الوزراء قلقون ولا يملكون دفاعا سهلا عن الموقف الأمريكي المنفرد في تفسير القانون الدولي، الذي تود واشنطون فرضه بالقوة. وعند تحدي جاك سترو Jack Straw على البي بي سي BBC تم إحراجه بحيث هبط إلى مستوى رجل يتخبط عاجزا عن تحمل الموقف. أيا كانت القوانين القذرة التي يمكن للسياسيين من العمال إصدارها فإنهم فزعون مما يدور في جوانتانامو. وقد عبر توني بلير عن ذلك بالأمس حينما استجوبه أعضاء البرلمان فكرر تأكيداته بأن المسجونين سوف يعاملون "بطريقة سليمة وإنسانية" موجها التحذير بضرورة انتظار تقارير الصليب الأحمر. لكنه بدا كرجل لا يمكنه أن يصدق أن الأمريكان قد يفعلون شيئا سيئا، وبدا أيضا كما لو كان لديه الميل الطبيعي لإنكار حدوث ذلك إذا ما حدث.) ويختتم الكاتب مقاله بالعبارة القوية:
(المحاكم العسكرية والمحاكمات السرية لبعض مواطني الاتحاد الأوربي الذين قد يحكم عليهم بالإعدام سوف تلهب المشاعر الأوربية. إذا حدث ذلك - وحتى بدون عنصر الإعدام - فإن على أمريكا أن تتوقع أن انتقامها وحربها الممتدة على القاعدة سوف يماثلها ازدياد الشعور الأوربي المعادي لها . رغم أسطورة الاحترام الأنجلو أمريكي للحريات الفردية فإن المبدأ الخلقي الأوربي لاحترام حقوق الإنسان أشد وأقوى. لم يحدث أن أصدرت أي دولة من دول الاتحاد الأوربي قوانينا تعسفية مثل بريطانيا، كرد فعل لأحداث سبتمبر. إذا ما كان السيد بلير يدافع عن الولايات المتحدة كدولة آدمية وصالحة - مهما كان الأمر - فإنه في النهاية يخاطر بفقدان أصدقاء آخرين أكثر أهمية.)
يمضي مقال البرغوتي الطويل شارحا الموقف الفلسطيني بأسلوب راق يستميل القارئ ويعرض القضية ببساطة وصدق إلى أن يختتم مقالة بعبارة ذكية:
(لست ساعيا لتدمير إسرائيل، وإنما أسعى فقط إلى إنهاء احتلالها لوطني.)
تحت عنوان "لن نتحمل إساءة معاملة الأسري" كتب هيوجو ينج Hugo Young في الجارديان بتاريخ 17/1/2002 متصدرا مقاله بجملة بالبنط العريض تقول " جوانتانامو Guantanamo قد تكون سببا للفرقة بين أمريكا وأوربا".
( الموقف من العدل هو إحدى القيم التي تربط الإنجليز والأمريكان، فالقانون العام واحد في إنجلترا وأمريكا ونحن نؤمن بأن مبادئه الأساسية مشتركة. والمفروض أن هذا جزء من دوافع الحرب العالمية على الإرهاب. ولكن يبدو أن بعضا من تلك القيم ليس مشتركا على الإطلاق. تلك ظاهرة خطيرة، فمعاملة أمريكا للمسجونين من الطالبان والقاعدة المحتجزين في قاعدة جوتنتانامو Guantanamo بكوبا هي الهوة التي بدأت تفصل بين حضارتين تتخيلان أنهما متفقتان في كل أمر هام.
من الواضح أن معسكر إكس راي Camp X-Ray يعد امتدادا للحرب بالنسبة لواشنطون، فليس مسموحا إطلاق تسمية "أسرى حرب" على المحتجزين، وإنما يتم احتجازهم في ظل قواعد للحرب يحددها الطرف المستمر في الحرب والذي ربما سيكسب الحرب في النهاية. هذا الاحتجاز خارج حدود الولايات المتحدة وخارج نطاق اتفاقيات جنيف يجعل معاملة الأسرى طبقا لمشيئة جنرالات أمريكا وسياسييها وليس كما يريد محاميو أمريكا، وهذا يعني أنهم بدون حقوقهم الأساسية أو الحماية الدولية.)
يمضي المقال إلى شرح كيف أن العالم لن يعلم شيئا عن هؤلاء الأسرى إلى أن يتمكن الصليب الأحمر الدولي من دخول المعسكر، وكيف أن السلطات الأمريكية لم تنكر الكثير من التفاصيل مثل حلق اللحى والحبس في أقفاص بالهواء الطلق والأدلة غير المقنعة بأن هؤلاء المحتجزين قد اقترفوا جرائم محددة.
(لقد قال دونالد رمزفيلد أن الأحوال بالمعسكر "لا تعنيه في شيء" وبذلك فإنه قد أشار في آن واحد إلى احتقاره للمسجونين وازدرائه وكراهيته لأي ناقد قد يجرؤ على الكلام. لقد ظهر بعض هؤلاء النقاد بالولايات المتحدة وأطلق بعضهم صوته الحاد. أصدرت جماعة مراقبة حقوق الإنسان Human Rights Watch - وهي أساسا جماعة أمريكية للبحث - تقريرها السنوي يوم أمس عن حقوق الإنسان في 66 دولة، ومعه تصريح لاذع ضد النفاق فقال مديرها التنفيذي كينيث روث Kenneth Roth "يعتقد الإرهابيون بأن أي شيء جائز في سبيل قضيتهم، ولا يجوز للحرب على الإرهاب تبني نفس هذا المنطق.")
ويستمر الكاتب قائلا بأن المحاكم العسكرية غير مقبولة، لكنه يشير أيضا إلى أن تلك المواقف والآراء لا تعتنقها الأكثرية وأن الكتاب بالصحف الرئيسية لم يبدوا أي انتقاد، فيقول الكاتب في ذلك:
( نحن هنا نواجه خطورة على عدد كبير من المبادئ يهددها رئيس واحد في تحد واضح للاتفاقيات الدولية. مثل ذلك كان كفيلا بأن يملأ صفحات الصحف الكبرى، وبدلا من ذلك نجد الجميع وقد استسلم لضباب الولاء الذي طرد الأكسيجين من قلاع الصحافة بالولايات المتحدة منذ الحادي عشر من سبتمبر.)
يشرح الكاتب كيف أن فشل أمريكا في الإمساك بأسامة بن لادن قد أثار حنق دونالد رمزفيلد وكيف أن القبض على أي أعداد من الطالبان والقاعدة وتحميلهم المسئولية الجماعية هو إجراء تعويضي يغطي على أصوات العدل والتريث.
ويشرح الكاتب كيف أن الأمر مختلف في إنجلترا حيث كتب عدد من الصحف ضد هذا الموقف الأمريكي، وكتب عن الموقف الإنجليزي الرسمي قائلا:
(الوزراء قلقون ولا يملكون دفاعا سهلا عن الموقف الأمريكي المنفرد في تفسير القانون الدولي، الذي تود واشنطون فرضه بالقوة. وعند تحدي جاك سترو Jack Straw على البي بي سي BBC تم إحراجه بحيث هبط إلى مستوى رجل يتخبط عاجزا عن تحمل الموقف. أيا كانت القوانين القذرة التي يمكن للسياسيين من العمال إصدارها فإنهم فزعون مما يدور في جوانتانامو. وقد عبر توني بلير عن ذلك بالأمس حينما استجوبه أعضاء البرلمان فكرر تأكيداته بأن المسجونين سوف يعاملون "بطريقة سليمة وإنسانية" موجها التحذير بضرورة انتظار تقارير الصليب الأحمر. لكنه بدا كرجل لا يمكنه أن يصدق أن الأمريكان قد يفعلون شيئا سيئا، وبدا أيضا كما لو كان لديه الميل الطبيعي لإنكار حدوث ذلك إذا ما حدث.) ويختتم الكاتب مقاله بالعبارة القوية:
(المحاكم العسكرية والمحاكمات السرية لبعض مواطني الاتحاد الأوربي الذين قد يحكم عليهم بالإعدام سوف تلهب المشاعر الأوربية. إذا حدث ذلك - وحتى بدون عنصر الإعدام - فإن على أمريكا أن تتوقع أن انتقامها وحربها الممتدة على القاعدة سوف يماثلها ازدياد الشعور الأوربي المعادي لها . رغم أسطورة الاحترام الأنجلو أمريكي للحريات الفردية فإن المبدأ الخلقي الأوربي لاحترام حقوق الإنسان أشد وأقوى. لم يحدث أن أصدرت أي دولة من دول الاتحاد الأوربي قوانينا تعسفية مثل بريطانيا، كرد فعل لأحداث سبتمبر. إذا ما كان السيد بلير يدافع عن الولايات المتحدة كدولة آدمية وصالحة - مهما كان الأمر - فإنه في النهاية يخاطر بفقدان أصدقاء آخرين أكثر أهمية.)