وميض
23-01-2002, 12:29 PM
جاء هذا الخبر في الجزيرة نت .
ذكرت تقارير صحفية باكستانية أن حكومة باكستان سوف تحصل على دعم أميركي لتطبيق برنامج رقابة على المدارس القرآنية عن طريق تشكيل خلية خاصة من أجهزة الاستخبارات لمراقبة المدرسين والطلاب خاصة الذين يتصلون بالخارج.
وقالت صحيفة ( ذا نيوز ) الباكستانية إن الحكومة ستقيم بدعم مقداره 100 مليون دولار أميركي بنك معلومات عن طلاب المدارس القرآنية يهدف لتأمين معلومات أساسية عن كل طالب ومدرس في هذه المدارس. وسيكون من أهداف هذا البرنامج أيضا الرقابة على منشورات هذه المدارس ودور النشر التابعة لها.
وأضافت الصحيفة أن هذا المبلغ سيستخدم أيضا في إيجاد برامج دراسية جديدة في هذه المدارس التي لم تكن تدرس سابقا سوى القرآن مشيرة إلى أنه سيكون على المدرسين أن يوافقوا على الخضوع لدورات تدريبية لمتابعة البرامج الجديدة في حين سيفقد المعارضون منهم وظائفهم.
وشهدت هذه المدارس ولادة حركة طالبان التي أقصتها الولايات المتحدة عن الحكم بأفغانستان مؤخرا بعد اتهامها للحركة برعاية ما تسميه بالإرهاب لإيوائها تنظيم القاعدة. فقد تم إعداد العديد من قادة طالبان في حوالي سبعة آلاف مدرسة باكستانية تضم 500 ألف طفل وراشد بينهم آلاف الأفغان ومئات الرعايا العرب.
ومن المفترض أن يلتقي وزير الداخلية الباكستاني الجنرال معين الدين السبت في مدينة كراتشي مسؤولين عن المدارس القرآنية لإطلاق البرنامج الحكومي للرقابة على هذه المدارس.
يشار إلى أن الحكومة الباكستانية أعلنت تحت ضغوط أميركية أنها تنوي تنظيم هذه المؤسسات بعد أن تنامى عددها في السبعينات من القرن الماضي.
وتتيح المدارس القرآنية لآلاف الأطفال من العائلات الفقيرة الحصول على حد أدنى من التعليم.
إنتهى النقل :
_________________________________________
التعليق والتوجيه السياسي :
___________________
أخي القارىء المؤمن بالله العلي العظيم ، أخي المجاهد أختي المجاهدة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد قراءة الخبر الذي أدرج أعلاه ، والذي يوضح بأننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من الصراع عدى الأخبار والأماني والأحلام المريضة الأخرى التي تدور وتتحرك في العالم من حولنا والتي تستهدف أيضاً اللجان الخيرية والمناهج الدراسية في الدول العربية والإسلامية الأخرى ، وجب علينا تنمية قدراتنا الفكرية والروحية والنفسية لكي تكون لنا القدرة على صد ودحر أعداء الدين والإنسانية لنعرفهم بحدودهم وبقيمتهم الحقيقية .
ففي هذه المرحلة من الصراع يجب علينا تبادل المعلومات والعمل من أجل تأمين المعلومات الحقيقية الصحيحة الكاملة - للناس كافة - والتي تنبع من الذكر الحكيم - الكتاب والسنة - ، فهناك معلومات اندرست مع مرور الزمن في ما يخص جانب علوم ( الحركة والسياسة وإدارة المجتمع ) ونحن بصدد إظهارها ونشرها من خلال النت لكي يستفيد منها كل إنسان لتعينه على مواجهة هذا الفساد المتنامي وهذا الإفساد والتضليل الذي يمارسه أعداء الدين والإنسانية .
فأعداء الدين الإسلامي والمنهج الرباني هم أعداء الإنسانية ، فديننا دين الإنسانية والناس كافة ، قال تعالى ( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ( 138) ) ( آل عمران )
قال تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159) ) ( البقرة )
لقد آن الأوان لكي يخرج الدين من المسجد إلى واقع المجتمع الإنساني ، فتلك الجهود العدوانية اللإنسانية التي تبذل من قبل الكفار والمشركين والمنافقين وبعض المحسوبين على العلماء والفقهاء لكي تخفي وتحجب الحقائق وقوانين الخلق في " النشأة والحياة والمصير " عن أعين وأسماع الناس حتى ترسخ المفاهيم الخاطئة والقيم الفاسدة والأفكار المزيفة والتصورات المغشوشة المشوهة بعد ماسادت شرائع وقوانين الغاب في المجتمعات الإنسانية يجب أن تواجه بعمل مشترك جرىء حازم حاسم دؤوب من قبل المفكرين والدعاة والمصلحين وكل المخلصين .
فإذا كان هدفهم إختزال الدين في المناهج الدارسية يجب علينا أن نجعل حديثنا في المجالس الخاصة والعامة يدور حول قوانين الخلق وعلوم الحركة والسياسة الشرعية بجانب مسائل العبادات والمعاملات والمسائل الأخرى عدى السنن النبوية التي تتعلق في شؤون الحياة بشكل عام ، فالدين حيـاة .
قال تعالى ( ولقد صرفنا في هذا القرءان للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا (54) ) ( الكهف ) .
أخي المؤمن أختي المؤمنة ، يجب أن نثق بما في أيدينا حيث قال تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) ) ( البقرة ) كما قال تعالى ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون (38) ) ( الأنعام ) .
قال تعالى ( ولو جعلناه قرءانا أعجميا لقالوا لولا فصلت ءاياته ءأعجمي وعربي قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد (44) ) ( فصلت ) فمسألة الفهم تتعلق بالإيمان وباليقين وبالثقة على ذات الله و بكتابه وبذكره الجامع الشامل الذي يغطي جميع مناحي الحياة ، فالدين حيـاة .
ونحن في زمن المعلومات و الإعجاب والإفتتان بالعقـل وبمخرجاته ، فنحن المسلمون أصحاب المعلومة الحقيقية الصحيحة الكاملة ونحن أصحاب الحقيقة المطلقة ونحن أهل العقول النيرة .
قال تعالى
( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو ءاذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور (46) ( الحج ) .
ومما جاء في تفسير إبن كثير **
** وقوله " أفلم يسيروا في الأرض " أي بأبدانهم وبفكرهم أيضا .
التعليق :
-- لقد اوضحت في الكثير من المقالات والردود بأن العقـل له مسارات ومجال تغطية يزيد وينقص كما للبدن مسارات ومسالك يتحرك ويسير خلالها في الحياة بحسب نشاط المرء ، ولذلك أنا أنبه إلى عدم حصر العقـل في مجال ومسار وآفق ضيق محدود وكما يراد له من قبل أعداء الدين والإنسانية ، والعقول التي يحصرها أصحابها في التفكير بالذات أو بالأسرة أو بالعائلة أو بالقبيلة أو بالوطن أو بالقومية أو بالحزب أو بالمال أو بالأشياء أو بالأشخاص سيكون آفقها ضيق محدود بفعل صاحبها وبإستجابته للتوجيه الذي يأتيه وبضغط من أطراف متعدده بما فيهم الشياطين ، وهناك عمليات توجيه من قبل أعداء الإنسانية تتم بشتى الطرق والوسائل و من خلال التربية والتعليم والإعلام وبصورة جلية ظاهرة وخفية باطنة لكي تحصر العقول في المجال الذي يريدونه هم لا كما يريد الله جل شأنه لعبادة .قال تعالى ( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (13) ( الجاثية ) . وبعد ذلك سيكون لنا آفق فكرية أوسع وأرحب مما يريده لنا أعداء الدين والإنسانية ، قال تعالى ( سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد (53) ) ( فصلت )
ومما جاء في تفسير إبن كثير **
* " فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها " أي فيعتبرون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " أي ليس العمى عمى البصر وإنما العمى عمى البصيرة وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لا تنفذ إلى العبر ولا تدري ما الخبر .
التعليق :
فإذا إنفصل العقـل عن نور الله الذي لا يسقط إلا في القلوب المؤمنة المستيقنة - ولا يسطع على العقـل إلا منها - فهو سيكون عقـل مظلـم معتم مثله مثل القمر في حالة الخسوف التام ومثله مثل الشمس في حالة الكسوف التام والحالة بشكل عام تزيد وتنقص وبحسب صحة وصلاح حركة الإنسان المؤمن ، فهو و في حال إنفصاله كلياً عن نور الله لن يعقـل الأشياء على حقيقتها لأنه سيتغذى من قلب غافل مظلم معتم لا نور فيه سكنته صنمية الأشياء بعد ما ألتقمته الشياطين وأستوطنت فيه لتوجهه نحو الأشخاص والأشياء ، ولذلك لن يفقه الإنسان شيئاً ، أي لن يعلم بحقيقة الأشياء ، ولن يشعر بطبيعة وبحقيقة ما يدور ويتحرك حوله بعد ما أصبح من الغافلين والنائمين فكرياً ، وهو لن يتوصل إلى معرفة المعلومة الصحيحة الحقيقية الكاملة للأشياء والتي يسعى المؤمن لتأمينها للناس كافة حتى يبصرهم بما غاب عن أبصارهم وأنظارهم ليعبدوا ربهم على بصيرة .
قال تعالى
( ياأيها الذين ءامنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ( 149) بل الله مولاكم وهو خير الناصرين (150) سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين (151) ( آل عمران ) .
هذا وبالله التوفيق ، ونحن بالله نثق فنعم المولى ونعم النصير .
ذكرت تقارير صحفية باكستانية أن حكومة باكستان سوف تحصل على دعم أميركي لتطبيق برنامج رقابة على المدارس القرآنية عن طريق تشكيل خلية خاصة من أجهزة الاستخبارات لمراقبة المدرسين والطلاب خاصة الذين يتصلون بالخارج.
وقالت صحيفة ( ذا نيوز ) الباكستانية إن الحكومة ستقيم بدعم مقداره 100 مليون دولار أميركي بنك معلومات عن طلاب المدارس القرآنية يهدف لتأمين معلومات أساسية عن كل طالب ومدرس في هذه المدارس. وسيكون من أهداف هذا البرنامج أيضا الرقابة على منشورات هذه المدارس ودور النشر التابعة لها.
وأضافت الصحيفة أن هذا المبلغ سيستخدم أيضا في إيجاد برامج دراسية جديدة في هذه المدارس التي لم تكن تدرس سابقا سوى القرآن مشيرة إلى أنه سيكون على المدرسين أن يوافقوا على الخضوع لدورات تدريبية لمتابعة البرامج الجديدة في حين سيفقد المعارضون منهم وظائفهم.
وشهدت هذه المدارس ولادة حركة طالبان التي أقصتها الولايات المتحدة عن الحكم بأفغانستان مؤخرا بعد اتهامها للحركة برعاية ما تسميه بالإرهاب لإيوائها تنظيم القاعدة. فقد تم إعداد العديد من قادة طالبان في حوالي سبعة آلاف مدرسة باكستانية تضم 500 ألف طفل وراشد بينهم آلاف الأفغان ومئات الرعايا العرب.
ومن المفترض أن يلتقي وزير الداخلية الباكستاني الجنرال معين الدين السبت في مدينة كراتشي مسؤولين عن المدارس القرآنية لإطلاق البرنامج الحكومي للرقابة على هذه المدارس.
يشار إلى أن الحكومة الباكستانية أعلنت تحت ضغوط أميركية أنها تنوي تنظيم هذه المؤسسات بعد أن تنامى عددها في السبعينات من القرن الماضي.
وتتيح المدارس القرآنية لآلاف الأطفال من العائلات الفقيرة الحصول على حد أدنى من التعليم.
إنتهى النقل :
_________________________________________
التعليق والتوجيه السياسي :
___________________
أخي القارىء المؤمن بالله العلي العظيم ، أخي المجاهد أختي المجاهدة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد قراءة الخبر الذي أدرج أعلاه ، والذي يوضح بأننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من الصراع عدى الأخبار والأماني والأحلام المريضة الأخرى التي تدور وتتحرك في العالم من حولنا والتي تستهدف أيضاً اللجان الخيرية والمناهج الدراسية في الدول العربية والإسلامية الأخرى ، وجب علينا تنمية قدراتنا الفكرية والروحية والنفسية لكي تكون لنا القدرة على صد ودحر أعداء الدين والإنسانية لنعرفهم بحدودهم وبقيمتهم الحقيقية .
ففي هذه المرحلة من الصراع يجب علينا تبادل المعلومات والعمل من أجل تأمين المعلومات الحقيقية الصحيحة الكاملة - للناس كافة - والتي تنبع من الذكر الحكيم - الكتاب والسنة - ، فهناك معلومات اندرست مع مرور الزمن في ما يخص جانب علوم ( الحركة والسياسة وإدارة المجتمع ) ونحن بصدد إظهارها ونشرها من خلال النت لكي يستفيد منها كل إنسان لتعينه على مواجهة هذا الفساد المتنامي وهذا الإفساد والتضليل الذي يمارسه أعداء الدين والإنسانية .
فأعداء الدين الإسلامي والمنهج الرباني هم أعداء الإنسانية ، فديننا دين الإنسانية والناس كافة ، قال تعالى ( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ( 138) ) ( آل عمران )
قال تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159) ) ( البقرة )
لقد آن الأوان لكي يخرج الدين من المسجد إلى واقع المجتمع الإنساني ، فتلك الجهود العدوانية اللإنسانية التي تبذل من قبل الكفار والمشركين والمنافقين وبعض المحسوبين على العلماء والفقهاء لكي تخفي وتحجب الحقائق وقوانين الخلق في " النشأة والحياة والمصير " عن أعين وأسماع الناس حتى ترسخ المفاهيم الخاطئة والقيم الفاسدة والأفكار المزيفة والتصورات المغشوشة المشوهة بعد ماسادت شرائع وقوانين الغاب في المجتمعات الإنسانية يجب أن تواجه بعمل مشترك جرىء حازم حاسم دؤوب من قبل المفكرين والدعاة والمصلحين وكل المخلصين .
فإذا كان هدفهم إختزال الدين في المناهج الدارسية يجب علينا أن نجعل حديثنا في المجالس الخاصة والعامة يدور حول قوانين الخلق وعلوم الحركة والسياسة الشرعية بجانب مسائل العبادات والمعاملات والمسائل الأخرى عدى السنن النبوية التي تتعلق في شؤون الحياة بشكل عام ، فالدين حيـاة .
قال تعالى ( ولقد صرفنا في هذا القرءان للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا (54) ) ( الكهف ) .
أخي المؤمن أختي المؤمنة ، يجب أن نثق بما في أيدينا حيث قال تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) ) ( البقرة ) كما قال تعالى ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون (38) ) ( الأنعام ) .
قال تعالى ( ولو جعلناه قرءانا أعجميا لقالوا لولا فصلت ءاياته ءأعجمي وعربي قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد (44) ) ( فصلت ) فمسألة الفهم تتعلق بالإيمان وباليقين وبالثقة على ذات الله و بكتابه وبذكره الجامع الشامل الذي يغطي جميع مناحي الحياة ، فالدين حيـاة .
ونحن في زمن المعلومات و الإعجاب والإفتتان بالعقـل وبمخرجاته ، فنحن المسلمون أصحاب المعلومة الحقيقية الصحيحة الكاملة ونحن أصحاب الحقيقة المطلقة ونحن أهل العقول النيرة .
قال تعالى
( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو ءاذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور (46) ( الحج ) .
ومما جاء في تفسير إبن كثير **
** وقوله " أفلم يسيروا في الأرض " أي بأبدانهم وبفكرهم أيضا .
التعليق :
-- لقد اوضحت في الكثير من المقالات والردود بأن العقـل له مسارات ومجال تغطية يزيد وينقص كما للبدن مسارات ومسالك يتحرك ويسير خلالها في الحياة بحسب نشاط المرء ، ولذلك أنا أنبه إلى عدم حصر العقـل في مجال ومسار وآفق ضيق محدود وكما يراد له من قبل أعداء الدين والإنسانية ، والعقول التي يحصرها أصحابها في التفكير بالذات أو بالأسرة أو بالعائلة أو بالقبيلة أو بالوطن أو بالقومية أو بالحزب أو بالمال أو بالأشياء أو بالأشخاص سيكون آفقها ضيق محدود بفعل صاحبها وبإستجابته للتوجيه الذي يأتيه وبضغط من أطراف متعدده بما فيهم الشياطين ، وهناك عمليات توجيه من قبل أعداء الإنسانية تتم بشتى الطرق والوسائل و من خلال التربية والتعليم والإعلام وبصورة جلية ظاهرة وخفية باطنة لكي تحصر العقول في المجال الذي يريدونه هم لا كما يريد الله جل شأنه لعبادة .قال تعالى ( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (13) ( الجاثية ) . وبعد ذلك سيكون لنا آفق فكرية أوسع وأرحب مما يريده لنا أعداء الدين والإنسانية ، قال تعالى ( سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد (53) ) ( فصلت )
ومما جاء في تفسير إبن كثير **
* " فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها " أي فيعتبرون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " أي ليس العمى عمى البصر وإنما العمى عمى البصيرة وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لا تنفذ إلى العبر ولا تدري ما الخبر .
التعليق :
فإذا إنفصل العقـل عن نور الله الذي لا يسقط إلا في القلوب المؤمنة المستيقنة - ولا يسطع على العقـل إلا منها - فهو سيكون عقـل مظلـم معتم مثله مثل القمر في حالة الخسوف التام ومثله مثل الشمس في حالة الكسوف التام والحالة بشكل عام تزيد وتنقص وبحسب صحة وصلاح حركة الإنسان المؤمن ، فهو و في حال إنفصاله كلياً عن نور الله لن يعقـل الأشياء على حقيقتها لأنه سيتغذى من قلب غافل مظلم معتم لا نور فيه سكنته صنمية الأشياء بعد ما ألتقمته الشياطين وأستوطنت فيه لتوجهه نحو الأشخاص والأشياء ، ولذلك لن يفقه الإنسان شيئاً ، أي لن يعلم بحقيقة الأشياء ، ولن يشعر بطبيعة وبحقيقة ما يدور ويتحرك حوله بعد ما أصبح من الغافلين والنائمين فكرياً ، وهو لن يتوصل إلى معرفة المعلومة الصحيحة الحقيقية الكاملة للأشياء والتي يسعى المؤمن لتأمينها للناس كافة حتى يبصرهم بما غاب عن أبصارهم وأنظارهم ليعبدوا ربهم على بصيرة .
قال تعالى
( ياأيها الذين ءامنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ( 149) بل الله مولاكم وهو خير الناصرين (150) سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين (151) ( آل عمران ) .
هذا وبالله التوفيق ، ونحن بالله نثق فنعم المولى ونعم النصير .