PDA

View Full Version : الكويت عاصمة ثقافة هز الوسط


mohammad
05-02-2002, 11:16 PM
الكويت عاصمة ثقافة هز الوسط
بقلم : عبداللطيف سيف العتيقي


بعد انقضاء الشهر الأول من الكويت عاصمة للثقافة العربية اختتمت بحفل غنائي اقيم على خشبة مسرح الدسمة ليتواكب مع ثقافة هز الوسط ورفع العقيرة بأصوات انثوية ورجالية مدفوعة الاجر من الاموال العامة للدولة السائبة نحو اعمال الشباك عاوز كده.

وها هو الامين العام للمجلس الوطني للثقافة يوزع الدرع للمغنية نوال على اعمالها الثقافية، وكم نستغرب من الذين يخلطون بين هز الوسط وثقافة الشطط، وحتى نعرف اهداف هذا المجلس لا بد ان نعود الى تاريخ انشاء هذا المحفل الثقافي الذي يسيطر عليه النفر العلماني المتغرب عن الاوطان والبلدان، فلقد انشئ المجلس الوطني ايام العفونة الاشتراكية الموالية للروس وفي ذلك الزمن الاغبر الغابر ايام الصحوة اليسارية المسيطرة على مقاليد الامور في البرلمان الكويتي آنذاك وكانت الحكومة تلبي كل مطالبهم خوفا وطمعا من القوى العظمى الثانية روسيا الحمراء.

وبعد سقوط الصنم الشيوعي جاء التيار الليبرالي العلماني كنوع من انواع التغيير.
نعود الى اهداف المجلس الوطني للثقافة الذي يعتمد على الفكر المتغرب العلماني من خلال سلسلة عالم المعرفة التي دأبت الطعن في الاسلام وفي الانبياء عليهم الصلوات والسلام, وكذلك تعتمد على طروحات الموسيقى الكلاسيكية لتتواكب مع الامركة والغربنة التي تهب على مواسم الرياح الكويتية هذه الأيام او هذه السنوات.

ان عالم الفكر والتنوير في المجلس الوطني الثقافي يتمحور حول نمط واحد مدفوع بالليبل العلماني والليبرالي ويبدو ان رئيس المجلس الوطني للثقافة قبل بدء مهرجان الكويت عاصمة للثقافة استضاف ثلة من جمعيات النفع العام للمشاركة من اجل تلاقح الافكار بين المجلس الوطني وجمعيات الإصلاح والتراث الإسلامي, ولقد كنت احد المدعوين في اثناء الحوار الاحادي الذي اتسم بالسلبية على طريقة اسمع ولا تبدي رأيا وخذ ما عندي ولا تشارك وقال نائب الامين العام للمجلس في اثناء افتتاحية النقاش: «ان التمويل المالي من وزارة المالية يصرف فقط الى انشطة المجلس الوطني للثقافة الحافل بالموسيقى والغناء والرقص ولما استنكرنا عليه هذا الزخم الهائل من الفرق الموسيقية الشرقية والغربية اجاب عن اسئلتنا بكل هدوء ان الغناء والرقص من الثقافات المستمده من حياة الشعوب مناهلها ولا يمكن لأحد في الارض ان يعيش بلا غناء ولا رقص ولما بينا له ان هناك ضوابط اخلاقية تستمد الشعوب من مناهلها الراقية التي تستقيم بها حضارتها وحياتها إلا ان مبادئ المجلس الوطني للثقافة في الكويت مثله في ذلك كمن يؤذن في مالطا, ولقد أبدى الجميع تعاوناً ايجابياً للمشاركة في عاصمة الثقافة وابرزنا الجوانب الإيجابية التي تتماشى مع سلوك المجتمع الكويتي فقال نائب الامين العام لا فض فوه: «ليس هناك اي دعم او تمويل مادي الي جمعيات النفع العام والخاص بالنشاط الاسلامي مثل تحفيظ القرآن الكريم او مجالات التوعية الثقافية الاسلامية او حتى على اقل تقدير افساح المجال للحوار الفكري والمناظرات بين العلمانيين اللادينيين والاسلاميين وفتح باب الحوار من اجل تبشير الاهداف العليا في المجتمع حتى يعرف الناس كل الناس الغث والسمين والحق والباطل,

ان تاريخ الكويت يشهد بوجود علماء اجلاء لهم أدوار أساسية في الحياة الثقافية الاسلامية أمثال الشيخ خلف الدحيان والشيخ احمد الخميس والشيخ يوسف بن عيسى وغيرهم كثيرون اناروا الطريق بعلمهم واجتهادهم وهناك من يحاول ان يجعل تاريخنا هذا الذى نعيشه حافلاً بالموسيقى الكلاسيكية ورقصات الطنبورة.

إن مسيرة العمل الخيري في الكويت ذات تاريخ حافل عريق ولو عنّ لأحد المهتمين بتوثيق تجارب اعمال الخير في الكويت قديماً وحديثاً امثال مفاخر الدكتور عبد الرحمن السميط وغيره من الدعاة الناشطين الايجابيين ما يرفع اسم الكويت عالياً بعيداً عن الاسفاف والسفاسف,
الثقافة نابعة من نفس البلد ثقافة اصيلة نابعة من الشريعة الاسلامية بدلاً من التأثيرات الثقافية الغربية التى اعتمدها المجلس الوطني للثقافة ونتمنى على امينها العام الدكتور الرميحي الا يتمحور حول الشرنقة الغربية الكلاسيكية او الفنون الشرقية الحافله بالمحاذير الشرعية فهناك فرق كبير بين الدرع الثقافية وهي جائزة على أعمال رائعه وجهد فكري أصيل وبين خشبات المسارح التي ترتكز على هز الوسط .

إن الدكتور الرميحى استاذ في الجامعة ويعرف جيداً ضعف الثقافة لدى طلبة الجامعة ولا ندري لماذا لم يستغل الدكتور معالجة هذه المشاكل وهي فرصة تاريخية تمر على الكويت عاصمة للثقافة إلا ان الظاهر يكشف الباطن فالموسيقى والغناء والبوسترات المليئة بالابعاد الثلاثية تنبئ عن فشل متوقع لمستقبل المهرجان الثقافي.

ان التجربة السعودية في عام 2000 كانت ناجحة بكل المقاييس الرائده في النشاط الثقافي بعيداً عن الابتذال والخلاعة فالتجربة السعودية راعت الضوابط الاخلاقية والشرعية المتناسبة مع الاهداف الاسلامية العليا التى تخدم الاسلام وتنير طريق المجتمع بالزخم الاعلامي الهادف نحو توصيل المعلومة لكل افراد المجتمع بعيداً عن نقر الطبول ودقدقة العود ودروع في الاوساط الفنية وكأننا في مهرجانات السينما والشباك عاوز كده, وانا اقرأ التقرير الثقافي لانشطة المجلس الوطني للثقافة اصدار 1999 ــــ 2000 وكذلك قرأت الرأي الجزائرية في تصريح الدكتور صالح حمدان وهو يستعرض خطة إدارة الموسيقى في مشاركتها بفعاليات الكويت عاصمة للثقافة العربية لعام 2001 وهي مليئة بفرق اجنبية وعربية بعيدة كل البعد عن الثقافة الموجهه ولا يوجد لهم اطر تحدد معالم هويتنا الشخصية ويبدو ان الامر مفتوح على علاته وهي تدخل ضمن الثقافة المبهمة فهى لا شرقية ولا غربية ولبن وسمك وتمر هندي.

ويبدو من خلال السياق العام للمهرجان عدم وجود اهداف محددة وليسوا على مستوى الاحداث الاعلامية تجاه قضايا الثقافة الجادة وليس لهم أى ادوار مشاركة في الاحداث العربية مثل الانتفاضة وتهديدات صدام حسين على الكويت والتعنت الاسرائيلى او قضية القدس عاصمة اسرائيل وكذلك بعيدون عن قضايا العالم الاسلامي ودورهم في نشر الثقافة والوعي تجاه الاحداث الجسام.

ان الضعف العام مهيمن على اهداف المجلس الوطني للثقافة وموصل رديء للشأن التوعوي العام وغير معتمد على ضوابط شرعية تتناسب مع الاهداف العليا للاسلام, فنحن مسلمون وآخر دعوانا ان الحمد الله رب العالمين.