PDA

View Full Version : تعس عبد المنصب تعس عبد الهوى دعوه للتجرد لله فى الطروحات السياسيه


الاتحاد
15-03-2002, 09:55 PM
فىالحديث الصحيح أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: 'تعس عبدالدينار والدرهم والقطيفة والخميصة.. تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش'. والدينار والدرهم أي المال بأنواعه، والقطيفة والخميصة نوعان من الثياب الفاخرة. والحديث فيما يقول العلماء دعاء علي من انغمس في محبة الدنيا وشهواتها لأن من كان عبدا لهواه لم يصدق في حقه أنه عبد لله!
ومعني تعس سقط علي وجهه، ومعني انتكس كلما قام عاوده السقوط، ومعني اذا شيك فلا انتقش أنه إذا أصابته شوكة لايجد من يخرجها من جسده وبالمنقاش وهو الملقاط!
وهذا دعاء يتضن انذارا بوعيد شديد يحذر به النبي صلي الله عليه وسلم طلاب الدنيا وعبٌادتها من أخطار هذه العبادة الباطلة وسوء عاقبتها عليهم. . وأكثر هؤلاء في أيامنا خطورة علي الأمة ومصالحها والأفراد وحقوقهم هم عبدة المناصب، الذين يضحون في سبيل الحصول عليها، أو الاحتفاظ بها، بكل غالي غير مبالين بما يصيب الناس من أضرار، أو تحمل الأمة من آصار وأوزار في سبيل بقاء الواحد منهم في منصبه أو حصوله عليه. . ولأن المناصب ترضى امرض قلوبهم أخرجتهم ضرورات تطبيق مهج الله مناصبهم بديلة في مناصب لا يحد البقاء فيها مدي زمني ولاعمر يبلغه شاغلها، ولو بلغ أرذل العمر، أو 'نكٌîس في الخلق'، فإن الحرص علي إرضاء هؤلاء استبقاء لغنائم المنصب الحالية والمحتملة بدفع أولئك العبٌîاد إلي تجاوز حدود الجائز والممنوع معا إرضاء لمن بيدهم مقاليد الأمور في وهمهم وطلبا مطابا للخلود في المناصب مع يقينهم أن الخلود في الدنيا كلها محال أصلا!
والمنصب أمانة، وقد وصفها النبي صلي الله عليه وسلم بأنها تكون يوم القيامة 'خزيا وندامة' إلا لمن أخذها بحقها وأدٌîي الذي عليه فيها.
فهل يكون قد أخذها بحقها من نافس عليها بغير شرف، وتوسل للوصول إليها بالوساطات والشفاعات والطرق المحرمة شرعا والممنوعة وضعا؟ . ثم إذا تولي، هل يؤدي الذي عليه فيها ذلك الذي يفرط في حقوق ما تولاه من أمور وطنه أودينه أو مواطنيه، أو يغتصبها لنفسه ورهطه وحواشيه؟ وهل أدي الذي عليه من استخدم سلطانه في إرضاء الخلق ولو أغضب الخالق؟ . واستباح ظلم البرءاء لإرضاء السفهاء؟ وقبل أن يتنازل عما لايملك ويمنحه لمن لايستحق لاسترضاء القوة المهيمنة علي مقاليدها يتمني ذيله من مكانة وشرف وذيوع صيت؟ وهل يكون قد أدي ما عليه ذلك الساكت عن الحق الراضي بمنزلة الشيطان الأخرس وهو يعلم ويري أن الهون يعبد ويعلو وأن الباطل يسود والظلم يفشو وهو قادر علي أن يغير ذلك كله أو جله ثم لا يفعل خوفا علي منصبه
وأظلم عبٌîاد المنصب وأقربهم إلي سخط الله عز وجل أولئك الذين يتولون شئون القضاء بين الناس في الخصومات. فأما الحكام فإن تحذيرهم من عبادة المناصب مكرر في الحديث الصحيح، ويكفيهم منه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال 'ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته' وقوله في الحديث الآخر 'ولا غادر أعظم من أمير عامة' وغدره هو خيانته أمانته وتفريطه في حقوق شعبه أو أمته أو جماعته.
وأما القضاة فيكيفهم قول النبي صلي الله عليه وسلم 'من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين' وقوله 'قاض في الجنة وقاضيان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل علم الحق فقضي به، وأما اللذان في النار فرجل قضي للناس علي جهل ورجل جار في الحكم' والنصوص الإسلامية والدينية في غير الإسلام كثيرة لاتحصي في هذا المعني، وهي كلها في قضاة الجور الذين ينحرفون بأحكامهم عن جادة الصواب وسنن الحق وهم يعلمون، أو الذين يقبلون ولاية القضاء وهم ليسوا لها بأهل.
ومن رحمةالله أن حقوق الناس لاتضيع بالتفريط، ولا تسقط بالتقادم، ولا تنتقل بالتهاون في المحافظة عليها وأن ذاكرة المظلوم لا تطوي لايغفلون، ففي ذلك علاج تفريط الأئمة والحكام كافة. ومن عزاء المظلومين أن الله تبارك وتعالي يقتص يوم القيامة لكل مظلوم من ظالمه حتي يقتص للشاة غير ذات القرون من الشاة التي اصابتها في الدنيا بقرونها وهو مثل صادق يضربه الحديث الصحيح الذي فيه '.. يقاد لكل ظالم من ظالمه حتي يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء' ولولا أن يوم القيامة حق لاريب فيه لكان الأخسرون هم الصالحون والمتقون والطيبون، وهذا لا يستقيم في عدل الله تعالي بين خلقه ورأفته بهم ورحمته التي كتبها علي نفسه 'ويقولون متي هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون' (يونس: 48­49).

وفى موقف عمر عندما اقتص من ابن عمرو ابن العاص لقبطى وقال له اضرب ابن الاكرمين الذى ضربك والقبطى يدفع الجزيه والعهد مسئولا ولم يقف عمر رضى الله عنه على ذلك بل قال له اضرب ابوه عمرلانه ضربك بسلطان ابيه وعندما رفض القبطى وقال له ضربت الذى ضربنى قال له عمر قولته التى حتى الان مكتوبه على باب اكبر برلمان فى اوربا

علاما استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا