البحتري
21-03-2002, 08:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحجاج بن يوسف الثقفي شخصية مشهورة وطرائفه كثيرة وقبل أن نبدأ بإحداها هذه نبذه عن الحجاج من وجهة نظر المهتمين بالأدب واللغة .
يصفه المؤرخون بأنه ، وأنه ذو شجاعة و إقدام، ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن، وينسب إليه أنه أمر بوضع النقاط في كتابة المصحف، ولم تكن الحروف منقطة من قبل.
حفظ الحجاج القرآن على أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه.
وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيبا، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء: "ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج"، وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان. ( قلت يكفى أن يثنى عليه أبو العلاء وهو من هو في العلم والفضل )
ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام "نصر بن عاصم" بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئه القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.
واليكم هذه القصة الطريفة عنه :
يقال أن رجلا كان مطلوبا عن الحجاج لذنب فعله فهرب الرجل واستطاع أن يفلت من قبضة الحجاج ، فلما لم يجدوه قبضوا على أخيه وهدموا داره ووضعوه في القائمة السوداء ، فقال هذا الرجل أريد أن ألقى الحجاج ، فأذن له فقلما دخل عليه قال له : أصلح الأمير هدمتم داري ومنعتموني الأعطيات من بيت مال المسلمين وأنا منهم بغير جرم فلعته وإنما بجريرة أخي ولا تزور وازرة وزر أخرى . فصفق الحجاج بيده وقال هيهات ، ألم تسمع قول الشاعر
جانيك ومن يجني عليك وربما **** تعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب عشيرة **** ونجى المقارف صاحب الذنب
فقال الرجل أصلح الله الأمير لكني سمعت الله يقول غير ذلك ، قال الحجاج وماذا يقول ، قال الرجل : ( قالوا يا أيها العزيز أن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين * قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ) ، فاطرق الحجاج ( ساعة ليس معناها ستون دقيقه إنما يعني برهة من الزمن ) ثم قال صدقت فقال للحراس أبنوا داره وأعيدوا عطائه من بيت المال ، وأمر مناديا ينادي بالناس أن صدق الله وكذب الشاعر .
آمل أن تكون القصة أعجبتكم وعلى الحب نلتقي في طرائف أخرى
وفي امان الله :)
الحجاج بن يوسف الثقفي شخصية مشهورة وطرائفه كثيرة وقبل أن نبدأ بإحداها هذه نبذه عن الحجاج من وجهة نظر المهتمين بالأدب واللغة .
يصفه المؤرخون بأنه ، وأنه ذو شجاعة و إقدام، ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن، وينسب إليه أنه أمر بوضع النقاط في كتابة المصحف، ولم تكن الحروف منقطة من قبل.
حفظ الحجاج القرآن على أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه.
وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيبا، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء: "ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج"، وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان. ( قلت يكفى أن يثنى عليه أبو العلاء وهو من هو في العلم والفضل )
ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام "نصر بن عاصم" بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئه القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.
واليكم هذه القصة الطريفة عنه :
يقال أن رجلا كان مطلوبا عن الحجاج لذنب فعله فهرب الرجل واستطاع أن يفلت من قبضة الحجاج ، فلما لم يجدوه قبضوا على أخيه وهدموا داره ووضعوه في القائمة السوداء ، فقال هذا الرجل أريد أن ألقى الحجاج ، فأذن له فقلما دخل عليه قال له : أصلح الأمير هدمتم داري ومنعتموني الأعطيات من بيت مال المسلمين وأنا منهم بغير جرم فلعته وإنما بجريرة أخي ولا تزور وازرة وزر أخرى . فصفق الحجاج بيده وقال هيهات ، ألم تسمع قول الشاعر
جانيك ومن يجني عليك وربما **** تعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب عشيرة **** ونجى المقارف صاحب الذنب
فقال الرجل أصلح الله الأمير لكني سمعت الله يقول غير ذلك ، قال الحجاج وماذا يقول ، قال الرجل : ( قالوا يا أيها العزيز أن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين * قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ) ، فاطرق الحجاج ( ساعة ليس معناها ستون دقيقه إنما يعني برهة من الزمن ) ثم قال صدقت فقال للحراس أبنوا داره وأعيدوا عطائه من بيت المال ، وأمر مناديا ينادي بالناس أن صدق الله وكذب الشاعر .
آمل أن تكون القصة أعجبتكم وعلى الحب نلتقي في طرائف أخرى
وفي امان الله :)