بو عبدالرحمن
28-03-2002, 10:19 AM
-
هذه مجموعة مشاهد ، لعلي و لعلك نكون أحد أبطالها ..
وما أكثر المشاهد المماثلة في دنيا الناس ، لو أمعن العاقل فيها ،
وربط بين بعضها البعض .. وأخذ يتأملها بنظرة إيمانية خالصة
لخرج منها بدروس عظيمة ، تهز قلبه هزا عنيفا ..
تعالوا نحاول القيام بهذه المحاولة الشائقة ...و..و..
و المؤلمة في نفس الوقت ..!
- -
1) يطلب مدير مؤسسة ضخمة الاجتماع العاجل بالموظفين للضرورة
ويعد .. ويتوعد ..
وما أن يصل الأمر إلى كل موظف في مكتبه حتى يبادر
في لملمة أوراقه المتناثرة على مكتبة في عجلة ،
بل ربما بادر بعضهم بالخروج من المكتب تاركا وراءه كل شيء كما هو ..!
يدع الجميع ما كان فيه .. من ورق عمل مهما كان هاما ..
و مكالمة هاتفية وإن كان مشدودا إليها .. وموعد كان يتهيأ للخروج إليه ..
وإذا بالجميع يهرولون في الممرات ، ويستبقون على المصاعد ..
يحرص كل منهم أن يسجل حضورا مبكرا ، لعل عيني المدير تقع عليه ،
فيمنحه ابتسامة رضى .. قد يكون لها ما بعدها !!!
2) في المدرسة يُقرع جرس الطابور الصباحي ،
فيتوافد الطلاب إلى الساحة .. ويهرول المدرسون على عجل إليها ،
وترى أفواج هنا وهناك ، ينزلون من السلالم المتفرقة ..
ويملأون الممرات .. وتضج بهم أجواء المدرسة وهو يزحفون إلى ساحة الطابور ..
لاسيما إذا حضر في ذلك االيوم ضيوف ذو شأن ..
وخلال وقت قصير تجد الحشود قد اصطفت ، والطوابير قد أعدت ،
والتمارين قد شرعت .. والأذاعة المدرسية يترفع صداها في السماء ..!
3) في ناحية من نواحي المدين الكبيرة ..
يعلن أحد المحلات الكبرى جوائز يسيل لها اللعاب بغزارة ،
بمناسبة الافتتاح الجديد لهذا الفرع أوة ذاك ..
فيتدافع الناس _ رجال ونساء ، وشيوخ وأطفال _
فإذا هم يحرصون على أن يتواجدوا أمام البوابة الكبيرة قبل موعد الافتتاح
ولعل كثيرين منهم كانوا قد اعتادوا أن يكونوا في تلك الساعة
في فرشهم نائمين ، ولكنها الجوائز التي تتحلب لها الشفاه ، أطارت نومهم !
4) في أحد المعسكرات الكبيرة التي تقبع على مداخل المدينة ..
يعطي القائد أوامره بالتجمع السريع .. فإذا أنت ترى _ في لحظات _
جموع الجنود يتراكضون من كل مكان ، بملابسهم ومعداتهم .
وإذا هم يصطفون في انضباط بلا حركة ، كأن على رؤوسهم الطير ..
ثم يصغون إلى ما يقال لهم بكامل الانتباه ، وبلا شرود ..!
5) وتخرج الصحف الصباحية منذ إشراقة الفجر ،
وهي تحمل إعلاناً كبيرا عن مبارأة ضخمة بين فريق زائر مشهور ملئ بالنجوم العالميين ،
وبين الفريق القومي ، ويحدد الملعب ..
ويعلن عن أسعار دخول رمزية ، وعن مكافآت سخية ستكون بين الشوطين
أثناء تقديم بعض العروض الاستعراضية الشيقة ..
فإذا أنت ترى أكثر الناس يعطلون أعمالهم ، ويلغون مواعيدهم ، ويتناسون مشاريعهم ..
ويتدافعون منذ الساعات الأولى إلى الملعب ..
وتصطف الطوابير .. ويتحملون حر الشمس الحارقة وهم ينتظرون الدخول !!
6) وكما تنتشر النار في الهشيم .. ينتشر خبر الحفلة الصاخبة التي سيحضرها بعض المطربين والمطربات
والفنانين والفنانات _ الأحياء منهم والأموات _!!
ينتشر الخبر في كافة وسائل الإعلام مع تشويق مثير ، وإغراءات كثيرة ..
فإذا أنت تعجز عن أيصال نظرك إلى آخر الجموع التي احتشدت استعدادا للدخول
وهم يتدافعون منكبا بمكب ، وايديهم تقبض بقوة على التذاكر التي دفعوا فيها ثمن لا بأس به .. !
وقد تجد عائلات بأكملها بين الزحام تكاد الأقدام تطأ الصغار منهم !!
وهكذا .. وهكذا .. مشاهد كثيرة متنوعة ..
أحسب أنك رايتها يوما .. بل أحسب أنك كنت مشاركا فيها أيضا !!
والسؤال الكبير الشديد المرارة الآن هو :
أن كثيرا جدا من هؤلاء الذين رأيناهم يسارعون على عجلة في تلك المشاهد ،
تجدهم الآن يسمعون نداء ربهم مولاهم وسيدهم للصلاة ، فلا يكترثون !!
ولا يشمرون للتلبية ، ولا يعيرون دعوة السماء التفاتا ..!!!
تجدهم لا يكترثون لنداء الله سبحانه وهو يناديهم ليطهر قلوبهم ..
ويزكي نفوسهم ، ويكرمهم ، ويعطيهم ، ويسمو بأرواحهم ،
ويرفع أقدارهم ، ثم يمنحهم جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما تشتهيه
الأنفس وتلذ الأعين .. ورضوان من الله أكبر ..!!
ما بالهم لم يهرولوا هاهنا ، كما هرولوا هناك في تلك الصور المختلفة !؟
بل السؤال الصعب المر :
ما بال هؤلاء جعلوا الله أهون عليهم من كل أولئك الداعين لهم ،
إلى أمور صغيرة في دنيا حقيرة ..
بل إن بعضهم يدعوهم إلى النار صراحة .. فإذا هم يهرولون !!
والله جل جلاله يدعوهم إلى عزهم وفلاحهم ونجاتهم … فإذا هم يتكاسلون !!!
إنها والله مسائلة المسائل التي يحتار فيها عقل الحليم .،
وتهز قلب المؤمن من الأعماق ..وهو يرى ما يرى ،
فلا يملك إلا أن تفيض عيناه ..
صورتان على طرفي نقيض :
حشود هائلة تتدافع في نشاط وحيوية وشوق … إلى داعٍ يدعوهم إلى … وإلى ..!
ثم نراهم لا ينشطون نصف ذلك النشاط من أجل ربهم وخالقهم ورازقهم
وهو يدعوهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم وتزكية نفوسهم …!!
بل نجد كثيرين جدا من هؤلاء زاهدا في الله وفي ما عند الله !!!
تعالى الله عما يفتري الظالمون ..
( زين لهم الشيطان أعمالهم .. فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون )
ولأن جرعة تزيين الشيطان كبيرة وقوية في عقولهم ،
فهم يشردون عن باب الله تعالى ، وهم مع هذا يحسبون أنهم يحسنون صنعا !!
شاهت الوجوه … ولن تكرم هذه الوجوه إلا إذا أقبلت بصدق على ربها ..
- --
إضاءة مهمة جدا :
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تخبر ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون مع أهله في شؤونهم
فإذا سمع النداء للصلاة .. ترك كل شيء ، وانصرف إليها ..
كأنه لا يعرفهم ، ولا يعرفونه ..!
أعيد : ( كأنه لا يعرفهم ، ولا يعرفونه ) !
وأكرر : ( كأنه لا يعرفهم ، ولا يعرفونه ) !
تلك هي في الحقيقة علامة الحب لله سبحانه ،
يامن يزعم أنه يحب الله ثم هو لا ينهض للصلاة إلا متكاسلا …!!
إذا ما علا المرءُ رام العلا ** ويقنعُ بالدونِ من كانَ دونا
هذه مجموعة مشاهد ، لعلي و لعلك نكون أحد أبطالها ..
وما أكثر المشاهد المماثلة في دنيا الناس ، لو أمعن العاقل فيها ،
وربط بين بعضها البعض .. وأخذ يتأملها بنظرة إيمانية خالصة
لخرج منها بدروس عظيمة ، تهز قلبه هزا عنيفا ..
تعالوا نحاول القيام بهذه المحاولة الشائقة ...و..و..
و المؤلمة في نفس الوقت ..!
- -
1) يطلب مدير مؤسسة ضخمة الاجتماع العاجل بالموظفين للضرورة
ويعد .. ويتوعد ..
وما أن يصل الأمر إلى كل موظف في مكتبه حتى يبادر
في لملمة أوراقه المتناثرة على مكتبة في عجلة ،
بل ربما بادر بعضهم بالخروج من المكتب تاركا وراءه كل شيء كما هو ..!
يدع الجميع ما كان فيه .. من ورق عمل مهما كان هاما ..
و مكالمة هاتفية وإن كان مشدودا إليها .. وموعد كان يتهيأ للخروج إليه ..
وإذا بالجميع يهرولون في الممرات ، ويستبقون على المصاعد ..
يحرص كل منهم أن يسجل حضورا مبكرا ، لعل عيني المدير تقع عليه ،
فيمنحه ابتسامة رضى .. قد يكون لها ما بعدها !!!
2) في المدرسة يُقرع جرس الطابور الصباحي ،
فيتوافد الطلاب إلى الساحة .. ويهرول المدرسون على عجل إليها ،
وترى أفواج هنا وهناك ، ينزلون من السلالم المتفرقة ..
ويملأون الممرات .. وتضج بهم أجواء المدرسة وهو يزحفون إلى ساحة الطابور ..
لاسيما إذا حضر في ذلك االيوم ضيوف ذو شأن ..
وخلال وقت قصير تجد الحشود قد اصطفت ، والطوابير قد أعدت ،
والتمارين قد شرعت .. والأذاعة المدرسية يترفع صداها في السماء ..!
3) في ناحية من نواحي المدين الكبيرة ..
يعلن أحد المحلات الكبرى جوائز يسيل لها اللعاب بغزارة ،
بمناسبة الافتتاح الجديد لهذا الفرع أوة ذاك ..
فيتدافع الناس _ رجال ونساء ، وشيوخ وأطفال _
فإذا هم يحرصون على أن يتواجدوا أمام البوابة الكبيرة قبل موعد الافتتاح
ولعل كثيرين منهم كانوا قد اعتادوا أن يكونوا في تلك الساعة
في فرشهم نائمين ، ولكنها الجوائز التي تتحلب لها الشفاه ، أطارت نومهم !
4) في أحد المعسكرات الكبيرة التي تقبع على مداخل المدينة ..
يعطي القائد أوامره بالتجمع السريع .. فإذا أنت ترى _ في لحظات _
جموع الجنود يتراكضون من كل مكان ، بملابسهم ومعداتهم .
وإذا هم يصطفون في انضباط بلا حركة ، كأن على رؤوسهم الطير ..
ثم يصغون إلى ما يقال لهم بكامل الانتباه ، وبلا شرود ..!
5) وتخرج الصحف الصباحية منذ إشراقة الفجر ،
وهي تحمل إعلاناً كبيرا عن مبارأة ضخمة بين فريق زائر مشهور ملئ بالنجوم العالميين ،
وبين الفريق القومي ، ويحدد الملعب ..
ويعلن عن أسعار دخول رمزية ، وعن مكافآت سخية ستكون بين الشوطين
أثناء تقديم بعض العروض الاستعراضية الشيقة ..
فإذا أنت ترى أكثر الناس يعطلون أعمالهم ، ويلغون مواعيدهم ، ويتناسون مشاريعهم ..
ويتدافعون منذ الساعات الأولى إلى الملعب ..
وتصطف الطوابير .. ويتحملون حر الشمس الحارقة وهم ينتظرون الدخول !!
6) وكما تنتشر النار في الهشيم .. ينتشر خبر الحفلة الصاخبة التي سيحضرها بعض المطربين والمطربات
والفنانين والفنانات _ الأحياء منهم والأموات _!!
ينتشر الخبر في كافة وسائل الإعلام مع تشويق مثير ، وإغراءات كثيرة ..
فإذا أنت تعجز عن أيصال نظرك إلى آخر الجموع التي احتشدت استعدادا للدخول
وهم يتدافعون منكبا بمكب ، وايديهم تقبض بقوة على التذاكر التي دفعوا فيها ثمن لا بأس به .. !
وقد تجد عائلات بأكملها بين الزحام تكاد الأقدام تطأ الصغار منهم !!
وهكذا .. وهكذا .. مشاهد كثيرة متنوعة ..
أحسب أنك رايتها يوما .. بل أحسب أنك كنت مشاركا فيها أيضا !!
والسؤال الكبير الشديد المرارة الآن هو :
أن كثيرا جدا من هؤلاء الذين رأيناهم يسارعون على عجلة في تلك المشاهد ،
تجدهم الآن يسمعون نداء ربهم مولاهم وسيدهم للصلاة ، فلا يكترثون !!
ولا يشمرون للتلبية ، ولا يعيرون دعوة السماء التفاتا ..!!!
تجدهم لا يكترثون لنداء الله سبحانه وهو يناديهم ليطهر قلوبهم ..
ويزكي نفوسهم ، ويكرمهم ، ويعطيهم ، ويسمو بأرواحهم ،
ويرفع أقدارهم ، ثم يمنحهم جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما تشتهيه
الأنفس وتلذ الأعين .. ورضوان من الله أكبر ..!!
ما بالهم لم يهرولوا هاهنا ، كما هرولوا هناك في تلك الصور المختلفة !؟
بل السؤال الصعب المر :
ما بال هؤلاء جعلوا الله أهون عليهم من كل أولئك الداعين لهم ،
إلى أمور صغيرة في دنيا حقيرة ..
بل إن بعضهم يدعوهم إلى النار صراحة .. فإذا هم يهرولون !!
والله جل جلاله يدعوهم إلى عزهم وفلاحهم ونجاتهم … فإذا هم يتكاسلون !!!
إنها والله مسائلة المسائل التي يحتار فيها عقل الحليم .،
وتهز قلب المؤمن من الأعماق ..وهو يرى ما يرى ،
فلا يملك إلا أن تفيض عيناه ..
صورتان على طرفي نقيض :
حشود هائلة تتدافع في نشاط وحيوية وشوق … إلى داعٍ يدعوهم إلى … وإلى ..!
ثم نراهم لا ينشطون نصف ذلك النشاط من أجل ربهم وخالقهم ورازقهم
وهو يدعوهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم وتزكية نفوسهم …!!
بل نجد كثيرين جدا من هؤلاء زاهدا في الله وفي ما عند الله !!!
تعالى الله عما يفتري الظالمون ..
( زين لهم الشيطان أعمالهم .. فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون )
ولأن جرعة تزيين الشيطان كبيرة وقوية في عقولهم ،
فهم يشردون عن باب الله تعالى ، وهم مع هذا يحسبون أنهم يحسنون صنعا !!
شاهت الوجوه … ولن تكرم هذه الوجوه إلا إذا أقبلت بصدق على ربها ..
- --
إضاءة مهمة جدا :
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تخبر ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون مع أهله في شؤونهم
فإذا سمع النداء للصلاة .. ترك كل شيء ، وانصرف إليها ..
كأنه لا يعرفهم ، ولا يعرفونه ..!
أعيد : ( كأنه لا يعرفهم ، ولا يعرفونه ) !
وأكرر : ( كأنه لا يعرفهم ، ولا يعرفونه ) !
تلك هي في الحقيقة علامة الحب لله سبحانه ،
يامن يزعم أنه يحب الله ثم هو لا ينهض للصلاة إلا متكاسلا …!!
إذا ما علا المرءُ رام العلا ** ويقنعُ بالدونِ من كانَ دونا