زمردة
31-03-2002, 06:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز والجار الكريم / وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فمن منطلق وصية الإسلام بالجار ، نبعث إليك هذه الرسالة وكلنا رجاء أن نجد قلباً للخير مفتوحاً وأذناً لكلمة الحق سامعة ، ولولا طمعنا في حسن استجابتك وقبولك للحق لما كتبنا إليك حرفاً واحداً .
ولا نكتٌمك سرورنا بحسن جوارك ، وغبطتنا بحفاظك على الصلوات جماعة في المسجد ، وهذا كاف في تأكيد حقك . ولسنا – أيها الأخ الكريم – نلحظ عليك أمراً نربأ بمثلك عنه ، إلا غيابك عن جماعتنا في صلاة الفجر ، ونحن على ثقة من معرفتك بحقها ، وعظيم شأنها وأن أدائها مع الجماعة يبرىء ساحة المرء من النفاق ، ويستحق جزاء عليها في الجنة ، بنص كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إذ يقول :
( من صلى البردين دخل الجنة ) ويمنحه وعداً بالنجاة من النار لقوله صلى الله عليه وسلم ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) – يعني الفجر والعصر – هذا مع كونه في ذمة الله وحفظه لقوله صلى الله عليه وسلم " من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشىء "
وصلاة الفجر هي الصلاة التي من صلاها في جماعة كان كمن صلى الليل كله قال عليه الصلاة والسلام : من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل .
ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله وهي التي تشهدها الملائكة لقوله تعالى ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ).
ولعظم أمرها ، وشدة خطرها . كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تنتابهم الظنون السيئة بمن يتخلف عنها ، قال ابن عمر – رضي الله عنهما :
كنا إذا افتقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن .
ولقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوها ولو حبواً .
فالبدار البدار - أخي المسلم – لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان وتحيي القلوب ، وتشرح الصدور ، وتملأ النفس بالسرور ، ويثقل الله بها الموازين ويعظم الأجور .
أخي المسلم : إن لذة الدقائق التي تنامٌها وقت الفجر لا تعدل ضمة من ضمات القبر ، أو زفرة من زفرات النار ، يأكل المرء بعدها أصابعه ندماً أبد الدهر ، يقول( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ) .
فتباً للذة تعقب ندماً ، وراحة تجلب ألماً .
أيها الأخ الفاضل : تذكر نعم الله التي تتوالى تباعاً عليك وانظر في حال قوم ينام أحدهم ورأسه مثقل بالهموم والأحزان وبدنه منهك من التعب بحثاً عن لقمة يسد بها جوعته ، يستيقظ صباح كل يوم إما على أزيز المدافع ، أو لفح البرد أو ألم الجوع ، وحوله صبية يتضاغون جوعاً ، ويتلوون ألماً ، وأنت هنا آمن في سربك ، معافى في بدنك ، عندك قوت عامك ، فاحذر أن تسلب هذه النعمة بشؤم المعصية ، والتقصير في شكر المنعم – جلا وعلا –
أخي – هل أمنت الموت حين أويت إلى فراشك ، فلعل نومتك التي تنامها لا تقوم بعدها إلا في ضيق القبر .
فاستعد الآن ، مادمت في دار المهلة ، وأعد للسؤال جواباً ، وليكن الجواب صواباً .
نسأل الله أن تكون مما يستمعون الحق فيتبعون أحسنه ، وأن يختم لنا ولك بخاتمة السعادة . وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
http://www.khayma.com/alshabab/rsalhelagar.doc
الأخ العزيز والجار الكريم / وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فمن منطلق وصية الإسلام بالجار ، نبعث إليك هذه الرسالة وكلنا رجاء أن نجد قلباً للخير مفتوحاً وأذناً لكلمة الحق سامعة ، ولولا طمعنا في حسن استجابتك وقبولك للحق لما كتبنا إليك حرفاً واحداً .
ولا نكتٌمك سرورنا بحسن جوارك ، وغبطتنا بحفاظك على الصلوات جماعة في المسجد ، وهذا كاف في تأكيد حقك . ولسنا – أيها الأخ الكريم – نلحظ عليك أمراً نربأ بمثلك عنه ، إلا غيابك عن جماعتنا في صلاة الفجر ، ونحن على ثقة من معرفتك بحقها ، وعظيم شأنها وأن أدائها مع الجماعة يبرىء ساحة المرء من النفاق ، ويستحق جزاء عليها في الجنة ، بنص كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إذ يقول :
( من صلى البردين دخل الجنة ) ويمنحه وعداً بالنجاة من النار لقوله صلى الله عليه وسلم ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) – يعني الفجر والعصر – هذا مع كونه في ذمة الله وحفظه لقوله صلى الله عليه وسلم " من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشىء "
وصلاة الفجر هي الصلاة التي من صلاها في جماعة كان كمن صلى الليل كله قال عليه الصلاة والسلام : من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل .
ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله وهي التي تشهدها الملائكة لقوله تعالى ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ).
ولعظم أمرها ، وشدة خطرها . كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تنتابهم الظنون السيئة بمن يتخلف عنها ، قال ابن عمر – رضي الله عنهما :
كنا إذا افتقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن .
ولقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوها ولو حبواً .
فالبدار البدار - أخي المسلم – لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان وتحيي القلوب ، وتشرح الصدور ، وتملأ النفس بالسرور ، ويثقل الله بها الموازين ويعظم الأجور .
أخي المسلم : إن لذة الدقائق التي تنامٌها وقت الفجر لا تعدل ضمة من ضمات القبر ، أو زفرة من زفرات النار ، يأكل المرء بعدها أصابعه ندماً أبد الدهر ، يقول( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ) .
فتباً للذة تعقب ندماً ، وراحة تجلب ألماً .
أيها الأخ الفاضل : تذكر نعم الله التي تتوالى تباعاً عليك وانظر في حال قوم ينام أحدهم ورأسه مثقل بالهموم والأحزان وبدنه منهك من التعب بحثاً عن لقمة يسد بها جوعته ، يستيقظ صباح كل يوم إما على أزيز المدافع ، أو لفح البرد أو ألم الجوع ، وحوله صبية يتضاغون جوعاً ، ويتلوون ألماً ، وأنت هنا آمن في سربك ، معافى في بدنك ، عندك قوت عامك ، فاحذر أن تسلب هذه النعمة بشؤم المعصية ، والتقصير في شكر المنعم – جلا وعلا –
أخي – هل أمنت الموت حين أويت إلى فراشك ، فلعل نومتك التي تنامها لا تقوم بعدها إلا في ضيق القبر .
فاستعد الآن ، مادمت في دار المهلة ، وأعد للسؤال جواباً ، وليكن الجواب صواباً .
نسأل الله أن تكون مما يستمعون الحق فيتبعون أحسنه ، وأن يختم لنا ولك بخاتمة السعادة . وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
http://www.khayma.com/alshabab/rsalhelagar.doc