PDA

View Full Version : هذيان


أبو خلود
06-04-2002, 10:04 PM
اجلسي ...
اني سأروي لك قصة ليس للمعقول فيها أي حصة. واقع أغرب من كل خيال صاغه الحب على غير مثال.

اجلسي....
ان حديثي سيطول،ولما فيه سيعروك الذهول... وستبكين !!
نعم ستبكين...وكم يحلو لدي ان أرى انك تبكين علي!!!
حبذا لو صح هذا عني ،غيراني خائف ان تضحك الحسناء مني ...
ان غسل أكفاني بدمع الحب فيه من معاني حبه ما اشتهيه.
وسماعي ضحكات الهزء منه
فيه تحطيم لقلب لم أصنه.
وحديثي معك في موضوعه ما منه بد،فأنت تدرين بأن ليس لميل النفس حد، وبأن القلب بالحب الى القلب يشد، وبأني لأكاذيب الورى خصم ألد، فلم أمر بتلك السن التي فيها الهوى بي يستبد، فصرت في الجزر الذي ما بعده للعمر مد، غربت شمس الشباب التي منها قوتي أستمد،

أواااااااااااه .....
جف الجفن مذ خبا جمر الجوى وارتاح الخد، قام ما بيني وبين الغيد امثالك سد، وغدا كل وصل يبذل لمثلي هو صد، ما لمن يسألني عن سنوات العمر رد، هل لأمواج تلاشت في محيط الدهر عد؟!!
كل هذا بي ، ولكن ما لقلبي كلما نادته عيناك يلبي؟
ما لميت يتحدى دافنيه...واهما أن قد تدب الروح فيه؟
أنا قد أقفلت بابي لأتصفح كتاب حسابي، واطمأنيت بأني دافع كل حسابي. ما الذي تريدينه من شاب "شيخ" لايحابي؟!
يعشق الصدق ولو أدى الى هجر الصحاب...
اييييه يا بنت ....أنا لا أملك في هذه الدنيا غير ثيابي..وحروفي وامالي ...سراب في سراب!
لقد قطعت الأيام أوتار ربابي، والصبا ولى مع الصيف فما عاد يجدي التصابي. غير أني ظل لي هذا الشعور ...لأرى دنيا الورى كيف تدور.وليزداد مع الوقت عذابي كلما فكرت في عهد شباب حبي. لأقضي الليل في التفكير فيك ،عاجزا مستحيا أن أشتهيك. لايرى النوم الى عيني سبيلا، اذ يراها للتهاويل مقيلا. أو يراها مستقرا للدموع أو لنار تتسامى من ضلوعي. أو يرى طيفك فيها يستحم أو يرى شيئا على الطيف ينم.
هكذا أقضي ليالي الطوالا، زاحفا نحو الردى زحف الكسالى!!
أقطع الساعات في عد الثواني وهي كالرمل على شط الزمان.
قصتي قصة ليل زرتني فيه جهارا...
لم أنم فيه ولم أحلم ولم أشرب عقارا،
كنت طيفا زارت الآمال قلبي حين زارا،
كنت ظلا مر من عيني الى رأسي فدارا،
كنت روحا لابسا جسما من النور معارا،
كلما حاولت ان ألثم عينيه توارى،
كلما أدنيت كفي منه حال النور نارا،
كلما ملت يمينا نحوه مال يسارا،
هكذا انجلى الليل فخلاني وسارا،
كنت منهارا فلما فاتني ازددت انهيارا،
لم يكن طيفا ولكن فكرة تأبى انصهارا،
فكرة تجعلني أهذي كما يهذي السكارى،
فكرة تبديك لي أجمل من كل العذارى،
فكرة صورها الحب وليس الحب عارا،
انما عصفوره مني مع الأيام طارا،

ههه ...انتهى دوري وها أنا ذا أنتظر أن يسدل الشيب الستارا !!

ما تقولين وقد أديت ديني؟!
ما تقولين؟؟ أجيبي قبل بيني.....

( أطرقت ثم أزالت دمعتين !!! )
هههه .......... ألم أقل لك أنك ستبكين؟