PDA

View Full Version : "لعنة جنين"


Fiona
10-04-2002, 10:08 PM
"يديعوت إنترنت"

لا تعتبر مقدرة الصمود والمحفزات العالية لدى الفلسطينيين، السبب الوحيد الذي يجعل محاربة الجيش مخيم اللاجئين صعبة وخطيرة إلى هذا الحد...


تحول مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، في الأيام الأخيرة، إلى أسطورة فلسطينية أخرى، إلى رمز القتال الفلسطيني العنيد، تحت شعار "النصر او الموت".

ولا تعتبر مقدرة الصمود والمحفزات العالية لدى الفلسطينيين، السبب الوحيد الذي يجعل محاربة الجيش الإسرائيلي في مخيم اللاجئين صعبة وخطيرة إلى هذا الحد. فالثمن الباهظ الذي دفع خلال أيام الحرب الثمانية، جاء، أيضًا، بسبب الظروف المادية في المخيم. فعلى مساحة أكثر من نصف كيلومتر مربع بقليل، يعيش قرابة 18 ألف نسمة، منهم الكثير من الأولاد، في بيوت صغيرة لا تتجاوز ثلاثة طوابق وفي منطقة توجد فيها طرق يصعب جداً، تسميتها شوارع، إضافة إلى الكثير من الأزقة المعقدة والضيقة التي تشبه المتاهة.

وتحتم هذه الظروف المحاربة من بيت إلى بيت، وأحيانا، من غرفة إلى غرفة، وكل ذلك، من خلال محدودية الاستعانة بنيران السلاح الجوي والمدفعي، إنطلاقا من الرغبة في الامتناع، قدر الامكان، عن ايقاع الاصابات بين المدنيين. لقد إستعد المخربون جيداً، للمعركة. في الشهر الأخير كان المخيم كله عبارة عن مختبر واحد وكبير لانتاج المواد المتفجرة. وكان أحد سكان المخيم قد قال، قبل ثلاثة أسابيع، إن المخيم تحول إلى مصنع كبير، يعمل فيه كل ولد في الـ-14 من العمر، وكل إمرأة بانتاج العبوات الناسفة، وأن الانتاج يتم في المنازل، وفي الأزقة وفي شوارع وساحات المخيم.

لقد زرع الفلسطينيون العبوات في كل زاوية، على المداخل وفي الأزقة وعلى أعمدة الكهرباء، وفي السيارات المتوقفة، وفي البيوت ، وخاصة تلك التي قدروا بأن الجيش الاسرائيلي سيدخلها. وتم جمع الأسلحة والذخيرة من كل أرجاء منطقة جنين، واستدعي المطلوبون من كل قرى المنطقة للمشاركة في المعركة. وقامت كل عائلة، وكذلك اللجنة القومية الاسلامية ، التي تقود الانتفاضة في المخيم، بتخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية والماء والأدوية.

وتقرر قبل بدء المعارك، توحيد القوات، فتحولت فتح وحماس والجهاد إلى قوة واحدة تعمل تحت إسم "المقاومة الفلسطينية".
(12:30 , 10/04/2002)

* كاتب المقال هو صحفي ومعلق سياسي

http://www.arabynet.com/SITE/TEMPLATE/DOC_VIEW.asp?did=8875