PDA

View Full Version : أضحك مع صدام { مجانا } الجزء الثاني


بويك ون
12-08-2002, 04:17 AM
هل تكون بغداد أول مدينة يسيطر عليها «الآليون» في التاريخ؟
لندن - من سامح شكور: واشنطن - من مفيد عبدالرحيم: استقبلت لندن «ببرود»، تصريحات مثيرة للرئيس العراقي صدام حسين، أدلى به لنائب عمالي، وهدفت الى مخاطبة الرأي العام البريطاني، المتململ من فكرة هجوم أميركي - بريطاني على العراق، مستعيرا خلالها عبارة تاريخية قالها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، خلال الحرب العالمية الثانية، هي «سنقاتل في الشوارع وعلى السطوح، من منزل الى منزل، ولن نستسلم أبدا».
وفي حين، قال ديبلوماسيون ومحللون، أمس، انه اذا قررت الولايات المتحدة ضرب العراق، فمن المقرر ان تبدأ ذلك انطلاقا من قاعدة العديد العسكرية في قطر، التي ستنتهي أعمال التوسعة فيها بحلول ديسمبر المقبل، توقعت صحيفة «صنداي تايمز»، ان يقوم صدام بإخفاء قوات الحرس الجمهوري وغيرها من الدفاعات في مناطق مكتظة بالمدنيين، وذكرت ان في مقابل ذلك، «تقوم البنتاغون بدراسة كيفية مواجهة هذا الخطر من خلال قوات تقوم بالهجوم والانسحاب والاعتماد على أجهزة مراقبة عالية التقنية، وأسلحة تدار عن بعد، من شأنها ان تجعل من بغداد، أول مدينة يسيطر عليها الآليون في التاريخ».
الى ذلك، روى النائب العمالي البريطاني جورج غالواي، وهو من أشد المعارضين لشن هجوم على العراق، لصحيفة «ميل أون صنداي»، مقابلته مع صدام، التي استمرت ساعة ونصف الساعة، الخميس في مكان محصن سري تحت الأرض، عميق جدا, وقال ان الرئيس العراقي عرض السماح للمفتشين الدوليين على أسلحة الدمار الشامل، بالعودة الى بغداد والعمل بحرية.
وسارعت وزارة الخارجية البريطانية الى الاعلان ان الحكومة غير معنية بهذه التصريحات ولا تعتبر انها تغير شيئا في الوضع القائم, وقال ناطق باسم الوزارة، ان «صدام حسين يعرف تماما ما يجب عليه عمله وهو الالتزام بقرارات مجلس الأمن والكرة في ملعبه الآن», وأضاف ان بريطانيا لم تتخذ بعد أي قرار بالقيام بهجوم عسكري، لكنها «تتفق مع الولايات المتحدة في الاصرار على التصدي للتهديد الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل» العراقية.
ووصفت الصحيفة تصريحات صدام لغالواي، بأنها «القاء لآخر كارت سياسي في حوزة صدام حسين الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير», واعتبرت ان صدام «قدم تنازلا ظاهرا للغرب، بإعلانه انه مستعد لتنفيذ كل قرارات الأمم المتحدة»، حيث قال: «رجاء أرسلوا خبراءكم الآن الى الأماكن التي تعتقدون انه يوجد فيها أسلحة دمار شامل».
ورأت ان «التصريحات محسوبة بطريقة لمخاطبة اليسار في حزب العمال البريطاني الحاكم، وبهدف زيادة الضغط على بلير الذي يواجه انتقادات متزايدة لدعمه الحرب على العراق», ولاحظت ان صدام «وعد أيضا خلال المقابلة التي تمت في مخبأ عميق تحت الأرض قال غالواي ان المصعد وصل اليه بعد 20 ثانية من ركوبه، بأن العراقيين مستعدون لمواجهة الغرب في أي عمل عسكري».
واستعار صدام عبارة تاريخية مشهورة لدى البريطانيين قالها تشرشل، «سنقاتل في الشوارع وعلى أسطح المباني من منزل الى منزل ولن نستسلم أبدا».
ولاحظت الصحيفة ان التصريحات جاءت في نهاية أسبوع شهد اضطرابا كبيرا في الموقف البريطاني من الهجوم على العراق تحت الضغط المتزايد من أجل الابتعاد قليلا من الموقف الأميركي المتشدد من بغداد, ووعد قادة النقابات الذين يمثلون ركنا مهما في تأييد حزب بلير وبعض نواب الحزب في البرلمان بمواجهة بلير حول هذه القضية في مؤتمر الحزب العام الذي يعقد قريبا.
ووردت تقارير خلال اليومين الماضيين، أفادت بأن بعض الوزراء ساخط على سياسة بلير في هذا الشأن، أبرزهم وزيرة التنمية الدولية كلير شورت ووزير الخارجية السابق وزير الشؤون البرلمانية الحالي روبن كوك اللذان ربما يستقيلان من الحكومة في حال حصول الهجوم ومساندة بلير الكاملة له وأبدت شخصيات اخرى معارضتها بينها كبير السن في مجلس العموم العمالي تام دالييل ورئيس هيئة اركان الجيوش السابق ادوين برامال ووزير الخارجية المحافظ السابق دوغلاس هيرد.
ورأى مراقبون ان تصريحات صدام ستعزز هذا الخلاف داخل الحزب الحاكم وتعطي اليسار مادة قوية تبرر موقفه الرافض للحرب، وخصص صدام جزءا من حديثه لمخاطبة البريطانيين عارضا عليهم تحسين العلاقات, واوضح :«لا نعرف لماذا انقلبتم علينا اكثر من اي دولة اوروبية أخرى», وقال ايضا مخاطبا البريطانيين: «نحن في العراق معجبون بكم وبمصارفكم وباصاتكم ذات الطابقين وحتى توصيلاتكم الكهربائية, لماذا انقلبتم علينا؟ العراق لم يكن أبدا ضد بريطانيا ولا ضد مصالحها, في الواقع نحن نمثل طرفا مفيدا جدا للمصالح البريطانية في العالم العربي».
وقال غالواي الذي أبدى تفهما للاجراءات الامنية المكثفة التي تحيط بصدام: «أعتقد ان الحركة المناهضة للحرب تتزايد في بريطانيا والرسالة التي سأنقلها لبلادي من صدام ستشجعها, صدام فهم في شكل واضح ان لابد من رؤية العراق يقطع هذا الميل الديبلوماسي الاضافي، وقد وعد بأن يفعل ذلك».
وفي سياق متصل، توجت الاجتماعات التي عقدها ممثلو جماعات المعارضة العراقية الستة في واشنطن خلال الايام الثلاثة الماضية باجتماعين على مستوى عال عقدوهما مع نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وهما من اكثر الصقوريين في ادارة جورج بوش تجاه العراق, كما اجتمع اعضاء الوفد العراقي المعارض مع الجنرال ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الاركان المشتركة, واعرب عدد من المعارضين عن ارتياحهم لما وصفوه بجدية المسؤولين الاميركيين تجاه قضية تغيير النظام في العراق ومنح دور لجماعات المعارضة في عملية التغيير ومرحلة ما بعد صدام.
ونقل عن تشيني قوله للمعارضين، ان ادارة بوش «ملتزمة تغيير نظام حكم صدام حسين ودعم حكومة متعددة الاثنيات وديموقراطية بدلا من الحكومة الحالية».
وقال الشريف علي بن الحسين، رئيس «الحركة الملكية الدستورية في العراق»، ان المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم الوفد «أكدوا جدية التزام الولايات المتحدة تغيير النظام في العراق, رغم انه لم يكن هناك نقاش حول متى وكيف سيتم ذلك، فإن المسؤولين الاميركيين أكدوا أنهم معنيون جدا بوحدة وسلامة الاراضي العراقية، وباقامة نظام ديموقراطي في العراق، وهم لن يؤيدوا استبدال ديكتاتور بآخر».
وقال ديبلوماسيون ومحللون امس، انه اذا قررت الولايات المتحدة مهاجمة العراق، ان المرجح ان تبدأ ذلك انطلاقا من قاعدة العديد العسكرية في قطر، التي تكلفت اقامتها 4,1 مليار دولار.
وكان تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الاميركية اعلن انه يجري توسيع القاعدة كي تستخدم «في اوقات الازمات».
وزار عضو الكونغرس ديفيد هوبسون، الذي يرأس لجنة المنشآت العسكرية في مجلس النواب الاميركي القاعدة امس، مما زاد التكهنات بان تلعب دورا محوريا في النشاط العسكري الاميركي في المنطقة.
ويقول ديبلوماسيون ان قاعدة العديد المجهزة بمنشآت واتصالات عبر الاقمار الاصطناعية، يمكنها التحكم في آلاف الضربات الجوية كل يوم وان تكون بديلا عن قاعدة الامير سلطان.
وفي واشنطن، قال السناتور فريد تومبسون عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ان الولايات المتحدة ليست بحاجة الى القواعد السعودية لمهاجمة العراق, واضاف: «هناك دول اخرى في المنطقة يمكننا استخدامها, نحن في الخليج بالفعل, لا اعتقد ان لا بد من وجودها (القواعد السعودية) كي نفعل ذلك».
وخلال الشهور التسعة الماضية تحولت قاعدة العديد الى تحفة فنية، حيث لديها واحد من أطول المدارج في الشرق الاوسط بطول 4500 متر, ويقول مسؤولون اميركيون انه يمكنها ان تتسع لما يصل الى 120 طائرة مقاتلة, وللقاعدة العسكرية 300 ملجأ خرساني تحت الارض يمكن لاي منها استيعاب 40 طائرة ويمكنها العمل حتى في حال تعرض القاعدة لهجوم كيماوي او بيولوجي.
وتقع العديد بجانب مخزن كبير للاسلحة خزنت فيه القيادة المركزية دبابات وناقلات جنود مدرعة وأسلحة تكفي لتجهيز لواء كامل, لكن من الخارج لا يبدو ان هناك نشاطا داخل القاعدة المحاطة باسلاك شائكة.
وفي بغداد، نفى مسؤولان عراقيان امس ان يكون العراق اعاد العمل في «مشروع انتاج لقاحات الحمى القلاعية» في منطقة الدورة جنوب بغداد الذي دمرته اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة العام 1996 لانتاج اسلحة دمار شامل، مؤكدين ان هذه الاتهامات «كاذبة وظالمة» هدفها توفير غطاء للولايات المتحدة لضرب العراق.
ورافق المسؤولان شبكات التلفزة الاجنبية والعربية الى مشروع انتاج اللقاحات البيطرية التي كانت قد بنتها شركة فرنسية في السبعينات من العام الماضي.

المصدر :-

http://www.alraialaam.com/12-08-2002/ie5/frontpage.htm#04