PDA

View Full Version : "من تبعات اتفاق 'غزة أولا' .........."


Fiona
27-08-2002, 01:07 AM
'الإسرائيليون' يدفعون باتجاه صراع فلسطيني والسلطة تطالب بوقف المقاومة




إما أن يقاتلوا حماس أو يقاتلونا، لا يوجد طريق ثالث" بهذه الصراحة عبر مصدر إسرائيلي كبير حسب صحيفة هارتس في توصيفه لما يجب على السلطة القيام به في ظل اتفاق "غزة بيت لحم أولا"، وهذا التقدير مقبول أيضا على الادارة الامريكية الذين يعتقدون انه بدون قيام السلطة بمواجهة فصائل المقاومة سيكون من الصعب العودة الى المسيرة السياسية. "غزة اولا " هي بالتأكيد اتفاق امني اشتمل على شروط اسرائيلية يجب على السلطة الفلسطينية تنفيذها مقابل " تخفيف الضغط" وهو ابسط وصف لما يمكن ان يقدمه الاسرائيلين للسلطة الفلسطينية. وعلى ما يبدو فان تبعات اتفاق "غزة بيت لحم اولا" والحلقات الامنية الاخرى المرتبطة به قيد الاعداد ومنها مشاركة اجهزة امن مصرية اردنية الى "جانب السي أي ايه" وإعادة خيط صغير من التنسيق الامني على الاقل في المراحل الاولى ويبدو ان وزير الداخليه عبد الرزاق اليحيى قام باجاد مبررات للخطوات الامنية القادمه وذلك بلقائه ممثلي الفصائل الفلسطينية وإبلاغهم" اوقفوا عمليات المقاومة لان ذلك ما تهعدنا به للاسرائيليين".

تواصل اللقاءات الأمنية

في هذه الاثناء تواصلت اللقاءات الأمنية الفلسطينية – الصهيونية المنبثقة عن اتفاق بيت لحم غزة أولاً حيث اجتمع قائد قوات الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية الجنرال الحاج إسماعيل جبر مع قائد المنطقة الوسطى، موشيه كبلينسكي في أحد فنادق القدس الغربية وكان هناك أيضا اجتماع في منطقة حاجز "بيت حانون" . وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن الاجتماع تناول ضرورة تنفيذ الجانب الصهيوني للعديد من النقاط التي وردت في اتفاق بيت لحم غزة أولاً وأهمها ضرورة الانسحاب من باقي المدن الفلسطينية الستة المحتلة . وأوضحت المصادر ذاتها أنه جرى بحث إمكانية انسحاب الجيش من مدينة الخليل. رغم معارضة الجيش و أجهزة الأمن الصهيونية لهذا الانسحاب.

في المقابل أكد مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس أن إسرائيل تشترط عودة الهدوء على الأرض لمواصلة انسحابها من مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.. وحذر المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته "أن الجيش الإسرائيلي لن يتحرك طالما لم يفرض الفلسطينيون الهدوء على الأرض بالبدء في مكافحة المجموعات الإرهابية"، على حد وصفه.
وابلغ عسكريون إسرائيليون مسؤولين فلسطينيين خلال اجتماع الجمعة الماضيه رفضهم القيام بانسحاب من مدينة الخليل بالضفة الغربية بعد الانسحاب من وسط بيت لحم الاثنين.
وأضاف المسؤول "طالما لم تفرض أجهزة الأمن الفلسطينية نفسها على المجموعات المسلحة التي تسيطر على الشارع لن يكون هناك أي انسحاب... على كل حال إن التسويات المبرمة لا تستند إلى جدول زمني محدد".. وأكد "لقد غادرنا بيت لحم لأن الهدوء عاد إلى هذه المدينة بعد ان قضينا على التنظيم العسكري لفتح" الحركة التي يرأسها الرئيس ياسر عرفات.


هدفهم الصدام الداخلي

وبما أن خطة غزة بيت لحم " هدفها الأمن ثم الأمن فقط فإن أي سيناريو يمكن توقعه لدور السلطة الفلسطينية في هذا الاتفاق يعني مواجهة القوى والفصائل الفلسطينية دون ان تجد السلطة أي تأييد شعبي لخطواتها الامنية خصوصا في ظل العجز الذي تعيشه وعدم مقدرتها على تقديم أي انجاز سياسي يمكن ان تعتبره ذريعة لمواجهة فصائل المقاومة حفاظا على هذا الانجاز وحتى الاتفاق الاخير بدت مظاهر فشله حتى قبل اقراره. ويرى الصحفي الاسرائيلي في صحيفة هارتس "الوف بن " ان خطة وقف اطلاق النار التدريجي "غزة وبيت لحم اولا" دخلت في نهاية الاسبوع في جمود وتبادل الاتهامات بين (اسرائيل) والسلطة الفلسطينية حول وعود لم تنفذ. ولم يشعر وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر بخيبة أمل من التأخيرات. وينوي مواصلة دفع المبادرة والاستمرار في اللقاءات مع محمد دحلان ورفاقه ويعتقد ان التنفيذ يستغرق وقتا آخر. ويضيف: مقابل ذلك تعتقد مصادر سياسية اخرى انه لا يجب تعليق كبار الامال على مبادرة غزة وبيت لحم اولا، طالما تتهرب السلطة من المواجهة مع حماس والجهاد الاسلامي.

وفي نفس السياق قال رئيس الحكومة الصهيونية المجرم ارئيل شارون "هذه ليست لحظة مناسبة للحل الوسط. نحن في حرب. من الخطأ التحدث عن تنازلات أو حتى التفكير بها في الوقت الذي سيطر فيه "الإرهاب". لم يحن الوقت للبدء بالمفاوضات السياسية أو حتى رسم حدود الحلول المستقبلية". ويرى الصحفي بن كسفيت في "يديعوت" ان وزير الجيش بن اليعازر كان بحاجة لدعوة دحلان اليه لاجراء محادثة مفتوحة ليلية وطويلة ومعمقة معه من اجل التوصل لتفاهم غزة أولا . ويشير الصحفي الى المراحل الامنية للاتفاق حيث أن المرحلة الاولى من الخطة تقوم على بناء الثقة. بعدها تأتي اعادة بناء محمد دحلان وأتباعه (على حد وصف الصحفي) كقوة فلسطينية ملموسة وهامة مسيطرة على الارض. وبعدها تأتي الخطة الكبرى الحقيقية التي يعكف دحلان على اعدادها: اتفاق انتقالي حقيقي بين (اسرائيل) والفلسطينيين في غزة أولا وربما حتى اقامة الدولة الفلسطينية الاولى على كل القطاع كبداية.

هل بدأ العد التنازلي؟

وامتدادا لما يمكن ان تقدم عليه السلطة من خطوات امنية ضد المقاومة الفلسطينية (بحجة عدم تفهمها لمواقف السلطة والضغوط الممارسة عليها مقابل سعيها للتخفيف من معاناة الشعب الفسطيني). دعا وزير الداخلية الفلسطيني اللواء عبد الرزاق اليحيى الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى إجراء مراجعة وتقويم شاملين لإستراتيجية المقاومة وإعادة النظر في أشكالها بما يتناسب مع الشرعية الدولية.

وقال اليحيى في بيان صحفي إنه أكد لممثلي هذه الفصائل خلال اجتماعه معهم الخميس الماضي في غزة "ضرورة استخلاص العبر من تجارب الماضي والتخلص من المواقف السياسية المطلقة والتحليلات التقليدية العقيمة التي تبنى دائما على الشك والتشكيك". وأوضح اليحيى أن الاجتماع عقد بمبادرة منه لإطلاع الفصائل الفلسطينية على حيثيات اتفاق "غزة بيت لحم أولا" الذي توصل إليه مع وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر وانسحبت إسرائيل بموجبه الاثنين من بيت لحم.

وأضاف أنه أوضح للفصائل أن "هذا الاتفاق ما هو إلا خطوة أولى نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والحصار الذي يفرضه على مدننا وقرانا وتمهيدا لإجراء الانتخابات والعودة إلى مفاوضات الوضع الدائم على طريق إقامة دولتنا المستقلة". وفي هذه الاثناء قالت مصادر مطلعة إن الخبراء المبعوثين من مصر لتدريب الأجهزة الأمنية الفلسطينية على السيطرة على الأوضاع في غزة قد وصلوا مطلع الاسبوع إلى مقر جهاز الأمن الوقائي في منطقة تل الهوى يأتي ذلك ضمن الاستجابة المصرية والأردنية لخطاب الرئيس الأمريكي أواخر الشهر الماضي حول مفهومه للدولة الفلسطينية

مجلة العصر