PDA

View Full Version : ( درس النملة ... من أروع دروس الحياة ..!! )


بو عبدالرحمن
27-08-2002, 07:55 AM
أرجووك ..لا تكن النملة الصغيرة أفضل منك ..!!
أرجوك ، لا ترضى لنفسك أن تكون أقل منها ..!!

ألا ترى أنها تحاول الوصول إلى مكانٍ عالٍ فتسقط ،،
فلا يمنعها ذلك السقوط من معاودة المحاولة مرة أخرى ،
ومرة ثالثة ورابعة .. في همة وعزم ونشاط وحيوية ..
ولعلها تسقط عشرات المرات ..
ولا تزيدها كل سقطة إلا إصرارا على الوصول !!

يا إلهي ..يا إلهي ..!
إنها تكرر المحاولة المرة تلو المرة تلو المرة ،
وقد تفعل ذلك سبعين مرة على التوالي ..!!
ولا تنصرف عن محاولتها تلك حتى ييسر الله لها الوصول إلى حيث تريد ..!
ويعلم الله عزمها ، ويرى إصرارها ، ويتابع جهدها ،
فيحقق لها القاعدة الربانية التي قررها كسنة من سننه سبحانه ..

كذلك أنت .. أنت ايها العاقل .. لا ينبغي أن تيأس أبداً ..
احذف فورا كلمة اليأس من قاموسك اليومي ،
اجعل زادك الأمل والرجاء والإصرار على المواصلة ،
حتى يتم لك المراد ، أو ......أو تموت في الطريق ..!
ولكنك تموت وأنت واقف على رجليك ، شامخ شموخ الجبال ،
ولك أجر نيتك ، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ..

ارفع راسك ، وتطلّع نحو القمة ، ثم شمر إليها ،
و ( حاول ) جاهداً أن تصل ، ابذل ما بوسعك ، ولا تبقي من وسعك شيئا..
ولن يكلف الله نفساً ، إلا وسعها ،
فإذا ( تعثرت ) وأنت تحاول العروج ، و( زلقت ) قدمك هنا أو هناك ،
فلا تجزع جزعا يجعلك تصاب بخيبة أمل ،
فتتلبسك حالة إحباط ، بسبب هذه العثرات التي ( قد تتكرر ) ..
فإنك ستتعرض لها بين الحين والحين ولابد ،
وأنت تسافر نحو القمة في جهد ..

بل وطن نفسك أن تجعل من كل عثرة تقع فيها ،
سلما نحو خطوة أفضل ، تضع قدمك فيها بتمكن ،
على أرض اصلب من الأرض التي كنت واقفا عليها ، وهكذا ..

وهكذا مع كل ( زلة ) قدم ،
وطن نفسك ، أنها قد تكون ( آخر زلة ) لك ،
بعدها سيكون الطريق متيسرا عليك ..!!
أرأيت ما أروع هذه النفسية المتألقة ..! فلماذا لا تكونها ..!؟

نعم .. وطن نفسك أنك مع كل ( فشل ) في محاولة
__ مع أنه لا يسمى فشلا ما دمت مصرا على المحاولة __
وطن نفسك أن هذا الفشل لعله آخر انكساراتك في معركتك الضارية
مع الشيطان وجنوده وعساكره وفروخه وبناته ،
وبعدها سوف تستلم أنت دفة القيادة في أمان !!

ولا تنسَ خلال ذلك كله :
أن يبقى قلبك معلقا بالله سبحانه ، مشدوداً إليه ،
مرتبطاً به ، لا يبرح أعتابه ، ولا يلتفت إلى غيره ..ولا يرجو سواه ..
متضرعاً إليه ، لاهجاً بذكره ، واثقاً بموعوده ، شاكراً إياه على كل حال ..

وحين يراك سبحانه على هذه الصورة المشرقة المتلألئة :
سيفتح لك ابوابا من حيث لا تحتسب ..
وسيفتح أمامك آفاقا رحبة لم تكن تدر في بالك يوماً ..
فإنه الجواد الكريم المتفضل حتى على من كفر به .
حتى على من عصاه ، وأعرض عنه ..
فكيف بمن أقبل عليه ، وجاهد نفسه من أجله ،
واصر على مواصلة الطريق إليه رغم كل ريح تعترضه ..؟!
لاشك ولا ريب أن عطاء الله سبحانه لهذا سيكون بشكل لا يتصور ..

إن بحر جود الله يروي كل من يرده ..
ولكن لابد للسلعة الغالية من بذل ثمن مناسب يليق بها ..
ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر ..!!
وسيدفع من أجل (عينيها ) كل ما يستطيع بطيب نفس ..!!

وسلعة الله غالية ..بل غالية جدا وعزيزة ..
فمن رغب فيها بجد ، فليعزم على أن لا ينام في عرض الطريق ...!!
إنما أعني ..
فليعزم على أن يبقى مستيقظ القلب مع الله ،
ولا يسلم نفسه للشيطان والهوى ، وليتعب تعبه في هذا الطريق ،
فما أكثر ما تعب تعبه من أجل دنيا يحصل عليها .. !

أفلا تستحق الجنة ورضوان من الله أكبر تعبا في سبيلها ..
أفلا تستحق أن تتعب تعبك من أجل سعادة الدنيا والآخرة ..؟؟

سلوا الصادقين في كل عصر ، اقرأوا سيرتهم ، انظروا كيف شمروا لها ،
وطاروا إليها ، وتنافسوا عليها ، بشكل مذهل يدير العقل ،
حتى لقد قيل لأحدهم : إلى متى تتعب نفسك ؟ قال : راحتها أريد ..!
وقيل لأحدهم : أرفق بنفسك .. قال مبتسما :
ليس في هذا تعب .. بل هاهنا قمة السعادة القلبية ،
وهي السعادة الحقيقية التي يبحث عنها أغنياء العالم ولا يعثرون عليها
رغم أن الأموال تسيل من بين أصابعهم ..!
وقيل لأحدهم : ماذا وجدت نتيجة هذا التعب ؟
قال : وجدت الحياة الحقيقة ..
ولو علم اللاهون ما حصل عليه المقبلون على الله ،
لبكوا بدل الدموع دما ، ولدعوا النواحين ينوحون معهم على أنفسهم !
إن الناس يتعجبون من هؤلاء ، والحق أن هؤلاء يتعجبون من الناس !!

في الحديث الشريف يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
" ألا إن سلعة الله غالية .. ألا إن سلعة الله الجنة .."
نعم إنها الجنة .. الجنة ورب الكعبة ..
فيها ما لا عين رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ..
ألا تستحق أن يتعب من أجلها العقلاء ..!

الصادقون الموقنون بموعود الله هيجوا الأرواح إلى بلاد الأفراح !!
فاسترخصوا كل شيء في هذا الطريق .. ووجدوا فيه قمة المتعة ..

ألا هل من مشمر إلى بلاد الأفراح في عزم وهمة وجد .. !؟
إن كنت واثقا من موعود الله ، فاهتف بنفسك الآن في عزم وقل :
أنا المشمر إليها إن شاء الله .. أنا المشمر إليها إن شاء الله ..

ولكني أنصحك قبل أن تنهض لتبادر السفر نحو تلك القمة ..
أنصحك أن لا تنام في عرض الطريق .. !
فإذا ( غفوت ) ساعة ، فانفض راسك بعدها بقوة ،
وصر على أسنانك ، واطلب الثأر من نفسك لنفسك ..!!
ففي القصاص حياة يا أولي الألباب ..!!

بمعنى حاول أن تعوض ما فاتك ..
فكما استمعت نفسك ( بوهم ) لذة المعصية ، فأذقها مرارة التعب !!
لعلها ترعوي وتتأدب .. وتطاوعك على السير بهدوء وفي أمان ..
وكلما عادت .. عد ..!! اجعل شعارك معها ( إن عدتم ..عدنا ) !!

طلبت السيدة الجليلة خديجة رضي الله عنها من حبيبها
وقرة عينها محمد صلى الله عليه وسلم أن ينام ..
فقال لها : مضى عهد النوم يا خديجة ..!!

نعم مضى .. وهل تعرف عيون المشتاق النوم ..!!؟
أم هل تعرف عيون الخائف حقا ، النوم !!؟ لا هذا ولا هذا ..!
فحاول أن تكون يقظاً على الدوام .. يقظاً مع الله .. مشدودا إليه ..
واستمت في مواصلة الرحلة ( مهما حدث )..
وامض في إصرار وملء قلبك ثقة بربك الكبير المتعال .. فإذا أنت هناك !!

والخلاصة في كلمات ...
من اجتهد لشيء ، وبذل في سبيله ما يستطيع ، وأصر على الوصول إليه :
ييسر الله له ذلك ولو بعد حين .. لا تنس درس النملة ..!!

هذه القاعدة تتجلى في قوله تعالى :
) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
فمن جدّ : وجد .. ومن زرع : حصد ..
ومن سار على الدرب : وصل .. وما توفيقنا إلا بالله جل في علاه ..
فاستعن بالله ولا تعجز .. ولا تقبل أنصاف حلول ..!!
واجعل نصب عينيك دائما .... إنها جنة ...
ولا شيء غير الجنة ورضوان من الله أكبر ..
لا شيء غيرها إلا ............. إلا النار والعذاب والخزي والنكال .
واجعل نصب عينيك دائما وابدا ... انك لن تكون أقل من ( النملة ) !!!

زمردة
27-08-2002, 04:11 PM
واجعلنا من المجاهدين فيك ..

وحقق آملنا فيما يرضيك ..


دعوة إلى العمل والثقة بعطاء الله ..

جزاك الله خيراً .. شيخنا الفاضل ..

http://www.enshad.net/audio/Entasaf_Al-Layl/Entasaf_Al-Layl_-_03_-_Kam_Tashtaki.ram

الرميصاء
29-08-2002, 01:05 AM
جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك على هذه الكلمات الطيبة المباركة بإذن الله 0

لقد خلق الله الإنسان ضعيفا لحكمة أرادها ، ولكن هل هو بضعف النملة ؟
هل هو بحجم النملة ؟
هل مسؤولياته بحجم مسؤليات النملة ؟

لو تذكرنا معا النملة التي وردت قصتها في سورة النمل ، إذا قالت : " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون "

انظروا لضخامة مسؤولية هذه النملة الصغيرة الضعيفة ، لقد كانت أول من رأى سليمان وجنودة ، فوجب عليها التبليغ ، لم تتواني لحظات لتفكر ، لم تفكر حتى بأنها قد تداس من قبل الجنود ، لم تفكر إلا في قومها ، إنها همة عالية توازي الجبال ، خلقها الله في نملة ، لماذا هل لأن النمل أفضل من الإنسان ؟
أم لأنها أعظم همة من الإنسان ؟
أم هل ستحاسب النملة على فعلها ؟

سبحان الله لو تفكرنا لعلمنا إنها أمثال يضربها الله لنا نحن البشر ، نحن المؤمنين ، وتذكرون قوله تعالى : " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها * فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم * وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا * يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين "

وما أعظمه من مثل هل ترضى بأن تكون همتك كالنملة ؟
بل لما رزقنا الله الإسلام ، وانعم علينا بنعمة الإيمان ، وأكرمنا بفضل الإحسان باتت لدينا همم تناطح القمم ليس قمم الجبال بل هام السحاب ، تبغى العلو بكل سبيل ، لا يهمها ما تخسر بقدر ما يهمها مقدار كسبها ، لا يقف في وجهها عقبة ، ولا تردها عن وجهتها حيلة ، تجدها جادة ضاغطة على شفة من العزم ، قد يسيل الدم منها احمر قانيا ، ويحز الألم في القلب حز ، فما يزيدها لونه إلا ضغطا ، وما يديها حز الألم إلا شدة ، ترى أحدهم يقطع أربا إربا وما يرضى بأن يشاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوكة ، وترى الآخر تقطع أطرافه فيمسك بما بقي منها الراية حتى لا يهزم المسلمين ، وترى الآخرى يلقي بتمرات إفطارة حتى لا تأخره عن الاستشهاد ، وهكذا تراها همم ، تسيل الدموع المقل لعلوها ، وتهفو القلوب لمثلها 0

نوح عليه السلام دعا قومه الف سنة إلا خمسين عاما ، وما أمن معه بعد هذا الجهد إلا قليل ، فلم يستسلم حتى اخذهم الطوفان 0
وإبراهيم عليه السلام صبر على قومه وبذل كل السبل والطرق لمجاراتهم حتى يؤمنوا ، فما كان إلا طرده أبوه ، فحطم اصنامهم 0
وهاهو يونس عليه السلام حبس في بطن الحوت ، في ظلمة الليل ، في ظلمة البحر ، ظلمات ثلاث ، فما يأس واستسلم للموت ، بل داوم على التسبيح (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) 0

فيا اخوتي لم اليأس ؟
لم الاستسلام ؟
إن استسلمت ويأست فإلي أين المسير ؟

قال تعالى : " وهدينا النجدين "
وقال تعالى : " و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "

هذا واعتذر لطول تعقيبي لكنها كلمات كتبها القلب قبل القلم ، وعقلها العقل قبل الورق ، ففاضت بكلمات ندية 0

فبارك الله فيك شيخنا الفاضل أبو عبد الرحمن وأثابك على هذه الذكرى الطيبة 0

نور بوظبي
29-08-2002, 01:29 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


بارك الله فيك أخي الكريم ... و حفظك الله و رعاك ..


نسأل الله أن يجعل كل ما كتبت في ميزان حسناتك ، و ان يجعلك اماما للتمتقين الخاشعين ..


نعم ايها الفاضل ..

نريد رضى الله تعالى ... نريد أن نكون من اهل الفردوس الاعلى .. نريد أن نحشر مع الحبيب المصطفى .. أسأل الله ان يحقق لنا و لكم ما نريد ..


و لكن كيف ..


انه بالتوكل على الله و التمسك به .. بدعوته سبحانه و تعالى .. باستغلال اوقاتنا .. قد يدركنا الموت .. في اي وقت .. فالموت لا يعرف صغيرا او كبيرا


نعم أيها الفاضل ..

اذا تعثرنا فلنحاول النهوض.. و لنبحث عن مكان الخلل ..

أخيرا

أسأل الله لك التوفيق و الهداية .. و ان يجزيك و يثيبك جنات الفردوس الاعلى .. :)

كم نحتاج لكتاباتك لا حرمك الله اجرها ..

استمر في حفظ الله و رعايته ..

بو عبدالرحمن
29-08-2002, 11:16 AM
-
الأخت الفاضلة الجليلة / زمردة
........ رعاك الله وحفظك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية الرائعة
أسأل الله أن ينفعك وينفع بك حيثما كنت

بارك الله فيك .. وجعلك مباركة دائما ..

بو عبدالرحمن
29-08-2002, 11:24 AM
-
الأخت الفاضلة المبدعة / الرميصاء
................... رحم الله والديك .. ورفع قدرك

للمرة الثانية على التوالي يأتي تعقيبك متميزا ورائعا
ما شاء الله تبارك الرحمن .
رائع والله .. وأسأل الله الكريم أن يتقبل منا ومنك ..

واضيف كلمة على هامش تعقيبك الرائع ..
أن دروس الحياة كثيرة جدا ..
وما درس النملة سوى درس رائع واحد من آلاف الدروس
ولكن أين المعتبرون ؟ أين المتدبرون ؟
نسأال الله سبحانه أن يكرمنا من فيض خزائنه ..
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا ما علمتنا ..

بو عبدالرحمن
01-09-2002, 06:18 AM
-
الأخت الفاضلة / نور بو ظبي
............... رحم الله والديك ورفع قدرك

يسعدني هذا الحضور المتميز
الذي تعطره هذه الدعوات الطيبة المباركة
أسأل الله الرحيم أن ينفعني بدعواتكم الطيبة

جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة
وأسأل الله أن يبارك فيك حيثما كنت
اللهم آمين

بو عبدالرحمن
17-09-2002, 05:11 PM
-
وجدت نفسي أعيد قراءة هذا الموضوع
وكأني لست من كتبه ،
فوجدت فوائد لم أكن وجدتها في قراءتي الأولى
ولذا رايت أن ارفع الموضوع من جديد
لعل البعض يعيد قراءته فيكتشف فيه فوائد جديدة أخرى ..
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا ..

المحترمة
17-09-2002, 05:40 PM
بو عبد الرحمن بارك الله فيك وفعلا لن نكون اقل من النملة :)
جزاك الله كل خير :)

بو عبدالرحمن
19-09-2002, 02:09 PM
-
الأخت الفاضلة / المحترمة
............. رحم الله والديك ورفع قدرك

جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية
وإني أسأل الله سبحانه أن يكرمك ويبارك فيك
وينفعك وينفع بك ..
اللهم آمين

ZAZA
20-09-2002, 11:45 PM
للرفع

بو عبدالرحمن
07-10-2002, 06:02 AM
-
أخي الحبيب / عبد العزيز
................ رحم الله والديك وأعلى مقامك

جزاك الله عني خير الجزاء ، وبارك فيك
ونفعنا بك وبدعواتك الطيبة
شكر الله لك هذه المتابعة الواعية ..
تحياتي إليك وخالص دعواتي لك ..
لا تنسني من دعائك يا أخي ..