PDA

View Full Version : رسالة إلى نظيرنا في الخلق .


وميض
24-09-2002, 08:57 AM
قال أمير المؤمنين وباب مدينة العلم سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، " الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق " .

إنها مسؤولية كبيرة وأمانة ثقيلة تلك التي يحملها الإنسان المؤمن ، مسؤولية تبليغ الرسالة الربانية للآخرين ، مسؤولية تبليغ الحقيقة ، مسؤولية التأمين الفكري ، مسؤولية تبليغ وتذكير الأخ وتبليغ وتعريف النظير والنصح لهم .

فالإنسان إن لم يكن أخ في الدين فهو نظير في الخلق ، والمسلم المؤمن العالم العارف بنظام وبقوانين الخلق مطالب بتبليغ النظير ، والمسلم مأمور بذلك ، "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " ( الترمذي ) ، فتبصير الناس بالحقائق مسؤولية كبيرة يجب أن يتحملها كل مؤمن ومؤمنة .

ومشكلتنا في هذا الزمان هو استمراء واستسهال الكذب على الله ورسوله من قبل البعض ، وهذا الأمر زيف حقيقة البيان الرباني وشوه حقيقة الصورة وعطل وصول الرسالة الربانية للآخرين ، بل عطل رسالة الدين في الإصلاح ، وذلك يحدث بواسطة الحكومات التي تحكم الدول الإسلامية ، وخاصة تلك التي تمثل الإسلام وتدعي تطبيق الشريعة الإسلامية .

فنظيرنا في الخلق - في الواقع - لم يعد يعرف حقيقة الإسلام بسبب هذا التدليس والكذب والنفاق والدجل التي تمارسه تلك الحكومات التي تدعي تطبيق الإسلام والشريعة الربانية ، ونظيرنا في الخلق بات يعتقد بأن الإسلام يدعوا إلى الظلم وكبت الحريات ومصادرة حقوق الآخرين وحرمانهم من ضرورات الحياة الإنسانية وعلى رأسها المشاركة السياسية ، وهو قد يعذر في ذلك لأنه يرى من هم محسوبين على العلماء والفقهاء يثنون على جهود تلك الحكومات في نشر رسالة الإسلام وكما يزعمون ، فرسالة الإسلام أصبحت - وبالنسبة لهم - مصحف يطبع ويوزع أو أموال تنفق أو بناء يشيد أو محفوظات تلقى على أسماع الآخرين ، وتجاهلوا حقيقة رسالة الإسلام الخالدة التي أخرجت الناس من عبادة الأشياء والعباد إلى عبادة رب الأشياء والعباد .

يا نظيرنا في الخلق ، ليس لنا إلا أن نعتذر عن تقصيرنا ونسأل الله تعالى أن يعافينا ويعفوا عنا ، فنحن لا نملك إلا الحديث والكتابة والله أعلم بقدرتنا ، ونسأل الله أن يتقبل منا عذرنا ، فنحن في الواقع لا نستطيع تجسيد الرسالة الربانية على أرض الواقع لكي نعينك على رؤيتها والتعرف عليها ، فهي والله رسالة متكاملة شاملة بديعة أنزلها بديع السماوات والأرض ، فالقصور ليس بالرسالة والمنهج بل بمن ورث الرسالة والمنهج وتصدر لحملهما ، والرسالة ليست كما تعتقد وكما صور وظهر لك في بعض الدول الإسلامية التي تدعي حكومتها تطبيق الشريعة وهي تمارس الخديعة ، فالأمر يختلف ، فرسالتنا تدعوا إلى العدل والمساواة كما تدعوا إلى الحرية والتسامح والتكافل والتعاون وهي تدعوا إلى كل فضيلة وتنبذ كل رذيلة ، فرسالتنا تجعل الإنسان سيد الكائنات في هذا الكون المترامي الأطراف كما تجعله يستشعر بقيمته وبإنسانيته ، ولكن ، وكما ترى أصبح الإنسان أسوأ الكائنات بعد ما حكم بأسوأ المناهج وأرذلها .

يا نظيرنا في الخلق ، لم لا تحاول الفرار من قدر إلى قدر ، لم لا تحاول اكتشاف آفاق أخرى أرحب وأوسع ، لم لا تحاول أن تتعرف على الحقيقة الغائبة ، حقيقة الإسلام ، إن الجنس البشري ينحدر ويباد وأنت تجلس لتتفرج ، فقد يأتي الدور عليك أو على أبنائك من بعدك ، وقد تكون تستخدم في ارتكاب تلك الجرائم الهمجية بسبب سيطرة أعداء الدين والإنسانية على قلبك وعقلك وعلى مدركاتك الحسية ، انتبه ، إنك حتماً ستسأل عن ذلك ، ولا تكن أداة في يد الأشرار والفجار ، وطالبهم بتفسير واضح وبحجة قوية تقدمها عندما يسألك الله عن ذلك ، فهناك جنة سيتمتع بها الأخيار الأبرار وهناك نار ستحوي جميع الأشرار والفجار ، فهذا هو المصير الموعود وتلك هي الحقيقة ، فأنت ليست آفة أو دودة من ديدان الأرض تنتهي دورة حياتها على الأرض ، فهناك حياة أخرى أبدية لا موت فيها ، فكن مع الأخيار الأبرار ولا تكن مع الأشرار والفجار .

يا نظيرنا في الخلق ، اسأل عن حقيقة نظام وقوانين الخلق في النشأة والحياة والمصير ، اسأل عن الحقيقة الغائبة ، اسأل عن حقيقة الإسلام .

قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون (135) ) ( آل عمران ) .

يا نظيرنا في الخلق ، ليس لنا إلا أن نشهد من صالحك إذا ما سألنا الله عن ذلك ، وهذا من حقك علينا ، فالله حق ويحب الحق ، فنحن من جعلنا الله شهداء على الناس ، فنحن نعلم الحقيقة ولا زلنا نشاهد ما يجري ، نعم ... نحن نعلم بتأثير العقيدة والفكرة على تصورك ورؤيتك وعلى مسيرك في الحياة ، كما نعلم بتأثيرها على القلب والعقل وعلى المدركات الحسية ، فنحن المسلمون أصحاب هذا العلم الغائب ، وأنت لم تشاهد الإسلام على حقيقته ، ولم تتعرف على كامل العقيدة والفكرة ولم يتسنى لك ذلك ، بسبب هذا التدليس والكذب والدجل والخداع الذي يتم من قبل المسيطرون على التربية والتعليم والإعلام في العالم الإسلامي ، وأنت لم تجد من يعلمك ويفقهك بالدين ، وقد تكون لم تبلغ بذلك ولم تسمع عن شيىء أسمه الإسلام ، فإذا كان المسلمين لم يعودوا يعرفون حقيقة دينهم وعقيدتهم فما بالك بالآخرين ؟ فكيف لا نشهد بذلك ؟ ، فأنت في الوقت الحاضر تتعرض إلى أقسى أنواع الحرمان ، وهو الحرمان الفكري ، والله على ما أقول شهيد .

وعلى كل حال لا تحزن على ما فاتك ، فأنت ستقف بين يدي من لا يظلم الناس شيئاً ، فهو وحده من يعرف ما كان وما سيكون وما لو كان كيف سيكون ، وهذا هو عزائك الوحيد ، علم الله الواسع وعدله ورحمته وإحاطته بكل شيىء ، فهو جل شأنه يعرف من خلق ، وهو أعلم بالمهتدين وهو أعلم بالأبرار وبالأشرار المجرمين .

قال تعالى ( إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون (44) ) ( يونس ) .

وميض
05-01-2003, 01:15 PM
يرفـع ، قد يعين البعض على فهم الخطاب الإسلامي الحق .

مسدد
05-01-2003, 07:30 PM
فكر الخوارج في حق المسلمين وفكر المرجئة في حق الكافرين ، ولعلك تفكر أن تكون وسيطا لهم يوم القيامة يستشفعون بك لدى مولاهم.

وميض
05-01-2003, 08:06 PM
يرفع للعقلاء .