PDA

View Full Version : السيد الرئيس صدام حسين يوجه رسالة مفتوحة إلى الشعوب الأمريكية والغربية وحكوماتها


الحبيب الغالي
01-11-2002, 08:32 PM
مرة أخرى ، نعود لنعلـق على الحدث الذي وقـع فـي أمريكـا فـي 11/9/2001 ، والتداعيات التي حصلت حوله ، فرغم إننا علقنا عليه في اليوم التالي لوقوعه ، وأن ما قلناه آنذاك ، يشكل جوهر موقفنا منه ومن غيره ، فإن التداعيات التي حصلت في أمريكا ، وفي الغرب بوجه خاص ، والعالم بوجه عام ، تقتضي من كل مسؤول يفهم معنى المسؤولية تجاه شعبه وامته ، وتجاه الإنسانية بوجه عام ، متابعة تلك التداعيات ، لِيَزن معانيها ، ويشكل عليها مواقف دولته وشعبه ، لا أن يتناول الحدث لوحده فحسب .

عندما وقع الحدث ، سارع الحكام العرب ، وحكام دول تدين شعوبها بالدين الإسلامي ، الى إدانة الحدث ، وتداعى الغربيون خلال ساعات ليصدروا بيانات ، ويتخذوا قرارات ، بعضها خطير ، تضامناً منهم مع أمريكا ، وضد الإرهاب ، وفق ما جاء بتصريحاتهم وقراراتهم .. وقررت ذلك حكومات ، قبل أن تتبين إنها ستضم قوتها الى قوة أمريكا ، حتى لو إقتضى الأمر إعلان حرب على الجهات أو بالأحرى الدولة أو الدول أو الجهة التي يثبت أنها ذات علاقة بما حدث في أمريكا ، ومن الطبيعي أن نقول أن تفسير الحال وفق ما قيل ، أو إقتراناً بأعمال قامت بها أمريكا في السابق ضد دول بعينها ، يكفي أن يكون قسم من منفذي العملية جاءوا من أرض دولة تسميها أمريكا أو من تقول بأنه دفع المنفذين الى ذلك ، لكي يبدأ الرد العسكري الامريكي الغربي على ما اسموه بالعدوان ولا نعرف ما اذا كانوا يقومون بالشيء نفسه ، اذا كان اي من منفذي العملية ومخططيها قد وجد او عاش او حمل جنسية دولة من دول الغرب ،ام ان النية قد بيتها من بيتها، وصممت ضد دولة عربية أو إسلامية أو أكثر فحسب ، واغلب الظن ان القصد واضح من خلال طبول الحرب الاعلامية بان امريكا والغرب سيستهدفان دولة او عدة دول لن يكون وصفها ووصف شعوبها خارج مفهوم انهم مسلمون 00

ان الحدث الذي وقع في امريكا حدث غير عادي ، وانه ليس بسيطا ،وقد اصاب اعدادا من الناس كبيرة وغير بسيطة ، وفق ما تشير اليه الاحصائيات التي تتحدث بها التصريحات الرسمية الامريكية ، او ما يتسرب من الاعلام ، وان حشد القوة واستخدامها ، والحاق التدمير والاذى على الظن ، او حتى على اساس الهوى وامكانية عبور صواريخ امريكا وطائراتها الاطلسي لالحاق الدمار والاذى بمن تقرر امريكا الحاق الاذى بهم ، سواء تحت سورة الغضب او الطمع ، او بدفع من الصهيونية 000 لا احد يشك او ينكر على امريكا والغرب امكانيتها في ذلك ، وقد اكتوت بنار قدرة التكنولوجيا الامريكية دول كثيرة ويعترف كثر من الناس بانها ازهقت ارواح مئات الالوف ، بل ملايين من الناس في بلدانهم 00

ان الحدث الذي وقع في امريكا حدث غير عادي ، وغير بسيط ، فلأول مرة يعبر الى امريكا من يعبر ليوجه نيران غضبه داخلها ، مثلما تشير الى ذلك ايماءات الاعلام ، هذا اذا كان مصدر الفعل من الخارج ، واذا كان الحدث غير مطروق ، ويحصل لاول مرة ، هل من الحكمة ان يعالج بوسائل مطروقة ، بإمكان كائن من يكون له من الامكانات التقنية والعلمية ما لدى امريكا والغرب، ان يقوم به ؟

واذا كان القصد او الهدف، احدى الدول الاسلامية ، مثلما يروج الاعلام ، واجهزة مخابرات بعض الدول الغربية ، فهو اتجاه ما انفكت امريكا والغرب يوجهان نيرانهما عليه ، حتى عندما يريدان ان يجربا سلاحا جديدا 00

نعود لنقول : هل سيحل المشكلة توجيه نيران اسلحة امريكا الى هدف بعينه ، والحاق الاذى او التدمير فيه ، بدعم الغرب ، وبقصة مخترعة ؟ وهل سيحقق ذلك الأمن لامريكا والعالم ؟ ام ان استخدام نيران امريكا والغرب ضد اخرين في العالم ومنهم ، او في مقدمتهم العرب والمسلمون ، اهم سبب من اسباب عدم استقرار العالم الان ؟ وان ما اصاب امريكا من شرر في حادث 11/9/2001 وليس غيرها هو نتيجة لهذا ؟ هذا هو السؤال الاساس ، وهذا هو المطلوب ان تجيب عليه الادارة الامريكية اولا ، ومعها ادارات الحكومات الغربية ، او ان يجيب عليه الرأي العام الغربي ، برؤية ومسؤولية ، وليس بانفعال ، وسلوك نفس الاساليب القديمة التي استخدمتها امريكا ضد العالم 000

قلنا في 12/9/2001 ان احدا لم يعبر الاطلسي الى امريكا ، حاملا سلاحه قبل هذا الحدث ، الا من عبر من الغربيين وشكلوا دولة الولايات المتحدة الامريكية 00 0 وانما امريكا هي التي كانت تعبر الاطلسي حاملة اسلحة التدمير والموت ضد العالم 000 وهنا نريد ان نتسائل: هل ان استخدام السلاح الامريكي ، بما فيه القنابل النووية ضد اليابان ، لم يكن كافيا قبل 11/9/2001، لتتهيأ امريكا لاستخدامه بثقل وكثافة اعلى ، ام ان استخدامه بصورة غير مسؤولة ، ومن غير مسوغ كأي قوة غاشمة في العالم ، هو الذي جعل امريكا المكروهة رقم واحد في العالم ، ابتداء من العالم الثالث ، مرورا بالعالم المتوسط ، وصولا الى العالم المتمدن ، مثلما قسمه الغرب ، ومنه امريكا ؟

ان أمن امريكا وامن العالم يمكن ان يتحققا ، لو تعقل المسؤولون الامر يكان ، ومن يطبل ويزمر لهم من حكام هذا الزمن في الغرب ، او خارج الغرب 000 ولو فكت امريكا تحالفها الشرير مع الصهيونية ، التي خططت لتنهب العالم ، وتغرقه بالدم والظلام ، مستغلة امريكا ، ومن بعدها من تستغلهم من دول الغرب 00

وان الشعوب الامريكية احوج ما تكون الان الى من يقول لها الحقيقة بشجاعة وامانة مثلما هي ، وليس الى المطبلين والمزمرين ، اذا ما اريد الاستفادة من الحدث وصولا الى صحوة حقيقية ، رغم فداحة الحدث الذي اصاب امريكا 00 ولكن العالم ، ومنه حكام امريكا ، مطلوب منه ان يقول كل ذلك للشعوب الامريكية ، لكي تتشجع على قول وفعل الحق وليس الباطل 000 ولتمارس مسؤوليتها على اساس الحق والعدل ، واعمال العقل ، وليس على اساس الهوى 000 وطبقا لروح الفرصة والقدرة 0

ونحن نقول لشعوب امريكا ، بالاضافة الى هذا ان ما وقع في 11/9/2001 عليها ان تقارنه بما يقع من حكومتها وجيوشها على العالم 000 وعلى سبيل المثال لا الحصر 00 ان المنظمات الدولية تقول ان اكثر من مليون ونصف مليون عراقي قضوا نحبهم بسبب الحصار الذي تفرضه امريكا والغرب ، عدا عشرات الالاف ممن استشهدوا ، اوجرحوا في العمليات العسكرية التي قام ويقوم بها التحالف الامريكي الغربي مع من تحالف معهم ضد العراق ، وان مئات الجسور ، والكنائس ، والجوامع ، والكليات ، والمدارس ، والمعامل ، والقصور ، والفنادق ، والالاف من بيوت المواطنين تهدمت ، او تضررت جراء القصف الجوي الامريكي ـ الغربي الذي مازال مستمرا حتى اليوم ضد العراق ، ولو اعدتم صورة ذلك من الافلام التي سجلها الاعلام الغربي نفسه ، لرأيتم انها لا تختلف عن صورة ما ترون عن العمارتين اللتين اصيبتا بطائرات البوينغ ، ان لم تكن اكثر هولا منها ، بل انها اكثر هولا منها ، خاصة عندما تختلط مع اشلاء الرجال والنساء ، اشلاء الاطفال ، ولكن بفارق واحد ، هو ان الذين يوجهون الصواريخ والقنابل على اهدافهم ، سواء كانوا من امريكا ، او من دولة غربية غيرها ، انما يوجهونها عن بعد في الغالب ، ولذلك فأنهم يفعلون هذا كما لو يقومون بلعبة مسلية ، اما الذين قاموا بالفعل في 11/9/2001 ، فقد قاموا بذلك عن قرب ، وبدماء اتخيلها فائرة ، وقدموا حياتهم طوعا ، وعلى اساس تصميم لاعودة عنه ، ولذلك ايضا ، من الواجب ان يفهم الامريكيون ، ومعهم العالم ، الحجة التي جعلتهم يقدمون أنفسهم فداء ، ولأي شيْ قدموها فداء ، بهذه الطريقة 00

وعندما يموت اكثر من مليون ونصف مليون انسان عراقي من اصل خمسة وعشرين مليون عراقي بسبب الحصار والعدوان الامريكي ، فمعنى ذلك ان العراق فقد ما يربو على واحد من عشرين من شعبه ، بسبب العدوان الامريكي 00 ومثل عماراتكم الحلوة التي تهدمت واحزنتكم ، تهدمت عمارات حلوة وبيوت غالية على اهلها في لبنان وفلسطين والعراق بالسلاح الامريكي الذي يستخدمه الصهاينة 00 وفي مكان واحد ، وفي ملجأ مدني واحد فقط قضى اكثر من اربعمائة انسان بين طفل وامرأة شابة وعجوز وشيخ كبير ، في العراق بالسلاح الامريكي 000

اما مايجري في فلسطين ، فلو سمحت الصهيونية لكم لتروا من على شاشات التلفاز جثث الاطفال ، والنساء ، والرجال الذين يقتلون يوميا بالسلاح الامريكي ، وبدعم امريكا للكيان الصهيوني ، لخفف عليكم الوجع الذي اصابكم 000

على الامريكان ان يعرفوا الوجع الذي اصاب شعوب العالم منهم ، عندما يتوجعون ليعرفوا بعد ذلك المعالجة الصحيحة والطريق الصحيح 00

وان كل ما اصاب العرب والمسلمين من امريكا والغرب لم يجعل المسلمين يتداعون تعصبا ليضايقوا الغربيين عندما يمشون في شوارع بغداد ، ودمشق ، وتونس ، والقاهرة 00 0 وغيرها من عواصم العرب 00 وحتى عندما اهان الغربيون ، وفي مقدمتهم الامريكيون ، مقدسات المسلمين ، ومنهم العرب ، بما يشبه الاحتلال لارض السعودية ، لتوجيه الحمم المشؤومة على بغداد ، وعندما تجوب حاملات طائراتهم مياه الخليج العربي ، وطائراتهم اجواءه ، لتلقي يوميا بالاطنان من قنابلها وصواريخها على العراق ، حتى بلغ ما القته حوالي مئتي الف طن من القنابل ، عدا اليورانيوم المنضب00 وكل هذا ثابت ومعلوم ، ليس لدى العرب والمسلمين كلهم فحسب ، وانما للعالم كله ايضا 000 ولكن لمجرد حدث واحد وقع في امريكا ، وفي يوم واحد وعلى تهمة غير ثابتة حتى الان ، صارت المضايقات للعرب والمسلمين واضحة وعلنية في امريكا ، بما في ذلك لاناس بعضهم يحمل الجنسية الامريكية 000 وصارت بعض دول الغرب تعد نفسها لتشارك امريكا في عمل عسكري ، والايماءات تشير الى انه ضد دولة اسلامية 000 فمن هم ياترى المتعصبون ‍‍؟

جهيمان
01-11-2002, 11:40 PM
اللهم انصر العراق وشعبه