PDA

View Full Version : إرهاصات النصر ومبشراته


متشيم
03-11-2002, 08:26 AM
اتعجب من مشاعر الإحباط والقنوط التي تلف الشارع الإسلامي ، واتعجب أن يلقي الشاب المسلم بنفسه في أحضان المعصية معللا ذلك بالهزيمة التي تتصادم مع إحساس الشاب المسلم بالأنفة ، وتنخر في كرامته وتخرق عزته ، أمة تملك مقومات سحق أي أمة أخرى ، وحضارة لا تزال تنبض بالحياة فمبادئها قائمة على "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" إلا أن الكثير من أبنائها لا يزال يعاني من الهزيمة النفسية.

يجب أن نعلم أن البقاء أحياء ليس دليلا على النصر ، وأن الفناء ليس دليلا على الهزيمة ، هذا المقياس مقياس جاء من الغرب ، فمقياسنا مبني على أن الهزيمة هي في الانحراف عن منهج الله الذي وضعه لنا والتنازل عنه ، حتى لو حفظت دمائنا وأموالنا ودورونا وأرضنا ، ولذلك لا نعد طالبان خسرت شيئا كثيرا ، فثباتها على مبدئها جعلها أفضل من ياسر عرفات الذي استطاع أن يسيطر على جزء من الأرض سيعطى له لاحقا أن يتحكم فيه بحرية مطلقة ، ولكن هذا كله بعد التنازل المرير الحقير والاعتراف بدولة إسرائيل على أرض فلسطين.

(أولا): سقوط مفهوم القومية العربية:
ذلك المفهوم الذي لم ينطلي سوى على السذج والذي استغلته الديكتاتورية العربية متمثلة في قيادات الاشتراكية (كالقذافي وجمال عبد الناصر والحزب الشيوعي الميني) والقيادات العلمانية (كبو تفليقه وبن علي والحبيب بو رقيبة) والقيادات البعثية ، وهم وإن نادوا به كثيرا ومرارات وتكرارا إلا أن الشعوب التي حكومها أصبحت شعوبا فقيرة على الرغم من كثرة الموارد وضخامة مصادر الدخل.

(ثانيا): فيضان المال ليس دليلا على الحق:
شعوب الخليج ولله الحمد فاض لديها المال وغطت النعمة شعوب الخليج وغيرها ، وفي فترة مضت اعتقد المواطن الخليجي أن توفر السيارة والوظيفة المعتبرة والمنزل الضخم والمزرعة الخضراء دليل على الخير التام ظاهرا وباطنا ، ولكن هذا الخير كم سيستمر؟ بل ثبت أن هذا نوع من سوء توزيع الثروة وسوء رعايتها بالشكل الصحيح ، بحيث أصبح كل جيل يظهر بعد الطفرة الاقتصادية أقل في مستوى المعيشة من الجيل الذي سبقه ، وأصبح المواطن الخليجي متعودا على الديون التي تغطي رغبته الجامحة في الترف المبالغ فيه ، ولا عجب أن تصل نسبة من عليهم ديون من مواطني دولة الإمارات ما يزيد على 85% وبشكل لا يصدقه عقل ، وأصبحت الشعوب الخليجية تقول لكل من يرفض الباطل "يا أخي ما انت عايش مرتاح عندك سيارة وبيت ومتزوج ليش تفسد على نفسك" ، وهذا استخذاء وإذلال للنفس.

(ثالثا): المال مال الله والخلق عيال الله:
فهذه النعمة التي صبت على الدول المترفة إنما هو من خير الله تبارك وتعالى ، وليست من جيب فلان أو علان ، فلا منة لحاكم ولا رئيس ولا ملك ولا وزير فيما يعطيه من مال ، وإلا فجدودنا جميعا مشوا حفاة في صحراء الجزيرة وكان الفارق بين غنيهم وفقيرهم ضئيل جدا ، بل كان في بعض الأحايين شيخ القبيلة الأكثر فقرا فيها ، وكذب من قال أن القبلية هي المطبقة في دول الخليج ، بل القبلية أشرف مما نراه الآن من إذلال للشعوب وتطاول لأبناء بعض الأسر الحاكمة على أبناء المواطنين من سجن أو تنكيل أو حتى استباحة للدم ، وإذا كان القبطي النصراني (الذي استمرئ الظلم تحت نير الرومان وأصبح ذليلا إلى أن حرره الإسلام وأعطاه إنسانيته) اشتكى على ابن أمير مصر فكانت مقالة الفاروق الخالدة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) فكيف بابن الجزيرة الذي ولد مسلما عزيزا؟.

(رابعا): الفشل المتعاقب لجميع الأنظمة العربية:
جميع الأنظمة العربية من ديكتاتوريات وملكيات ووراثية وجمهورية أثبتت فشلها الذريع يوم حادت عن منهج الله تبارك وتعالى ، فلا واحدة منها حققت جزئا مما حققته الخلافات الإسلامية ، ولا واحدة منها استطاعت أن تنهض بالأمة أو تجدد عروقها ، بل فشل مركب.

............ وللحديث بقية

متشيم
05-11-2002, 12:23 AM
(خامسا) الابتلاءات التي يتعرض لها العلماء ووقوف الشعوب في صفهم ولو كتعاطف:
سواء كان الابتلاء بإبعاد العالم أو بسجنه أو بتعذيبه ، وخاصة في أيامانا هذه ومع غزو العراق للكويت ، تمايزت مواقف علماء المسلمين ، من هارب من الفتنة أو غارق فيها ، وأيامنا هذه تمايز فيها العلماء أشد تمايز إلى ثلاثة فئات رئيسية ، إما مداهن للحكومات بشكل تام أو موغل في عداءه للحكومات ، أو شخص لا يؤيد الحكومة في كل ما تقوم به إلا أنه لا يستطيع أن يوجه اعتراضا ، ومن مورس معه الإرهاب من علماء المسلمين وقف الناس متعاطفين معه ، لأنهم يعلمون أن ولاة الأمر لو استمعوا إلى كلام العلماء لكان الخير فاشيا ، ولكن لا نزال بحاجة إإلى المزيد من بروز العلماء لقيادة الجماهير ، كما قادها شيخ الإسلام ابن تيمية و العز بن عبدالسلام ومن قبلهما الإمام أحمد ، ولا نزال كشعوب بحاجة من المزيد من الالتفاف حول علماءنا وتوقيرهم وتقدير مواقفهم ومؤازرتهم حتى نكون أقرب للنصر.

ابو الامير
05-11-2002, 10:22 AM
فعلا مقالاتك اخي الحبيب مميزه
لا ازاده فيما تقول