PDA

View Full Version : نــور ونــار(فلسطين ولبنان عنوان شموخ الأمة)


ابو الامير
03-11-2002, 12:13 PM
الأمور لا تقاس بالعدد والعدة، ولا بشراسة العدو وامكاناته، وانما تقاس بقوة الارادة، وصلابة الموقف. وهذه حقيقة قرآنية ناصعة «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله»،كما انها حقيقة نبوية ثابتة: «لا يغلب اثنا عشر الفاً من قلة»، وحقيقة تاريخية لا تخطئها العين في كتب التاريخ، وحقيقة ساطعة في فلسطين ولبنان اليوم. والحقائق الشرعية والتاريخية والواقعية لا تتناقض، ولكن يؤيد بعضها بعضاً ويصدقه.

ولأن الانسان في فلسطين ولبنان هو الأقوى ارادة، والأصلب موقفاً، فقد اصبح عنوان شموخ الأمة، ورمز عزتها، وبوابة الفرج القادم ان شاء الله. فرغم اجتياح الضفة الغربية ومحاصرتها واستباحتها، واستخدام احدث الاسلحة واشدها فتكاً، وتدمير البنية التحتية، وقطع كل اسباب الدعم والاسناد، واسر اثني عشر الفاً او يزيد من ابنائها، واستخدام احدث التقنيات في رصد كل حركة او سكنة، وصناعة العملاء وزرعهم، رغم كل ذلك، وما هو فوق ذلك، يخرج الرجال من تحت الانقاض، يقاومون الاحتلال، ويثب الصبيان على الدبابات، يلعبون باعصاب الجنود الصهاينة، وتنشق الارض في اعماق فلسطين المحتلة عن استشهاديين، يكيلون الصاع صاعين، ويثأرون للشهداء والجرحى، الذين تحصدهم صواريخ وطائرات الاباتشي والفانتوم، ويحققون توازن الدم بعد ان حققوا توزان الرعب.

وعلى الجانب الغربي من النصف الشمالي لبلاد الشمال، يقف حزب الله، ليعلن على لسان أمينه العام، ان العرب والمسلمين ليسوا الهنود الحمر، وان مياه الوزاني مياه لبنانية، ولبنان هو الأحق بها، والمقاومة هي الضمانة لممارسة هذا الحق، ويلوذ شارون بالصمت لأنه سمع خطاباً جديداً، خطاب الجهاد والمقاومة.

لقد اقامت فلسطين ولبنان من خلال المقاومة الحجة على كل الانظمة العربية، التي فرطت بحقوق الأمة، وخرجت على التعاقد بينها وبين شعوبها، بدعوى قلة الامكانات، وغياب التوازن، ففتحت ارضها ومياهها واجواءها للجيوش الغازية، التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية، واعلنت اعترافها بالعدو الصهيوني، مع كل ما اغتصبه من ارض فلسطين، واراضي دول عربية اخرى، وما ارتكبه من جرائم لم تسلم من شرورها كثير من الدول العربية.

فالرسالة الفلسطينية واللبنانية للاقطار العربية والاسلامية تقول: ان «اسرائيل» يمكن ان تقهر، وقد قهرت، واذل كبرياؤها، وستقهر باذن الله تعالى، وكل مؤمن على يقين من ذلك، لأن وعد الله لا يتخلف، وبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذهب مع الريح، وان الولايات المتحدة لا تمتلك مقومات الخلود والتفرد والهيمنة، وانها يمكن ان ترحل من الارض العربية والاسلامية، اذا استوعبنا درس فلسطين ولبنان، وتصرفنا كأمة، فهل تفيق الأنظمة من غيبوبتها، او تتقدم الشعوب لايقاظها؟.

للكاتب المشهور
حمزة منصور