PDA

View Full Version : ( حضــــارة بنصــف عقــــل ..!!! )


بو عبدالرحمن
03-11-2002, 04:47 PM
يفسد قلب الإنسان بأمور كثيرة منها الغفلات والزلات والهفوات والشهوات ،
فإذا فسد فلا يكاد يستوعب شيئا من حقائق الغيب ،
لأن القلب هو محل تجلي هذه الحقائق الغيبية ،
وهو مظنة التفتح لها ، والتفاعل معها ، والتأثر بها .

أما العقل المجرد فإن إطار عمله مقيد في قضايا محددة ، كالتكنلوجيا مثلا والحسابات الدقيقة ،
ونحو هذا مما يحتاج إلى إعمال فكر ، وتركيز وتدقيق وتخطيط ونحو هذا ..
هذا قول فريق من العلماء ..

ولكن هناك علماء آخرون يرون أن العقل نفسه ينقسم إلى قسمين أحدهما وظيفته ما ذكرناه قبل قليل
عن العقل المجرد ، والنصف الآخر موكل بالغيبيات ، ومن ثم _ عند هؤلاء العلماء أنفسهم _ :
أن الإنسان قد يعيش بنصف عقل !!

حتى لو بلغ القمة في الذكاء والعلم ، والعبقرية المادية ،
فإنه يبقى يتقلب في دنياه بنصف عقل ، أما النصف الآخر من عقله فمعطل !!

وعلى هذا يقررون هذه النتيجة :
أن الحضارة الغربية اليوم إنما هي حضارة نصف عقل فقط !!
ولقد فصل في هذه النقطة أكثر من عالم ،
ظهر أحد الدكاترة ذات يوم في التلفاز ، و أخذ يعيد ويزيد ويبني
ويقرر ويسهب في هذه القضية .. ليقول في النهاية ..
إذا كانت هذه الروائع المبهرة مما نراه في هذه الحضارة ، إنما هي نتيجة نصف عقل ..!
فكيف ستكون الحضارة الإسلامية التي سيجتمع فيها ولها العقل الكامل !!

ولذا فقد تجد أن أكبر راس عبقري في العالم يساوي صفراً على الشمال
في مسألة الغيبيات ومعرفة الله جل جلاله _ نعني هنا المعرفة القلبية الذوقية _
وايضا معرفة أمور الغيب التي تتحدث عنها النصوص ،
فلا إحساسات قلبية إيمانية تعتمل في قلبه ، ولا اطمئنان نفسي مستقر في وجدانه ،
ولا قرة عين يجدها في روحه ، فلا يزال يعيش في ضنك وقلق نفسي ..
ولقد راينا الحضارة الغربية بلغت القمر ووصلت المريخ ،
ولكن اين هي من القيم السماوية والأخلاق الفاضلة ؟!

وفي القصة التالية نموذج واضح على هذا ، والأمثلة كثيرة جدا ..

اسلم بروفيسور بارع في تخصصه النادر ، وكان سبب إسلامه قصة عجيبة ..
لقد كان سبب إسلام هذا البروفيسور على يد رجل عجوز عامي كبير السن ..
وإليكم القصة كما روها أحد من شهد الحادثة :
خرج البروفيسور من منزله ذات صباح ، فرأى جماعة من الناس يفترشون
الحديقة المقابلة لمنزله بل قل لقصره الفاخر ..
كانوا فيما يبدو ينتظرون أحداً يمر عليهم لينقلهم إلى جهة معينة ،

كانوا جماعة من رجالات الدعوة والتبليغ الذين يجوبون العالم للاحتكاك بالناس ،
وتذكيرهم بالله تعالى ، وتعريفهم بعظمة الإسلام وايامه وروائعه ،
وحلاوة الإيمان وثمراته ونحو هذا ..
كان معهم وفيهم رجلٌ عجوز مسن ، توسد كفه ، ونام نوما عميقا في عرض الطريق ،
بينما السيارات تمخر الشارع بلا توقف ، وحركة الناس لا تزال تتعالى .!
وقف البروفيسور لحظات ، يتأمل وقد بدت على وجهه أمارات الدهشة والعجب والاستغراب ،

ثم ما لبث أن تقدم ليسأل هؤلاء عن الشيخ المسن النائم وسطهم
وهم يتحدثون ، والدنيا قائمة من حوله !!
سألهم أهو مريض ؟ فلما قيل له : بل هو في كامل صحته وعافيته .
زاد تعجبه ، وعاد يسألهم : فكيف استطاع أن ينام وسط هذا الضجيج ،
وفي هذا المكان بالذات ، وعلى هذه الشاكلة غير المريحة !؟
ثم أقسم لهم أنه لا يتمكن من النوم إلا باستخدام أنواع من الحبوب المنومة
في كل ليلة ، مع أنه يحيا في منزل فاخر اشبه بالقصر فيه حشم وخدم ..!
وأخبرهم عن مركزه وشهادته وظيفته العالية ..!

وكان أحد الحاضرين ذكيا استغل الموقف فأخذ يحاوره حوارا شجيا ،
حول قضية القلب والعقل ، ووظيفة كل منهما ، ثم تدرج به ليحدثه عن الاطمئنان القلبي
وما يمكن أن يزرعه الإيمان العميق في قرارة الإنسان من توازن ويقين وثقة
ورضا وانشراح نفس وسكينة وطمأنينة ، ونحو هذه الثمرات والبركات ،
وكيف أن الله سبحانه لا يضيع عبده إذا أخلص في الإقبال عليه ،
بل يتولاه برحماته وبركاته ..

ومن ثم فمثل هذا الإنسان لا يجد القلق سبيلا إلى نفسه ،
ولا يعرف للأمراض النفسية والعصبية معنى ، بل أنه لا يجد مشقة
أن يضع كفه على ظهر يده لينام مستغرقا في الساعة التي يشعر فيها
برغبة في النوم !! مستغنيا عن أية أدوية وحبوب تستجلب له أطياف النوم .. !
ليس إلا أن يلهج بذكر الله عز وجل ، فإذا هو مستغرق في نومه
مسترسل مع أحلامه الجميلة الصافية !

كان البروفيسور يتابع الحوار في شبه ذهول ، وفي حالة انبهار ،
لا سيما وقد يسر الله له محاورا بارعا يحسن العرض ،
ويكثر من ضرب الأمثلة ، وينوع الطرح بطريقة بديعة ..
اثار الحوار البروفيسور الكبير ، واشعل في عقله عشرات الأسئلة ،
فإذا هو يعاهد هؤلاء على أن يدرس الإسلام دراسة متأنية ..

وكان من لطف الله أن أحدهم كان يحمل كتيبا صغيرا مترجما عن تعاليم الإسلام
بشكل مكثف وموجز ، ، فقدمه هدية إلى البروفيسور ،
الذي فرح بهذه الهدية أشد الفرح ..

يقول البروفيسور بعد سنتين تقريبا من هذا اللقاء :
ووجدت الحق الذي ظللت عمري كله باحثاً عنه ، فأضاءت بصيرتي ،
واستنارت سريرتي ، ووجدت نفسي أخيراً ، ووقر الإيمان في قلبي ،
واشرق بنور ربه أخيراً .. واصبحت بحمد لله لا أحتاج إلى تلك الحبوب
التي كنت لا استغني عنها ، وكان أعظم ما وجدته هو :
أنني الآن أصبحت أجتهد في هذه الدنيا وأمام ناظري هدف واضح كبير ،
وغاية محددة رائعة ، هو :
السعي لتحصيل مرضاة الله عني .. ولم تعد الحياة في ناظري
كما كنت أتصورها عبث وساعة لهو ..

لقد اصبحت اليوم أجد لعملي في معملي وبين أوراقي لذة عظيمة ،
ليقيني أن كل ساعة أقضيها إنما هي عبادة خالصة لله رب العالمين ،
وأنه سبحانه يتابع عملي ، ويرى ما أفعل ، فتصبح تلك الساعة في المعمل
تماثل عبادة من يقف في محرابه راكعا ساجدا يتنفل..

انتهت القصة ..وهي مجرد مثال على مئات أمثالها ..
نعم انتهت القصة ، ولكن انظر الآن إلى المعادلة ..

بروفيسور كبير كان يحيا على هامش الحياة _ وهو في قلب الحياة _

ساقه إلى الحياة الحقيقية الرائعة رجل عامي عجوز ، دون أن ينبس معه حتى بكلمة !!!!
قلب كبير معمور بالإيمان ، غلب عقل كبير فارغ الروح ..!

نعم إن الجمع بينهما هو الكمال ، وهذا ما يدعو إليه إسلامنا العظيم ..
هذه هي خلاصة الخلاصة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..

اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ..
اللهم أتمم علينا نعمتك ، وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين ..

ZAZA
03-11-2002, 05:00 PM
سبحان الله الهادي إلى سواء السبيل ..

نسأل الله أن يتوفانا مسلمين وأن يلحقنا بالصالحين ..

جزيت الخير كله أخي الحبيب ..

الله جل وعلا يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ..أما الآخره فيعطيها سبحانه لمن أحب ..

اللهم إجعلنا ممن تحبهم ويحبونك ..

نسأل الله من فضله .. قصة جميلة .. جزى الله من دعى فيها للإسلام عنا خير الجزاء ..

شكر الله لك أخي الفاضل .


عبدالعزيز

:)

شهرزاد
03-11-2002, 05:04 PM
بو عبدالرحمن
عودا حميدا
وموضوعا جميلا لعودة منتظرة من الاعضاء والعضوات
ومافائدة وجود عقل ناقص برغم ماتوصل الى كل ماهو حديث
وهو في الاخر مخلد في نار جهنم
فالحمد لله على نعمة الاسلام
وهنيئا لنا ولمن فاز واسلم قبل مماته.

نور بوظبي
03-11-2002, 11:46 PM
استاذي الفاضل

جزاك الله كل الخير على هذه القصة الطيبة


نعم ، فالأسلام هو الدين الكامل و الحمدلله على نعمة الإسلام




موضوع لا نملك الا ان نقول عندما نقرأة سبحان الله و الحمدلله و جزاك الله خير

زمردة
03-11-2002, 11:51 PM
سبحان الله ..

ربنا ولك الحمد على نعمة الإسلام ..

جزاك الله خيراً الفاضل : بو عبدالرحمن على هذه القصة وهذا البيان ..

اللهم أتمم علينا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا ..

نعمة الإسلام للشيخ وجدي غنيم :
http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=4393&scholar_id=74&scholar_name=%E6%CC%CF%ED+%DB%E4%ED%E3&scholar_directory=wagdy

بو عبدالرحمن
04-11-2002, 06:55 AM
-
أخي الحبيب / عبد العزيز
............. رحم اله والديك ورفع الله قدرك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية الرائعة
وإني أسأل الله أن يكرمك من فيض خزائن كرمه
فيملأ قلبك بنور معفرته ونور محبته سبحانه ..
تسرني متابعتك .. ولا أملك إلا الدعاء لك
لا تنسني من دعائك يا أخي

بو عبدالرحمن
05-11-2002, 04:17 PM
-
الأخت الفاضلة / شهر زاد
............... رعاك الله وحفظك

ابتداء مبارك عليكم شهر رمضان ، ونسأل الله أن يتقبل
منا ومنكم الصيام والقيام خالصا لوجهه الكريم..
اللهم آمين ..

جزاك الله خير الجزاء وبراك الله فيك
على هذه المتابعة الواعية الرائعة ..
تحياتي إليك وخالص دعواتي ..
--

بو عبدالرحمن
05-11-2002, 04:50 PM
-
الأخت الجليلة / نور بو ظبي
.............. أسأل الله أن ينير قلبك وعقلك ودربك وقبرك

ابتداء ... مبارك علينا وعليكم شهر رمضان الكريم
ونسأله سبحانه أن يمن علينا ويتفضل بأن يعيننا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يحب ويرضى
لكون من أهله وخاصته الذين هم أهله وخاصته ..
اللهم آمين ..

جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة ..
اسأل الله أن ينفعك وينفع بك حيثما كنت .

بو عبدالرحمن
05-11-2002, 11:01 PM
-
الأخت الفاضلة / زمردة
................ رعاك الله وحماك من كل شر

نهنئ جميع المسلمين بحلول هذا الشهر الفضيل المبارك
ونسأله سبحانه كما من علينا بلقياه ، أن يمن علينا بالقبول فيه
اللهم آمين ..كما نسأله أن يجعله شهر انتصارات للمسلمين تحت كل سماء .. اللهم آمين ..

جزاك الله خير الجزاء .. وبارك الله فيك .. ونفعك ونفع بك ..