PDA

View Full Version : الآخر وما أدراك ما الآخر .


وميض
05-11-2002, 02:13 PM
أخي المؤمن الكريم ... الآخر وما أدراك ما الآخر ، إن هناك كذا آخر ، فيجب أن نتعرف عليهم ونحدد ملامحهم قبل أي حركة سياسية واجتماعية نهضوية ، حتى لا تختلط الأمور وتجد الشيطنة طريقها بين صفوف المجاهدين والمطالبين بتطبيق المنهج الرباني في واقع المجتمع الإسلامي ، فنحن لا نريدها ثورة شيطانية تقودها وتصادرها الشيطنة وكالعادة ، بل نريدها نهضة إنسانية ، وبالله التوفيق .

إن [ الآخر البعيد ] – الغربي - لا يؤمن بخبر الوحي الصادق - الكتاب والسنة - ، وهو يكفر بهما ، ويؤمن بما يراه ويستدل عليه بحواسه الخمس ، وهذا ما جعله يتقدم ويتفوق على [ الآخر القريب ] – الحاكم العربي وحكام بلاد المسلمين وبطانتهم – الذي لا يؤمن ولا يعمل بخبر الوحي الصادق – الكتاب والسنة – وهو في نفس الوقت لا يؤمن بما يراه ويستدل عليه بحواسه الخمس ، وتقدم [ الآخر البعيد ] على المجتمع الذي يديره [ الآخر القريب ] أمر طبيعي ونتيجة حتمية ، فلماذا كل هذه الضجة ؟ . فمشكلتنا وبالدرجة الأولى سببها [ الآخر القريب ] فهو من جعل الإسلام غريب ، غريب حتى عن أهله ، وهو من يتعامى ويتجاهل نتائج التجارب الاجتماعية ولا يريد أن يصحح مسيرة المجتمعات الإسلامية ، فلماذا لا نقوم نحن بذلك الواجب بعد ما تقاعس عنه [ الآخر القريب ] ؟ .

أخي المؤمن الكريم ... هل [ الآخر البعيد ] يتحمل مسؤولية تخلفنا وانحطاطنا وعدم إيماننا وعملنا بالكتاب والسنة ؟ وهل هو مسؤول عن تخلي [ الآخر القريب ] واستغنائه عن استخدام حواسه الخمس في الاستدلال على نتائج التجارب الاجتماعية والاكتفاء باستخدامها في التجسس والتلصص على المواطنين ؟

وهل هو مسؤول عن استخدام الحكام والمسؤولين لحواسهم وتوجيهها من أجل الاستدلال على ما يسرق وينهب بدلاً من تلمس وتحسس حاجة المواطنين والآخرين ؟

وهل هو مسؤول عن استخدام الساسة لعقولهم في الحيلة والمكر من أجل خديعة رعاياهم والآخرين ؟ وهل هو مسؤول عن استخدام جوارح ومسالح [ الآخر القريب ] وقوته في البطش والتنكيل وفي الاعتداء على الأعراض وفي النهب والسرقة ؟

[ فالآخر البعيد ] كان يظن بأن السلوك الشاذ والمنهج المنحرف [ للآخر القريب ] يصب في جعبته ويخدم سياسته ، ولكن النتائج أثبتت عكس ذلك ، فهو سيطاله - وبصورة من الصور - ما طال رعايا [ الآخر القريب ] المضطهدين والمحرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية ، فالمجتمع الإنساني يتأثر ويؤثر في بعضه البعض ، وهذا ما أثبتته نتائج التجارب التي يحترمها [ الآخر البعيد ] ولا يحترمها [ الآخر القريب ] الذي أصبح يشكل خطراً على الإنسانية بسبب سلوكه اللاإنساني .

فالحكومات التي تحكم الدول العربية والإسلامية لا تؤمن ولا تعمل بخبر الوحي الصادق – الكتاب والسنة – ، وفي أحسن أحوالها تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض ، وبحسب الأهواء ، قال تعالى ، ( ... أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ... ) ( 85 ) ( البقرة ) ، قال تعالى ( الذين جعلوا القرءان عضين (91) ) ( الحجر ) .

وتلك الحكومات تتجاهل نتائج التجارب التي تظهر في المجتمع وتزيفها وتغطي الحقائق وتجحد الحق إذا ما ظهر وبان لها ولا تصدق في قراءتها ودراستها ، فيا قوم ... بالله عليكم ... كيف لا تكون تلك الحكومات حكومات كافرة ؟ وبأي خانة نصنفها ؟ فهل نصنفها بحكومات مؤمنة مع وقف التنفيذ ؟!. أو مؤمنة وتخجل وتستحي من التنفيذ ! ؟. أم مؤمنة صماء بكماء عمياء لا تعرف التنفيذ ؟ ! ( ... صم بكم عمي فهم لا يعقلون (171) ) ( البقرة ) .

إذن فهناك كذا آخر ، وما يهمنا هو من يهدد ديننا وعقيدتنا وارتقائنا وبقائنا ويعمل على استخدام حواسه الخمس وإمكانياته وأجهزته في مضرتنا ومضرة الآخرين بدلا من استخدامهم في منفعتنا ومنفعتهم ، فهذا [ الآخر القريب ] أكثر خطراً من [ الآخر البعيد ] الذي لم تكن له الفرصة الكافية للتعرف على عقيدتنا وفكرنا ومنهجنا بعد ما شوه صورتنا [ الآخر القريب ] الذي يتحكم بمصيرنا وبات يهدد أمننا وأمن الآخرين بسبب تشوه المخرجات البشرية التي تفرزها سياسته اللاإنسانية ، وبعض عناصر [ الآخر البعيد ] توارثوا الحقد والكراهية كما توارث [ الآخر القريب ] الجهل وحب التسلط والاستبداد ، والجاهل عدو نفسه وعدو للآخرين .

فالتوجه يجب أن يكون على أساس التخلص من سيطرة هذا [ الآخر القريب ] الذي يستخدم حواسه الخمس وجوارحه ومسالحه وأجهزته في مضرتنا وإيذائنا وإيغار صدورنا على بعضنا البعض وعلى الآخرين ، هذا في حالة إذا لم يستجيب لعملية ( الإصلاح السياسي وبما أمر الله ) ودون أي حيلة وخديعة ودون أي شروط ، والقيام بإفهام [ الآخر البعيد ] حقيقة عقيدتنا وفكرنا ومنهجنا وحقيقة رسالتنا الإنسانية التي شوهها من هو أشد كفرا ونفاقا ، لأن [ الآخر البعيد ] يؤمن بما يراه ويستدل عليه بحواسه الخمس ويتلمسه وهو أكثر صدقاً من [ الآخر القريب ] الذي لا يؤمن بشيء ولا يعترف بأحد ، فهو في حقيقته لا يؤمن ولا يعترف إلا بنفسه ويعتبر الآخرين تكملة عدد يمد كيانه السياسي بالحياة ويتيح له والوجود والبقاء على نفس الحالة من الشذوذ والانحراف .

فلماذا لا نقوم بتجسيد عقيدتنا وفكرتنا ، عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام الإنسانية الراقية لكي يتلمسها ويتعرف عليها [ الآخر البعيد ] ؟ ولماذا نسمح لهذا [ الآخر القريب ] بمنعنا وبمنع [ الآخر البعيد ] من معرفة الحقيقة الغائبة ؟ ولماذا نعين [ الآخر القريب ] على ( تكفير وتغطية الحقيقة ) ونصبح من جنود الظلام ، فهل نحن أصبحنا من اللئـام ؟ فالخير يجب أن يعم الجميع .

حقيقة نتائج العمل بالمسلكين العلميين في اكتساب المعرفة وهما :

1- المنهج التجريبي واستخدام الحواس في عملية التجربة والمشاهدة ، وهو المسلك الذي يعتمد عليه الغرب في كسب المعرفة وفي تقدمه العلمي . وهذا المسلك يجعل الإنسان ينظر إلى الأشياء بعين واحدة ، وهي عيون الرأس فقط .

2 – ( الإيمان والعمل ) بخبر الوحي الصادق – الكتاب والسنة – الذي يجعل الإنسان يرتقي ارتقاء روحياً وفكرياً ويطمئن نفسياً ، فبالإيمان والعمل الصالح الصحيح المصلح يحصل المؤمن على الإضاءة الفطرية والإشراق الروحي فيرتقي إلى المرتبة العليا التي أرادها الله له . وهذا المسلك المعطل يجعل الإنسان ينظر بعيون الفؤاد أو بعيون القلب ويزداد علماً ومعرفة بحقائق الأشياء بعد ما يصبح عبداً ربانيا يرى بنور الله فيعيش في أفق وعالم الذين أنعم الله عليهم بدلاً من أفق وعوالم المغضوب عليهم والضالين .

و[ الآخر القريب ] الذي يستخدم الدين كأداة سياسية يصدر للآخرين ما جعله أشبه بالنظرية التي لا ترتقي بالعقول ولا تسموا بالأرواح وتصل بالناس إلى طريق مسدود بعد ما أفرغ الدين من محتواه ، و[ الآخر البعيد ] يعرف هذا الأمر – كما يعرفه الكثير من المؤمنين - وهو متعطش للمعرفة و جاد في بحثه ، فهو بدأ يشعر بقرب نهاية مدنيته الجافة المتعطشة للإرواء الروحي ، وهو يبحث عن المسلك الآخر الذي يميز المؤمنين ، وهو المسلك الذي أسس المسلمون به حضارتهم الإنسانية المتكاملة الراقية ، حيث حققوا في فترة من الفترات الزمنية الارتقاء الإنساني الشامل العام وهو الارتقاء ( الفكري والروحي والنفسي والمادي ) ، وهذا ما يبحث عنه [ الآخر البعيد ] وهذا ما لا يريده [ الآخر القريب ] ، [ فالآخر القريب ] يجند شياطين الإنس والجن من أجل أن يمنع البشرية من الانتفاع بعلوم الديـن ، وبعض عناصر [ الآخر البعيد ] يفعلون نفس شيىء ، فوجود مثل هؤلاء على رأس السلطة يشكل خطراً على البحث العلمي ويهدد الجنس البشري بالفناء كما أدى به إلى الانحدار .

و[ الآخر البعيد ] لديه بعض المعلومات الناقصة عن ذلك الأمر - الإضاءة الفطرية والإشراق الروحي - ونحن في زمن تدفق المعلومات وتراكمها ، فهو يريد أصل وجوهر كل فكرة ومعلومة تعينه على البقاء والارتقاء بعد ما تُصوب مسيرته في الحياة ، وتلك حاجة فطرية وطبيعية ، وهو يعلم بأن إظهار الحقيقة تضر بمصالح كافة المفسدين في الأرض ، كما تضر [ الآخر القريب ] وتمنعه من ممارسة شذوذه الفكري والنفسي وتنهي تسلطه واستبداده .

و[ الآخر البعيد ] يشعر بأن هناك فئة من [ الآخر القريب ] قامت بتجنيد بعض المحسوبين على أهل العلم من أجل تعطيل رسالة الدين في الإصلاح وحرمان البشرية من الانتفاع بعلوم الدين وبحجج واهية وبعد ما حصروا الدين في المسجد وأبعدوه عن واقع المجتمع وتركوا المجتمع في يد من يمارس عليهم شذوذه الفكري والنفسي ، والفئة التي تستخدم الدين في تنفيذ سياستها الشاذة تعتبر أشد خطراً من الفئة التي لا تستخدم هذا الأسلوب في سياستها ، وقد يكون التفاهم أسهل مع الفئة التي تجهل حقيقة الدين ولا تستعمله في تنفيذ سياستها وهي لم تجد من يوضح لها حقيقة الدين وعلومه وأثرها على المجتمع الإنساني والكون بشكل عام ، خاصة إذا ما كانت تلك الفئة فئة مخلصة للبشرية ولكن لم يكن لها حظ في معرفة ودراسة علوم الدين وهي تعيش حالة البحث عن الحقيقة الغائبة ، والتي غيبها من يستخدم الدين من أجل ممارسة شذوذه الفكري والنفسي .

فلماذا لا نستعين بمن يؤمن بنتائج التجارب الاجتماعية على من لا يؤمن بها بالرغم من ظهور نتائجها ؟ فكلاهما كافر ، ولكن هناك كافر بالغيب الذي نؤمن به ومؤمن بما يراه من نتائج يتلمسها بحواسه الخمس ، وهناك مؤمن نظرياً وكافر عمليا بالغيب ولا يؤمن بالعدل ولا بالمساواة ولا بالحرية ولا بحقوق الناس ولا بضرورات حياتهم الإنسانية وهو يعتقد بأن الأرض وما عليها ملك له وللصوص كما كانت ملكاً لأجداده ، وهو يتلاعب في النصوص الدينية ليجعلها تخدم سياسته العدوانية ، كما هو يريد أن يعيش في ظل الخلافات والكراهية - ليس بين المسلمين فقط - بل بين رعايا [ الآخر البعيد ] وبصورة ماكرة وخبيثة وكأنه بريء من ذلك ، بل هو لا يؤمن بأحقية الله في العبودية الخالصة فهو يعتقد بأنه أولى من الخالق بالعبودية والخضوع ، فهو يعبد الناس لشخصه بواسطة الأموال والأشياء التي وهبها ومنحها الله للناس ووضعها الله بيده لكي يوزعها ويفرقها عليهم بالعدل ودون منة عليهم ، وهو كافر بما يراه من نتائج اجتماعية ولا يريد الاعتراف بسوء مسلكه وبفساد منهجه ، فهو يراهن على بقائه بوجود من هم أشد كفراً ونفاقا من الآخرين ، فأنتبه يا أخي في الدين ، وأحذر أن تكون منهم ، والحق لا يعرف بالرجال أعرف الحق تعرف أهله .

أخي المؤمن الكريم ، إن المسألة بحاجة لإعادة نظر ، فيجب أن نفرق بين كافر وكافر ، وبين آخر وآخر ، بين من يكفر في الغيب ولا يكفر ولا يغطي ما ظهر له وأستدل عليه بحواسه الخمس ، وبين من يكفر بالغيب وبما ظهر وتجسد وشاهدته العيون ولا مسته الأيدي .

ياقوتة
10-11-2002, 12:14 AM
موجود الحل الآخر دائما امامنا ولكن تنقصنا أو بالأحري ينقصنا من يقودنا الى هذا الاخر وعسى الله ان يفك قيد كل الآخرين المنتظرين ... آمييين

وميض
10-11-2002, 01:48 PM
اللهم آمين