PDA

View Full Version : ردود فعل واسعة على مقال ليهودي في مجلة أمريكية تصدر في الكويت


*بنت العرب*
05-11-2002, 09:53 PM
أثارت مجلة تصدر بالكويت ردود فعل واسعة بعد ما أوردت تقريراً في آخر أعدادها يتبنى المزاعم اليهودية بشأن المسجد الأقصى، فيما التزمت وزارة الإعلام الكويتية الصمت ولم تحرك ساكنا.

ففي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الصحافة الكويتية المطبوعة؛ ينشر في الكويت اليوم الثلاثاء الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري تقرير صحافي يتضمن ترويجاً للادعاءات الإسرائيلية المتعلقة بالمسجد الأقصى المبارك.

إذ ينشر الإصدار الكويتي من مجلة "نيوزويك"، التي تنشرها دار الوطن للصحافة والنشر، تقريراً يعتبر الحرم القدسي الشريف مقاماً فوق أنقاض يهودية.

سابقة في الصحافة الكويتية: تقرير مفاجئ .. ومثير للجدل

وتنشر المجلة المذكورة في صفحتها السابعة عشرة تقريراً تحت عنوان "حائط هرمجدون" يتجاهل الحقوق الإسلامية والعربية والثوابت التاريخية بشأن منطقة الحرم القدسي. ومما يرد في التقرير صورة جوية للحرم يعلوها التعليق التالي بالعربية "المجمع الذي يدعوه المسلمون الحرم الشريف بني فوق الأنقاض القديمة للهيكل اليهودي"، على حد تعبيره.

ويرأس تحرير "نيوزويك باللغة العربية" محمد عبد القادر الجاسم، وهي تصدر عن "دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر"، بالاتفاق مع نيوزويك إنترناشيونال. وتقوم الدار المذكورة بإعداد النسخة العربية من نيوزويك، وطباعتها بـ"مطابع الوطن التجارية" بالكويت.

وكتب التقرير الأصلي صحافي يهودي يدعى دان إيفرون، وهو يتناول مسألة تداعي الحائط الجنوبي للحرم القدسي الشريف، الذي أطلق عليه اسم "حائط هرمجدون".

ومما يتجاهله التقرير خطورة الحفريات التي دأبت سلطات الاحتلال على القيام بها تحت جدران الحرم القدسي الشريف منذ احتلالها للشطر الشرقي من مدينة القدس في سنة 1967، وهي الحفريات التي تركزت بمحاذاة الجدار الغربي، أي حائط البراق، والجدار الجنوبي، قبل أن تتوسع في عدة اتجاهات بما فيها تحت المسجد الأقصى ذاته.

مفتي القدس يستنكر "ترديد المزاعم الصهيونية"

في هذه الأثناء تتصاعد ردود الفعل على نشر تقرير كهذا في الكويت. فقد تدخل علماء وشخصيات وقوى للتنديد بنشر مزاعم كهذه في الكويت، وسط مطالبات بسحب نسخ المجلة المذكورة من الأسواق الكويتية والعربية.

فمن جانبه استنكر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس ومفتي الأراضي المقدسة الشيخ عكرمة صبري بشدة "ترديد المزاعم الصهيونية بشأن بناء المسجد الأقصى فوق أنقاض الهيكل اليهودي المزعوم"، في إشارة إلى المقال المنشور بالكويت في النسخة العربية من المجلة الأمريكية.

وحذر الشيخ صبري من المساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك، داعيا العرب والمسلمين في العالم إلى أن يتحملوا مسؤولياتهم في إنهاء الاحتلال عن مدينة القدس، وسائر المناطق الفلسطينية، قبل أن لا ينفع الندم.

وكان الكاتب اليهودي سخر، في التقرير، من الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى ووصفه بأنه "جدار ملعون"، بعد أن سجل مزاعم عديدة عن إقامة المسجد الأقصى على أنقاض الهيكل اليهودي، بحسب قوله.

البيتاوي: سندافع عن الأقصى .. وسنفديه بأرواحنا

من جانبه أكد الشيخ حامد البيتاوي، رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى؛ أنّ "الحرم القدسي الشريف هو وقف إسلامي وملك للمسلمين، ولا حق لليهود فيه".

جاء ذلك رداً على ما يتضمنه العدد الجديد من "نيوزويك باللغة العربية" التي تصدر في الكويت عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر، والذي حذرت عدة جهات وشخصيات من أنه يتضمن معلومات منافية للحقائق ومطابقة للادعاءات التي تروجها سلطات الاحتلال في ما يتعلق بالحرم القدسي الشريف.

وشدد رئيس رابطة علماء فلسطين على أنّ "الشعب الفلسطيني، ومن ورائه المسلمون في العالم، سيدافعون عن المسجد الأقصى، وسنفديه بأرواحنا". وأضاف يقول "إنّ انتفاضة الأقصى التي مضى عليها أكثر من عامين، وزلزلت كيان العدو "الإسرائيلي" ؛ كانت رداً على تدنيس شارون للمسجد الأقصى في زيارته المشؤومة له"، على حد تعبيره.

وحذّر الشيخ حامد البيتاوي الحكومة الصهيونية من مغبة المساس بالمسجد الأقصى، كما طالب المسلمين في العالم بأن يتحملوا المسؤولية نحو الحرم القدسي، فهو "أمانة في أعناق كل المسلمين، خاصة وأنه في خطر، بينما عشرات الجمعيات الصهيونية تعمل ليل نهار من اجل إقامة هيكلهم المزعوم" على أنقاضه، وفق ما ذكر.

وبدوره شدّد الشيخ حامد البيتاوي على أنّ المسجد الأقصى بحرمه، والصخرة المشرفة، والمصلى المرواني وأقبيته وغرفه ومساطبه وزواياه وأسواره؛ بما فيها حائط البراق ومآذنه وساحاته، التي تبلغ مائة وأربعة وأربعين دونماً مربعاً، وأسفله وأعلاه؛ هي وقف إسلامي، وملك للمسلمين لا حق لليهود به ولا بأي جزء من الأجزاء، كما قال.

صلاح: الشعب الكويتي سيلقي التقرير في سلة المهملات

أما الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، ورئيس مؤسسة الأقصى لإعمار وصيانة المقدسات الإسلامية، فقد عقب على مقال الكاتب اليهودي دان إيفرون، الصادر في "نيوزويك باللغة العربية" التي صدرت الثلاثاء في الكويت، بالتأكيد أنّ "الادعاءات اليهودية بأن المسجد الأقصى بني فوق أنقاض الهيكل المزعوم محض كذب وافتراء، ويصادم الحقيقة الدينية، والحقيقة التاريخية، وحقائق علم الآثار، وهو سعي لبناء افتراءات بهدف إقامة المطالبة بحقوق اليهود على المسجد الأقصى".

ورأى الشيخ صلاح أنّ إثارة هذا الموضوع عبر وسائل الإعلام يشير بشكل واضح إلى وجود مخططات جاهزة في دوائر المؤسسة الصهيونية ، لبناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى.

وقال الشيخ صلاح إن المؤسسة الصهيونية لا تخفي نواياها، وهي تصرح بأنها تريد بناء هيكل مكان المسجد الأقصى، وهم اليوم يتحدثون عن ذلك في وسائل الإعلام، لبلورة موقف إعلامي عالمي ومحلي، من قبل المؤسسة الصهيونية ، على المستوى الرسمي والشعبي، كجزء من مساعيهم لبناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى.

وأكد الشيخ صلاح أن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وهو حق إسلامي عربي فلسطيني خالص، ولا يوجد لليهود حق فيه، ولا في حجر من حجارة المسجد الأقصى، بحسب تأكيده.

وفي تعليق على نشر التقرير في الكويت قال الشيخ رائد صلاح "إننا نعرف ماذا يعني المسجد الأقصى للشعب الكويتي، والذين ينظرون إليه على أنه القبلة الأولى، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومسرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وينظرون إليه كحق عربي وإسلامي وفلسطيني، ويجب على العالم العربي والإسلامي حكومات وشعوب وعلماء، أن يسعوا إلى تحرير المسجد الأقصى". وأضاف قائلا "أنا على يقين أن الشعب الكويتي المسلم يدرك ذلك، ولذلك فإن هذا المقال مصيره سلة المهملات"، حسب تعبيره.

مطالبة المسؤولين الكويتيين بسحب نسخ المجلة

وفي خضم هذه الضجة طالبت مؤسسة أهلية نمساوية تعنى بالشؤون الفلسطينية، مسؤولين كويتيين، بالحيلولة دون نشر ما أكدت أنه "معلومات مضللة" تروجها سلطات الاحتلال في ما يتعلق بالمقدسات الإسلامية والمعالم التاريخية في مدينة القدس المحتلة.

فقد حذرت رابطة فلسطين بالنمسا، وهي مؤسسة أهلية تنشط في النمسا في المجالات الثقافية والاجتماعية والخيرية، من مغبة ترويج مزاعم مختلقة بشأن المسجد الأقصى، في مجلة من المتوقع أن تصدر في الكويت يوم الثلاثاء المقبل.

وأشارت الرابطة إلى أنّ العدد الجديد من "نيوزويك باللغة العربية" التي تصدر في الكويت عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر، يتضمن معلومات منافية للحقائق ومطابقة للادعاءات التي تروجها سلطات الاحتلال في ما يتعلق بالحرم القدسي الشريف.

ووجهت الرابطة رسالة مفتوحة إلى رئيس تحرير مجلة "نيوزويك باللغة العربية" محمد عبد القادر الجاسم، وأرسلت نسخة منها أيضاً لوزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح لوضعه في صورة الأمر، أعربت فيها عن الاستياء الشديد من "نشر التقرير الذي كتبه صحافي يدعى دان إيفرون، للقراء العرب في دولة الكويت العزيزة وخارجها، والذي يتضمن مغالطات واضحة".

ومضت الرسالة، التي حملت توقيع رئيس رابطة فلسطين بالنمسا عادل عبد الله، إلى القول "إننا لا نخفي دهشتنا البالغة من صدور تقرير بهذه الفظاظة، ينتهك حقائق التاريخ، ويتعدى على حرمة المقدسات، ويتماشى مع ادعاءات الاحتلال، فضلاً عن تصادمه مع أحد الثوابت المؤكدة للسياسة الرسمية لدولة الكويت، وتعارضه الصارخ مع الموقف الشعبي الراسخ في هذا البلد العربي الأصيل؛ في رفض الاحتلال واستهجان ادعاءاته في هذه البقعة المقدسة، التي تمثل جوهر القضية الفلسطينية وتجسد عدالتها، وتتطلع إليها أفئدة العرب والمسلمين وكل أنصار العدل والحرية في العالم".

وطالبت الرابطة بسحب كافة نسخ هذه المجلة من الأسواق، مناشدة رئيس تحريرها محمد عبد القادر الجاسم "اتخاذ الموقف الذي يمليه عليكم ضميركم المهني، ووازعكم الأدبي، في يخص هذه المسألة".

http://www.palestine-info.info/arabic/palestoday/dailynews/2002/nov02/5-11/details1.htm#4