PDA

View Full Version : الأمن الاجتماعي وأثره على تغيير ما بالأنفس .


وميض
08-11-2002, 08:38 PM
قال تعالى ( ... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ... ) (11) ( الرعد ) .

تلك الآية يتحجج بها عمال وعلماء حكام الجور والسلطات القهرية التي تتحدث عن الإصلاح ، أو تلك التي تدعي تطبيق الشريعة وهي تمارس الخديعة ، فعمالها يبررون بها عدم استجابة أربابهم لمطالب الإصلاح السياسي والاجتماعي ، فهناك من يتمادى في استخدام مفهوم تلك الآية في تبرير ما لا يمكن تبريره من أجل أن تبقى الأمور على حالها السيئ والمجتمع يسير إلى الانحدار والهلاك بانتظار أن يغير كل الناس ما بأنفسهم ، وكأن أفراد هذا المجتمع لا تحيط بهم البرامج والمناهج والأفكار والمفاهيم والممارسات والقيم الفاسدة التي تفسد أنفسهم وتخربها ، فالسلطات القهرية هي من يقوم بتسريبها إلى قلوبهم وأنفسهم عبر مساربها المختلفة ( التربية والتعليم والإعلام – صحف مجلات تلفاز راديو - ) عوضا عن المنهج السياسي العام القائم على سوء توزيع الثروة والمناصب ووضع الذئب واللص المناسب في المكان المناسب بدلاً من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، فكيف سيغير المتضررون والمضطهدون ما بأنفسهم ؟ ، والذي أوجد بسبب تلك السياسات العدوانية اللامسؤولة التي تصيب الإنسان بأمراض نفسية متعددة وتكاد تكون مزمنة ، ألا يجب أن تتحمل السلطة مسئوليتها في إصلاح ما بأنفس الناس إذا ما كانت جادة وصادقة ومخلصة لرعاياها ؟

فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، ومسؤول عن ما بأنفسهم وبقلوبهم من أمراض وآفات وعاهات تحدث بسبب فساد المنهج وسوء الممارسات .

فإصلاح ما بأنفس الناس يتم من خلال ( تطبيق المنهج الرباني ) وتوفير ( الأمن الاجتماعي ) ، بإقامة العدل وإشاعة الحرية وتطبيق المساواة ومنع الظلم ومنع جميع أنواع الاعتداء على القلوب والعقول والأنفس وتخفيف الأعباء عن كاهل الناس ، إلى أخر تلك الأمور والإجراءات التي يجب أن تتخذ من قبل السلطة التي تنوي الإصلاح .

فلماذا لا يوصي علماء وعمال السلطات القهرية أربابهم بتغيير ما بأنفسهم من شذوذ وانحراف حتى لا ينعكس على أفراد المجتمع ، وحتى يصلح أفراد المجتمع بعد ما يتغير حالهم وتتحسن أحوالهم وتطيب أنفسهم ، فهل ( الدولار ) يعكس الآيات والمفاهيم في الأذهان ويجعل الضحية مذنب والمذنب ضحية ؟ وهل أنفس الناس لا تتأثر بهذا الظلم وبهذا العبث الذي ينزل على رؤوسهم ويتدحرج عليهم من رأس الهرم ؟

قال تعالى ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (1) ) ( النساء ) .

يجب أن يصلح الرأس حتى يصلح البدن *، والرأس لا يصلح إذا ما كان القلب * قلب خرب فاسد ، والعقل السليم في القلب السليم .
_____________

* الرأس : الحاكم .
* القلب : العالم .
* البدن : الأمة .

ياقوتة
10-11-2002, 12:04 AM
فلماذا لا يوصي علماء وعمال السلطات القهرية أربابهم بتغيير ما بأنفسهم من شذوذ وانحراف حتى لا ينعكس على أفراد المجتمع

لا أحب أن أسيء الظن بهم لكن يعلم الله أن هذا التساؤل موجود على لسان كل من يخاف الله ... يجلسون مجالسهم ويدعون الى ولا ئمهم واجتماعاتهم ... وتستخدمهم السلطة لنصح الشعب دينيا وتذكيرهم بطاعة أولي الأمر .... نصح وارشاد في اتجاه واحد الى أسفل ... في اتجاه عامة الشعب وليت رجال ديننا يبدؤون من أعلى فمتى صلح الرأس صلح باقي الجسد .... في الليل يسهرون ويسمرون مع الأميركان وفي النهار يجمعون رجال الدين ... مايصلح هكذا حال .

وشكرا أخي وميض .

وميض
10-11-2002, 01:53 PM
أختي الكريمة ياقوته أشكرك جزيل الشكر على المشاركة وعلى هذا التعليق القيم بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .