PDA

View Full Version : عوامل تفرق الأمة الإسلامية في وقتنا الحاضر؟


الاتحاد
11-11-2002, 04:56 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله العوامل التي أدَّت إلى تفرُّق الأمة وتمزُّقها هي عوامل مشتركة داخلية وخارجية، وتتداخل هذه العوامل، وتنحصر في أربعة أسباب وأعتقد أنها لا تزال هي الأسباب الأساسية:


أولاً ظهور العصبيات التي فرَّقت بين الأمة، فالأمة الإسلامية كانت تعيش تحت مظلة العقيدة الإسلامية والأخوَّة الإسلامية (إنما المؤمنون إخوة)، "المسلم أخو المسلم" والإسلام اعتبر الأخوة إيماناً والفُرقة كفراً، لما ذهب بعض اليهود وحاول أن يفرَّق بين الأوس والخزرج، نزل القرآن يقول (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) فأسباب النـزول تبيِّن أنهم يردوكم بعد وحدتكم متفرِّقين وبعد أخوَّتكم متعادين (وكيف تكفرون ..) أي كيف تتفرَّقون فعبَّر عن الفُرقة بالكفر، فأقول أنه بعد هذه المظلة العقيدية التي كانت تجمع الأمة ظهرت عصبيات شتى، عصبيات قومية وعنصرية، عصبيات وطنية وإقليمية، عصبيات لغوية فظهر في الأتراك القومية الطورانية وظهر عند العرب القومية العربية وظهرت قومية سورية تدعو إلى الفينيقية ونحو ذلك، وظهر قومية فرعونية في مصر وقومية آشورية في العراق وهكذا، فهذه العصبيات لعبت دوراً أساسياً في تفرق الأمة .



العامل الثاني :ـ المذاهب والأفكار والمبادئ المستوردة، فبعدما كانت الأمة تُحكِّم الشريعة ولها مرجعية واحدة، أصبحت الآن تحتكم إلى أشياء أخرى وهذه جعلت جماعة يتجهوا إلى اليمين وجماعة يتجهوا إلى اليسار، وجماعة يتجهوا إلى الشرق وجماعة إلى الغرب، والقرآن يقول (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). كان هناك صراط واحد تجتمع عليه الأمة ، والآن هناك سُبل مختلفة، فهذا يأخذ الليبرالية وهذا يأخذ الاشتراكية وهذا يأخذ الماركسية اللينينية وذلك الماركسية وهكذا، فهذا عامل ثاني.

العامل الثالث :ـ اختلاف الولاءات حتى مع اختلاف المستوردات ـ هذه المبادئ المستوردة ـ فهناك جماعة ولاؤهم لواشنطن وجماعة ولاؤهم لباريس وجماعة ولاؤهم لبكين وجماعة ولاؤهم لبلغراد، فتنوَّعت الولاءات بعد أن كان الولاء كله لله ولرسوله وللمؤمنين (ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون).

العامل الرابع :ـ الأنانيات والأهواء الحاكمة، فبعض الناس وجد أنه من مصلحته أن يكون كملوك الطوائف في الأندلس وكما قال الشاعر: مما يزهِّدني في أرض أندلـس ألقاب معتصم فيهـا ومعتضـد ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صورة الأسد فكل واحد يريد أن يكون أمير المؤمنين ؛ولو على قطعة صغيرة، فهذه الأنانيات الحاكمة والأهواء التي سيطرت على الكثيرين جعلتهم يؤثرون مصالحهم الشخصية وأن يكون لهم كرسي مستقل عن غيره ولو كان في ذلك ضياع الأمة في النهاية . فهذه عوامل أعتبرها من الأسباب الأساسية التي فرَّقت الأمة. والله أعلم

المصدر: موقع الإسلام على الأنترنت.