PDA

View Full Version : ((((( ابتلاء دعاة الحق )))))


ياقوتة
11-11-2002, 08:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا المقال الرائع لأخ لنا اسمه سلطان وجدته في موقع المجاهدين الشيشان وهو بحق مقال يدعوا الى الصبر على البلاء والمحن وعسى ربي أن ينفعنا واياكم بما فيه
--------------
ابتلاء دعاة الحق من الرسل صلى الله عليه وسلم وأتباعهم أمر لازم لا محيص عنه يدل على ذلك كتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }.

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآيات ( وقوله أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )
استفهام إنكار ومعناه أن الله سبحانه وتعالى لا بد أن يبتلي عباده
المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان كما جاء في الحديث الصحيح : أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في البلاء .

وهذه الآية كقوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدا منكم ويعلم الصابرين ومثلها في سورة براءه وهي قوله تعالى أم سبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة وقال في البقرة أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب .

ولهذا قال ها هنا ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ؛ أي الذين صدقوا في دعواهم الإيمان ممن هو كاذب في قوله ودعواه .

* وقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للفتنة والابتلاء كغيره
من عباد الله الصالحين فابتلي بدعاية الكفار ضده وضد دعوته إذ قالوا إنه ساحر أو شاعر أوكاهن أو مجنون وقالوا عن دعوته إنها تفرق بين المرء
وزوجه وإنها كهانة وإنها أساطير وإنما يعلمه بشر وابتلي بأبي هو وأمي بعرض المغريات عليه من الجاه والسلطان والمال والنساء لكي يترك دعوته أو يعبد آلهة الكفار سنة ويعبدون الله سنة أو يداهنهم ويترك عيب
آلهتهم .

قال تعالى : { ودوا لو تدهن فيدهنون } . { قل يا أيهاالكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبدولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين }

* وابتلي صلى الله عليه وسلم بالمقاطعة الاقتصادية والتجويع كما هو معروف من حصار الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم في شعب أبي طالب وابتلي بالتعذيب الجسدي فعن عروة بن الزبير قال سألت ابن العاص فقلت أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله
صلى الله عليه وسلم قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجر
الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه على عنقه فخنقه
خنقاً شديداً فأقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم.

* وقال ابن كثير قال الإمام أحمد حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن أبي اسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبدالله قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على قريش غير يوم واحد فإنه كان يصلي ورهط من قريش جلوس وسلا جزور قريب منه فقالوا من يأخذ هذا السلا فيلقيه على ظهره فقال عقبة بن أبي معط أنا فأخذه فألقاه على ظهره فلم يزل ساجداً حتى جاءت فاطمة فأخذته عن ظهره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم عليك بهذا الملأ من قريش اللهم عليك بعتبة بن ربيعة اللهم عليك بشيبة بن ربيعة اللهم عليك بأبي جهل بن هشام اللهم عليك بعقبةبن أبي معيط اللهم عليك بأبي بن خلف أو أمية بن خلف ( شعبة الشاك ) قال عبدالله فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعاً ثم سحبوا إلى القليب غير أبي أو أمية بن خلف فإنه كان
رجلاً ضخماً فتقطع .

وقد رواه البخاري في مواضع متعددة من صحيحه ومسلم من طرق
عن ابن إسحاق به والصواب أمية بن خلف فإنه الذي قتل يوم بدر وأخوه أُبي إنما قتل يوم أحد والسلا هو الذي يخرج مع والد الناقة كالمشيمة لولد المرأة وفي بعض ألفاض الصحيح أنهم لما فعلوا ذلك استضحكوا حتى جعل بعضهم يميل على بعض أي يميل هذا على هذا من شدة الضحك
لعنهم الله وفيه أن فاطمة لما ألقته عنه أقبلت عليهم فسبتهم وأنه صلى الله عليه وسلم لما فرغ من صلاته رفع يديه يدعو عليهم فلما رأوا ذلك سكن عنهم الضحك وخافوا دعوته .

ياقوتة
11-11-2002, 08:26 PM
وابتلي صلى الله عليه وسلم بتعذيب أصحابه واضطهادهم فإنه عليه السلام يتألم لذلك غاية الألم وقد تفنن كفارقريش في تعذيب الرعيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وأرضاهم وقد تحدث الصالحي في سيرته المسماة ( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ) حديثاً مستفيضاً عن تعذيب كفار قريش للرعيل الأول من الصحابة وذكر روايات متعددة جمعها من كثير من كتب السير أجتزىء مما أورده ما يلي :

قال : فمن المستضعفين بلال رضي الله عنه وكان صادق الإسلام طاهر
القلب قال ابن إسحاق وغيره فكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى فيقال وهو في ذلك البلاء أحد أحد أنا كافر باللات
والعزى.

وروى البلاذري عن عمير بن إسحاق قال كان بلال إذا اشتد عليه العذاب قال أحد أحد فيقولون له قل كما نقول فيقول إن لساني لا ينطق به ولا يحسنه .

وروى البلاذري بسند صحيح عن محمد بن سيرين قال لما أسلم بلال أخذه أهله فقمطوه وألقوا عليه من البطحاء وجعلوا يقولون ربك اللات والعزى فيقول أحد أحد فأتى عليه أبو بكر رضي الله عنه فقال علام تعذبون هذا الإنسان فاشتراه بسبع أواقي وأعتقه وفي رواية للبلاذري أنه اشتراه بعبد كافر .

ومنهم خباب بن الأرت رضي الله عنه فقد روى البلاذري بسنده قال خباب عن نفسه لقد رأيتني يوماً وقد أوقدوا لي ناراً ثم سلقوني فيها ثم وضع رجل رجله على صدري فما اتقيت الأرض إلا بظهري ثم كشف باب عن ظهره فإذا هو قد برص.

وروى البخاري في صحيحه عن خباب رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة ولقد لقينا من المشركين شدة شديدة فقلت يارسول الله ألا تدو الله لنا فقعد محمراً وجهه فقال إن كان من كان قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأس أحدهم فيشق باثنتين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله
هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه.

ومنهم أبو فكيهة واسمه أفلح ويقال يسار وكان عبداً لصفوان بن أمية فأسلام حين أسلم بلال فأخذه أمية بن خلف وربط في رجله حبلاً وأمر به فجر ثم ألقاه في الرمضاء فمر به جُعل فقال أليس هذا ربك فقال
الله ربي خلقني وخلقك وخلق هذا الجُعل فغلظ عليه وجَعَل يخنقه ومعه أخوه أبي بن خلف يقول زده عذاباً حتى يأتي محمد فيخلصه بسحره فأخرجه نصف النهار في شدةالحر مقيداً إلى الرمضاء ووضع على بطنه صخرة فدلع لسانه فلم يزل على تلك الحال حتى ظنوا أنه قد مات ثم أفاق فمر أبو بكر رضي الله عنه فاشتراه وأعتقه .


ومنهم عمار بن ياسر وأبوه وأمه سمية وأخوه عبدالله كانوا يعذبون أشد العذاب فمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة فمات ياسر في العذاب وأغلظت سمية لأبي جهل فطعنها في قبلها فماتت ورمى عبدالله فسقط وغير هؤلاء كثير عذبوا في
الله وابتلوا منهم جارية بني المؤمل بن حبيب ومنهم زنيرة الرومية فقد روى أنها عذبت حتى عميت فرد الله عليها بصرها .


هذه سنة الله في خلقه لا بد للمؤمنين من ابتلاء وفتنة واختبار سواء كانت بالسراء أو الضراء وما الأوامروالتكاليف الشرعية إلا جزء من هذا
الاختبار .

وهناك فوائد لابتلاء المؤمنين لا تحصى منها على سبيل المثال لا الحصر .

-1- تربية المؤمنين وصقل معادنهم وتمحص ما في قلوبهم فهم ينضجون بالمحن كما ينضج الطعام بالنار .

{ قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم
وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور } .

يقول ابن القيم ( .. فإن القلوب يخالطها بغلبات الطبائع وميل النفوس وحكم العادة وتزيين الشيطان واستيلاء الغفلة ما يضاد ما أودع فيها من الإيمان والإسلام والبر والتقوى فلو تركت في عافية دائمة مستمرة لم
تتخلص من هذه المخالطة والم تتمحص منه فاقتضت حكمة العزيز أن قيض لها من المحن والبلايا ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء إن لم يتداركه طبيبه بإالته وتنقيته من جسده وإلا خيف عليه من الفساد والهلاك .. )


ويقول سيد قطب : ( إن حقيقة الإيمان لا يتم تمامها في قلب حتى يتعرض لمجاهدة الناس في أمر هذا الإيمان مجاهدتهم بالسان بالتبليغ
والبيان ومجاهدتهم باليد لدفعهم عن طريق الهدى حين يعترضونه باالقوة الباغية وحتى يتعرض في هذه المجاهدة للابتلاء والصبر على الجهد والصبر على الأذى والصبر على الهزيمة والصبر على النصر أيضاً فالصبر على النصر أشق من الصبر على الهزيمة وحتى يتمحص القلب ويتميز الصف وتستقم الجماعة على الطريق وتمضي فيه راشدة صاعدة متوكلة على الله .


حقيقة الإيمان لا يتم تمامها في قلب حتى يتعرض لمجاهدة الناس في أمر هذا الإيمان لأنه يجاهد نفسه أولاً في أثناء مجاهدته للناس وتفتح له
في الإيمان آفاق لم تكن لتفتح له أبداً وهو قاعد آمن سالم وتتبين له حقائق في الناس وفي الحياة لم تكن لتتبين له أبداً بغير هذه الوسيلة ويبلغ هو بنفسه ومشاعره وتصوراته وبعاداته وطباعه وانفعالاته واستجاباته ما لم يكن ليبلغه أبداً بدون هذه التجربة الشاقة المريرة .

وحقيقة الإيمان لا يتم تمامها في جماعة تتعرض للتجربة والامتحان والابتلاء وحتى يتعرف كل فرد فيها على حقيقة طاقته وعلى حقيقة غايته ثم تتعرف هي على حقيقة اللبنات التي تتألف منها .
مدى احتمال كل لبنة ثم مدى تماسك هذه اللبنات في ساعة الصدام ) .

-2- رفع درجات المؤمنين ومضاعفة حسناتهم وتكفير خطاياهم حتى يمشي أحدهم على الأرض وما عليه خطيئة قال صلى الله عليه
وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .

وقال صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه .

-3 - تطهير الصف المؤمن من أدعياء الإيمان من المنافقين والذين في قلوبهم مرض فإبان العافية والسراء يختلط الحابل بالنابل والخبيث بالطيب ، وإنما يقع التمييز بين الأصيل والدخيل بالمحن والبلاء كما يتميز الذهب الحقيقي من الزائف بالامتحان بالنار { ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) .


إن من الناس من يدخل في زمرة المؤمنين ويلبس لباسهم ويتكلم بلسانهم فإذا أصابته فتنة أو محنة في سبيل دينه خارت قواه وانحلت عراه وبرىء مما كان يدعيه من قبل وعن هذا النموذج من البشر يقول الله تعالى: { ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمنالمنافقين

فالمحن التي تعرض لأصحاب الدعوات هي التي
تميز هذه الأصناف وتفرزهم من بين المؤمنين وتنفي الخبث من صفوفهم كما الكير خبث الحديد .

اللهم اني استغفرك وأتوب اليك وأسألك عفوك ورضاك .. اللهم انصر اخواننا المجاهدين وثبتهم وسدد ضربتهم وفك قيد أسراهم وتقبل شهداءهم يا رحمن يا رحيم .