PDA

View Full Version : استهزأ بالختان: من ل'جرأة' بوتين غير الشيشان؟!


gulf_girl
13-11-2002, 11:18 PM
هل تثاقلت ألسن "دبلوماسيينا" في العالم الإسلامي للرد المطلوب على استهزاء الرئيس الروسي بوتين بأمر الختان بسبب إنشغالهم بالأذكار الرمضانية أم أن الأمر لأن القضية ليست بحجم يستدعي التفات "قادة" المسلمين المنهمكين جدا بهموم الرعية و بأحوال الأمة عبر مختلف بقاع العالم، ما يؤشر إلى أننا نعيش "أروع" الأمجاد في تاريخنا الحافل؟

الإجابة ستكون تعيسة تعاسة الإهانة التي طعنت قلب كل مسلم غيور خاصة أنها أطلقت من طاغية "أحمر" أمام مئات الصحفيين في قلب العاصمة الأوروبية بروكسل. و الملفت أن المترجمين الروس أدركوا بأنفسهم حجم خطورة تصريح بوتين ردا على سؤال صحافي فرنسي بشأن المجازر التي ترتكبها القوات الروسية الباغية في الشيشان، فعمدوا على حذف الفقرة التي تضمنت دعوة المتحدث الصحافي "إذا أراد أن يصبح مسلما متطرفا، إلى الذهاب إلى موسكو و الخضوع لعملية ختان بطريقة لا ينبت أي شيء بعدها ثانية" (طالع تقرير أمس في العصر)، غير أن الصحافيين الروس الحاضرين خلال الندوة الصحفية نقلوا التصريح كاملا، بل أن الفقرة ذاتها احتلت واجهات الصحف الروسية في موسكو.

و المؤسف أن قائمة التحرشات و الإهانات و أسماء المتطاولين على دين الله تمتد باستمرار منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، و هي ستغذى أكثر "كما و نوعا" ما دامت تمر تباعا من دون ضجة و لا حتى "تظاهر بالشجب". فقبل بوتين فعلها الإيطالي برلسكوني الذي استقبله القذافي في ليبيا أخيرا و أكرمه، مثلما فعلها رئيس حزب اليمين المتطرف في هولندا الذي اغتيل لاحقا على يد عضو ناشط في منظمة الدفاع عن البيئة، ثم كان دور الكاتبة و الصحافية الإيطالية الفاشية فالاتشي التي كتبت متهجمة على الحضارة الإسلامية و ترجم كتابها إلى عدة لغات، و "قلدها" الروائي الفرنسي الساقط هولبيك الذي كسب القضية في المحكمة الفرنسية بسبب تهاون النفوذ الإسلامي رغم قوته في فرنسا، و لا أحد يعتقد باستقلال القضاء الوهمي و الأدلة التي تثبت ذلك كثيرة.

و في أمريكا بلغت الجرأة المقابلة لهوان الموقف الإسلامي الحازم ذروتها و أضحى ممكنا شتم نبي الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم بأفواه روبرتسون و فالويل و غراهام و غيرهم من القساوسة الانجيليين الذين تربطهم علاقات امتيازية مع الإدارة الأمريكية. و من لم يقتنع بجرأة الحكومة الأمريكية المهينة فليفكر للحظة فقط كيف تتدخل وزارة الخارجية رسميا لتطالب السلطات الرسمية المصرية بمنع عرض المسلسل الجديد بحجة أنها "معادية للسامية". و لنتساءل هل غض الطرف عن انتهاك حرمات الإسلام جهرا يبقي لنا الحق الشرعي في الدفاع عن حقوقنا كمسلمين أو حتى كبشر في ديار الغرب، و السؤال موجه إلى من يعنيهم الأمر؟!



محمد اسماعيل