وميض
18-11-2002, 02:36 PM
من أجل تحرير الإنسان ساهم معنا في إزالة كل الكيانات السياسية الكافرة .
أخي القارئ الكريم ... لو نظرنا الأن إلى مهمة وعمل عمال وعلماء الحكومات والسلطات القهرية الكافرة ، سنجدها نفس مهمة وعمل كهان وعرافين القبائل والشعوب البدائية ، فعملهم الأن هو حماية الكيانات السياسية أو أهل وأصحاب القوة من خلال ربط عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام الأصيلة بعقيدة أهل القوة وبفكرتهم الدخيلة على الجنس البشري ، فهي نفس الفكرة القديمة ، فكرة ربط المعتقدات الغيبية وتطويعها لكي توافق عقيدة وفكرة السلطة الحاكمة القهرية ، فتلك الصورة تتكرر في الزمن الذي تسود فيه حياة الغاب والبدائية والهمجية والتخلف ، ولكن - وبطبيعة الحال - ستتغير المعتقدات والمفاهيم والتصورات والأفكار والأساليب بما يوافق نمط حياة كل جاهلية .
وعلماء وعمال كل السلطات القهرية الكافرة لهم فهم غريب في مسألة ( الكفر والتكفير ) ، وهو من غرائب الفهم في هذا الزمان ، إنه فهم سقيم يشوه عقيدة التوحيد في أذهان الناس ، وهو فهم لا يحترم عقل الإنسان ولا يرتقي به ، بل لا يحترم حتى إنسانيته ، وهو فهم لا يدين ولا يجرم سادتهم وأربابهم ولا يكشف حقيقتهم وحقيقة تأثير منهجهم ومسلكهم الفاسد على الناس وعلى الحياة بشكل عام ، ومعظمهم فصيح اللسان وحلو البيان ويحفظ الكثير من الروايات والقصص ويفهم الكثير من الصور والمعاني ، ولكن إذا ما جاءوا إلى معنى وفهم ( الكفر والتكفير ) فهم لا يذكرون علاقتهم و ترابطهم بمسألة ( تغطية وحجب الحقائق وإخفائها ) ( covering the facts ) ، وهم لا يكلفون عقلوهم في التدبر والتفكر في تلك المسألة ، فعقولهم مشغولة بالبحث عن ما يجعل الناس يعيشون في حيرة ومتاهة دائمة ، لا يستطيعون الخروج من أزمتهم وحيرتهم كما لا يستطيعون الهروب من معتقلاتهم الفكرية ، وعقولهم مشغولة أيضا بالتفكير في ما يديم بقاء قلوب وعقول الرعية وجعلها في نطاق ومجال السلطات الكافرة القهرية ، فالبعض بارع في حجب وتغطية الحقائق ، والبعض الآخر يمتهن قلب الحقائق ويتفنن في ذلك ، وبحسب شدة كفرة ونفاقه وبحسب تراكم خبراته العبثية .
وعلماء وعمال السلطات القهرية الكافرة لا يتحدثون وبصورة واضحة عن مسألة ( الكفر والتكفير ) لأن تغطية وحجب الحقائق ( covering the facts ) من صميم سياسة سادتهم وأربابهم ، فكيف سيصفونهم بذلك ؟ أي كيف سيقولون عنهم بأنهم يغطون ويحجبون نظم وقوانين الخلق عن الناس الذين سيدهم الله على كافة الخلق ؟ فهذا التصريح يخالف توجه القيادات السياسية التي امتهنت تعبيد رعياها للأشياء والأشخاص ، وعلى رأس أولئك الأشخاص شخوصهم المريضة المصابة بداء العظمة ، ومن ينكر بأن ساسة هذا الزمان لا تقوم سياستهم على تكفير وتغطية الحقائق وحجبها وعلى جحد الحق بحجة المصلحة والخصوصية واللصوصية ، فهو وبلا شك يواجه مشكلة ما في عقله وفهمه و في هواه ، فتلك الحقيقة يعرفها حتى البسطاء من الناس ، فكيف بالعلماء والمفكرين ؟
فمثل هؤلاء العلماء إذا كانوا لا يعلمون بتلك الحقيقة التي تعتبر أحد أهم أسباب تخلف وانحطاط الأمة ، يعلمون بماذا ؟
فعدم الإيمان والعلم بحقيقة تلك المسألة هو السبب الأساسي باضطراب المنظومة الفكرية لكل عالم ومفكر ، فبسببها ستبقى جواهر الأفكار مطموسة عن الأعين وبعيدة عن الأفهام ، وستجعل العالم أو المفكر يضيع في عوالم الفكر المتعددة ، وسيجد نفسه أمام طرق وأبواب مغلقة لا تفتح إلا بعد الدخول من هذا الباب الرئيس ومعرفة حقيقة تلك المسألة ، مسألة ( الكفر والتكفير ) ، أو ، مسألة تغطية وحجب الحقائق ( covering the facts ) وأثرها على القلب والعقل وعلى المدركات الحسية بشكل عام ستكون أشبه بقاعدة الانطلاق ، فمنها ينطلق العقل إلى عالم الحق ودنيا الحقيقة ، ومنها ينطلق العقل ويغادر الأفق الضيق للمغضوب عليهم وللضالين إلى الأفق الفسيح للذين أنعم الله عليهم من المؤمنين ، ومنها يجدد الدين و تحيى علومه وتبعث روح الإسلام من جديد لكي يجد الناس خلاصهم من حكم الطواغيت .
فالأمور تترابط ببعضها البعض ، كما تترابط مكونات ذرات وجسيمات المواد ومكوناتها الدقيقة ، فكل شيىء له أصل في التركيب والترابط وله نظام يحكمه ، والمسألة ليست فوضى وكما يظن عمال وعلماء السلطات الكافرة ، فهي مسألة دقيقة بدقة نظم وقوانين هذا الكون ، والمعرفة بحقيقة الأشياء لا تكتسب بحفظ النصوص ، بل بالعمل بها وبدراستها وبتأملها وبدراسة الواقع وبتجرد من كل هوى مريض ، فالأفكار لها أصل في التركيب والتكوين وتترابط مع العمل وتتأثر به ، والفكرة الأصيلة والمعرفة النقية تنبع من عقيدة التوحيد ، " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، وكل عقيدة فاسدة وهوى مريض يخالط عقيدة التوحيد سيبين أثره على العقل ومخرجاته وأحكامه ، ومن ربط هواه وقلبه بهوى السلطة الكافرة سيكون هناك خلل واضطراب ما بمنظومته الفكرية وسيتضح ذلك عندما نتفحص مخرجاته الفكرية ، وتلك المسألة لا دخل لها بكبر السن أو بغزارة الشيب أو بالطيبة العرفية أو بالزي أو بالقدرة على الحفظ والاستظهار أو بالمسمى الوظيفي الذي تمنحه السلطات الكافرة ، فالآلية الروحية التي وضعت آلية تتجاوز كل ذلك ، فهي تتعرف على القلوب ونقائها وصفائها وخلوها من الآفات والأمراض ومدى إيمانها وارتباطها بالخالق وبمنهجه جل شأنه ، وعلى هذا الأساس ستنيرها لتنير العقل بالفكرة الصالحة الصحيحة المصلحة ، فهي تتعرف على ما ذكرت كما يتعرف برنامج ما - من برامج الحاسب الآلي - على البرامج الأصيلة النقية التي يمكن أن يتوافق ويعمل معها ، ولله المثل الأعلى .
وهذا الفهم السقيم الخاطئ والمغلوط لمسألة ( الكفر والتكفير ) والذي يروج له عمال السلطات القهرية الكافرة فهم متوارث ينتشر بين أوساط علماء ومشايخ تلك السلطات ، فبعضهم وبسبب طول فترة بقاءه في أفق علماء القرون الأولى أو المتأخرة ومن خلال الكتب سيعتقد إنه يعيش في القرون الأولى أو المتأخرة للإسلام فيستورد تلك الأحوال ليضعها على حال أهل وحكام هذا الزمان ، وهو لا يعلم بأن الناس أصبحت غير الناس والأرض غير الأرض والأحوال غير الأحوال ، والعقل لم يعد هو العقل بعد ما عبر الناس الزمن ولفترة طويلة بعقائد وبأفكار وبمفاهيم شتى تخالف عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام الأصيلة بسبب حكم السلاطين ولعب الشياطين ، وبعد ما تغيرت وتطورت الآليات التي يتم بواسطتها صناعة وصياغة معتقد وفكر الإنسان وغرس مفاهيمه وبناء تصوراته .
والبعض سيعتقد بأنه سيصبح من التيار الوسطي المعتدل العقلاني إذا ما تبنى الرأي الذي يزيف الواقع ويغطي الحقيقة التي ذكرناها ، وهو يحاول أن يحسن موقفه – وكما يظن -ويتجمل أمام الناس ولا يميل لتكفيرهم وتكفير السلطات الحاكمة ، فهو يعتقد بأن الكفر هوية وليست حالة تصيب الإنسان ، وبعضهم يعتقد بأن المسألة مسألة كسب ود الآخرين ورضاهم وليست قضية علمية يجب أن تدرس وتشرح وتوضح بالشكل الصحيح حتى يعرف الإنسان مدى صحة مسلكه ومنهجه ومدى درجة وعيهم بحقائق الأشياء ، فهناك من سيدخل في مزايدات الفهم والعلم والمعرفة بحقائق الأشياء وبحال وبأحوال الناس الفكرية والروحية والنفسية وبحال وبأحوال الحكام الكفار ، والأمة مصابة بالسكتة الدماغية والقلبية وبالشلل التام بسبب فهمه وعلمه القاصر المنحرف والذي ينتشر بين الناس من خلال إعلام السلطات الكافرة ، وأنا في الحقيقة قد أجد عذرا لهم للبقاء على هذا الفهم السقيم المنحرف في ضل عدم وجود الحرية ، وعلى رأسها حرية البحث العلمي ، فالسلطات الكافرة القهرية تنادي بالانفتاح على كل شيء ... على الخمارات وعلى المراقص والراقصات وعلى مواخير الدعارة وعلى صالات القمار وعلى جميع أنواع الشذوذ ، إلا على علوم الدين ، فهي تتزعم الانغلاق والتقوقع والتخلف والانحطاط لكي تستفرد بالغافلين بعد ما تبعدهم وتبعد أذهانهم ومدركاتهم الحسية عن معرفة وملامسة نظم وقوانين الخلق وعن حقيقة حقوقهم وضرورات حياتهم الإنسانية في الإسلام وحقيقة دورهم في الحياة وعن حقيقة ما يجري لهم من عقوبات إلهية لا يشعرون بها ، بسبب إبعادهم عن الحركة أو العمل وفق المنهج الرباني وإدارة حركتهم وفق مناهج متعددة ملفقة - لا تراعي تكوينهم وطبيعة كيانهم الإنساني - تضعها لهم السلطات القهرية الكافرة وبمساعدة أولئك الكهنة والعرافين ، وهي تعطي الحرية لعمل كل ما هو فاسد وضار إلا حرية البحث العلمي ، فهي حرية غائبة ، ولذلك ستبقى الحقيقة حقيقة غائبة عن البصائر والأفئدة والأفهام ، وعدم وجود حرية البحث العلمي يشعر بها كل العلماء العاملين في جميع المجالات ، ولذلك أصبحت الدول العربية والإسلامية دول متخلفة حتى عن الركب المدني والمادي الذي يتزعمه الغرب الذي تتوفر فيه حرية البحث العلمي في ما يتعلق بعلوم المادة التي يؤلهونها ويعكفون على عبادتها .
والبعض صحا على ذلك الفهم السقيم الخاطئ المغلوط الذي يروج له علماء الحكام والسلاطين وهو لم يحاول اكتشاف الأفاق من حوله و أكتفي بأفق المغضوب عليهم والضالين بعد ما فتحوا له المدارس لكي يتعلم بها بعض علوم الدين التي لا تضر حكام الجور والسلاطين ولا تهدد وجودهم وبقائهم على نفس أحوالهم وشذوذهم ، فذلك التعليم المزعوم يتم تحت أبصارهم وأسماعهم وتحت وصايتهم ، ولذلك سيتخرج الدارس وهو لا يعلم من علوم الدين إلا رسمها لأنه تعلم ودرس في مدارس الكفار التي قد تشبع العاطفة ولكنها لا ترتقي بالعقل ولا تسموا بالروح إلا بقدر محدود خادع .
يتبع
أخي القارئ الكريم ... لو نظرنا الأن إلى مهمة وعمل عمال وعلماء الحكومات والسلطات القهرية الكافرة ، سنجدها نفس مهمة وعمل كهان وعرافين القبائل والشعوب البدائية ، فعملهم الأن هو حماية الكيانات السياسية أو أهل وأصحاب القوة من خلال ربط عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام الأصيلة بعقيدة أهل القوة وبفكرتهم الدخيلة على الجنس البشري ، فهي نفس الفكرة القديمة ، فكرة ربط المعتقدات الغيبية وتطويعها لكي توافق عقيدة وفكرة السلطة الحاكمة القهرية ، فتلك الصورة تتكرر في الزمن الذي تسود فيه حياة الغاب والبدائية والهمجية والتخلف ، ولكن - وبطبيعة الحال - ستتغير المعتقدات والمفاهيم والتصورات والأفكار والأساليب بما يوافق نمط حياة كل جاهلية .
وعلماء وعمال كل السلطات القهرية الكافرة لهم فهم غريب في مسألة ( الكفر والتكفير ) ، وهو من غرائب الفهم في هذا الزمان ، إنه فهم سقيم يشوه عقيدة التوحيد في أذهان الناس ، وهو فهم لا يحترم عقل الإنسان ولا يرتقي به ، بل لا يحترم حتى إنسانيته ، وهو فهم لا يدين ولا يجرم سادتهم وأربابهم ولا يكشف حقيقتهم وحقيقة تأثير منهجهم ومسلكهم الفاسد على الناس وعلى الحياة بشكل عام ، ومعظمهم فصيح اللسان وحلو البيان ويحفظ الكثير من الروايات والقصص ويفهم الكثير من الصور والمعاني ، ولكن إذا ما جاءوا إلى معنى وفهم ( الكفر والتكفير ) فهم لا يذكرون علاقتهم و ترابطهم بمسألة ( تغطية وحجب الحقائق وإخفائها ) ( covering the facts ) ، وهم لا يكلفون عقلوهم في التدبر والتفكر في تلك المسألة ، فعقولهم مشغولة بالبحث عن ما يجعل الناس يعيشون في حيرة ومتاهة دائمة ، لا يستطيعون الخروج من أزمتهم وحيرتهم كما لا يستطيعون الهروب من معتقلاتهم الفكرية ، وعقولهم مشغولة أيضا بالتفكير في ما يديم بقاء قلوب وعقول الرعية وجعلها في نطاق ومجال السلطات الكافرة القهرية ، فالبعض بارع في حجب وتغطية الحقائق ، والبعض الآخر يمتهن قلب الحقائق ويتفنن في ذلك ، وبحسب شدة كفرة ونفاقه وبحسب تراكم خبراته العبثية .
وعلماء وعمال السلطات القهرية الكافرة لا يتحدثون وبصورة واضحة عن مسألة ( الكفر والتكفير ) لأن تغطية وحجب الحقائق ( covering the facts ) من صميم سياسة سادتهم وأربابهم ، فكيف سيصفونهم بذلك ؟ أي كيف سيقولون عنهم بأنهم يغطون ويحجبون نظم وقوانين الخلق عن الناس الذين سيدهم الله على كافة الخلق ؟ فهذا التصريح يخالف توجه القيادات السياسية التي امتهنت تعبيد رعياها للأشياء والأشخاص ، وعلى رأس أولئك الأشخاص شخوصهم المريضة المصابة بداء العظمة ، ومن ينكر بأن ساسة هذا الزمان لا تقوم سياستهم على تكفير وتغطية الحقائق وحجبها وعلى جحد الحق بحجة المصلحة والخصوصية واللصوصية ، فهو وبلا شك يواجه مشكلة ما في عقله وفهمه و في هواه ، فتلك الحقيقة يعرفها حتى البسطاء من الناس ، فكيف بالعلماء والمفكرين ؟
فمثل هؤلاء العلماء إذا كانوا لا يعلمون بتلك الحقيقة التي تعتبر أحد أهم أسباب تخلف وانحطاط الأمة ، يعلمون بماذا ؟
فعدم الإيمان والعلم بحقيقة تلك المسألة هو السبب الأساسي باضطراب المنظومة الفكرية لكل عالم ومفكر ، فبسببها ستبقى جواهر الأفكار مطموسة عن الأعين وبعيدة عن الأفهام ، وستجعل العالم أو المفكر يضيع في عوالم الفكر المتعددة ، وسيجد نفسه أمام طرق وأبواب مغلقة لا تفتح إلا بعد الدخول من هذا الباب الرئيس ومعرفة حقيقة تلك المسألة ، مسألة ( الكفر والتكفير ) ، أو ، مسألة تغطية وحجب الحقائق ( covering the facts ) وأثرها على القلب والعقل وعلى المدركات الحسية بشكل عام ستكون أشبه بقاعدة الانطلاق ، فمنها ينطلق العقل إلى عالم الحق ودنيا الحقيقة ، ومنها ينطلق العقل ويغادر الأفق الضيق للمغضوب عليهم وللضالين إلى الأفق الفسيح للذين أنعم الله عليهم من المؤمنين ، ومنها يجدد الدين و تحيى علومه وتبعث روح الإسلام من جديد لكي يجد الناس خلاصهم من حكم الطواغيت .
فالأمور تترابط ببعضها البعض ، كما تترابط مكونات ذرات وجسيمات المواد ومكوناتها الدقيقة ، فكل شيىء له أصل في التركيب والترابط وله نظام يحكمه ، والمسألة ليست فوضى وكما يظن عمال وعلماء السلطات الكافرة ، فهي مسألة دقيقة بدقة نظم وقوانين هذا الكون ، والمعرفة بحقيقة الأشياء لا تكتسب بحفظ النصوص ، بل بالعمل بها وبدراستها وبتأملها وبدراسة الواقع وبتجرد من كل هوى مريض ، فالأفكار لها أصل في التركيب والتكوين وتترابط مع العمل وتتأثر به ، والفكرة الأصيلة والمعرفة النقية تنبع من عقيدة التوحيد ، " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، وكل عقيدة فاسدة وهوى مريض يخالط عقيدة التوحيد سيبين أثره على العقل ومخرجاته وأحكامه ، ومن ربط هواه وقلبه بهوى السلطة الكافرة سيكون هناك خلل واضطراب ما بمنظومته الفكرية وسيتضح ذلك عندما نتفحص مخرجاته الفكرية ، وتلك المسألة لا دخل لها بكبر السن أو بغزارة الشيب أو بالطيبة العرفية أو بالزي أو بالقدرة على الحفظ والاستظهار أو بالمسمى الوظيفي الذي تمنحه السلطات الكافرة ، فالآلية الروحية التي وضعت آلية تتجاوز كل ذلك ، فهي تتعرف على القلوب ونقائها وصفائها وخلوها من الآفات والأمراض ومدى إيمانها وارتباطها بالخالق وبمنهجه جل شأنه ، وعلى هذا الأساس ستنيرها لتنير العقل بالفكرة الصالحة الصحيحة المصلحة ، فهي تتعرف على ما ذكرت كما يتعرف برنامج ما - من برامج الحاسب الآلي - على البرامج الأصيلة النقية التي يمكن أن يتوافق ويعمل معها ، ولله المثل الأعلى .
وهذا الفهم السقيم الخاطئ والمغلوط لمسألة ( الكفر والتكفير ) والذي يروج له عمال السلطات القهرية الكافرة فهم متوارث ينتشر بين أوساط علماء ومشايخ تلك السلطات ، فبعضهم وبسبب طول فترة بقاءه في أفق علماء القرون الأولى أو المتأخرة ومن خلال الكتب سيعتقد إنه يعيش في القرون الأولى أو المتأخرة للإسلام فيستورد تلك الأحوال ليضعها على حال أهل وحكام هذا الزمان ، وهو لا يعلم بأن الناس أصبحت غير الناس والأرض غير الأرض والأحوال غير الأحوال ، والعقل لم يعد هو العقل بعد ما عبر الناس الزمن ولفترة طويلة بعقائد وبأفكار وبمفاهيم شتى تخالف عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام الأصيلة بسبب حكم السلاطين ولعب الشياطين ، وبعد ما تغيرت وتطورت الآليات التي يتم بواسطتها صناعة وصياغة معتقد وفكر الإنسان وغرس مفاهيمه وبناء تصوراته .
والبعض سيعتقد بأنه سيصبح من التيار الوسطي المعتدل العقلاني إذا ما تبنى الرأي الذي يزيف الواقع ويغطي الحقيقة التي ذكرناها ، وهو يحاول أن يحسن موقفه – وكما يظن -ويتجمل أمام الناس ولا يميل لتكفيرهم وتكفير السلطات الحاكمة ، فهو يعتقد بأن الكفر هوية وليست حالة تصيب الإنسان ، وبعضهم يعتقد بأن المسألة مسألة كسب ود الآخرين ورضاهم وليست قضية علمية يجب أن تدرس وتشرح وتوضح بالشكل الصحيح حتى يعرف الإنسان مدى صحة مسلكه ومنهجه ومدى درجة وعيهم بحقائق الأشياء ، فهناك من سيدخل في مزايدات الفهم والعلم والمعرفة بحقائق الأشياء وبحال وبأحوال الناس الفكرية والروحية والنفسية وبحال وبأحوال الحكام الكفار ، والأمة مصابة بالسكتة الدماغية والقلبية وبالشلل التام بسبب فهمه وعلمه القاصر المنحرف والذي ينتشر بين الناس من خلال إعلام السلطات الكافرة ، وأنا في الحقيقة قد أجد عذرا لهم للبقاء على هذا الفهم السقيم المنحرف في ضل عدم وجود الحرية ، وعلى رأسها حرية البحث العلمي ، فالسلطات الكافرة القهرية تنادي بالانفتاح على كل شيء ... على الخمارات وعلى المراقص والراقصات وعلى مواخير الدعارة وعلى صالات القمار وعلى جميع أنواع الشذوذ ، إلا على علوم الدين ، فهي تتزعم الانغلاق والتقوقع والتخلف والانحطاط لكي تستفرد بالغافلين بعد ما تبعدهم وتبعد أذهانهم ومدركاتهم الحسية عن معرفة وملامسة نظم وقوانين الخلق وعن حقيقة حقوقهم وضرورات حياتهم الإنسانية في الإسلام وحقيقة دورهم في الحياة وعن حقيقة ما يجري لهم من عقوبات إلهية لا يشعرون بها ، بسبب إبعادهم عن الحركة أو العمل وفق المنهج الرباني وإدارة حركتهم وفق مناهج متعددة ملفقة - لا تراعي تكوينهم وطبيعة كيانهم الإنساني - تضعها لهم السلطات القهرية الكافرة وبمساعدة أولئك الكهنة والعرافين ، وهي تعطي الحرية لعمل كل ما هو فاسد وضار إلا حرية البحث العلمي ، فهي حرية غائبة ، ولذلك ستبقى الحقيقة حقيقة غائبة عن البصائر والأفئدة والأفهام ، وعدم وجود حرية البحث العلمي يشعر بها كل العلماء العاملين في جميع المجالات ، ولذلك أصبحت الدول العربية والإسلامية دول متخلفة حتى عن الركب المدني والمادي الذي يتزعمه الغرب الذي تتوفر فيه حرية البحث العلمي في ما يتعلق بعلوم المادة التي يؤلهونها ويعكفون على عبادتها .
والبعض صحا على ذلك الفهم السقيم الخاطئ المغلوط الذي يروج له علماء الحكام والسلاطين وهو لم يحاول اكتشاف الأفاق من حوله و أكتفي بأفق المغضوب عليهم والضالين بعد ما فتحوا له المدارس لكي يتعلم بها بعض علوم الدين التي لا تضر حكام الجور والسلاطين ولا تهدد وجودهم وبقائهم على نفس أحوالهم وشذوذهم ، فذلك التعليم المزعوم يتم تحت أبصارهم وأسماعهم وتحت وصايتهم ، ولذلك سيتخرج الدارس وهو لا يعلم من علوم الدين إلا رسمها لأنه تعلم ودرس في مدارس الكفار التي قد تشبع العاطفة ولكنها لا ترتقي بالعقل ولا تسموا بالروح إلا بقدر محدود خادع .
يتبع