فهد89
22-11-2002, 03:14 PM
خطاب ناري وقع عليه مايزيد عن 200 مثقف وعالم وشيخ مسلم من السعودية والكويت ومصر والمغرب والجزائر والسودان واليمن (عدد الموقعين يزداد حتى كتابة هذه السطور),
ويعلنون تحديهم لضرب العراق واصفين بوش وإدارته بالصليبيية اليمينية الداعم للصهاينة.
والله الذي لا إله إلا هو أن هذا أقوى خطاب تقرأه عيني للمشائخ والعلماء.
والله أن قلبي يحدثني أن الثورة بدأت تشتعل في السعودية والكويت وقطر ولبنان,
لقد فاض الكيل من هذا الفرعون الامريكي.
نص الخطاب لمن أراد الإطلاع عليه,
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أحداث الحادي عشر من ايلول [سبتمبر] أصبح الإسلام وعالمه مستهدفا من قبل الإدارة الأمريكية والقوي الصهيونية، وأصبح واضعو استراتيجياتها يروجون لأنواع من الاستعمار الجديد والهيمنة علي عدد من البلدان الإسلامية، يعضدهم في ذلك الإعلام الموجَّه والقوانين الجديدة التي تسنها السلطات الأمريكية، لتسوغ لها ما تراه من استخدام القوة وتجييش الجيوش والحصار الاقتصادي والسياسي، ووصم من تشاء بالإرهاب أو دعم الإرهاب.
إن ما يجري في أفغانستان وفلسطين واستهداف العراق والسودان والإشارة إلي تقسيم بعض البلدان المجاورة وتهديدها ما هو إلا بعض ما ظهر من خفايا الاستراتيجية الأمريكية ونواياها تجاه البلدان الإسلامية، وما الهجوم العنيف الذي يشنه الإعلام الأمريكي هذه الأيام ومن وراءه القوي الصهيونية والمسيحية اليمينية المتطرفة ضد الإسلام ورسوله محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ إلا فصل من فصول تلك الهجمة الشرسة التي تقودها الإدارة الأمريكية وأعوانها ومن وراءها.
إننا ونحن نكتب هذا الخطاب نعيش أحدث فصل في سياسة الإدارة الأمريكية، وهو السعي لتدمير العراق وتهديد أمن المنطقة بأسرها متذرعة بكل ذريعة ممكنة، ومحاولة تسخير الأمم المتحدة لتمرير ما تريده من قرارات تسوغ لها ضرب العراق واحتلاله وتصريف أموره واستغلال خيراته لتكون الخطوة الأولي في مسلسل مشابه، ومع علمنا بحقيقة النظام العراقي وما جناه علي شعبه وشعوب المنطقة إلا أن هذا لايسوِّغ لأمريكا حملتها الظالمة علي العراق.
إن إصرار الإدارة الأمريكية علي استخدام القوة والتعدي علي دول المنطقة يعيد إلي الأذهان الحملات الصليبية وحقبة الاستعمار، حينما كانت الجيوش المستعمرة تعيث بصلف في آسيا وأفريقيا، تستذل الشعوب وتستنزف الخيرات.
وكما أن تلك العهود فتحت أبواباً من الجهاد والمقاومة العادلة وانتهت بدحر قوي الشر الصليبية المعتدية المتجبرة، فكذلك كل بادرة عدوان علي الأمة أو استخفاف بها سوف تفتح أبوابا من الجهاد والمقاومة الشرعية العادلة التي ستنتهي بدحر قوي الشر الغازية من صليبية وصهيونية بإذن الله عز وجل.
إن من دوافع الإدارة الأمريكية لضرب العراق والعبث بأمن المنطقة العربية تدمير هوية الأمة المسلمة ونشر الثقافة الأمريكية في المنطقة والسيطرة علي ثرواتها من بترول وغيره والتغطية علي فشلها في تحقيق أهدافها التي أعلنتها في أفغانستان، وإشغال المنطقة بالمزيد من التوتر والقلاقل والحيلولة دون التنمية، وحماية أمن إسرائيل وضمان تفوقها علي دول المنطقة، والقضاء علي الانتفاضة المباركة التي أقلقت أمن إسرائيل وضربت اقتصادها. إن علي الحكومات والشعوب أن تستشعر الخطر الداهم الذي يهددها، وأن تستعد نفسياً ومادياً لمواجهته، ولذ فإننا ـ معشر الموقعين علي هذا البيان ـ لا يسعنا أمام هذه الهجمة الشرسة إلا أن نتقدم بهذا النداء الصريح الذي يدفعنا إليه الصدق والإخلاص والنصح للأمة:
أولا: الحكومات
إن مخاطر التدخل الأمريكي لا تهدد استقلال الإرادة السياسية لدول المنطقة فحسب بل تهدد أيضا وجودها، وتدفع المنطقة إلي حال من الفوضي والانهيار الذي يمهد لمزيد من التدخل الأجنبي، ويقضي علي البقية الباقية من وحدة الأمة وقدرتها علي المقاومة.
وسياسة الإدارة الأمريكية المتطرفة تهدف إلي تفتيت وحدة المنطقة وتوسيع فجوة الخلاف بين الشعوب وحكامها، ومن ذلك الضغط علي بعض الحكومات لتغيير مناهجها الدراسية، وإغلاق المدارس الدينية وتضييق الخناق علي المؤسسات الخيرية والإغاثية، ودفعها لتبني أنموذج علماني يتناقض مع قيم الشعوب ويؤدي إلي الصدام بينها وبين حكوماتها. وتفاديا لهذا الخطر فإننا نوجه للحكومات الإسلامية والعربية الدعوات التالية دون تشكيك أو مزايدة، ولكنه تنبيه علي الخطر الداهم الذي يقتضي مشاركة الجميع:
1 ـ إننا ندعو حكومات الدول الإسلامية والعربية كافة إلي العمل بالشريعة الإسلامية والالتزام بمرجعيتها وتحقيق التلاحم مع شعوبها بما يبث روح الثقة، ويرسخ الشوري والاعتراف بالرأي الآخر المتفق مع مسلمات الأمة وثوابتها مما يعمق الانتماء للبلد وأهله ويسد الثغرات والفجوات، فالتهديد الخارجي الإمريكي لا يمكن أن ينفذ إلا من خلال هذه الثغرات أو من خلال النخب الدائرة في فلك أمريكا والملتزمة بمشروعها ونموذجها.
لقد آن الأوان أن تشهد شعوب المنطقة سياسات صادقة من حكوماتها تقدم فيها مصالح الأمة والوطن علي كل الاعتبارات. إن أمن هذه الحكومات الحقيقي لن يكون في استمرار الارتهان لأطراف خارجية والانسياق لمتطلباتها، بل طريقه هو الاعتماد ـ بعد الله ـ علي شعوبها والسير معها علي طريق الاجتماع والائتلاف المنطلق من مسلمات الأمة تحقيقا لقول الله تعالي: إن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم .
2 ـ كما ندعو حكومات الدول الإسلامية والعربية إلي رفض التدخل الأمريكي الغاشم ـ تحت أي غطاء كان ـ وبكل قوة من خلال موقف متماسك موحد؛ لكي لا تتاح للإدارة الأمريكية الفرصة للعب علي التناقضات والمنازعات، إذ ليس بخاف أن ضرب العراق سيكون ممراً لضرب كثير من دول العالم الإسلامي وخصوصا دول الجوار، أو بسط هيمنة من نوع جديد يرهن الدول لاحتلال شمولي يدمر مصالحها وخطط التنمية فيها، سواء كانت ثقافية أو عسكرية أو اقتصادية.
إن الوقوف إلي جانب الإدارة الأمريكية وتبني مطالبها وسياساتها أو الوقوف علي الحياد في عدوانها يدفعها إلي مزيد من المطالب والشروط استضعافا لهذه الدول، ونذكِّر القادة والحكومات بحديث الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته .
3 ـ إننا ندعو الحكومات إلي أن ترتفع علي دواعي الانقسام والتباعد والخلاف التي يحرص العدو علي غرسها بين الحكومات وشعوبها، وأن يقبل الجميع علي بناء الذات وإقامة المؤسسات وتنويع مصادر الدخل وتجسير علاقات المصالح الاقتصادية والاجتماعية في ما بينهم والالتفات إلي متطلبات البناء والتنمية وبناء الفرد والمجتمعات القوية المتماسكة.
4 ـ كما ندعو الحكومات إلي السعي في بناء علاقات شراكة جادة مع قوي أخري غير الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث لا تظل المنطقة رهنا لتسلط الإدارة الأمريكية. إن ثمة فرصا لتعميق التواصل الاقتصادي والسياسي مع دول شرق آسيا وبعض الدول الأوروبية، وهو تواصل من شأنه أن يجعلنا أكثر قدرة علي تحقيق مصالحنا.
ثانيا: الشعوب
إن الشعوب رغم ما تعانيه من سلبية وضعف وتشرذم تتحمل جزءاً من المسؤولية عما هي فيه الآن وما يحيط بها، ومع أننا بدأنا ـ بحمد الله ـنلمس مؤخراً شيئا من اليقظة، إلا أن الشعوب ينتظر منها الكثير ويأتي في مقدمة ذلك:
1 ـ العودة الصادقة إلي الله ـ تبارك وتعالي ـ ولزوم شرعه والتوبة النصوح إليه من جميع الذنوب والمعاصي الفردية والجماعية عملا بقوله تعالي: فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا.. .
2 ـ اليقين بنصر الله عباده المؤمنين كما قال تعالي: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون .
3 ـ وحدة الكلمة ونبذ الشقاق وتغليب مصالح الأمة، والحفاظ علي وحدة البلاد التي بها تحفظ الحرمات ويعم الأمن وتقام بها الشعائر وتتحقق مصالح المسلمين، فإن الخير في الوحدة والائتلاف والشر في الفرقة والاختلاف كما قال تعالي: ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ، ومن المعلوم أن تفرق الأمة إلي شيع وأحزاب متناحرة يتيح للعدو استغلال بعضها ضد بعض.
4 ـ إن المؤمل من الشباب المسلم الجدية في الحياة وتغليب المصالح الكبري للأمة والبعد عن العنف والمحافظة علي أمن بلادهم ووحدتها فالعدو المتربص ينتظر فرصة أو خللا في الصفوف، فعلينا ألا نمنحه ذلك، ومع تأكيدنا علي الشباب المسلم في تجنب العنف فإننا نؤكد علي حق الشعوب المسلمة في جهاد أعدائها.
ثالثا: العلماء والدعاة والمفكرون
إن العلماء والدعاة والمفكرين هم الذين يوجهون الأمة في الأزمات ويكشفون لها ما التبس عليها من الحق، وغيابهم عن الأحداث هو غياب للحق الذي معهم وغياب للعقل والحكمة. وإن من واجبهم الذي ينتظر منهم في هذه الملمة:
1 ـ الاستمساك الذي لاتردد فيه بكلام الله سبحانه وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وأخذ الدين بقوة.
2 ـ إشاعة الاعتدال في الأمة والتوسط والتسامح القائم علي الفهم الصحيح لرسالة الإسلام، وإبراز ثوابت الأمة ومجالات الاختلاف والتنوع، حتي لايبغي بعض الأمة علي بعض.
3 ـ القيام بواجبهم الشرعي في تثبيت الأمة وتبصيرها بدينها وبما يحاك ضدها، والقيام بواجب النصيحة والدفاع عن قضايا المسلمين.
4 ـ الاجتهاد في تقديم الحلول الشرعية في ما ينزل بالأمة من مستجدات ونوازل، والمبادرة في ذلك.
رابعا: محبو العدل وأنصار السلام
إننا نهيب بالمنصفين ومحبي الحق والعدل وأنصار السلام في العالم أجمع من حكومات ومؤسسات وتجمعات نقابية ومنظمات حقوقية وأفراد أن يعبروا عن احتجاجهم علي سياسة الحكومة الأمريكية التي تقود العالم إلي صراعات تهدد الأمن والاستقرار بكل وسائل التعبير الممكنة، وأن يظهروا رفضهم تلك السياسة التي تسعي إلي نشر الدمار في العالم، كما أننا نهيب ـ بشكل خاص ـ بأنصار العدل ومحبي السلام ومعارضي الحرب مؤسسات وأفراداً داخل الولايات المتحدة الأمريكية أن يقفوا ضد أجنحة العنف والإرهاب من اليمين المتطرف وأنصار الإرهاب الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية. نسأل الله تعالي أن يتولي الأمة بحفظه وينصرها علي أعدائها ويحفظ عليها دينها وأمنها، إنه سميع مجيب، وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.
ويعلنون تحديهم لضرب العراق واصفين بوش وإدارته بالصليبيية اليمينية الداعم للصهاينة.
والله الذي لا إله إلا هو أن هذا أقوى خطاب تقرأه عيني للمشائخ والعلماء.
والله أن قلبي يحدثني أن الثورة بدأت تشتعل في السعودية والكويت وقطر ولبنان,
لقد فاض الكيل من هذا الفرعون الامريكي.
نص الخطاب لمن أراد الإطلاع عليه,
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أحداث الحادي عشر من ايلول [سبتمبر] أصبح الإسلام وعالمه مستهدفا من قبل الإدارة الأمريكية والقوي الصهيونية، وأصبح واضعو استراتيجياتها يروجون لأنواع من الاستعمار الجديد والهيمنة علي عدد من البلدان الإسلامية، يعضدهم في ذلك الإعلام الموجَّه والقوانين الجديدة التي تسنها السلطات الأمريكية، لتسوغ لها ما تراه من استخدام القوة وتجييش الجيوش والحصار الاقتصادي والسياسي، ووصم من تشاء بالإرهاب أو دعم الإرهاب.
إن ما يجري في أفغانستان وفلسطين واستهداف العراق والسودان والإشارة إلي تقسيم بعض البلدان المجاورة وتهديدها ما هو إلا بعض ما ظهر من خفايا الاستراتيجية الأمريكية ونواياها تجاه البلدان الإسلامية، وما الهجوم العنيف الذي يشنه الإعلام الأمريكي هذه الأيام ومن وراءه القوي الصهيونية والمسيحية اليمينية المتطرفة ضد الإسلام ورسوله محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ إلا فصل من فصول تلك الهجمة الشرسة التي تقودها الإدارة الأمريكية وأعوانها ومن وراءها.
إننا ونحن نكتب هذا الخطاب نعيش أحدث فصل في سياسة الإدارة الأمريكية، وهو السعي لتدمير العراق وتهديد أمن المنطقة بأسرها متذرعة بكل ذريعة ممكنة، ومحاولة تسخير الأمم المتحدة لتمرير ما تريده من قرارات تسوغ لها ضرب العراق واحتلاله وتصريف أموره واستغلال خيراته لتكون الخطوة الأولي في مسلسل مشابه، ومع علمنا بحقيقة النظام العراقي وما جناه علي شعبه وشعوب المنطقة إلا أن هذا لايسوِّغ لأمريكا حملتها الظالمة علي العراق.
إن إصرار الإدارة الأمريكية علي استخدام القوة والتعدي علي دول المنطقة يعيد إلي الأذهان الحملات الصليبية وحقبة الاستعمار، حينما كانت الجيوش المستعمرة تعيث بصلف في آسيا وأفريقيا، تستذل الشعوب وتستنزف الخيرات.
وكما أن تلك العهود فتحت أبواباً من الجهاد والمقاومة العادلة وانتهت بدحر قوي الشر الصليبية المعتدية المتجبرة، فكذلك كل بادرة عدوان علي الأمة أو استخفاف بها سوف تفتح أبوابا من الجهاد والمقاومة الشرعية العادلة التي ستنتهي بدحر قوي الشر الغازية من صليبية وصهيونية بإذن الله عز وجل.
إن من دوافع الإدارة الأمريكية لضرب العراق والعبث بأمن المنطقة العربية تدمير هوية الأمة المسلمة ونشر الثقافة الأمريكية في المنطقة والسيطرة علي ثرواتها من بترول وغيره والتغطية علي فشلها في تحقيق أهدافها التي أعلنتها في أفغانستان، وإشغال المنطقة بالمزيد من التوتر والقلاقل والحيلولة دون التنمية، وحماية أمن إسرائيل وضمان تفوقها علي دول المنطقة، والقضاء علي الانتفاضة المباركة التي أقلقت أمن إسرائيل وضربت اقتصادها. إن علي الحكومات والشعوب أن تستشعر الخطر الداهم الذي يهددها، وأن تستعد نفسياً ومادياً لمواجهته، ولذ فإننا ـ معشر الموقعين علي هذا البيان ـ لا يسعنا أمام هذه الهجمة الشرسة إلا أن نتقدم بهذا النداء الصريح الذي يدفعنا إليه الصدق والإخلاص والنصح للأمة:
أولا: الحكومات
إن مخاطر التدخل الأمريكي لا تهدد استقلال الإرادة السياسية لدول المنطقة فحسب بل تهدد أيضا وجودها، وتدفع المنطقة إلي حال من الفوضي والانهيار الذي يمهد لمزيد من التدخل الأجنبي، ويقضي علي البقية الباقية من وحدة الأمة وقدرتها علي المقاومة.
وسياسة الإدارة الأمريكية المتطرفة تهدف إلي تفتيت وحدة المنطقة وتوسيع فجوة الخلاف بين الشعوب وحكامها، ومن ذلك الضغط علي بعض الحكومات لتغيير مناهجها الدراسية، وإغلاق المدارس الدينية وتضييق الخناق علي المؤسسات الخيرية والإغاثية، ودفعها لتبني أنموذج علماني يتناقض مع قيم الشعوب ويؤدي إلي الصدام بينها وبين حكوماتها. وتفاديا لهذا الخطر فإننا نوجه للحكومات الإسلامية والعربية الدعوات التالية دون تشكيك أو مزايدة، ولكنه تنبيه علي الخطر الداهم الذي يقتضي مشاركة الجميع:
1 ـ إننا ندعو حكومات الدول الإسلامية والعربية كافة إلي العمل بالشريعة الإسلامية والالتزام بمرجعيتها وتحقيق التلاحم مع شعوبها بما يبث روح الثقة، ويرسخ الشوري والاعتراف بالرأي الآخر المتفق مع مسلمات الأمة وثوابتها مما يعمق الانتماء للبلد وأهله ويسد الثغرات والفجوات، فالتهديد الخارجي الإمريكي لا يمكن أن ينفذ إلا من خلال هذه الثغرات أو من خلال النخب الدائرة في فلك أمريكا والملتزمة بمشروعها ونموذجها.
لقد آن الأوان أن تشهد شعوب المنطقة سياسات صادقة من حكوماتها تقدم فيها مصالح الأمة والوطن علي كل الاعتبارات. إن أمن هذه الحكومات الحقيقي لن يكون في استمرار الارتهان لأطراف خارجية والانسياق لمتطلباتها، بل طريقه هو الاعتماد ـ بعد الله ـ علي شعوبها والسير معها علي طريق الاجتماع والائتلاف المنطلق من مسلمات الأمة تحقيقا لقول الله تعالي: إن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم .
2 ـ كما ندعو حكومات الدول الإسلامية والعربية إلي رفض التدخل الأمريكي الغاشم ـ تحت أي غطاء كان ـ وبكل قوة من خلال موقف متماسك موحد؛ لكي لا تتاح للإدارة الأمريكية الفرصة للعب علي التناقضات والمنازعات، إذ ليس بخاف أن ضرب العراق سيكون ممراً لضرب كثير من دول العالم الإسلامي وخصوصا دول الجوار، أو بسط هيمنة من نوع جديد يرهن الدول لاحتلال شمولي يدمر مصالحها وخطط التنمية فيها، سواء كانت ثقافية أو عسكرية أو اقتصادية.
إن الوقوف إلي جانب الإدارة الأمريكية وتبني مطالبها وسياساتها أو الوقوف علي الحياد في عدوانها يدفعها إلي مزيد من المطالب والشروط استضعافا لهذه الدول، ونذكِّر القادة والحكومات بحديث الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته .
3 ـ إننا ندعو الحكومات إلي أن ترتفع علي دواعي الانقسام والتباعد والخلاف التي يحرص العدو علي غرسها بين الحكومات وشعوبها، وأن يقبل الجميع علي بناء الذات وإقامة المؤسسات وتنويع مصادر الدخل وتجسير علاقات المصالح الاقتصادية والاجتماعية في ما بينهم والالتفات إلي متطلبات البناء والتنمية وبناء الفرد والمجتمعات القوية المتماسكة.
4 ـ كما ندعو الحكومات إلي السعي في بناء علاقات شراكة جادة مع قوي أخري غير الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث لا تظل المنطقة رهنا لتسلط الإدارة الأمريكية. إن ثمة فرصا لتعميق التواصل الاقتصادي والسياسي مع دول شرق آسيا وبعض الدول الأوروبية، وهو تواصل من شأنه أن يجعلنا أكثر قدرة علي تحقيق مصالحنا.
ثانيا: الشعوب
إن الشعوب رغم ما تعانيه من سلبية وضعف وتشرذم تتحمل جزءاً من المسؤولية عما هي فيه الآن وما يحيط بها، ومع أننا بدأنا ـ بحمد الله ـنلمس مؤخراً شيئا من اليقظة، إلا أن الشعوب ينتظر منها الكثير ويأتي في مقدمة ذلك:
1 ـ العودة الصادقة إلي الله ـ تبارك وتعالي ـ ولزوم شرعه والتوبة النصوح إليه من جميع الذنوب والمعاصي الفردية والجماعية عملا بقوله تعالي: فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا.. .
2 ـ اليقين بنصر الله عباده المؤمنين كما قال تعالي: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون .
3 ـ وحدة الكلمة ونبذ الشقاق وتغليب مصالح الأمة، والحفاظ علي وحدة البلاد التي بها تحفظ الحرمات ويعم الأمن وتقام بها الشعائر وتتحقق مصالح المسلمين، فإن الخير في الوحدة والائتلاف والشر في الفرقة والاختلاف كما قال تعالي: ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ، ومن المعلوم أن تفرق الأمة إلي شيع وأحزاب متناحرة يتيح للعدو استغلال بعضها ضد بعض.
4 ـ إن المؤمل من الشباب المسلم الجدية في الحياة وتغليب المصالح الكبري للأمة والبعد عن العنف والمحافظة علي أمن بلادهم ووحدتها فالعدو المتربص ينتظر فرصة أو خللا في الصفوف، فعلينا ألا نمنحه ذلك، ومع تأكيدنا علي الشباب المسلم في تجنب العنف فإننا نؤكد علي حق الشعوب المسلمة في جهاد أعدائها.
ثالثا: العلماء والدعاة والمفكرون
إن العلماء والدعاة والمفكرين هم الذين يوجهون الأمة في الأزمات ويكشفون لها ما التبس عليها من الحق، وغيابهم عن الأحداث هو غياب للحق الذي معهم وغياب للعقل والحكمة. وإن من واجبهم الذي ينتظر منهم في هذه الملمة:
1 ـ الاستمساك الذي لاتردد فيه بكلام الله سبحانه وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وأخذ الدين بقوة.
2 ـ إشاعة الاعتدال في الأمة والتوسط والتسامح القائم علي الفهم الصحيح لرسالة الإسلام، وإبراز ثوابت الأمة ومجالات الاختلاف والتنوع، حتي لايبغي بعض الأمة علي بعض.
3 ـ القيام بواجبهم الشرعي في تثبيت الأمة وتبصيرها بدينها وبما يحاك ضدها، والقيام بواجب النصيحة والدفاع عن قضايا المسلمين.
4 ـ الاجتهاد في تقديم الحلول الشرعية في ما ينزل بالأمة من مستجدات ونوازل، والمبادرة في ذلك.
رابعا: محبو العدل وأنصار السلام
إننا نهيب بالمنصفين ومحبي الحق والعدل وأنصار السلام في العالم أجمع من حكومات ومؤسسات وتجمعات نقابية ومنظمات حقوقية وأفراد أن يعبروا عن احتجاجهم علي سياسة الحكومة الأمريكية التي تقود العالم إلي صراعات تهدد الأمن والاستقرار بكل وسائل التعبير الممكنة، وأن يظهروا رفضهم تلك السياسة التي تسعي إلي نشر الدمار في العالم، كما أننا نهيب ـ بشكل خاص ـ بأنصار العدل ومحبي السلام ومعارضي الحرب مؤسسات وأفراداً داخل الولايات المتحدة الأمريكية أن يقفوا ضد أجنحة العنف والإرهاب من اليمين المتطرف وأنصار الإرهاب الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية. نسأل الله تعالي أن يتولي الأمة بحفظه وينصرها علي أعدائها ويحفظ عليها دينها وأمنها، إنه سميع مجيب، وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.