PDA

View Full Version : الإدارة في ظل الإسلام


Mr FOX
26-11-2002, 03:22 AM
قال تعالى : (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) يشير جل جلاله في الآية الكريمة السابقة أنه تولى تدبير معيشة الناس لعجزهم عن ذلك، وأنه سبحانه وتعالى فضل بعضهم على بعض في الرزق والنعم، وجعلهم مراتب وأصنافا ليتخذ بعضهم بعضاً أعواناً يسخرونهم في قضاء حوائجهم ومصالحهم، حتى يتساندون في طلب العيش وتنظيم الحياة. عليه نشأت الحاجة إلى تجميع جهود أفراد المجموعة، وتوجيهها نحو تحقيق غاية تنشدها هذه المجموعة، وهذه المهمة تعتمد أساسا على الإدارة، حيث تأخذ على عاتقها مهمة تحديد وتحقيق الأهداف ، والتنسيق بينها، وتوجيهها الوجهة الصحيحة.
فالناس ينقسمون إلى فئتين إما قادة وإما منفذون، والعمل الذي يقوم به القادة هو قيادة الآخرين وتنمية قدراتهم، ورسم الطريق لهم وتوجيههم وتنظيم عملهم ومراقبة ما يقومون به من عمل كل ذلك في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود للجماعة. اما بالنسبه للمنفذين فيتجسد دورهم بتجميع مهارات وجهود الأفراد مع استخدام كافة الموارد المادية المتاحة في سبيل تحقيق أهداف سبق تحديدها من قبل الإدارة.
وكل إدارة فعالة لها اربع مهام إن حافظت عليها حافظت على مستقبلها وهم التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة... تأتي في المقدمة مهمة التخطيط وهي من اهم المهام في الإدارة الغعالة، وتتلخص في تحديد الهدف ثم تحديد نوع الأعمال اللازم أداؤها، ورسم السياسات ووضع الإجراءات وتحديد البرامج الزمنية، ثم وضع الميزانيات التقديرية، وتحديد المخصصات المالية اللازمة لتنفيذ كل ما سبق تحقيقا لهدف الإدارة... أما بالنسبة لمهمة التنظيم فتكون مختصة بتصميم الهيكل التنظيمي الذي ييبين الوحدات والمستويات لكل المراكز الإدارية وربطها بالأشخاص الشاغلين لها، وهو ما يعرف بتوزيع المهام على الأفراد حتى يتعرف كل فرد على العمل المسؤول عنه، مع تحديد صلاحياته وما يصاحبها من تحديد المسؤولية، ثم العمل على تشكيل الهيئة الإدارية وتعيينها ومن ثم تدريبها لرفع مستواها.. ونأتي لمهمة التوجيه والتي تختص في إنشاء نظام فعال للاتصال لضمان وصول كافة التعليمات والتوجيهات والإرشادات والأوامر والقرارات من وإلى جميع اعضاء المنظمة وتحديد دينامكية القيادة لقيادة الأفراد نحو تحقيق الهدف بكفاءة عالية... ونأتي للمهمة الرابعة وهي الرقابة المختصة بترجمة الإجراءات التي سبق تحديدها والميزانيات إلى معايير إداء لتقييم أداء الأفراد وللتعرف على ما إذا كان التنظيم يعمل وفقا لهذه المعايير أم لا، ولتدارك أي انحراف يمكن حدوثه وتصحيحه، ثم التعرف على الأَكفْاء والمجتهدين من أعضاء هذا التنظيم لمكافأتهم، وكذلك التعرف على المهملين والمقصرين لمساءلتهم تمهيدا لمعاقبتهم.
فالإسلام لم يتقصر على العبادات فقط، بل هو نظام كامل وشامل للحياة، حيث استهدف كل ما يهم البشرية، وشرّع ونظّم لها كل شئون حياتها، الخاصة منها والعامة. وحياة المسلم معتمدة على ابتغاؤه في المقام الأول في نيل رضوان الله وثوابه، فهو يعلم أن خالقه سبحانه وتعالى مطلع على كل أفعاله وتصرفاته، وهو على يقين أنه سيحاسب على كل ما تقدمه يداه، فإن خيراً فخير، وإن شراً فشر، مصداقاً لقول المولى ( جل جلاله ) : ( فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره ). والإداري المسلم في إدارته لعمله، يعلم أنه مسؤول عن عمله هذا ومسؤول عن نتائج هذا العمل، لذلك يتوخى أثناء عمله أن يكون هذا العمل متقناً ومتفقاً بقول المولى ( جل جلاله ): (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى) نستنتج إن الإدارة الإسلامية بجانب كونها علم فهي في نفس الوقت فن، وأن فنها يرتكز على الشخصية القيادية التي تستطع استخدام العلم ومبادئه وقواعده ونظرياته الاستخدام الأمثل. كذلك الإداري المسلم يتوخى الحصول على الرزق (الربح) الحلال الطيب ويبتعد عن اي ربح حرام وهنا نقول إن الإدارة الاسلامية بالإضافه إلى كونها علم وفن فهي عقيدة.


إعداد ثعلب الإمارات

yapani
26-11-2002, 10:20 PM
أخي Fox
هذا الطرح مناسب في كل وقت ، فكيف إذا كان في رمضان . أعاده الله علينا وعليك وعلى المسلمين بالخير .
سأحرص على مشاركتك هذا الطرح القيم في أقرب فرصة
تحياتي لك

aziz2000
09-03-2003, 10:03 AM
رائع !

بارك الله فيك وفي ثعلب الإمارات :)

وليتنا نستخلص أساليب الإدارة من القصص القرآني ومن السنة النبوية ومن تاريخ الدولة الإسلامية ونحاول تجديدها بما يناسب عصرنا الحاضر ..