PDA

View Full Version : فقراء فلسطين يستقبلون العيد بـ"أسواق البالة"


ابو الامير
28-11-2002, 09:40 PM
تشهد أسواق البالة "أسواق الملابس القديمة" في المدن الفلسطينية إقبالا متزايدا من جانب المواطنين قبل حلول عيد الفطر المبارك؛ حيث يقوم الفلسطينيون بشراء مستلزماتهم الخاصة بعيد الفطر من تلك الأسواق؛ وذلك بسبب سوء الأحوال الاقتصادية جراء الحصار المفروض من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد العديد من التجار ممن يعملون في هذه الأسواق لـ"إسلام أون لاين.نت" أن نسبة الزيادة في أعداد المترددين على تلك الأسواق زادت بنسبة 30% عما كان عليه الحال قبل شهر رمضان؛ وذلك بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وعدم تمكن العمال من الوصول إلى أعمالهم، وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة بينهم، وضعف القوة الشرائية لديهم.

ويرى العديد من المواطنين أن انخفاض الأثمان في هذه الأسواق يشجعهم على شراء مستلزماتهم منها، لا سيما أن كثيرا منها ليس قديماً كما يعتقد كثير من المواطنين، بل إن بعضها يواكب أحدث خطوط الموضة، خاصة أنه يتم جلبه من دول أوروبية.

ويشير أحد المواطنين إلى أنه اشترى بنطلونا وقميصا وحذاء بسعر لا يتجاوز 40 شيكلا، مضيفاً أن ثمنها في محلات بيع الملابس يتجاوز 100 شيكل على الأقل.

ويقول "جلال اللبدي" من إحدى قرى مدينة "طولكرم" وهو أحد رواد سوق البالة: إنه اعتاد سنوياً ومع حلول العيد اصطحاب أبنائه السبعة معه إلى السوق وشراء الملابس الجديدة لهم، ولكن هذا العام وبسبب فقدانه لعمله وانضمامه لقطار البطالة منذ ما يزيد عن العام قرر اصطحابهم إلى هذه السوق؛ في محاولة منه لحل مشكلة كسوة العيد لإعادة البسمة لوجوههم ولو بالشيء القليل. وأشار إلى أن دخله الضئيل لا يكفي متطلبات بيته من مأكل ومشرب ولا يتعدى المائة دينار، معظمها مساعدات تُقدّم له من وزارة الشؤون الاجتماعية ولجنة الزكاة والمؤسسات الخيرية في المدينة.

ويشير "عبد اللطيف عارف" صاحب محل ملابس إلى أنه اعتاد سنوياً استئجار أربعة عمال في هذا الموسم للعمل في محله التجاري لتلبية طلبات الزبائن، حيث كانوا يعملون حتى ساعات متأخرة من الليل، لكن هذا العام لم يستأجر أي عامل واكتفى هو بنفسه بتلبية حاجات الزبائن.

وقال: "إنني أفتح المحل عند ساعات الظهيرة ولم أشاهد إلا القليل من الزبائن، غالبيتهم من أبناء الطبقة الميسورة نوعاً ما، وكل هذا يعود إلى انقطاع العمال عن عملهم بسبب إجراءات الاحتلال التعسفية التي حالت دون وصول أبناء القرى وأهلنا من داخل الخط الأخضر إلى أسواق المدينة التي تعتمد عليهم بشكل مباشر".

كما شهدت محلات تصليح الأحذية وحياكة الملابس إقبالا من كثير من المواطنين كما يؤكد العديد من العاملين في هذه المحلات.

ويشير الحاج "أبو علي" الذي يعمل في تصليح الأحذية في سوق الزاوية في مدينة غزة إلى ازدياد أعداد المواطنين الذين يقبلون على تصليح أحذيتهم وحقائبهم قبيل حلول عيد الفطر السعيد، خاصة أن كثيرا منهم يعاني من ضعف القوة الشرائية في ظل استمرار الحصار، ومنعهم من الوصول إلى أعمالهم.

وتساءل الحاج "أبو علي" كيف يمكن لمواطن عاطل عن العمل منذ أكثر من عام أن يوفر أثمان الأحذية أو أية مستلزمات أخرى لأطفاله، مضيفاً أن ذلك اضطرهم إلى تصليح ما لديهم من أحذية أو حقائب خاصة بالفتيات.

البسطات

كذلك تشهد الأيام القليلة المتبقية على حلول عيد الفطر ازدهار ورواج تجارة "البسطات" في الأسواق والشوارع الرئيسية في مراكز المدن الفلسطينية، وفي الأحياء المجاورة.

ويعزو العديد من المواطنين وأصحاب البسطات هذا الانتشار الواسع للبسطات بصورة لم يسبق لها مثيل إلى ارتفاع نسبة البطالة بين المواطنين، والتي زادت عن 60% في قطاع غزة، و50% في الضفة الغربية.

ويقول التاجر "أبو محمد": إنه وجد في الأيام القليلة المتبقية على عيد الفطر فرصة لتوفير بعض الدخل لأفراد أسرته، ما قد يساعدهم على شراء مستلزمات العيد، منوهاً إلى أنه يقوم ببيع بعض الحلويات والألعاب منخفضة الثمن التي تجد رواجاً بين المواطنين لانخفاض ثمنها.

وتعيش أسواق مدينة رام الله حالة اقتصادية سيئة، بعكس ما كانت عليه خلال السنوات الماضية، حيث كانت الحركة نشطة خاصة في أسواقها الشعبية والبسطات التي تنتشر في مختلف شوارعها وأزقتها؛ فمن يدخل أسواقها هذه الأيام يشاهد بسطات الخضار والحلوى والألعاب منتشرة في أماكن عديدة خاصة سوقها القديم، ويسمع أصوات التجار وأصحاب البسطات تتعالى لجذب أنظار المتسوقين وعرض أفضل ما لديهم بأسعار رخيصة ومنافسة، لكن دون جدوى، ولا حياة لمن تنادي، فالاحتلال حرم الكثير من مواطني قرى المدينة وأبناء الخط الأخضر من الوصول إليها.

دين.. و"على الدفتر"

وعن الحركة التجارية في المدن الفلسطينية بصفة عامة يؤكد "أبو محمد" تاجر أحذية إلى أنها تعاني من حالة ركود غير مسبوقة، مشيرا إلى أن الحركة التجارية انخفضت بأكثر من 50% عما كانت عليه في الأعياد الماضية؛ نظراً للحصار المفروض من جانب سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني. وقال: "إن نسبة كبيرة من المبيعات للمواطنين من مختلف شرائحهم هي دين، وعلى الدفتر".

يشار إلى أن إحصائيات وزارة العمل أكدت ارتفاع نسبة الفقر بين المواطنين إلى أكثر من 60% من المواطنين في الأراضي الفلسطينية، جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على الأراضي الفلسطينية.

من جهة أخرى يتفق المواطنون أن العيد ليس عيداً في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في مختلف الأراضي الفلسطينية. ويرى هؤلاء المواطنون أن العيد لن يكون عيداً للكبار والصغار إلا بعد زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وزوال الاحتلال عن كافة الأراضي بما فيها القدس الشريف.

وتقول الحاجة بسمة وهي والدة أحد شهداء الانتفاضة لـ"إسلام أون لاين.نت": كيف نفرح ونتذوق فرحة العيد ونشتري الملابس الجديدة لأطفالنا وقد سرق منا الاحتلال فلذة كبدنا وحرمنا منه العام الماضي؟!!.

وتمسح دموعها وتتابع حديثها: ترك لنا أبناءه الأربعة دون عائل، والده كبير السن ولا يقوى على العمل.. وتعود بذاكرتها للوراء قليلاً وتقول: العيد الماضي كان معنا وبيننا، من يعيده لنا؟!!


http://www.islamonline.net/Arabic/news/2001-12/17/images/pic56.jpg
--------------فلسطين- مها عبد الهادي- النجاح للصحافة/12-12-2001