الأرهابي الجديد
09-12-2002, 06:06 AM
نص كلمة الرئيس العراقي للشعب الكويتي
فيما يلي نص كلمة الرئيس صدام حسين التي وجهها للشعب الكويتي، والقاها نيابة عنه محمد سعيد الصحاف.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الاخوة أبناء الشعب في الكويت ..
السلام عليكم ..
كلما أمعن في السوء من أساء اليكم والى اخوانكم في العراق ، من اولئك الذين ابتليتم بهم ، وجاءتنا بعدكم أو معكم آثار البلوى منهم شررا وحرائق مستمرة، لم تنطفئ خلال الاعوام والسنين الماضية، ونظنها سوف تستمر للزمن اللاحق، الا اذا اذن رب العباد ، القادر العظيم، بما يعتبر هيناً على قدرته، فيحل ما هو معقد، ويلغي ما هو مؤذ، ويضع الامور في نصابها، بما يسر قلوب قوم مؤمنين.
نقول ، كلما امعن السوء بالاذى ضد اخوانكم في العراق ، بمشاركة الاجنبي بمخططاته التدميرية وما اصابهم في حياتهم منه ، بما في ذلك الموت المستمر ، ليس بالحصار فحسب ، وانما بكل ما اوتي الاجنبي المعتدي من قدرة تدميرية ، وجدنا من الواجب ان نوضح لكم ما ينبغي على طرفي الحال، ونذكركم بما يقتضي ، تاركين لكم، ولابناء امتنا وكل الخيرين في العالم ان يحاكموا بموجبها ما هو قديم بالاضافة الى ما يقع على شعب العراق في يومنا هذا، وما يمتد به السوء الى المستقبل.
فلقد وجدنا، انا ورفاقي في القيادة ، تحت القول : عسى ولعل ، لنتجنب في العراق ، ونجنب اخواننا في الكويت ، التشويش وخلق الذرائع لايغال السيئين في سوئهم، وفي ربط مصيرهم بصورة نهائية بالاجنبي ومخططاته بحيث يغدو الامل في انقاذ المعنيين من انفسهم الامارة بالسوء ، وانقاذ الآخرين من سوئهم شبه مستحيل، ان لم يكن مستحيلا استحالة كاملة، هو ومصيرهم الاظلم وعاقبة السوء، بعد ان ظلموا انفسهم وغيرهم، نقول وجدنا انفسنا نتريث في قول ما ينبغي حتى الان .. ودافعنا الاساس في ما نريد قوله هو ان ذكر الحقائق قد يعينكم على مزيد من الوضوح في تفسير المواقف والاحداث الان ، وبأثر رجعي للاحداث والمواقف منذ الثاني من آب عام 1990 .. وكنا ، وما زلنا نعتمد دائما على ذكائكم ووعيكم ، وطيش الطاغوت وغباء الاغبياء في اظهار سوئهم مثلما هو من الذين ارتموا في احضانه بصورة مكشوفة وعلنية ومخزية ، لتعرفوا الحقيقة واضحة مثلما هي ، وتقفوا الموقف المنصف لكل وطني وقومي غيور ومؤمن يحب الله ، ويحبه ربه ، لتخفيف الاذى عليكم وعلى اخوانكم في العراق.
ولكن موقفنا هذا ، والمبادئ القومية المؤمنة التي اعتمدنا عليها في هذا الموقف ، وبالذات بعد مؤتمر بيروت ، وما التزمنا به من قراراته التي اعلن المسؤولون في الكويت انهم التزموا بها وخالفوها بعد حين فحسب ، قد اوهم من سد باب رحمة الله عنه بتصرفه وجحوده ، بان موقفنا هذا انما هو نتيجة ضعف ، وليس قرارا اردناه ، مستجيبين لدواعي ما ذكرنا ورغبة من كانت رغبته صادقة وامينة من العرب.
ايها الاخوة ..
لعلكم تتذكرون اننا ما ان حقق الله لنا النصر في القادسية الثانية المجيدة على من اجج تلك الحرب ، حتى فاتحنا المسؤولين في الكويت عن جاهزيتنا لنعطي كل الوقت اللازم لحل الامور العالقة بيننا، ولشدة ما كانت دهشتنا كبيرة عندما واجهنا المسؤولون عندكم بعدم الاكتراث بدعوتنا تلك، ولم نكن في وقتها قد وصلنا الى تفسير مقنع لذلك الموقف، الا عندما بدأت التمارين العسكرية المشتركة بلعبة حرب في تشرين الاول من عام 1989 في الكويت باشراف الاميركان ، تلتها شهادة الجنرال نورمان شوارسكوف امام الكونغرس الاميركي في شباط 1990 ، التي قال فيها نصاً ( ان هناك حاجة لزيادة الوجود العسكري الاميركي في منطقة الخليج ، محذرا من قدرة العراق على ازعاج جيرانه) حسب زعمه في وقت لم يكن هنالك ما يلوح في الافق غير بداية ملامح بسيطة للمؤامرة الاقتصادية على اخوانكم في العراق ، وحفر الابار النفطية بشكل مائل عند خط الدوريات الذي وضعته الجامعة العربية بحيث يؤثر هذا التصرف سلبيا على حقولنا النفطية في الجنوب، ثم جاء بعده اعتبار المعونة المالية اليسيرة التي قدمها المسؤولون في الكويت في القادسية ديونا حية واجبة الدفع .. وتخفيض اسعار النفط الى سبعة دولارات للبرميل بدلا من 21 دولارا آنذاك ، بعد ان اغرق المعنيون في الكويت السوق النفطية بانتاج خارج استحقاقهم المقرر من اوبك، رغم كل التنبيهات التي اطلقت في حينها.
لقد سار دفع المؤامرة تحت كل هذه العناوين والمسميات بصورة متسارعة، وصار ما هو اظهر واخطر فيها التمارين العسكرية المشتركة التي اجريت تحت اشراف الجنرال شوارسكوف الذي قاد بنفسه فيما بعد جيوش التحالف العدواني ضد عراقكم وبغدادكم ، بغداد العرب والمسلمين ، ولقد وقعت في ايدينا مصورة فيما بعد تلك الخطط والفعاليات العسكرية التي اعد لها الاميركان والمسؤولون في الكويت.
وعندها اصبح الدور الذي رسمه الاميركيون للكويت، بالتخطيط المشترك مع حكامها، واضحا .. فتسارعت الاحداث وما رافقها من خطر داهم واستفزازات مستمرة لا تنبيء بامل حل الامور بالطرق السياسية وتحت حساسية واهمية الدفاع عن النفس، وحماية كل ما هو عزيز، وقعت احداث الثاني من آب عام 1990 .
لقد ظلمتكم وظلمتنا ظروف تسارع الاحداث، وعدم اتاحة الفرصة لكم لتعرفوا ما عرفناه وما لم نعرفه في حينه، فلم تتبينوا، وزاد في الطين بلة من اساء الينا قبل ان تكون الاساءة واقعة عليكم، ممن كانت طويته ونيته على خط واحد ومشترك مع الذين كانوا يعدون لصفحة الغدر والخيانة التي وقعت علينا في العراق، كواحدة من صفحات العدوان على العراق بتخطيط من الاميركان، وتعاون من تعاون معهم، يردف ذلك من اساء تحت ضغط عوامل غير اصيلة ، وقلة وعي منه فوقفتم الموقف الذي نحن آسفون على كل ما وقع عليكم بسببه ، وصار سببا لدفعكم لان تقفوا الموقف وتتصوروا ما تصورتموه ، حتى اختلطت لديكم ولدى غيركم الالوان والدوافع ، وتداخلت الصفوف .
ايها الاخوة
اننا نقول قولنا هذا ليس ضعفا منا ، او تكتيكا لغاية غير مشروعة ، بل لتوضيح الحقائق وفق ما نرى ، ومثلما لكم اجتهادكم الذي نحترمه ولانزعل منه، حتى لو اصابنا منه اذى ، فاننا نقول اجتهادنا هذا على وفق دوافعه المشروعة ايضا.
ان تصوركم واجتهادكم حتى لو لم يهتد الى الصواب كما ينبغي في السابق .. فاننا واثقون من انكم ستهتدون اليه الان او في المستقبل ، والاساس الذي يغضبنا فقط ونعتقد انه يغضبكم ايضا هو الموقف والعمل الذي يغضب الله ، او يقع موقع خدمة الاجنبي ويكون ضمن خططه، وهو الذي يتربص بامتنا، ومنها نحن وانتم ، ولا يضمر لنا ولكم ولامتنا الا السوء والاذى .
وعلى هذا الاساس ، فاننا نعتذر الى الله عن أي فعل يغضبه سبحانه ان كان قد وقع في الماضي مما لانعرف به ويحسب على مسؤوليتنا ونعتذر لكم على هذا الاساس ايضا.
ايها الاخوة
ان ما نتمناه لكم هو مثلما نعمل عليه لاخوانكم في العراق ، وهو ان تعيشوا احرارا، لا يسيطر اجنبي على مصيركم وارادتكم وقراركم وثروتكم ، وحاضركم ومستقبلكم ، وان تجتهدوا احرارا مؤمنين بما يخدم شعبكم وامتكم ، وليس احتواءكم بالباطل، او احتلالكم بالقوة الغاشمة .
انكم تعرفون ان عراقكم غني بمبادئه وتاريخه وقيمه وايمانه وانسانه ، ومع غناه هذا الذي يسبق أي شيء مادي ليعتد به، وفق معاني وقيم العرب المؤمنين ، فانه غني بثروته المادية والاقتصادية ايضا.
واذا كان النفط هو اساس الثروة وما يملك اصحابها في الكويت، فان النفط ليس الا جزءا من الثروة في بلدكم العراق .. واذا نضب النفط عندكم، او تحول الناس عنه كمصدر اساسي من مصادر الطاقة، فان عناصر الثروة في العراق ذات طابع مستديم الى ما شاء الله.
اما ضعف حال الاقتدار في شعب صغير عندما ينعزل عن امته ، فقد جربتموه في الكويت وجربه غيركم ، بعد ان عزل المسؤولون في بلادكم الشعب عن امته .. حتى صارت الثروة ، بما فيها الثروة الشخصية للمسؤولين المودعة في البنوك الاجنبية، تحت سيطرة الاجنبي .. بل ما هو أمر واكثر خطورة هو ان الاجنبي ، مثلما ترون، يحتل بلادكم احتلالا عسكريا مباشرا ، وانكم تعرفون ان الاجنبي عندما يحتل البلاد، لا يدنس تراب الاوطان فحسب، وانما يدنس الروح والدين والعقول ، ويمسخ النفوس، الا نفس من يحمل عليه السلاح ويقاومه .. فتحية منا ومن شعب العراق ، لاولئك الفتية المؤمنين، الذين يحملون على الاجنبي المحتل بالسلاح ، او تنظر اليه نفوس من يؤمنون بأنه عار يقتضي تطهير الارض والشعب منه بالنار والوسائل الاخرى.
تحية لاولئك الميامين الابرار، الاحياء منهم والشهداء ، لانهم رفعوا بيرق الحق بوجه الباطل والعار، وابعدوا ما يمكن ان يوجه اليكم من تهمة عار لو قبلتم بالاحتلال بعد ان اراده حكامكم ، بل خفف عنا وعن غيرنا من العرب الغيارى ثقل المسؤولية تجاه احتلال الاجنبي للكويت، وهي جزء من الوطن العربي الكبير.
فيما يلي نص كلمة الرئيس صدام حسين التي وجهها للشعب الكويتي، والقاها نيابة عنه محمد سعيد الصحاف.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الاخوة أبناء الشعب في الكويت ..
السلام عليكم ..
كلما أمعن في السوء من أساء اليكم والى اخوانكم في العراق ، من اولئك الذين ابتليتم بهم ، وجاءتنا بعدكم أو معكم آثار البلوى منهم شررا وحرائق مستمرة، لم تنطفئ خلال الاعوام والسنين الماضية، ونظنها سوف تستمر للزمن اللاحق، الا اذا اذن رب العباد ، القادر العظيم، بما يعتبر هيناً على قدرته، فيحل ما هو معقد، ويلغي ما هو مؤذ، ويضع الامور في نصابها، بما يسر قلوب قوم مؤمنين.
نقول ، كلما امعن السوء بالاذى ضد اخوانكم في العراق ، بمشاركة الاجنبي بمخططاته التدميرية وما اصابهم في حياتهم منه ، بما في ذلك الموت المستمر ، ليس بالحصار فحسب ، وانما بكل ما اوتي الاجنبي المعتدي من قدرة تدميرية ، وجدنا من الواجب ان نوضح لكم ما ينبغي على طرفي الحال، ونذكركم بما يقتضي ، تاركين لكم، ولابناء امتنا وكل الخيرين في العالم ان يحاكموا بموجبها ما هو قديم بالاضافة الى ما يقع على شعب العراق في يومنا هذا، وما يمتد به السوء الى المستقبل.
فلقد وجدنا، انا ورفاقي في القيادة ، تحت القول : عسى ولعل ، لنتجنب في العراق ، ونجنب اخواننا في الكويت ، التشويش وخلق الذرائع لايغال السيئين في سوئهم، وفي ربط مصيرهم بصورة نهائية بالاجنبي ومخططاته بحيث يغدو الامل في انقاذ المعنيين من انفسهم الامارة بالسوء ، وانقاذ الآخرين من سوئهم شبه مستحيل، ان لم يكن مستحيلا استحالة كاملة، هو ومصيرهم الاظلم وعاقبة السوء، بعد ان ظلموا انفسهم وغيرهم، نقول وجدنا انفسنا نتريث في قول ما ينبغي حتى الان .. ودافعنا الاساس في ما نريد قوله هو ان ذكر الحقائق قد يعينكم على مزيد من الوضوح في تفسير المواقف والاحداث الان ، وبأثر رجعي للاحداث والمواقف منذ الثاني من آب عام 1990 .. وكنا ، وما زلنا نعتمد دائما على ذكائكم ووعيكم ، وطيش الطاغوت وغباء الاغبياء في اظهار سوئهم مثلما هو من الذين ارتموا في احضانه بصورة مكشوفة وعلنية ومخزية ، لتعرفوا الحقيقة واضحة مثلما هي ، وتقفوا الموقف المنصف لكل وطني وقومي غيور ومؤمن يحب الله ، ويحبه ربه ، لتخفيف الاذى عليكم وعلى اخوانكم في العراق.
ولكن موقفنا هذا ، والمبادئ القومية المؤمنة التي اعتمدنا عليها في هذا الموقف ، وبالذات بعد مؤتمر بيروت ، وما التزمنا به من قراراته التي اعلن المسؤولون في الكويت انهم التزموا بها وخالفوها بعد حين فحسب ، قد اوهم من سد باب رحمة الله عنه بتصرفه وجحوده ، بان موقفنا هذا انما هو نتيجة ضعف ، وليس قرارا اردناه ، مستجيبين لدواعي ما ذكرنا ورغبة من كانت رغبته صادقة وامينة من العرب.
ايها الاخوة ..
لعلكم تتذكرون اننا ما ان حقق الله لنا النصر في القادسية الثانية المجيدة على من اجج تلك الحرب ، حتى فاتحنا المسؤولين في الكويت عن جاهزيتنا لنعطي كل الوقت اللازم لحل الامور العالقة بيننا، ولشدة ما كانت دهشتنا كبيرة عندما واجهنا المسؤولون عندكم بعدم الاكتراث بدعوتنا تلك، ولم نكن في وقتها قد وصلنا الى تفسير مقنع لذلك الموقف، الا عندما بدأت التمارين العسكرية المشتركة بلعبة حرب في تشرين الاول من عام 1989 في الكويت باشراف الاميركان ، تلتها شهادة الجنرال نورمان شوارسكوف امام الكونغرس الاميركي في شباط 1990 ، التي قال فيها نصاً ( ان هناك حاجة لزيادة الوجود العسكري الاميركي في منطقة الخليج ، محذرا من قدرة العراق على ازعاج جيرانه) حسب زعمه في وقت لم يكن هنالك ما يلوح في الافق غير بداية ملامح بسيطة للمؤامرة الاقتصادية على اخوانكم في العراق ، وحفر الابار النفطية بشكل مائل عند خط الدوريات الذي وضعته الجامعة العربية بحيث يؤثر هذا التصرف سلبيا على حقولنا النفطية في الجنوب، ثم جاء بعده اعتبار المعونة المالية اليسيرة التي قدمها المسؤولون في الكويت في القادسية ديونا حية واجبة الدفع .. وتخفيض اسعار النفط الى سبعة دولارات للبرميل بدلا من 21 دولارا آنذاك ، بعد ان اغرق المعنيون في الكويت السوق النفطية بانتاج خارج استحقاقهم المقرر من اوبك، رغم كل التنبيهات التي اطلقت في حينها.
لقد سار دفع المؤامرة تحت كل هذه العناوين والمسميات بصورة متسارعة، وصار ما هو اظهر واخطر فيها التمارين العسكرية المشتركة التي اجريت تحت اشراف الجنرال شوارسكوف الذي قاد بنفسه فيما بعد جيوش التحالف العدواني ضد عراقكم وبغدادكم ، بغداد العرب والمسلمين ، ولقد وقعت في ايدينا مصورة فيما بعد تلك الخطط والفعاليات العسكرية التي اعد لها الاميركان والمسؤولون في الكويت.
وعندها اصبح الدور الذي رسمه الاميركيون للكويت، بالتخطيط المشترك مع حكامها، واضحا .. فتسارعت الاحداث وما رافقها من خطر داهم واستفزازات مستمرة لا تنبيء بامل حل الامور بالطرق السياسية وتحت حساسية واهمية الدفاع عن النفس، وحماية كل ما هو عزيز، وقعت احداث الثاني من آب عام 1990 .
لقد ظلمتكم وظلمتنا ظروف تسارع الاحداث، وعدم اتاحة الفرصة لكم لتعرفوا ما عرفناه وما لم نعرفه في حينه، فلم تتبينوا، وزاد في الطين بلة من اساء الينا قبل ان تكون الاساءة واقعة عليكم، ممن كانت طويته ونيته على خط واحد ومشترك مع الذين كانوا يعدون لصفحة الغدر والخيانة التي وقعت علينا في العراق، كواحدة من صفحات العدوان على العراق بتخطيط من الاميركان، وتعاون من تعاون معهم، يردف ذلك من اساء تحت ضغط عوامل غير اصيلة ، وقلة وعي منه فوقفتم الموقف الذي نحن آسفون على كل ما وقع عليكم بسببه ، وصار سببا لدفعكم لان تقفوا الموقف وتتصوروا ما تصورتموه ، حتى اختلطت لديكم ولدى غيركم الالوان والدوافع ، وتداخلت الصفوف .
ايها الاخوة
اننا نقول قولنا هذا ليس ضعفا منا ، او تكتيكا لغاية غير مشروعة ، بل لتوضيح الحقائق وفق ما نرى ، ومثلما لكم اجتهادكم الذي نحترمه ولانزعل منه، حتى لو اصابنا منه اذى ، فاننا نقول اجتهادنا هذا على وفق دوافعه المشروعة ايضا.
ان تصوركم واجتهادكم حتى لو لم يهتد الى الصواب كما ينبغي في السابق .. فاننا واثقون من انكم ستهتدون اليه الان او في المستقبل ، والاساس الذي يغضبنا فقط ونعتقد انه يغضبكم ايضا هو الموقف والعمل الذي يغضب الله ، او يقع موقع خدمة الاجنبي ويكون ضمن خططه، وهو الذي يتربص بامتنا، ومنها نحن وانتم ، ولا يضمر لنا ولكم ولامتنا الا السوء والاذى .
وعلى هذا الاساس ، فاننا نعتذر الى الله عن أي فعل يغضبه سبحانه ان كان قد وقع في الماضي مما لانعرف به ويحسب على مسؤوليتنا ونعتذر لكم على هذا الاساس ايضا.
ايها الاخوة
ان ما نتمناه لكم هو مثلما نعمل عليه لاخوانكم في العراق ، وهو ان تعيشوا احرارا، لا يسيطر اجنبي على مصيركم وارادتكم وقراركم وثروتكم ، وحاضركم ومستقبلكم ، وان تجتهدوا احرارا مؤمنين بما يخدم شعبكم وامتكم ، وليس احتواءكم بالباطل، او احتلالكم بالقوة الغاشمة .
انكم تعرفون ان عراقكم غني بمبادئه وتاريخه وقيمه وايمانه وانسانه ، ومع غناه هذا الذي يسبق أي شيء مادي ليعتد به، وفق معاني وقيم العرب المؤمنين ، فانه غني بثروته المادية والاقتصادية ايضا.
واذا كان النفط هو اساس الثروة وما يملك اصحابها في الكويت، فان النفط ليس الا جزءا من الثروة في بلدكم العراق .. واذا نضب النفط عندكم، او تحول الناس عنه كمصدر اساسي من مصادر الطاقة، فان عناصر الثروة في العراق ذات طابع مستديم الى ما شاء الله.
اما ضعف حال الاقتدار في شعب صغير عندما ينعزل عن امته ، فقد جربتموه في الكويت وجربه غيركم ، بعد ان عزل المسؤولون في بلادكم الشعب عن امته .. حتى صارت الثروة ، بما فيها الثروة الشخصية للمسؤولين المودعة في البنوك الاجنبية، تحت سيطرة الاجنبي .. بل ما هو أمر واكثر خطورة هو ان الاجنبي ، مثلما ترون، يحتل بلادكم احتلالا عسكريا مباشرا ، وانكم تعرفون ان الاجنبي عندما يحتل البلاد، لا يدنس تراب الاوطان فحسب، وانما يدنس الروح والدين والعقول ، ويمسخ النفوس، الا نفس من يحمل عليه السلاح ويقاومه .. فتحية منا ومن شعب العراق ، لاولئك الفتية المؤمنين، الذين يحملون على الاجنبي المحتل بالسلاح ، او تنظر اليه نفوس من يؤمنون بأنه عار يقتضي تطهير الارض والشعب منه بالنار والوسائل الاخرى.
تحية لاولئك الميامين الابرار، الاحياء منهم والشهداء ، لانهم رفعوا بيرق الحق بوجه الباطل والعار، وابعدوا ما يمكن ان يوجه اليكم من تهمة عار لو قبلتم بالاحتلال بعد ان اراده حكامكم ، بل خفف عنا وعن غيرنا من العرب الغيارى ثقل المسؤولية تجاه احتلال الاجنبي للكويت، وهي جزء من الوطن العربي الكبير.