ArabDev
12-03-2003, 12:43 AM
http://www.cia.gov/cia/publications/factbook/flags/iz-lgflag.gif
عندما ذهب الدكتور حسين الدريمي مع اصدقائه الى مخزن عين النمر لبيع الخمور في شارع «14 رمضان»، دخل في نقاش ضاحك مع زبون اخر في المحل اسمه ولي بخصوص ذهاب مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة الى ثلاثة معامل لصناعة مشروب «الجين» خارج بغداد بحثا عن اسلحة نووية. وسأل زبون «لا يصنعون قنبلة نووية هناك يا ولي أليس كذلك؟» فيما كان البائع يضع زجاجة ويسكي «جوني ووكر ـ بلاك ليبل» في كيس بني اصبح رمزا لتجارة المشروبات الروحية المنتشرة في بغداد اكثر من اي بلد عربي اخر.
ضحك ولي، وهو مهندس كهرباء في الرابعة والعشرين من عمره، كما ضحك الكثير من العراقيين منذ ان علموا بزيارة المفتشين لمصنع للخمور. تجدر الاشارة الى ان شرب الخمور في العراق من الامور العادية مثل غسل الاسنان، لكن الطريقة التي يستهلك بها تعكس النقلة في القواعد والاجراءات. فمنذ اعلان صدام حسين حملة «ايمان» في 1996، وتخليه عن النموذج العلماني لنموذج اكثر تأثرا بالاسلام، اصبح الكحول يستهلك في الخفاء. فقد تم حظر شرب الخمور علنا، وتم اغلاق الحانات الانجليزية الطابع التي كانت تنتشر في شارع النضال في قلب بغداد، وتعود الى فترة الاحتلال البريطاني. ويشرب العراقيون الخمور في المنازل او في المطاعم والنوادي التي تتجرأ على تقديم الخمور في كؤوس غير شفافة.
وربما كانت زيارة المفتشين لمعامل الخمور ضربة للمفتشين، ولكن ـ وسط متابعة العالم الاسلامي بأكمله للازمة هنا - فإن التوقيت كان هدية لصدام حسين. وكانت قد تمت اضافة المعامل الى قائمة المواقع المطلوب تفتيشها، بالاضافة الى قصر رئاسي، بهدف اشعار العراقيين بـ «المهانة» الناجمة عن تفتيش القصر، وليس عن تفتيش معامل الجين. الا ان مسؤولين عراقيين، شعروا، بالسعادة من تفتيش المعامل. وقال مسؤول «هل تريد تفتيش انبوب معجون الاسنان؟» وقال مسؤول اخر «لا ندري ما الذي يمكن ان يجدوه فيه؟».
والمزاح حول الاسلحة النووية هو جزء من المناخ في مخزن عين النمر، وهو من اشهر مخازن بيع الخمور في بغداد. والمخزن مضاء بأنوار ساطعة وتحيط به ارفف من الخشب الاسكندنافي بها مائة نوع من الويسكي، واكثر من 50 نوعا من الجين، ومثلها من الفودكا والعديد من زجاجات النبيذ القادم من فرنسا وايطاليا واسبانيا والمانيا وبلغاريا. كما توجد زجاجات من الجين المصنع محليا ثمنها 1.22 دولار، والعرق المحلي وثمن الزجاجة 73 سنتا. وتجدر الاشارة الى ان المعامل التي تنتج المشروبات الروحية موجودة في بغداد لعقود طويلة، كما تبيع المخازن ويسكي وفودكا وغيرها من المشروبات الروحية المنتجة محليا بالاضافة الى الكونياك.
ومعظم المشروبات الروحية العراقية هي تقليد للمنتجات الغربية مثل زجاجة عثر عليها محرر في العام الماضي اطلق عليها «جي اند بي هيغ ووكر». وبالنسبة لاصحاب متجر عين النمر، فإن الايام القليلة الماضية كانت فترة ازدهار، فترة عيد الفطر. فقد كان الدكتور الدريمي واصدقاؤه يخزنون المشروبات الروحية للحفلات التي تعقد بهذه المناسبة، وسط مناخ الخوف والامل الذي تتسم به الحياة في عراق صدام حسين. وربما تكون الحرب وشيكة وتنهي نظاما سياسيا قمعيا لم يعرف غيره معظم العراقيين، فإن صدام حسين واعضاء مجلس قيادة الثورة لا يزالون يعيشون في قصورهم.
واحد المهدئات، مثلما هو الامر في اي مجتمع يعاني من الضغوط، هو تناول الكحوليات. ولا ينشر العراق اية استطلاعات حول هذا الموضوع لكن انتشار تناول المشروبات الروحية هو مبعث قلق في بلد يخرج من ازمة ليدخل ازمة اخرى تحت قيادة صدام. وفي الاحياء الفاخرة مثل الكرادة والمنصور، حيث تقف احدث موديلات سيارات المرسيدس امام الفيلات الفاخرة التي تنتشر فيه حمامات السباحة وتحيط بها الاسوار العالية تمتلئ الخزانات الزجاجية في تلك الفيلات بأفضل انواع النبيذ والمشروبات الروحية المستوردة. بل حتى في مدينة صدام، وهي منطقة شعبية في ضواحي العاصمة يعيش فيها مليونان من افقر العراقيين، يكاد لا يخلو منزل من زجاجة عرق محلي. وتنتشر قصص احداث العنف في الاماكن الفاخرة التي تبدأ بجلسة شرب للخمور وتنتهي بإطلاق النار.
ومن خصائص صناعة المشروبات الروحية في العراق انها دائما، ولاسباب تاريخية، مملوكة للمسيحيين. فمنذ الخلافة العثمانية كان مسموحا فقط للطائفة المسيحية الصغيرة ومعظمها من الاشوريين والارمن والكلدان، بالاضافة الى اليزيديين بيع الخمور. وفي معامل التقطير فإن العاملين والمديرين من المسيحيين. وقد تم تأسيس مخازن عين النمر بعد حظر تناول المشروبات الروحية في عام 1996وانتقل الى مكانه الحالي بعد عامين بعد ازدهار المبيعات. ويؤيد زبائنه قرار صدام حظر تناول المشروبات الروحية في الاماكن العامة.
- منقول
http://arabdev.homestead.com/files/images/yazaman.jpg
عندما ذهب الدكتور حسين الدريمي مع اصدقائه الى مخزن عين النمر لبيع الخمور في شارع «14 رمضان»، دخل في نقاش ضاحك مع زبون اخر في المحل اسمه ولي بخصوص ذهاب مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة الى ثلاثة معامل لصناعة مشروب «الجين» خارج بغداد بحثا عن اسلحة نووية. وسأل زبون «لا يصنعون قنبلة نووية هناك يا ولي أليس كذلك؟» فيما كان البائع يضع زجاجة ويسكي «جوني ووكر ـ بلاك ليبل» في كيس بني اصبح رمزا لتجارة المشروبات الروحية المنتشرة في بغداد اكثر من اي بلد عربي اخر.
ضحك ولي، وهو مهندس كهرباء في الرابعة والعشرين من عمره، كما ضحك الكثير من العراقيين منذ ان علموا بزيارة المفتشين لمصنع للخمور. تجدر الاشارة الى ان شرب الخمور في العراق من الامور العادية مثل غسل الاسنان، لكن الطريقة التي يستهلك بها تعكس النقلة في القواعد والاجراءات. فمنذ اعلان صدام حسين حملة «ايمان» في 1996، وتخليه عن النموذج العلماني لنموذج اكثر تأثرا بالاسلام، اصبح الكحول يستهلك في الخفاء. فقد تم حظر شرب الخمور علنا، وتم اغلاق الحانات الانجليزية الطابع التي كانت تنتشر في شارع النضال في قلب بغداد، وتعود الى فترة الاحتلال البريطاني. ويشرب العراقيون الخمور في المنازل او في المطاعم والنوادي التي تتجرأ على تقديم الخمور في كؤوس غير شفافة.
وربما كانت زيارة المفتشين لمعامل الخمور ضربة للمفتشين، ولكن ـ وسط متابعة العالم الاسلامي بأكمله للازمة هنا - فإن التوقيت كان هدية لصدام حسين. وكانت قد تمت اضافة المعامل الى قائمة المواقع المطلوب تفتيشها، بالاضافة الى قصر رئاسي، بهدف اشعار العراقيين بـ «المهانة» الناجمة عن تفتيش القصر، وليس عن تفتيش معامل الجين. الا ان مسؤولين عراقيين، شعروا، بالسعادة من تفتيش المعامل. وقال مسؤول «هل تريد تفتيش انبوب معجون الاسنان؟» وقال مسؤول اخر «لا ندري ما الذي يمكن ان يجدوه فيه؟».
والمزاح حول الاسلحة النووية هو جزء من المناخ في مخزن عين النمر، وهو من اشهر مخازن بيع الخمور في بغداد. والمخزن مضاء بأنوار ساطعة وتحيط به ارفف من الخشب الاسكندنافي بها مائة نوع من الويسكي، واكثر من 50 نوعا من الجين، ومثلها من الفودكا والعديد من زجاجات النبيذ القادم من فرنسا وايطاليا واسبانيا والمانيا وبلغاريا. كما توجد زجاجات من الجين المصنع محليا ثمنها 1.22 دولار، والعرق المحلي وثمن الزجاجة 73 سنتا. وتجدر الاشارة الى ان المعامل التي تنتج المشروبات الروحية موجودة في بغداد لعقود طويلة، كما تبيع المخازن ويسكي وفودكا وغيرها من المشروبات الروحية المنتجة محليا بالاضافة الى الكونياك.
ومعظم المشروبات الروحية العراقية هي تقليد للمنتجات الغربية مثل زجاجة عثر عليها محرر في العام الماضي اطلق عليها «جي اند بي هيغ ووكر». وبالنسبة لاصحاب متجر عين النمر، فإن الايام القليلة الماضية كانت فترة ازدهار، فترة عيد الفطر. فقد كان الدكتور الدريمي واصدقاؤه يخزنون المشروبات الروحية للحفلات التي تعقد بهذه المناسبة، وسط مناخ الخوف والامل الذي تتسم به الحياة في عراق صدام حسين. وربما تكون الحرب وشيكة وتنهي نظاما سياسيا قمعيا لم يعرف غيره معظم العراقيين، فإن صدام حسين واعضاء مجلس قيادة الثورة لا يزالون يعيشون في قصورهم.
واحد المهدئات، مثلما هو الامر في اي مجتمع يعاني من الضغوط، هو تناول الكحوليات. ولا ينشر العراق اية استطلاعات حول هذا الموضوع لكن انتشار تناول المشروبات الروحية هو مبعث قلق في بلد يخرج من ازمة ليدخل ازمة اخرى تحت قيادة صدام. وفي الاحياء الفاخرة مثل الكرادة والمنصور، حيث تقف احدث موديلات سيارات المرسيدس امام الفيلات الفاخرة التي تنتشر فيه حمامات السباحة وتحيط بها الاسوار العالية تمتلئ الخزانات الزجاجية في تلك الفيلات بأفضل انواع النبيذ والمشروبات الروحية المستوردة. بل حتى في مدينة صدام، وهي منطقة شعبية في ضواحي العاصمة يعيش فيها مليونان من افقر العراقيين، يكاد لا يخلو منزل من زجاجة عرق محلي. وتنتشر قصص احداث العنف في الاماكن الفاخرة التي تبدأ بجلسة شرب للخمور وتنتهي بإطلاق النار.
ومن خصائص صناعة المشروبات الروحية في العراق انها دائما، ولاسباب تاريخية، مملوكة للمسيحيين. فمنذ الخلافة العثمانية كان مسموحا فقط للطائفة المسيحية الصغيرة ومعظمها من الاشوريين والارمن والكلدان، بالاضافة الى اليزيديين بيع الخمور. وفي معامل التقطير فإن العاملين والمديرين من المسيحيين. وقد تم تأسيس مخازن عين النمر بعد حظر تناول المشروبات الروحية في عام 1996وانتقل الى مكانه الحالي بعد عامين بعد ازدهار المبيعات. ويؤيد زبائنه قرار صدام حظر تناول المشروبات الروحية في الاماكن العامة.
- منقول
http://arabdev.homestead.com/files/images/yazaman.jpg