PDA

View Full Version : حتى الموتى لا يسلمون من بطش الاحتلال الصهيوني


ابو الامير
26-03-2003, 09:12 AM
عديدة هي صنوف العذاب التي يتذوقها الفلسطينيون إجباريا، بكل مرارة على يد جيش الاحتلال. ولم تبق شريحة من شرائح هذا الشعب نائية عن العذاب والألم، ولم يبق طفل صغير ولا كهل ولا امرأة إلا وعايش كثير من المعاناة، وكأنه قدر سواء كنا أحياء أم أمواتا ،فحتى الأموات لم يشفع لهم موتهم بالمرور على حواجز جيش الاحتلال التي حولت قراهم ومدنهم إلى مناطق معزولة عن العالم الخارجي، وكما صعب عليهم في حياتهم لم يتوقف الأمر على ذلك، فامتد حتى إلى الموتى منهم ولم يكن هناك حل آخر إلا المرور من تحت يد سياسات الاحتلال الهمجية، التي لا تراعي حرمة ولا وضعا إنسانيا ولا حتى الموت لإنسان قدر له أن يكون فلسطينيا .

حالات عديدة هي الشاهدة على الهمجية واللاإنسانية التي يتعامل بها جنود الاحتلال مع الفلسطينيين فالمرحومة أم أهاب من محافظة سلفيت إحدى المواطنات التي لم تسلم سواء في حياتها أو مماتها من الحصار الجائر فقد توفيت بشكل طبيعي كأي إنسان انتهى اجله، لكن قوات الاحتلال لم تترك مجالا للأمر أن يمر بسهولة دون أن يضعوا لمساتهم على كل جانب من جوانب الحياة الفلسطينية .

فالمرحومة وبعدان قامت بزيارة لابنتها المتزوجة في قرية مجاورة ، شعرت بألم شديد في صدرها مما حدا بزوجها إلى الإسراع بنقلها إلى الطبيب الذي أوصى بنقلها إلى المستشفى فورا لان حالتها لا تسمح .وفعلا احضر زوجها سيارة وأسرع بها إلى المستشفى، لكن لم يكتب لها الوصول وتوفيت في الطريق عند حاجز مقام بين البلدة وقرية مجاورة لها .

واستمر زوجها على الرغم من ذلك بالمسير على أمل بعمل شيء لها حتى وصل إلى المستشفى وهناك قاموا بفحصها وأعلنوا وفاتها وقاموا بالإجراءات اللازمة لنقل جثمانها بسيارة الإسعاف إلى حاجز حوارة، وهناك أوقفهم الجنود المتواجدين على الحاجز ومنعوهم من المرور ، حاول زوجها إقناعهم بأنها "متوفية وان إكرام الميت دفنه" ويجب أن يراعوا هذا الظرف الإنساني ويسمحوا له بنقلها لكنهم لم يستمعوا له معللين ذلك بأنه قد يكون كذبا وان لا شيء يثبت لهم بأنها ميتة .

ومن جهته حاول سائق سيارة الإسعاف بدوره إقناعهم بالسماح لهم بالمرور وطلب منهم التأكد إذا كان لديهم شك وبعد رؤيتهم للجثة مرة أخرى قالو له بان هذا ليس أكيدا وحتى وان كانت ميتة لن يمروا فلديهم أوامر عسكرية "بمنع الطير من المرور وليس الموتى فقط" وبعد انتظار لعدة ساعات.

خلال هذه الساعات كان الزوج في وضع نفسي يرثى له لفقدان زوجته وتركها لتسعة أطفال من جهة وللعذاب الذي يلقاه من الجنود، وبعد ساعات مرت على الزوج كأنها أعوام سمحوا لهم بالمرور ليصلو البلدة بعد موعد أذان المغرب بعد انتظار طويل للجثمان دام طوال النهار من قبل الأهل ليسارعوا بتشيع الجنازة على عجل قبل أن يحل الظلام، بعد ألم وحرقة وغضب ألم بكل أهالي البلدة على وفاتها وعلى الوحشية والاانسانية التي يتعامل بها جنود الاحتلال مع الإنسان الفلسطيني.

لكن ما حسبنا أن نقول في أناس يحتلون الأرض والإنسان والحلم وحتى الموت، فهم نشأوا على القتل والتعذيب وعلى قيم بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية التي نعرفها ،فهذه الحالة ليست الوحيدة التي عايشناها ويعايشها الإنسان الفلسطيني في كل بقعة من بقاع هذا الوطن فكل يوم يمر نرى المزيد من صنوف المعاناة والألم والعذاب المفروضة علينا بشتى صورها فكثير من الشهداء توفوا وهم يقفون على الحواجز في انتظار السماح لهم بالمرور ،وعديدون هم الأطفال الذين توفوا على الحواجز والنساء اللواتي استشهدن وهن في وضع ولادة .

المصدر : نداء القدس

*بنت العرب*
27-03-2003, 01:49 AM
حسبنا الله ونعم الوكيل

وأى قيم ننتظره اذا أردنا الاستسلام لمن يدير هذه الغابة


تحياتى أخى,,

ابو الامير
28-03-2003, 11:21 AM
شكر لك اختي بثينه على المداخله