PDA

View Full Version : أول هدايا نابليون وأول هدايا بوش


خالد الوليدي
26-03-2003, 09:44 AM
((((عكّا في العراق


كانت أول هدايا نابليون الى المصريين قذيفة أطارت أنف أبي الهول , يومها كان نابليون يقول مثل الذي يقوله الامريكيون اليوم, ادعى انه سيطيح بالمماليك ويحرر المصريين وأتى بالعلماء والخبراء ليستعرض آخر انجازات التقنية وحدث الذي حدث ظل نابليون يبحث عن مجد لفرنسا خارج أراضيها, بسمل كثيراً وربما حوقل في بعض المناسبات, واعتقد نابليون انه اشترى القلوب وأنه فرنس المصريين أكثر من الفرنسيين الذين كانوا يختلفون في باريس على كل شيء.ربما كانت ظروف نابليون أفضل كثيراً فقد كان هناك الانجليز وهو السبب الاساسي الذي جعله يحاول قطع الطريق على خط الهند ومواني الجزيرة الانجليزية. لكن سنة 1798 تختلف عن 2003 لذلك تأخرت صدمة نابليون كثيراً حين وقف تحت اسوار عكا واستعصت المدينة على الجيش الحديث وصمدت الاسوار أمام المدافع .حاصرها وطال الحصار حتى الملل وشعر جنوده بأنهم يحاربون من أجل لاشيء ربما اسوار عكا هي التي جعلت نابليون يرحل سريعاً ليعرف ان معركته هناك في بلاد الغال وليست هنا على أرض ترفضه وتلفظه, ولسوء حظ كليبر ان يخلفه على جيش محبط وبيئة رافضة جعلته يدفع حياته قبل ان يعود الآخرون .حملة نابليون الشهيرة لاتتفق مع حرب اليوم إلا في شيئين أولها تقنية متطورة آنذاك جاء بها نابليون وثانيهما ادعاؤه بأنه جاء مخلّصاً لكن الشيء الثالث الذي يرعب تومي فرانكس ان يلاقي مالاقاه نابليون وان يفاجأ بعكا تستعصى على صواريخه وتزرع اليأس في نفوس جنوده

مشكلة عكا العراقية أنها يمكن ان تكون أكثر من مدينة فقد تحول ميناء أم القصر الصغير الى عكا عكّرت مزاج الامريكيين والانجليز والفاو تحوّلت الى عكا والنجف تحوّلت الى عكا وكل عكا تسقط تظهر من ورائها عكا أكبر وهو مايجعل تقدم قوات التحالف الذي يتباهون به أحيانا كما يعد ركاب الحافلة المسافة المتبقية على المحطة القادمة هذا التقدم سيكون نحو النهاية المحبطة فلم يجد القادمون من وراء المحيط أي زهور ولا موسيقا وتبخّرت أحلام النزهة وقد قضّت مضاجعهم تفجيرات بين خيامهم وراء خطوط الاسناد وأصبح ربع مليون اسرة يتلقفون الاخبار وينتظرون رؤية افراد عائلاتهم قتلى أو اسرى وكل مايتمنونه هو حسن معاملتهم وتذكروا اتفاقية جنيف ونسوا صفقهم لباب مجلس الامن وراءهم ليس هناك شيء حتمي مهما توافرت من تقنية والدرس هناك في افغانستان حيث القرى الفقيرة والبنية المحطمة ومع ذلك لازالت الطائرات تنقل منها توابيت, ربما يستطيع العالم ان يضغط لايقاف هذه الحرب خدمة لامريكا فكل يوم تغوص امريكا في مستنقع الحرب وغداً لن تستطيع ان تنزع أقدامها , ومن يصدّر الصواريخ عليه ان ينتظر التوابيت.)))

*منقول عن صحيفة الشمس